سمراي كحساي
أشادت النرويج بتعزيز التعاون مع إثيوبيا في مجالات مكافحة تغير المناخ والتعليم والتجارة، وأعربت عن التزامها المستمر بدعم أجندة الإصلاح والتنمية في إثيوبيا.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة العلم، استعرض سفير النرويج لدى إثيوبيا والممثل الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، ستيان كريستنسن، تطور الشراكة بين البلدين، مؤكدًا دعم النرويج المستمر لمسيرة التنمية والإصلاح في إثيوبيا.
وصف السفير ستيان العلاقات الإثيوبية-النرويجية الحالية بأنها “ممتازة”، مشيرًا إلى أساس الثقة المتبادلة والقيم العالمية المشتركة. وقال: “إنها علاقة ناضجة وجيدة للغاية، ونعمل معًا بشكل وثيق في قضايا المناخ والتعليم وبناء السلام والعمل الإنساني.”
واضاف ان التعاون في مجال المناخ والغابات يعتبر أحد الركائز الأساسية للمساعدات التنموية النرويجية لإثيوبيا. وأوضح السفير أن النرويج قدمت خلال العام الماضي وحده 25 مليون دولار كدعم مرتبط بالمناخ، بينما يبلغ متوسط المساعدات السنوية حوالي 100 مليون دولار.
وتسعى الشراكة من خلال مبادرات مثل “REDD+” والزراعة الذكية مناخيًا إلى الحد من إزالة الغابات وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي.
وأشار السفير إلى أن “مبادرة الإرث الأخضر (هي مبادرة رائعة، وما تفعله إثيوبيا يؤثر على منطقة القرن الأفريقي بأكملها نحن ندعم التزام الحكومة بالحفاظ على البيئة.”
كما أكد مجددًا تعهد النرويج بتقديم دعم مالي إضافي بمجرد دخول إثيوبيا رسميًا سوق ائتمان الكربون العالمي.
وأثنى السفير على أجندة الإصلاح الاقتصادي في إثيوبيا، واصفًا إياها بأنها “خطوة شجاعة وضرورية”، مشددًا على أهمية التنفيذ المتسق لضمان تحول دائم.
و على صعيد التجارة، قال السفير ان حجم التبادل التجاري محدود رغم تزايد الاهتمام. ومع ذلك، أعرب عن ثقته بإمكانيات التعاون المستقبلي، خاصة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة وصناعة السيارات الكهربائية، والتي وصفها بمجالات واعدة لانخراط الشركات النرويجية.
كما أشاد بجهود إثيوبيا في التنمية الحضرية، مشيرًا إلى مشاريع الممرات في أديس أبابا التي تهدف إلى تخفيف الازدحام المروري وتعزيز وسائل النقل المستدامة بيئيًا. وقال: “هذه المشاريع تساهم في جعل المدينة أكثر استدامة وملاءمة للعيش.”
وعلى المستوى الإقليمي، أكد السفير ستيان أهمية التكامل الاقتصادي في شرق أفريقيا، مقارنًا ذلك بنشأة الاتحاد الأوروبي كمبادرة للسلام. وأشاد بتصدير إثيوبيا للكهرباء وربطها البنيوي مع الدول المجاورة، معتبرًا أنها عوامل تعزز الاستقرار والازدهار الإقليمي.
وفي ختام حديثه، أعرب السفير عن إعجابه بجهود الإصلاح الجارية في إثيوبيا وتفاؤله بمستقبل البلاد، قائلًا: “الاستدامة هي الاختبار الحقيقي. أتمنى لإثيوبيا النجاح المستمر، وأتطلع إلى رؤية مسيرتها التنموية تتكشف.”
وتعود العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والنرويج إلى أربعينيات القرن الماضي، عندما التقى الإمبراطور هيلا سيلاسي وملك النرويج هاكون في لندن أثناء الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، توسعت العلاقات من خلال العمل الإنساني لمنظمات مثل “المساعدة الكنسية النرويجية” و”مساعدة الشعب النرويجي”، بالإضافة إلى عقود من الجهود التبشيرية التي عززت الروابط بين الشعبين.