دورعلماء الحبشة في نشر اللغة العربية وتعليم الدين الحنيف !

السيرة الذاتية  لمعالي الدكتور حجي  ابراهيم  تحفة رئيس مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الفيدرالي بصورة موجزة

  تقرير /سفيان مح الدين سرور

الجزء الاول

شرف الله بني البشر عن سائر المخلوقات بنعمة العقل والفكر ،  وفضل بعضهم على بعض بالعلم والمعرفة إذ يتمكنون عبرها إدراك سر وجودهم في هذه المعمورة ، واستخدام ما أودعه الله فيها من الخيرات على الوجه الصحيح قال تعالى “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا . و أجرى مندوب صحيفة -العلم -مع معالي الدكتور  إبراهيم  تحفة رئيس مجلس  الأعلى للشؤون  الإسلامية الفيدرالي حورا وجاء كالتالي:

العلم : أرجو من سماحتكم السيرة الذاتية لحياتكم المباركة ؟

قال معالي  الدكتور حجي ابراهيم تحفة إنه ولد عام 1942بالتقويم الأثيوبي من والده إبراهيم تحفة  وأمه التي تسمى آشو كبير محمد مودي ،وكان والدها من الرجل الشجعان الذي قال لأبي المحاسن  لقد مر عليكم التدريس في غرفة مختفية والآن عليكم التدريس على مكان مرتفع من الأرض بدون خوف ولارعب  ،وها نحن بجانبكم بإعطاء الأنفس والنفس الغالي  وحمل السيف والوقوف  بجانب الشيخ أبي الحاسن  في مجال  إعتراض العدو الشيخ أمام المجتمع ،وكان له سمات متميزة بالشجاع ،و في عهد هيل سلاسي  في مدينة ” أبوجما” وتم تليغ هيل سلاسي سلاسي هوالذي رفض أن يجرد الأسلحة منه  في وقت  ترحيب بحضور مجيئ هيل سلاسي  تلك المدينة”

وقال هيل سلاسي أتركوه فليأتي إلى كما هو مسلحا عندي وهكذا كان “جدي “شجاع . ، وكانت قبيلتنا تفدي الأنفس للإسلام والمسلمين في محافظة عرسي”أربا غوغو ” -غند رئي أنبا- وتربى هو وكنت في صغري أرعى صغار الأبقار التي ترضع من أمهات الابقار(  بالغة الأرومية  تعرف بجبلي)  في تلك المنطقة و كما تربى كمثل عادة المزارعين  في المنطقة” وتعرف قبيلتنا بالإنتصار على الأعداء في مواقع الحرب وكانوا يلقبوني  بـ “ملو لمشاغراشا ” وكانت القبيلة لها خبرة وأسلوب لكسرالأعداء في موقع الحرب.

 وحين وصلت  السادس من عمري  جاء رجل مسيحي أرثوذكيسي الي والدي وجاء الحوار كاالتالي :-

قال الرجل اعطني احدى ابناءك لانني ليس لي ابناء يانسني حتي تلد زوجتي ؟

ونحن  بالطبيعة نعيش معا الشعب المسيحي والمسلم مع بعضنا البعض بالتعايش السلمي . 

ومن هنا قد تشاور والدي  مع والدتي ، وتمت الإتفاقية بينهما ولكن شرط والدي أن لاتتجاوزمدة ستة أشهر، ولكن طلب الرجل المسيحي من والدي أن تكون المدة  سنة وتم الإتفاقية ولكن بشرط أن لاتعطي من مشروباتكم من الكحول والخمر،وحين وصل بيت ذلك الرجل كان يرعى  الأغنام لمدة  سنة وحين أكمل  سنة أعطاه خروفا أبيض ورجع الولد  إلى الوالد ،وفي خلال هذا تم  تزويج أختي  التي تسمى رقية إبراهيم وقالت هي بوالدي عليك  إعطائي ابنك  حجي لانني أعيش وحدي وأتأنس به وأرجو من سماحتكم حتى يجلس الولد معي عندنا وحين أعطاني الوالد لها وأنا بدرجة  الثالث لها  في الولادة .

وحين وصلت هناك في منطقة “أبومسا” نسمع هناك قد تم إفتتاح المدرسة النظامية التي بنيت  في تلك المنطقة وكل الأولاد يتدفقون لتسجيل أنفسهم في المدرسة رغم  كبر سني من الأولاد  وتقريبا أصل الثامنة من عمري  وكانت رغبتي وإتحافي الإلتحاق بالمدرسة في تلك المنطقة وتمنياتي أن  أكون مثل  الأولاد في المنطقة وقد جاء أخي  الأكبر سنا” الحاج ماما “إلى منطقة أختي رقية بنت إبراهيم  بهدف الزيارة لها ،وأما أبي  وهو كبير السن لايستطيع الذهاب لان الطريق طويل وفي خلال هذا  طلبت من أخي  الحاج ماما كل الأولاد يذهبون إلى المدرسة ، وعليك أن تخيط لي الألبسة الرسمية للمدرسة وخيط لي ان يشترى لي سروالا قصيرة (بلغتنا أبجدي طاقا )التي لا تتجاوز طولها بين  السرة والركبة  وهي قصيرة جدا مايسمى  بلغة أورومية”كوشي ” وفي خلال ،وتلك الفترة كان الطلاب في المنطقة يتأهبون إلى دخول المدرسة، وكنت الحو عليهم بان يسجلونني في المدرسة. لان التسجيل كان عبر  أولألياء الأمور وبينما نتردد على هذا ،قد حل أو نزل الشيخ عبد الرحمن تري بلبلو ،وجاء هو بكل تلاميذ القرآن الكريم  إلى موقع الذي نحن  نعيش به وكل الأولاد  توافدوا إليه بقراءة القرآن الكريم ، وقد رحب المجتمع المحيط في المنطقة بذلك الشيخ ببناء البيت والحائط  له  وكل التلاميذ الذين تأهبوا إلى دخول المدرسة النظامية قد توجهوا إلى زاوية  قراءة القران الكريم ،وأنا كذلك ذهبت إلى الشيخ وطلب مني ان احضر  والدي وقلت له بأن والدي بعيد من هذ المكان  وتقريبا منطقة والدي  تبعد 20كيلو متر وهو كبير السن .

 وإذا أطلب منك أن تعمل أمرين  وماهي قلت له ؟ عليك أن تطول هذه السروال وأما الثاني عليك أن تأتي باللوح الذي يكتب عليه القرآن ،وعملت بأن السروال القصير فتحت التي كانت منطوية ،وأما اللوحة  أخذت ماتقطع عليه المرأة  البصل والطماطم ” مايسمى “مكتفا” وأنا أعرف ذلك اليوم يوم الإثنين وجئت لدى الشيخ وضحك الشيخ من السروال واللوحة ووحينها  حزنت حزنا شديدا حتي كدت  أن أجلس على قدمي ايلن الي السقوط على  الأرض ، وأصلا  يصنع اللوح  من الشجر المخصوص بهذا اللوح ،وفي هذه اللقاء كان الضيف لدى الشيخ هناك وهما يتأهبان الذهاب الى مدينة “أبومسا” وأخذمني ضيف الشيخ اللوحة وكتب ألف ، ب،ت، ُ ألخ  والشيخ  لم يعارض  الأستاذ علي   تلك الكتابة ،والذي هو كتب على اللوحة  وحتى نحن نرجع من المدينة عليك أن لا تخرج من هذا الحائط ، واندمجت مع الطلاب  وأوقول لكل الطلاب علموني  ألف ،ب، ت، ث،وأتردد بين الطلاب إلى طلاب آخر حتى أحفظ جميع الحروف الهجائية والأبجدية ،وبأن الأستاذ حين رجع من المدينة كنت أتوقع بانه سوف يسألني عن الألف  ،ب، ت، الخ .

وفعلا قبل يسالني الاستاذ  جئت إلىه وقلت له أريد حفظ الاحرف الهجائية ! وقال لي اما يصعب عليك أن تحفظه بوقت وجيزة ياحجي؟!  قال لى الأستاذ  ،وسألني بعد الحفظ “مالذي يوجد على الألف ؟  (ألف ،ب،ت ،ث  وهكذا طرح السؤال) على وأنا لا أعرف عن هذا ، وحين”كلمتين” أرشدني  ذلك  الأستاذ  فهمت منه مباشرة وحفظت في الوقت  نفسه قبل الذهاب منه، وضحك الأستاذ وهل قرأت قبل هذا؟  وكل الأولاد  الذي دخلوا قبلي لم يحفظوا ،وأن الطلاب لدي الشيخ يقرؤون القرآن  بمجموعة كثرة أوبرفيق وو ضعوني بخمس مجموعة والذين جعلوني معي يحتاجون الحفظ بيومين وأنا أحفظ بسرعة وأتفوق علي كل الطلاب بصورة سهلة ، وحتي قال الأستاذ  كيف نعمل على  “حجي” إنه يحفظ  القرآن الكريم في كل يوم وكيف نتعامل معه  وكل الطلاب لا يستطيعون معه وانا الطلاب عندنا  بكثرة وهكذا وفي أحدى الايام جاء أخي ماما إلى موقع أختي الذي أسكن معها وسمع وأنا أقرأ سورة (ويل  لكل همزة لمزة) الخ فأصابه صدمة  وإعجاب متى وصل إلى هذه  السورة  بوقت قصير؟ وذهب إلى الشيخ عندنا “في عادة قراءة القرآن الكريم تدفع الأسرة  الأطفال مايسمى “بري قلما ” وهي إجبارية واحد بر وأنا لم ادفع تلك الفلوس “القلم  “ودفع أخي ماما إلى الشيخ الفلوس التي  في جيبه وهي واحد بر فقط  تشيجيعا لي   . “

 وذكر  الدكتور حين ختمت القرآن  الكريم على ذلك الشيخ  أيضا  قرأنا عليه “بردة ، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومختصر الصغير وسفينة الصلاة ،وكما طلب مني  الشيخ الجلوس معه،وقال لي  وعليك أن تبقى معي مدة عام  وتقري لي  الأولاد  وتصبح مساعدا لي وبيقت  لديه مدة عام ،وكان لدي الشيخ ،شيخ كبير السن  ويقرأ القرآن  ولكن يصعب عليه وأنا أقل منه و رغم هذا هو يقرأ منتصف القرآن أنا أساعده وأقراه  القرآن الكريم ودعا  لي الدعاء وبصق الريق في فمي وهكذا وجدت الدعاء منه وحين تم ختم القرآن الكريم قد عمل لي والدي مراسيم الإحتفال لختم القرآن الكريم  في بيتنا وحضر تلك الحفل الشيخ  مع طلابه في مسقط رأسي  منطقتنا وقد ذبح الوالد للشيخ كما تم إعطاء وسام الشرف من الألبسة للشيخ وهداية الشعير والقمح  وتم توديع الشيخ كماهو دعاء  لنا الدعاء الشيخ  وتمنى لي وأسرتي البركة  والنماء والإزدهار وأن يكون البركة  في هذا لولد  والله ولي التوفيق .  

العلم : ماهي  إستعداداتكم لجني ثمار العلم بعد  ختم القرآن الكريم ؟

 فن الفقه على مذهب الإمام الشافعي  محمد بن إدريس 

 أشاد الدكتور المعالي الشيخ إبراهيم بأنني توجهت  إلى الشيخ المعروف الشيخ حسين بداسو  وهو يجلس منطقة “قنطيرة “وهو متمكن لتدريس فن الحديث والفقه والنحو والصرف  ولكن تغلبه دراسة فن الحديث ، وكنا مع شركي  في القرآن الكريم عند الشيخ جمال حمدا ويبو رحمه الله ونحن  بدأنا دراسة فن الفقه بدءا من المختصر الصغير وسفينة الصلاة وكان يدرس سابقا  المذهب الإمام  الشافعي ثم ذهب  إلى شيخ آخر  وتعلم فن الحديث ثم بعد ذلك غلب عليه دراسة فن الحديث ،وحين وصلنا  منطقته  وجدنا  الأحجار المرسوسة وقالو لنا  هذا مسجد يصلى فيه الجمعة ونحن ليس لدينا معرفة عن صلاة الجمعة وتعلمنا عند ذلك الشيخ مختصرات الفقه ،وبعد مكوث من الأيام قرر الشيخ  منطقة التدريسووالتغيير  وذهب إلى مواقع أخرى ألا وهي منطقة  ”  تسمى “غران غيرا “وهي منطقة تهامية حارة  غير ملائمة  للطلاب  ولم نجد مايسمى نفقة  في تلك المنطقة ، وقررت الرجوع إلى منطقتي وحين رجعت إلى منطقتي قال لي والدي لماذا تجلس ووصلت هذا من الدروس وعليك الذهاب إلى طلب جني ثمار العلم وكيف تتوقف  من طلب العلم  وقدم النصيحة والدي  .

ومن هنا قررت  الذهاب إلى منطقة هررغلمسو مع أخذ ثمانية طلاب  من الصغار معي  وتعرف تلك  الموقع  “حضرات فاطمة شيخوتا “غلمسو ” المعروف الشيخ عمر” شلي ” (وهي قريبة إلى  مدينة  “مشارة ” 

 وبعد ذلك انتقلت إلى الشيخين  ،هناك الشيخ محمد حسن العالم الكبير وهو يدرس كتب الفقه والشيخ آخر أيضا  ألا وهو الشيخ ابرهيم يدرس الحديث ودرست هناك عمدة السالك ولكن مع الأسف حين ذهبت إلى هرر مع  ثمانية من طلاب العلم  قد أخذتهم بهدف التعليم  ولكن هم شوشوني من التعليم ولم أستطع مواصلة  الدروس وقررت إسترجاعهم إلى منطقتهم .

 وبعد ذلك بحثت عن  شريكي  الذي كان في دراسة القرآن الكريم وهوأيضا كان يبحث عني وذهبنا معا إلى الشيخ محمد حسن وهومحدث وفقيه ونحوي وبدأنا لديه قراءة الحديث بدءا من الأربعين ، وبلوغ المرام ،ورياض الصالحين في منطقة هرر “هنشني ” طرف أسكو ” وعند ذلك  الشيخ يوجد الشيخ  محمد أمين بالي نقرأ عليه عمدة السالك وهو فقيه ولكن جاء إلى  الشيخ بهدف نقل الحديث  من هذا الشيخ وقد أكملنا عليه عمدة السالك ، وفي هذا الوقت حدث لرفيقي  نية أخرى لأجل الإنتقال إلى  شيخ آخر  في منطقة (مشارا)  هناك الشيخ إبراهيم  “هطري” وهومدرس فقيه   ومتخصص على  مذهب الأمام الشافعي وحين وصلنا هناك بدأنا عليه  قاسمي  وهو يقرأ  بعد العمدة السالك على مذهب  الإمام الشافعي  ولكن لم نتمكن  في تلك المنطقة ورجعنا  إلى مكاننا الأول وهي “هنشني “،وندرس فن الحديث بالمقابلة  على الشيخ محمد حسن ، صحيح  مسلم ، وتجريد الصريح ،وبينما نحن  نواصل الدراسة وصلنا خبرأ ونبأ، أن شيخ حسين بالي  وهو ومعروف  بشيخ حسين “هرو “قد قدم إلى مسقط رأس  منطقة “غونا”  وهي منطقة ولادتنا وهذا الخبر صدق وقررنا العودة إلى البلاد .

وحين وصلنا ادركنا ان  هذا الشيخ وهو الذي نقل العلوم الفقه  من الشيخ عبد الله الأبوصري وهو تلميذ للعالم المعروف أبو المحاسن وبدأنا مراجعة وإعادة  من بافضل ، وشجاع ولناذكاء  في الدراسة ودرسنا لديه من بداية  الفقه إلى فتح الجواد ومغني اللبيب على شرح فتح الوهاب  ، ومنهاج القويم شر ح ،بافضل . ومن هنا أخذنا منه ” الإجازة ” قال لنا الشيخ  وعليكم الإعتكاف  بتدريس ما تعلمتموه  من العلوم لمذهب الفقه للإمام الشافعي .  

يتبع في الأسبوع القادم.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *