*معركة عدوا تلهم الشباب لصد الاستعمار الجديد
عمر حاجي
إن إثيوبيا تمكنت من الدفاع عن استقلالها وسيادتها في معركة شرسة ضد الاستعمار الإيطالي، وأن الانتصار على معركة عدوا مهد الطريق أمام الدول الأفريقية التي وقعت تحت نير الحكم الاستعماري لمحاربة الاستعمار ومن أجل استقلالها.
وقد كان مصطلح الاستعمار الذي تم إطلاقه على السياسة التوسعية والتي اتبعتها الدول الأوربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث نتجت عن هذه السياسة التوسعية الدينية والثقافية التي سعى له الأوربيون إلى التحكم بمصير الأمم واستغلال خيراتها لصالحهم.
وكان الانتصار في معركة عدوا إلهاما للقارة السمراء بأكملها، وتحويل إثيوبيا إلى أيقونة للحرية للشعوب الأفريقية. وكان هذا الانتصار رمز البلاد للتغلب على التحديات الحالية وأهمية وحدة الشعوب الإثيوبية وتضامنها مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف المشتركة. وستظل هذه الإنتصارات درسا مهما في التاريخ للأجيال الحديثة والمستقبلية. ولهذا،
يجب أن نصنع مفتاحًا لحل مشاكلنا الحالية من خلال تاريخ عدوا.
ومن جانب آخر، دعا علماء العلوم الاجتماعية جيل الشباب إلى تجديد روح العدوا والتضحية التي قدمها الوطنيون من أجل استقلال البلاد لمواجهة تحديات اليوم، ولا سيما الميولات الاستعمارية الجديدة.
وفي هذا الإطار، عقد مكتب الثقافة والسياحة في أديس أبابا منتدى للنقاش مع المثقفين والوطنيين بمناسبة الذكرى 126 لانتصار عدوا. وخلال المناقشة قال الدكتور دشاسا أبيبي المؤرخ: إن انتصار الوطنيين الإثيوبيين على الغزاة الإيطاليين هو مصدر إلهام لجيل الشباب وعلم درسًا عن الحاجة إلى الانخراط في الأنشطة التي من شأنها أن تسهم في بناء البلاد.
وأشار المؤرخ إلى أن شعب وحكام الإثيوبيين يشاركان في هدف مشترك للدفاع عن وطنهم الأم من المعتدين. كما سلط الضوء على أن إحياء ذكرى التضحية التي قدمها الوطنيون يشجع جيل اليوم على تكرار انتصار مماثل على العناصر المناهضة للسلام.
والمثير للدهشة أن بعض السياسيين والمؤرخين روجوا رواية كاذبة عن انتصار العدوا وأثاروا العداء بين الناس. وبسبب هذا، نحن الآن نقاتل مع أنفسنا…. نحن بحاجة إلى الاعتراف بأن جميع الإثيوبيين لهم نصيب متساو في النصر على معركة عدوا التاريخية.
ومن جانبه ذكر يوناس أشين محاضر العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة أديس أبابا، أنه لا ينبغي خلال الإحتفال أن يمجد الأبطال الذين سقطوا فحسب، بل يجب عليهم أيضًا أن يعتز بالوطنيين في ذلك اليوم. ونحن اليوم في عالم غير عادل، والجيل الحالي يحتاج إلى الشجاعة الكافية مثل أجدادهم وأمهاتهم لضمان كرامة إثيوبيا.
وبناءً على ذلك، نحن بحاجة إلى أمور خاصة، لنستيقظ ونفجر الفخ المحمي للهجوم الاستعماري الجديد المتنامي . وأعتقد أن حياتنا الحالية الغامضة مرتبطة جدًا بحياة تاريخنا. كما أوصى الأكاديمي بإمكانية المجيئ بالحل لوضع البلاد الحالي بسهولة من خلال سرد ذلك التاريخ بهدف توحيد المواطنين.
ومن جانب آخر، قالت الدكتورة هيروت كاساو رئيسة مكتب الثقافة والسياحة في إدارة مدينة أديس أبابا: إنه يجب أن يكون هناك مفتاح لحل المشكلات التي نواجهها بطرق مختلفة. حيث إن الاحتفال بإنتصار عدوا للمرة الـ 126 ، تعتبر نموجا لوحدة الاثيوبيين، للتغلب على التحديات التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن.
ووفقا لها، فإن عدوا ليست انتصارًا للحرية فحسب، بل هي أيضًا انتصار للعدالة والحرية والسيادة. ومن الضروري رؤية هذا الإنتصار بطريق مختلفة. مؤكدة على أن معركة عدوا هي نصر أظهرته إثيوبيا للعدل للعالم ودخلت في منظور العالم. ولذلك، من خلال فهم العدوا، يجب أن نستخدمها كمفتاح لحل مشاكلنا الداخلية الحالية. وفي حلقة النقاش، طرحت أسئلة حول، ما الذي يجب أن نتعلمه من العدوا؟، بعد العدوا؟، وما الذي اكتسبته إثيوبيا؟.
وكان قد ذكرت السيدة إماليا ندينيلاو مكوسا سفيرة ناميبيا لدى إثيوبيا: إن انتصار عدوا لم يفد الإثيوبيين فحسب، بل فتح الباب أمام الدول الأفريقية الأخرى لمحاربة الاستعمار وتحقيق استقلالها، والنيل على حريتها. وقبل 125 عامًا، في 1 من شهر مارس 1896، وقعت معركة عدوا، وقاتل الإثيوبيون الشجعان بضراوة ضد جيش إيطاليا الاستعماري المعتدي.
وقد كان الانتصار مصدر إلهام لأفريقيا بأكملها للنضال من أجل الاستقلال والحرية. وقالوا إن انتصار عدوا حول إثيوبيا إلى أيقونة للحرية للأفارقة في جميع أنحاء العالم. ودعت السفيرة الجيل الأفريقي الجديد إلى التعلم من انتصار عدوا والسعي معًا لخلق قارة أفضل من خلال التخلي عن الخلافات. وأن الإنتصار في عدوا مهم جدا ليس لإثيوبيا فحسب، بل أيضا لإفريقيا كلها.
ولذا، فقد تم تحقيق النصر بسبب وحدة الشعوب والقوميات الإثيوبية التي ظهرت في معركة عدوا. وقد اجتمع جميع الإثيوبيين وقاتلوا ما يسمى بالمستعمرين ليكونوا في هذا النصر وحده بفتح الباب أمام دول أفريقية أخرى لمحاربة المستعمرين.
ومن جانبه ذكر استيفن نجوكا مدير منظمة مكافحة الجراد الصحراوي في شرق إفريقيا، إن انتصار عدوا علم الدول الأفريقية التحرر من نير الاستعمار. وأصبحت معركة عدوا درساً للأفارقة للتعلم عنها حول كيفية مقاومة هؤلاء المستعمرين.
قال السيد سارجو فوفانا الملحق الدفاعي الغامبي في الاتحاد الأفريقي، إن انتصار عدوا لم يكن للإثيوبيين، فحسب، بل كان من أجل التاريخ الأفريقي. وعندما قاتلت إثيوبيا المستعمرين وتمكنت البلاد من هزيمتهم، كان لها صدى في القارة بأكملها، وأصبحت مصدر إلهام تمكن الناس من المحاربة لحريتهم من أجل العدالة والاستقلال.
ولهذا قلنا: إن انتصار عدوا مهم للغاية للقارة الأفريقية وليس لإثيوبيا فقط. ويجب أن تتعلم الدول الإفريقية من انتصار عدوا، وأن تدفع القارة إلى التنمية والتنوع، ويجب أن يكون بمثابة قوة لتحسين القارة، وأنه من المهم تعليم الأجيال بأن الانقسام والصراع نكسة. ولذلك، نحن بحاجة إلى المضي قدمًا، وإلقاء نظرة على جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، تلك البلدان التي استعمرتنا أفضل بكثير من أفريقيا. ولدينا موارد أكثر منهم، ولدينا كل شيء في هذه القارة. ولذلك فإن الوحدة وحدها هي التي تمكننا من أن نكون متطورين.
ومن جانبه، قال البروفيسور أيل بكري المساعد في جامعة مقلي، إن انتصار عدوا علامة فارقة في التاريخ الأفريقي الحديث. وعلى جيل اليوم أن يتابع إرث الإنتصار والفائز من أجداده في معركة عدوا. كما يتعين على المثقفين تقديم معلومات قوية حول النصر بطريقة مستدامة لتحقيق الهدف والتغلب على التحديات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن.
ومن جهة أخرى، قال الدكتور ألمو كفلي المؤرخ بجامعة كوتوبي متروبوليتان، إن نصر عدوا تحقق بالقتال الشرس الذي خاضه كل الإثيوبيين ضد الغزاة الاستعماريين، بغض النظر عن الهوية واللغة والطبقة والدين. ولهذا، فإن انتصار عدوا مهد فصلاً حيوياً في سجل المقاومة الأفريقية ضد الحكم الاستعماري وألهم إفريقيا بأكملها الكفاح، من أجل الاستقلال والحرية، والتغلب على التحديات.
وإن انتصار عدوا هو رمز فائق للحرية ومنارة الأمل للأفارقة في جميع أنحاء العالم، وأن الإنتصار في عدوا هو مصدر إلهام للجيل الحالي للمشاركة وإظهار الرغبة في العمل بالتعاون الوثيق نحو تحقيق هدف مشترك. وأن الإنتصار في عدوا كان نتيجة تضحية عميقة أظهرتها الشعوب الإثيوبية بالاستقلال الذي أصبح رمزًا أساسيًا للحرية. وعلى الجيل الحالي أن يكرر هذه الإنتصارات بالتغلب على التحديات الحالية بوحدة الفكر والآراء بالتوافق في الأفكار والتفاهم على وحدة البلاد والعباد.
وإذا كانت هناك وحدة وتفاهم وتكاتف بروح وطنية عميقة يمكن الدفاع عن البلاد والعباد والتحرير منها. كما أظهرت عدوا الحجم الحقيقى لإيطاليا كقوة استعمارية ما دفعها للتخلى عن كثير من أحلامها الإستعمارية لإفريقيا والإكتفاء بفتات المائدة. وهو أفضل مثال لتحقيق الوحدة في إفريقيا، ولتحقيق رغبات الشعوب الإفريقية في كافة الأصعدة.