عمر حاجي
لقد وصلنا إلى مرحلة تُعتبر فيها السياحة رمزًا وطنيًا للبلاد. وإذا نظرنا إليها من منظور فوائدها الشاملة، نجد أنها متعددة الجوانب. في السنوات الأخيرة، أولت الحكومة اهتمامًا خاصًا لهذا القطاع، وبُذلت جهود كبيرة لتطويره. ومن هذه الجهود تنظيم الفعاليات الدولية.
وفي هذا الصدد، عقد وزير السياحة التنفيذي والعلاقات العامة والاتصالات، السيد ألمايهو غيتاتشو، اجتماعًا مع إدارة فعاليات العصر الجديد. وشهدت البلاد مؤخرًا تنظيم فعاليات متنوعة. فما الذي ينبغي على إثيوبيا فعله لاستضافة فعاليات دولية بهذا المستوى؟ وقد سألناهم عن التالي: تتطلب الفعاليات الدولية العديد من الأمور من الدولة، منها البنية التحتية.
فعلى سبيل المثال، ساهم مركز أديس الدولي للمؤتمرات، ومتحف عدوا التذكاري، والفنادق التي تُلبي المعايير الدولية مثل اسكاي لايت، وغيرها من مشاريع البنية التحتية المماثلة، في جعل البلاد وجهة مفضلة للفعاليات الدولية، مشيرا إلى أن البنى التحتية المتنوعة التي تُشيدها الحكومة والمستثمرون من القطاع الخاص وإدارة المدينة قد أحدثت تغييرًا كبيرًا، لا سيما في قطاع السياحة.
وأن هذه، إلى جانب الفنادق الكبيرة والبنى التحتية الموجودة بالفعل، قد أتاحت لإثيوبيا كدولة ولأديس أبابا كعاصمة فرصة استضافة فعاليات إقليمية ودولية مختلفة في آن واحد. وأنه تم تنظيم فعاليات دولية مختلفة حتى الآن في هذا العام، مشيرًا إلى أنه تم استضافة أكثر من تسعين فعالية دولية خلال السنة المالية، مشيرا إلى أن محتوى الفعاليات يختلف باختلاف نوع الفعالية ومستوى الحضور، وحضر بعضها ما يصل إلى ألفي شخص، بينما حضر البقية عدد أقل من ذلك. وردًا على سؤال حول عدد السياح الذين تم استضافتهم في البلاد حتى الآن، من خلال هذه الفعالية والأنشطة الأخرى،
وقال المدير التنفيذي إنه غير معروف حاليًا من حيث الأعداد، ولكن سيتم الكشف عنها في التقرير الموجز السنوي. وفي شرحه للعمل الجاري للاستفادة من الضيوف من جميع أنحاء العالم للسياحة، وأن المشاركين في الفعالية هم سياح أعمال يأتون للاجتماعات والاستشارات وخدمات أخرى. وقال: إن العمل جارٍ لتوفير الراحة لمقدمي الخدمات، كالفنادق، وتجهيز قاعات المعارض، وتهيئة بيئة مريحة. كما أنه سيُسمح لهم بزيارة أماكن في أديس أبابا والمناطق المجاورة لها في أوقات فراغهم، وسيتمكنون من زيارة الوجهات السياحية الحالية باستخدام الخطوط الجوية الإثيوبية، حسب مدة إقامتهم.
وذكر أنه يحتاج السائح القادم إلى أديس أبابا لزيارة وجهات سياحية أخرى في البلاد إلى خدمات إضافية كالإقامة والطعام وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، تتوافر فرص واسعة لشراء المنتجات السياحية. كما أن هذه الفرص تُشكل حافزًا قويًا للسياح، وتُتيح فرصة التسوق في المتاجر ومحلات البقالة والأماكن التجارية المختلفة وفقًا لاحتياجاتهم، وأهمية استغلال هذه الفرص لما فيها من فوائد تعود على المجتمع بالنفع تتجاوز السياحة. بالإضافة إلى أن وزارة السياحة مسؤولة بشكل أساسي عن الترويج لإثيوبيا كدولة ذات موارد سياحية متنوعة. بالإضافة إلى مقدمي الخدمات في الوجهة. ومن هم منظموا الرحلات السياحية ومقدموا الخدمات، بمن فيهم العاملون تحت مظلة الخطوط الجوية الإثيوبية؟ ما هي الوجهات السياحية المتاحة الذين سيُجهّزون باقاتٍ سياحية؟.
أكّد السيد ألمايهو على أن الباقة ستُوزّع على ضيوف المؤتمر قبل مغادرتهم بلدانهم من خلال مواقع إلكترونية، وروابط، وحسابات إنستغرام، وخيارات معلومات مُعدّة مُسبقًا، مُشيرًا إلى إمكانية شراء باقةٍ تُناسب قدراتهم الاقتصادية، ومدة إقامتهم، واحتياجاتهم، وتفضيلاتهم، وسيتمّ توفير الإقامة لهم في الوجهة السياحية التي يختارونها من خلال شركات السياحة.
وفي معرض حديثه عن المُخطط لها لتوسيع قطاع السياحة واستدامته وتعزيزه، قال: ألمايهو: إن القطاع انتقل الآن من مرحلة النمو إلى مرحلة التنافس. وأنه ركز على عوامل مثل مُقدمي الخدمات، التي تُعتبر أساسية في عملية التغيير هذه. كما أكد المسؤول، على أهمية ضمان كفاءة وتقييم مُقدمي الخدمات لنمو السياحة، على أهمية متابعة العملية بدعم وإشراف، مشيرا إلى أنه من الجيد أن تُراعي الفنادق، بالإضافة إلى خدمات الطعام والإقامة، ومستوى جودة قاعات اجتماعاتها وأماكن فعالياتها. مؤكدا على أهمية العمل بطريقة تدعم السياحة من خلال التواصل مع مُقدمي خدمات النقل كما كان مُعتادًا.
كما ذكر، أنه سيواصل العمل على التواصل مع الجهات المعنية وخبراء التدريب، وأن تُتاح للضيوف المُشاركين في الاجتماعات فرصة التعبير عن رضاهم وشكواهم من مُقدمي الخدمات. وقال: إن الجهود تُبذل لخلق فرص عمل مؤقتة ودائمة من خلال تشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في إثيوبيا، وزيادة الاجتماعات والمشاورات الدولية، وخلق فرص الاستثمار. وتُبذل جهود لجعل إثيوبيا وجهة سياحية للمؤتمرات تتجاوز شرق إفريقيا من خلال بناء البنية التحتية وتحسين مرافق الخدمة وفقًا للتوجيهات والسياسات المحددة.
وبناءً على هذا الهدف الواسع، ما هي المساهمات التي يجب أن تقدمها الهيئات التي تدير المعالم السياحية في المستقبل في هذا القطاع؟ قال ألمايهو: إن للمعالم السياحية معاني عديدة بالنسبة للبلد. ويمكن التعبير عنها من حيث الاقتصاد والجمال الطبيعي والتاريخ والهوية والحضارة. ومن المتوقع أن تحافظ هذه الهيئات، التي كُلفت بالمسؤولية، على المعالم السياحية التي تديرها وجعلها أكثر ملاءمة للزوار. حيث إن جعلها مريحة يعني أن الزوار الذين يعانون من مشاكل لغوية، بمن فيهم ذوو الإعاقات الجسدية، يأتون إلى المعالم السياحية، فيجب عليهم تقديم خدمات تركز على هؤلاء الزوار. وأنه تم تقديم دورات تدريبية مختلفة لهذا الغرض بهدف تخفيف الصعوبات اللغوية التي يواجهها المواطنون الصينيون الزائرون لأديس أبابا. وأعلن عن تقديم دورة تدريبية في اللغة الصينية لمدة ثلاثة أسابيع للمرشدين السياحيين في جامعة أديس أبابا بالتعاون مع المواطنين الصينيين المقيمين في أديس أبابا.
وأكدا، على أهمية مسؤولية هيئات إدارة المعالم السياحية في تقديم الخدمات لجميع الزوار، موضحًا، أن دور وزارة السياحة بالغ الأهمية أيضًا. لأن قطاع السياحة يتطلب التنسيق والتكامل. وأن وزارته تعمل بالتعاون مع جميع الهيئات في القطاع. وأن وزارته تعمل بالتعاون مع جميع الهيئات في إصدار التصاريح وإعداد أدلة الإرشاد السياحي، مسلطا الضوء على مساهمة جمعيات الرحلات السياحية، وهيئات إدارة المعالم السياحية، وجمعيات تنظيم الفعاليات في تطوير السياحة، ولديهم علاقات وثيقة مع جميع هذه الهيئات. كما ذكر أنه تم مؤخرًا تنظيم فعاليات تُسمى “تأهيل منظمي الفعاليات” لتحسين تطوير السياحة، وتُعد هذه الأنشطة جزءًا من العمل المهم الذي بدأ في مجال السياحة.
وقال المسؤول: إن البلاد لديها القدرة الكافية لاستضافة الفعاليات، وأنها مؤهلة لاستضافة الفعاليات الدولية. وقد استضافت العديد من الفعاليات التي تثبت جاهزيتها في ظل الوضع الراهن، مضيفا، أن البنية التحتية التي يجري بناؤها هي استجابة لهذه الاحتياجات، على سبيل المثال، ذكر مركز مؤتمرات دولي جديد. وهو مركز مؤتمرات دولي جديد يلبي المعايير الدولية، ويدعمه العديد من التقنيات، وسيكون نموذجًا للفعاليات القارية التي بدأتها البلاد، مشيرا إلى أنها تعمل على مشاريع دولية في الماضي القريب، كما أنها حصلت على اتفاقية لاستضافة فعاليات في إثيوبيا للعقود القادمة. وبشكل عام، يتزايد تفضيل البلاد لاستضافة الحدث يومًا بعد يوم.
وأكد ألمايهو على أن الفوائد العامة للسياحة لأي بلد كبيرة، وقال: إن هناك سلسلة من الفوائد التي تعود على المجتمع من البلد. وأن الأنشطة التي تُقام خلال البازارات والمعارض والمهرجانات العامة، مثل مهرجاني “مسقل” و”إريشا”، حيث تربط الشعب بالفرد، والفرد بالوطن، مشيرًا إلى أن منافعهما متبادلة. كما أن الفرص المتاحة في الفعاليات السنوية، مثل سباق الخيل الكبير، تعود بالنفع على السياحة، وقدم أمثلة متنوعة تفيد المجتمع. ولا يمكن فصل السياحة عن الوطن والشعوب.
وأكد المسؤول، على أنها منفعة مشتركة تربط الجميع وتؤثر عليهم، وأنها تمتد من الفرد إلى المجتمع، مما يخلق فرصًا وروابط واسعة. وقد اتخذت الدولة توجهات مهمة في قطاع السياحة مستقبلًا، وأن الطريق نحو تحويل المعالم السياحية إلى مصدر دخل يتجاوز الثروة. وقال: إن أمام الدولة فرصة واسعة لضمان منافعها الاقتصادية في المستقبل. فقد شهدت البلاد العديد من التغييرات غير المسبوقة بفضل الاهتمام الخاص الذي توليه الحكومة لقطاع السياحة، بما في ذلك الفعاليات. ففي السابق، كانت السياحة جزءًا من القطاع الاجتماعي، وتعمل جنبًا إلى جنب مع الثقافة. وتُولى السياحة الآن اهتمامًا خاصًا باعتبارها أحد القطاعات الخمسة المُولِّدة للاقتصاد.
وبناءً على ذلك، نُفِّذت العديد من المشاريع السياحية خلال السنوات السبع الماضية. بالإضافة إلى أن مكتب رئيس الوزراء، ودائرة السياحة، والمستثمرين من القطاع الخاص، والحكومات الإقليمية، ومؤسسات السياحة الإقليمية بذلت جهودًا كبيرة لضمان توظيف القطاع في النمو الاقتصادي من خلال توفير تدفقات مالية كبيرة. ومن خلال هذا العمل المُنجز في القطاع، أمكن استضافة فعاليات ملموسة تُهيئ فرصًا مُواتية، وتوسيع وتطوير مناطق الجذب السياحي، والعمل المُكثَّف الذي بُذِلَ لبناء تعاون دولي.