المحلل السياسي عبد الشكور عبد الصمد : سد النهضة سيكون مشروع تنمية تكاملية بين اثيوبيا ودول المنطقة
وزير الري السوداني السابق: سد النهضة لديه فوائد كثيرة للدول المشاطئة
سمراي كحساي
كشف أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، آخر تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي؛ مؤكدًا أن مصر قدّمت مشروع قرار للجامعة يتعلق بسد إثيوبيا، والدول العربية وافقت عليه؛ لمطالبة أديس أبابا بالتفاوض في هذا الملف.
و قال أبو الغيط، في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى، مُقدّم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، إن إثيوبيا تريد أن يكون ملف السد الإثيوبي في الاتحاد الإفريقي؛ حتى لا يتحرك شيئًا، ومجلس الأمن عليه تحمل مسؤولياته فيما يتعلق بالسد الإثيوبي؛ لأن ما تقوم به أديس أبابا يُهدّد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد أبو الغيط أنه لا يوجد شُح في المياه حاليًا؛ بسبب هطول الأمطار بغزارة على الهضبة الإثيوبية؛ لكن ماذا عن سنوات الجفاف إذا حدثت؟.. لافتًا إلى أن الاتحاد الإفريقي لن يحل أزمة السد.
وبالتاكيد ان كل ما قاله احمد أبوالغيط عاري تماما عن الصحة.
اولا من المعلوم ان سد النهضة الإثيوبي الكبير سيفيد الدول المشاطئة في السيطرة على الطمي، والحد من الفيضانات، والحفاظ على سدودها، كما أنه يعتبر صمام أمان في أوقات الجفاف المستمر.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الأثيوبية، كشف المحلل السياسي عبد الشكور عبد الصمد بأن سد النهضة سيكون أحد جسور الترابط ومشاريع التكامل بين شعوب ودول المنطقة، خاصة في مجال الإمداد بالطاقة.
وتُقدم اثيوبيا الإمدادات الكهربائية من مشروع سد النهضة ، لكل من السودان وجيبوتي وكينيا بالطاقة الكهربائية.
وعدّد عبد الشكور خلال المقابلة الفوائد التي يمكن ان تحصل عليها دول المنطقة من بناء سد النهضة من توفير الطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة والحفاظ على البيئة وزيادة الرقع الخضراء وتعزيز العلاقات الشعبية من بين أمور اخرى.
وذكر عبد الشكور بأن اثيوبيا في أمس الحاجة الى مشروع سد النهضة لأنه مشروع تنموي يهدف لإخراج المجتمع الأثيوبي من الفقر وإنتاج الطاقة الكهربائية لتطوير البنية التحتية حيث مازال أكثر من 60% من المواطنين يعانون من انعدام الكهرباء وهذا يؤثر في التعليم والصحة وكل مجالات الإنتاج.
وأضاف أيضا أنه إذا كان هناك ترابط اقتصادي بين شعوب هذه المنطقة فلن يكون هنالك نزاع وصراع او تنافر ، مشيرا بأن “مشروع سد النهضة” سيكون واحد من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث ستتكون 70 جزيرة في بحيرته الاصطناعية، مما يمكّن من إقامة منتجعات وفنادق يمكن أن تساهم في زيادة العائدات السياحية.
ولفت عبد الشكور بأن إقامة مشاريع سياحية متكاملة في مشروع سد النهضة يجمع بين اثيوبيا ودول الجوار وسيعمل على الربط القوي بين هذه الدول ويعتبر إضافة حقيقية ونوعية مثمرة في القريب العاجل، نسبة للإمكانيات التفضيلية فيها من جو ومناخ جاذب.
وكشف عبد الشكور بأن خلق الوحدة والتكاتف بين الإثيوبيين في تمويل مشروع سد النهضة، وإطلاق الطاقة الكامنة من الثروات المحلية، وزيادة الخبرات في المجال الهندسي والفني والمعماري وتوطين الخبرات من بين أهم الدروس المستفادة من بناء سد النهضة.
واكد على ضرورة الاستفادة من هذه المعارف والخبرات في مجالات زراعية وصناعية وتعدينية وتفعيلها للحد من الفقر والذي تعاني منه البلاد والمنطقة بشكل عام.
ومن جانبه قال وزير الري السوداني السابق عثمان ألتوم حمد: إن سد النهضة الإثيوبي الكبير يفيد الدول المشاطئة في السيطرة على الطمي، والحد من الفيضانات، والحفاظ على سدودها، مضيفا إلى أنه يعتبر صمام أمان في أوقات الجفاف المستمر من بين فوائد أخرى.
ودعا الوزير إلى التعاون الإقليمي وعدم التركيز فيما يتعلق بسد النهضة فقط ، بل على المشاركة الجماعية في مشاريع التنمية.
وقال: إن على الدول أن تفكر على نطاق واسع ولا تقتصر على سد النهضة الإثيوبي الكبير.لأن السد مشروع متكامل يربط دول المنطقة ويوفر الطاقة الكهربائية لدول الجوار مثل السودان وكينيا. ولذلك ، فإن التعاون من أجل المنافع المتبادلة أمر ضروري.
واضاف الوزير: “نحن بحاجة إلى الإرادة السياسية للدول للعمل مع بعضها البعض والالتزام بالأمور الأولية التي يمكن على أساسها بناء مشاريع مشتركة، وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والبيئي”. موضحا بأن التخزين في السد ليس له تأثير على المناخ، وأن التخزين في السد العالي في مصر يحتوي على ما يقرب من ضعف مخزون سد النهضة.
وأشار السيد حمد إلى أن سد النهضة لا يقلل من كمية المياه التي تصل إلى مصر، بل على العكس فهو يزيد المياه الواصلة إلى مصر، ويمكن أن يعمل السد العالي بمستويات أقل، من كمية التبخر الحالية التي تصل إلى 8-10 مليارات متر مكعب. من 14 مليار متر مكعب حاليا .
وبصفته خبيرًا في مجال المياه، حث السيد حمد الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان) على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي تشترك في منافع السدود مثل سد مانانتالي في موريتانيا الذي يضم ثلاث دول: السنغال ومالي وموريتانيا. وكذلك التعاون بين جنوب إفريقيا وليسوتو والتعاون القائم في نهر النيجر.
وأوضح وزير الري السابق أن السودان يستفيد كثيرا من السد حيث يعمل على تنظيم منسوب النيل الأزرق وحمايته من السيول السنوية، ويعمل على توسيع المساحة الزراعية بالإضافة إلى تسهيل النقل النهري. مؤكدا على أنه تم بناء سد النهضة بأسلوب هندسي ممتاز وتخطيطه وتصميمه وتنفيذه أيضاً. ويمكننا الحفاظ عليه من خلال التشغيل الأمثل من خلال المراقبة.
علاوة على ذلك، اقترح الوزير تنفيذ مشاريع تكامل إقليمية أخرى لإفادة مواطني المنطقة، والحد من الفقر، ومكافحة الهجرة، بحيث يمكن للدول التحدث بصوت واحد إلى المؤسسات الدولية في تمويل مشاريع مشتركة أخرى بين الدول في عدة مجالات. كما أعرب حمد عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ من خلال المفاوضات الثلاثية لصالح الجميع.
وإثيوبيا لا ترى وجود مانع قانوني، سواءٌ في الاتّفاقيات الثلاثية المبرمة في 2015، أو مُقرّرات القانون الدولي، بما فيه “قانون الأنهر”، يمنعها من المواصلة في ملء السد، لاستثمار ثرواتها الطبيعية، لصالح نهضة شعبها، وإقامة مشاريع تنموية”.
كما تؤمن اثيوبيا بان الاتحاد الافريقي سيلعب دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث في مفاوضات سد النهضة ومن ثم التوصل الي اتفاق يعزز العمل و الشراكة والتعاون ن بين الدول الثلاث، بدلا من التّنافس والنّزاع و بإمكان شعوب المنطقة تحويل مشروع السّد إلى مشروع تكاملي دولي، بدلا من بقائه في دائرة التّجاذبات والمنازعات بينها.