شرف الله بني البشر عن سائر المخلوقات بنعمة العقل والفكر ، وفضل بعضهم على بعض بالعلم والمعرفة إذ يتمكنون عبرها إدراك سر وجودهم في هذه المعمورة ، واستخدام ما أودعه الله فيها من الخيرات على الوجه الصحيح قال تعالى “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا. “.
ولحمل رسالة العلم والمعرفة أرسل الله الرسل عليهم السلام إلى بني البشر،وفضلهم عليهم ، ليرشدوهم على مافيه صلاح أمور دينهم ودنياهم ،فبلغ الرسل بهذه الرسالة كما أمروا ، وعلموا الناس الخير والصلاح ،وهم بدورهم نقلوا هذه الرسالة إلى العلماء. ويقول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ” العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافروحول هذا أجرى مندوب صحيفة “العلم ” مع الشيخ مبارك بن الشيخ محمد رئيس المحاكم الشرعية الفيدالية الذي ولدي في منطقة رايا التابعة لإقليم تجراي وهو عالم متبحر في شتى العلوم الشرعية والكونية وهو خدم الإسلام والمجتمع الأثيوبي والحوار كالتالي حول السيرة الذاتية ::
العلم : أرجو من سماحتكم نبذة تايخية عن سيرة الذاتية لحياتكم والتعليم ولخدمة المجتمع الأثيوبي في شتى المجالات المختلفة ؟
وفي هذا الصدد قال الشيخ مبارك بن الشيخ محمد بن أول إنه ولد مسكرم 1 عام 1966 بالتقويم الأثيوبي في منطقة راية الخضراء في الجزء الشمالي في إثيوبيا في حشنكي وفي قرية عدي شيلا قرب بحيرة حشنكي ووالده يعتبر من أحد العلماء المعروفين والمشهورين في تلك المنطقة وكان فقيها ونحويا ومحدثا وبعدما أناولدت ومرعلى ست سنوات علمني والدي أبجدية الحروف الهجائية وقرأت القرآن إلى حد والسماءوالطارق لدى والدي ،ثم أحالني والدي إلى أحد تلامذه المسمى الشيخ كمال محمد أمان رحمة الله عليه وختمت القرآن وبدأت قراءة مبادئ الفقه أبي شجاع على زوج أختي الكبيرة إسمها جنية بنت الشخ محمد أول اسمه الشيخ أبومدين محمد كامل الهنكتي وهو من أحد سلالة أشراف رايه وقادتها وأوليائها البارزين وبعد ماقرأت عليه أبي شجاع وبعده واصلت على والدي بافضل المنهاج القويم شرحا ومتنا ، وقرأت عمدة السالك إلى حد باب النكاح وبعدهاثم ذهبت إلى منطقة غند طيرجا حيث كان هناك شيخافقيها إسمه الشيخ حسين أحمد المشهور بشيخ حسين كتاري ثم بعدذلك قرأت عليه من الكتب الفقهية إلى حد منهاج الطالبين للإمام النووي وبعدها سافرت إلى منطقة وللو إسمها أردبو وهي قريبة لمدينة هيقي قرأت اللغة العربية النحو اعراب الآجرومية واعراب ملحة الإعراب وشيئا من الصرف على الإمام اللغوي النحوي والصرفي المعروف والمشهورالشيخ إبراهيم موسى الأردبي ثم بعدذلك رجعت إلى والدي في منطقة رايه في وراباي في قرية دنقو ججابا وواصلت تعلمي في علم الحديث ومصطلحه وقرأ ت عليه صحيح إمام البخاري والترمذي وبعد ذلك ذهبت إلى مكة المكرمة وقرأت لدى كثيرمن العلماء أمثال الشيخ محمدسراج صالح الأثيوبي الذي كان رئيسا للبرلمان الأثيوبي أيام الإمبراطور هيل سلاسي ،كماكان سفيرا لأثيوبيا في اليمن وبعدهاأصبح لاجئا في مكة المكرمة ومستشارا في رابطة العالم الإسلامي وثم بعدها ذهب إلى الولاية المتحدة الإمريكية مبعوثا من قبل رابطة العالم الإسلامي ومؤسسا لمؤسسة بدري وتوفي هناك رحمه الله وقرأت عليه أيضا تدريب الراوي وزاد المعادي لإبن القيم كماكنت استمع إلى محاضرات وحلقات علمية في الحرم المكي وألازم دروس العلامة الدكتور صالح ابن حميدي إمام الحرمين في مكة المكرمة ورئيس مجلس الشورى للمملكة العربية السعودية ، وكما كنت أقرأ على الشيخ العلامة الشيخ على الهندي في الحرم الشريف قراة معظم كتب الستة في حلقاته المعروفة في الحرم المكي لعدة سنوات وكماكنت أقرأ أيضا وألازم العلامة الشيخ المفسر المعروف صاحب كتاب صفوة التفاسير الشيخ علي الصابوني وكما قرأت الكتب الستة على السيد العلامة محدث الحرمين الشريفين صاحب التآليف الكثيرة ، العلامة الدكتور محمد علوي بن عباس المالكي المكي وكماقرأت على الشيخ إسماعيل اليماني والحافظ التونسي الشيخ محمد الشاذلي النيفرعميد كلية الزيتونة سابقا وفي مكة المكرمة وغيرهم كثير
العلم : وأين توجهتم بعد السعودية؟
ذكر الشيخ مبارك إنني توجهت بعد السعودية إلى السودان بهدف مزيد من العلوم وقرأت على مشايخها البارزين اللغة العربية كأمثال الشيخ الطريفي والدكتور حسن الفاتح كمادرست قبله في معهد النور في المناقل ومعهد الخرطوم العلمي ،ثم رجعت إلى الوطن الحبيب ،وكما حظيت أونلت كثيراعلى الإجازات في المعجم والثبات من العلماء الكثيرين مماجمعني بهم الدراسة لدى حلقاتهم وبعد الرجوع إلى بلدي كنت خطيبا وداعيا مفوها يجتمع إلى خطبته كثيرون من الناس سنوات عدة في مسجد خالد بن الوليد في مدينة مقلي ثم أصبحت أمين العام لمركز جعفر بن أبي طالب لتحفيظ القرآن الكريم التي كانت مقرها في مقلي في منطقة تجراي ثم بعد ذلك تم تعييني بعدذلك هنا في أديس أبابا نائب رئيس المحاكم الشرعية الفيدرالية العامة لسنوات عدة ثم تم ترقيتي إلى رئيس المحاكم الشرعية الفيدرالية العامة وأنا أعمل رئيسا لها ولاأزال إلى وقتنا الحاضر رئيس المحاكم الشرعية العامة في إثيوبيا ومقرها في أديس أبابا. .
العلم : هل لديكم من المؤلفات الكتب والمخطوطات ؟
أشار الشيخ مبارك إنني بعد ساعة العمل أكتب كتبا عديدة وكماطبع لي كتاب واحد منها قدم لي فيها أحد أبرزالعلماء في أثيوبيا ألاوهو العلامة الشيخ عبد القادرفتورحمه الله كتاب إسمه
_ 1_منحة الجواد فيما للشيخ البركي من الأوراد فيه أذكاروأوراد تقال بعد الصلوات المكتوبة من أوراد صبح وعصر ومغرب وعشاء مرتبة ومعروفة ومشهورة في تجراي وفي نواحي منطقة رايا .
2_كما لي كتب غيرمطبوعة أسأل الله العظيم أن ييسر طبعها مثل كتابي. الإعلام فيما لأولياء الحبشةوالعلماء.
3_وكتاب آخر القضاء بين الماضي والحاضر في أثيوبيا وكما أنوي في المستقبل أن أكتب تاريخ الحبشة يتناول في طياته جميع من لهم مكانة وخدمة للمجتمع الأثيوبي للوطن الحبيب. .
العلم :مادور اللغة العربية في تعزيزالثقافة العربية ومتى دخل اللغة العربية إلى الحبشة ؟
أشار الشيخ مبارك إن اللغة العربية عرفت في الحبشة منذ قرون قبل ظهور الإسلام، لصلتهم بأرض الحجاز واليمن. ولكن الذي نستطيع أن نؤكده أن انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية في إفريقيا واكب انتشار الإسلام، فهما متلازمان حيثما يدخل الإسلام تدخل معه اللغة العربية، ولا يكاد الإسلام يستقر في مدينة أو قرية حتى يفتح الدعاة أو التجار فيها مدرسة لتعليم العربية وبطريقها يفهم الإسلام فهما صحيحاولايمكن معرفة الإسلام بدونها. .
وخلاصة القول أن علماء الحبشة خدموا الإسلام والمسلمين قبل القرن الرابع عشر الهجري ظهرت اللغة العربية ، علما على الرغم من العزلة التي كان يعيشها مسلمو الحبشة عن العالم الإسلامي إلا أنهم تمكنوا في هذه الفترة من نشر الإسلام في القبائل الوثنية، فوجدت الثقافة الإسلامية بيئة مناسبة للزحف والانتشار، وذلك لهدوء الصراع العسكري بين المسلمين والنصارى، وانشغال نصارى الحبشة بنزاعاتهم الداخلية كما لعبت هجرة الصحابة إلى الحبشة دورا بارزا في جلب الثقافة الإسلامية والعربية وكماكان أيضا مركز أبا جفار يمثل مركزا رئيسيا لتلقي وبث الثقافة الإسلامية في الشرق ثم بعدها تأتي قلعة سلطة (هرر) كما كانت منطقة (دوي وولو وجما ) في الغرب وهي آخرسلطنة اسلامية تم إلغاؤها رسميا في عام 1354 هـ_1935م في منطقة جما أباجفار .
وذكر من أنواع المراكز: المساجد، والمدارس الإسلامية، ومجالس العلم، والمؤسسات الثقافية مثل: الجمعيات، والأندية، وخلوات مشايخ الصوفية، وبيوت العلماء والوجهاء، مع ذكره لبعض النماذج منها: كـ (الجامع الأنوار) بالعاصمة أديس أبابا الذي يضم بين جنباته معهداً لجماعة التبليغ الذي كان يضم في أثناء البحث الميداني 800 دارس ودارسة، و (المدرسة الخيرية الإسلامية) في هرر التي أسست عام 1350هـ على المنهج الأزهري، وتم تحويلها إلى مدرسة حكومية عامة سنة 1368هـ – 1948م، و(مدرسة عمر سمتر) في أديس أبابا التي حولت أيضاً إلى مدرسة حكومية فيما بعد، و (المدرسة السلفية) التي أسست في العاصمة عام 1362هـ على المنهج الأزهري ولم تستمر طويلاً، و (مدرسة أبادر الإسلامية)، و (مدرسة الفتح الإسلامي)، و (مدرسة الجالية العربية)، و (المدرسة الأولية) التي تقع جميعها في العاصمة أديس أبابا.
الاتصال الثقافي بالعالم الإسلامي من خلال رحلة طلبة العلم إلى كل من اليمن، والسودان، ومصر، والسعودية، بالإضافة إلى دعم المنظمات والهيئات الإسلامية المختلفة للدعاة والمدارس الإسلامية في الحبشةغيرمطبوعة أسأل الله العظيم أن ييسر طبعها مثل كتابي. الإعلام فيمالأولياء الحبشة.