نبذة تاريخية للشيخ  محمد شريف  أدم من علماء هررغي في أثيوبيا

تقرير سفيان محي الدين   

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

  إن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلَّاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المرادُ بهم الخير، المستغفَرُ لهم. فإن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلَّاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المرادُ بهم الخير، المستغفَرُ لهم.   وللعلماء فضل عظيم؛ إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين، وهم غير محتاجين إلى الناس بل يرجون  الجزاء والرحمة من عند الله .

أجرى مندوب صحيفة  العلم  مع الشيخ محمد شريف آدم بورو مقابلة حول تاريخ حياته في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وجاء الحوار كالتالي :

العلم:نبذة تاريخية عن حياتكم وكيفية الإلتحاق بزاوية  القرآن الكريم  والعلوم الشرعية واللغة  العربية بإيجاز؟

وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد شريف آدم برو إنه ولد  في منطقة هررغي  منطقة ددر أوبرا  شرق هررغي عام 1978 تقريبا  ولم يسجل تاريخ  ولادتي  من قبل أسرتي، وعلى كل حال  بدأت  الإلتحاق بزاوية القرآن  الكريم  وكان إبن عمي  يعلم القرآن  الكريم  الشيخ إبراهيم حسن وقرأت  عليه القرآن الكريم حتى ختمت  القرآ الكريم  . ثم بعد ذلك إنتقلت إلى حلقة دراسة  العلوم الشرعية  على مذهب محمد بن إدريس الإمام الشافعي  من مختصر الصغير وسفينة الصلاة وبافضل ،وأبي شجاع  وبعد ذلك بدأت جولة إلى منا طق أخرى  لأن طبيعة الطلاب الحبشة عادة  ينتقلون من  منطقة إلى مناطق أخرى يذبحثا عن العلم  سواء كان طلبهم  من اللغة العربية أو العلوم الفقهية والحديث وغيره ،ومن هنا غادرت  عبر طريق غار مولئتا  برو”أكبر جبل  في شرق أثيوبيا ” ودرست  في منطقة نولي  لدى الشيخ حسن  كتب الفقة  للإمام الشافعي  وفن الحديث  والنحو  وغيرذلك ،وبعد ذلك  جاءتني فكرة  الذهاب إلى  بلدان العربية .

العلم : وبعد قرارك  الذهاب إلى بلدان العربية بأي منطقة خرجت عن البلاد ؟

وذكر  الشيخ محمد  شريف بأنني قد اتجهت إلى الصومال مارين عبر مدينةجيجيجا  ،ولكن إندلعت الحرب  بين أثيوبيا والصومال ورجعنا أنا وابن عمي السيد إبراهيم آدم إلى الوراء  ونحن متشابهين وأحد  يفرقوننا بينه وبين أنا”آدم (غورشا ) ،وأناآدم” ديما”ولكن حين رجعنا إلى الوراءداخل البلد عن الصومال ، قررابن عمي البقاء في البلد وأصبحت وحدي وجئت إلى “مدينة أديس أبابا” فنفيني ” ولكن  نيتي وقراري أريد الذهاب إلى السودان أوإلى جيبوتي وبدأت لطلب الأصدقاء والزملاء  الأخرين  ووجدت الأصدقاء أخرى من أديس أبابا  ،ومن هنا إتجهنا إلى منطقة وللو  “دوي  “ومن دوي إلى منطقة رايا  لدى الشيخ  سراج ودرسنا  لديه مدة ثمانية أشهر  وهي قريبة إلى مقلي ومن ثم إلى أسمرا وحين وصلنا مدينة أسمرا سألنا  المسجد وقال أحد حين طرحنا سؤال المسجد وأنتم  تشبهون  الأرووميين؟ نعم قلنا نحن من الأروميين وقال لنا  هناك مسجد  الإمام والمؤذن من الأروميين وفرحنا فرحاشديدا لحصول الأروميين  وقلنا  (ومن يتوكل على الله  فهوحسبه) وقالوا لنا ومالذي جابكم إلى هنا؟ قلنانريد بلدان العربية ومن هناإتجهنا  إلى ميناء مصوع  وفي ذلك الوقت  الموسم موسم الحج  لاتوجد سفينة صغيرة  ورجعنا إلى أسمرا  ومن أسمرا  إلى حدود السودان عبرطريق  حمرا.

العلم :وكيف تجاوزتم الحدود السودانية والأثيوبية ولاتوجد الحراسة في الحدود  ؟

وقال الشيخ محمد شريف إننا قد سألنا الناس وكيف نعبر الحدود من أثيوبيا إلى السودان؟ وقال أحد المواطنين  في تلك  المنطقة  أمامكم الجيش الأثيوبي وعليكم الذهاب باتجاه أخرى وأرشدونا مشيا على الأقدام ووصلنا على نهر صغيرمع الحدود السودانية  ووجدنا  سيارات مكتوبةاللوحة بالعربي وقلنا في أنفسنا نجحنا إذا بتجاوز الحدود  وثم طلبنا عن بعض الناس الضيافة وأخذنا الراحة ، ومن هناك ووجدنا سيارة تقلنا إلى الخرطوم ووجدنا في هناك شباب الأروروميين وطبعا أن نهر النيل يفصل بين أم درمان وبين الخرطوم ووجدنا كثيرا فكثيرا وتعارفنا  من أبناء البلد   وبعد ذلك حولنا الإلتحاق  إلى بعض المدارس في السودان  ولكن مع الأسف  لم نجد القبول وقررن العمل حتى نجد  الزاد التي توصلنا إلى مصرالعربية وبعدسنة ونصف قررنا الرحلة إلى مصرعبر الذهاب على ضفاف نهر النيل والهدف من ذلك بحثا عن التعليم في مصر ومن هنا طلعنا جوازالسفرمن سفارة الصومال ،وأماجواز أثيوبياآنذاك صعب للغاية  في عهد إمبراطور هيل سلاسي وعلى كل حال وصلنا القاهرة وأيضا كذلك لم نجد القبول في التعليم في جامعة  الأزهر الشريف ولا في معهد البعوث  في مصر والسبب من ذلك لأن الحرب مع إسرائيل أيام جمال عبد الناصرقداندلع   وقالوالنا  لاتوجد منحة  الدراسية ولاأحد مايفكر في المعهد وغيره  قبول  التعليم وبعد يأس من حصول التعليم  في مصر،  تشاورنا مع  بعض أبناء بلدنا من الأوروميين الذين يعرفون عن البلدان العربية  وعليكم أخذ تأشير المرور من السفارة الليبية إلى تونس  وبعد الدخول تبقون هنا ، وأن حصول تأشير اللبية  آنذك  أيضا صعب للغاية واتفقنا تأشير المرور فقط ،ولكن بعض طلابنا  لهم حوار وأصدقاء مع  جبهة تحرير إرتيريا وكتبوا  توصية لنا وهؤلا من طلاب  بلدنا وهم من ضمن  المضطهدين وجاؤا إلى ليبيا  لأجل التعليم ونرجومن سماحتكم قبول هؤلاء الطلاب وتقديم الدعم اللازم  في مجال التعليم ومن جهة  السفارة  الليبية لاتعرف عناغير تأشير المرور ،ولكن حين وصلنا  في وزارة التعليم في محافظة جبل الغربي في ليبيا  قدمنا مذكرة جبهة تحرير إرتيريا من التوصية  والمساعدة  ووجدنامنهم القبول ”  أهلابكم  ومرحبا ” لأنهم آنذاك يؤيدون موقف جبهة تحرير إرتيريا  وقبلونني  بالإمتحان في الصف الثامن ودرست مرحلة المتوسط والثانوية وحتى  إلى الجامعة   ” ودرست كلية اللغة العربية  والدراسات  الإسلامية”  وتخرجت  منها  ،ثم أصبحت  مدرسا  في أحد المدارس في ليبيا  في منطقة ” جبل الغربي  “وهو قرب عاصمة الليبية  طرابلس وهو يبعد  50كلومتر ومكثت في ليبيا  بين التعليم والدراسة  حوالي 15عاما وفي هذه المدة  بدأت تكوين الأسرة  وأنجبت  ثلاثة أولاد في ليبيا وبعد ذلك قررت العودة إلى الوطن وبدأت العمل  التدريس  في الجالية اليمنية في أديس أبابا  لمدة عامين وبعدذلك  إنتقلت  إلى مدينة أداما وتم التعيين لي في مدرسة النجاشي  التابعة لمؤسسة لجنة مسلمي إفريقيا ودرست خلال أربع سنوات فيها ثم سمعت من النا س بأن معهد إمام  الشافعي قد إفتتح وبعض الناس  أشارواإلى المؤسسين  بأن هذا الأستاذ محمدشريف يليق بهذا المعهد وله خبرة عالية في مجال التدريس ومن هنا أدرس الثقافة الإسلامية  واللغة العربية  في معهد الإمام الشافعي  في منطقة  جوندي قرب مدينة  أسلا التابعة لإقليم أروميا  ،أكثر من عشرين عاما .

العلم :وهل لديكم  من العلماء الذين أخذوامنكم  ثمار العلم وأفادوا أنفسهم ،وثم أفادواالمجتمع  الإسلامي  لخدمة الإسلام والمسلمين ؟

وقال الشيخ محمد شريف إن الذين استفادواأنفسهم وأفادوا المجتمع كثيرون خلال عشرين عاما ولكن أذكر لك بإيجاز وعلى سبيل المثال الشيخ محمود عبد الله من منطقة بورنا وهوفريد من نوعه وعبقري  متميزي  وحتى العرب  من حفظ القرآن  وإتقان اللغة العربية استغربوه وحين ذهب إلى السعودية جعلوه مدرسا  في بعض  المدارس في السعودية وكذلك الشيخ  الزبيري  الذي توفي  يرحمه الله وكذلك الشيخ كمال  صالح محمد  والشيخ سلطان قاسم وهلم جر  بالإقتصار .

مكانة العلماء في الإسلام:العلم
العلماءُ هم زينةُ الأرض وهداةُ الناس في دياجير الظلام، وهم كالماء والغيث في الأرض المقفرة , وكالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، والناس بحاجة إليهم كحاجتهم للطعام والشراب بل أشدّ. ُ.
ففي صحيح ابن حبان وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.).

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

6 Comments to “نبذة تاريخية للشيخ  محمد شريف  أدم من علماء هررغي في أثيوبيا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *