سفيان محي الدين
إن تقديم العون لكل الأفراد الفقراء والمحتاجين هي من أسمى الأعمال التي قد يفعلها الإنسان في حياته فلا يوجد أفضل من مساعدة الغير والمساهمة في تخفيف آلامهم ومعاناتهم، ومن هنا تأتي أهمية الجمعيات الخيرية ودورها في إحداث فرق لحياة الآخرين ،وتقديم المساعدة لكل الأفراد والفئات المحتاجة في المجتمع ، وذلك بالمساهمة في العمل الإنساني والتنوي جنبا إلى جنب مع جهود اأجهزة الحكومة في إثيوبيا.
ولا تقتصر دور الجمعيات الخيرية على المساعدة المادية للفقراء والمحتاجين فقط، بل تتجاوز المساعدات توفير الرعاية الصحية لكل المرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج وتوفير بعض الخدمات الطبية.
وفي هذا الاطار قال المدير التنفيذي لجمعية التنمية الخيرية الدكتور جمال محمد إن الجمعية ظلت ولاتزال تساهم في أثيوبيا في مجال تقديم الأعمال الخيرية للمواطنين الأثيوبيين وذلك عبر الوقوف بجانب المتضررين والنازحين في شتى أنواع الأنشطة الإنمائية المختلفة التي شملت كلأ من الصحة والتعليم و بناء المدارس والمستوصفات الطبية وعلاج العيون منذعام 1992 بالتقويم الأثيوبي .
ومن جانبه قال السيد كمال عوض ممثل قطر الخيرية في أثيوبيا في كلمة ألقاها في مناسبة حفل تقديم المساعدات إن تنفيذ مشروع إفطار الصائمين بتمويل من قطر الخيرية في حي غلان في ضواحي مدينة أديس أبابا يوم الخميس الماضي يهدف إلى مساعدة الأسر الفقيرة والأيتام بمناسبة شهررمضان المبارك والتخفيف من الضغوطات الإقتصادية التي تعاني منها هذه الأسر .
وذكر السيد كمال بأن مشروع إفطار الصائم يتضمن كلا من الدقيق والأرز وزيت الطبخ والسكر والعدس و الشاي والحليب وقدمت هذه المواد الغذائية لحوالي 700 شخص من الأسر الفقيرة وأسر الأيتام .
وأشار السيد كمال إلى أن هناك مشاريع خيرية أخرى نفذتها جمعية التنمية الخيرية بالتعاون مع “قطر الخيرية” وهي مشروع للتمكين الإقتصادي للأسر الفقيرة حوالي 15 باجاج و20 آلة خياطة بتكلفة تصل مايقارب 20 مليون بر بهدف تمكين الأسر وذلك لأجل تحسين ظروفهم الإقتصادية والمعيشية .
وقالت السيدة مكية أحمد المسؤولة في حي غلان والتي شاركت في المناسبة: إنني أشكر باسم الحكومة المحلية بحي غلان الجمعية الخيرية لدولة قطر التي ساهمت في تقديم الدعم اللازم للأسر الفقيرة التي تعيش في ظروف صعبة و ذوي الإحتياجات الخاصة من المعوقين وغيرهم وشكرت جمعية التنمية الخيرية الأثيوبية التي نسقت وعملت بالتعاون مع الجمعية الخيرية لدولة قطر .
وأكدت السيدة مكية على أن هذه المساهمة القيمة سوف تلعب في تحسين الظروف المعيشية بصورة أفضل وأحسن للأسر الفقيرة في المستقبل
وأشار الدكتور جمال إلى أن هذه الجمعية تركز في مجال تقديم مساعدة الإيتام وتقديم الدعم اللازم لإسر الأيتام كما تعمل الجمعية في هذا المجال بهدف تمكين الأسر المهمشة للحصول على فرص التعليم للإيتام، وتقدم كذلك خدمات الألبسة والرعاية الصحية والمواد الغذائية في موقع أسرهم وتمكينها أيضا حتى يتمكنوا من التعليم مع صحبة أسرهم بدون أن يحصل الفراق بين الأسر والأطفال الأيتام وفقا لتوجيهات الحكومة الإثيوبية.
واضاف ان عدد الأيتام الذين يتعلمون تحت رعاية الجمعية يبلغ عدد هذه السنة أكثر من 10 آلاف فرد من الأيتام في الوقت الحالي لعام 2025 م،وأنه منذ تأسيس الجمعية في عام 1992م إستفاد منها الكثير من الموطنين ويمكن الإستشهاد بالخطة الخمسية الخامسة التي انتهت في عام 2024 حيث خططت لمساعدة نصف مليون مستفيد خلال مدة خمس سنوات من عمر الخطة ووفقت في تحقيق ذلك بل زادت كما حصل بعض طلابها الخريجين على الدرجات العالية باستلام الشهادات الدراسية في الماجستير والدكتوراه وتبوأ بعضهم مناصب كبيرة في العمل الحكومي وإدارة الشركات والعمل في المجالات المختلفة بعد أن ربتهم وعلمتهم .
وأضاف الدكتور جمال قائلا إن الجمعية أيضا عملت في الإغاثة والمساعدات في شهر رمضان المبارك بالوقوف بجانب المساكين والضعفاء الذين لاحول لهم ولا قوة لهم للحصول المتطلبات الصيام ،ونحن نقدم لهم الدقيق والزيت والسكر والروز والحليب وأيضا في مجال الكوارث الطبيعية، من الزلازال والجفاف والنازحين وغيرها .
وذكر الدكتور جمال أن من انجازات الجمعية أنها قد بنت مدرستين تعلمان اللغتين العربية واللغة الأورومية و تقع إحداها في ضاحية (لمي كورا ) بأديس أبابا حول ميدان أببش غوبنا) أو في المنطقة المعروفة بأيات وتقع المدرسة الأخرى في( شغر سيتي ) في المنطقة المعروفة بـ(لبو )بإتجاه الغرب من أديس أبابا .
وقال ان الجمعية تقدم منحا للطلاب للمرحلتين الجامعية و الثانوية، وتقدم الجمعية كذلك دورات تدريبية للمعلمين بالمدارس الحكومية بهدف تمكين المعلمين وتقويتهم بالحصول على الكفاء اللازمة والقدرة التعليمية في مجال التعليم مضيفا إلى أن الجمعية أيضا تعمل في مجال الصحة حيث بنت خلال سنوات مضت مستوصفا طبيا ليخدم محافظات عدة وشغلته بكامل أطقم العمل من الأطباء والإدارين خلال 19 سنة ثم سلمته حاليا لوزارة الصحة ليستمر العطاء ، وعلى سبيل المثال توجه الجمعية قوافل طبية لعلاج مرضى العيون ٌجراء عمليات إزالة المياه البيضاء التى تغطي عدسة العين وتحول دون امكانية الرؤية وذلك عبر تفويج قوافل الأطباء بتمويل من مختلف الممولين من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة من أهل الخير حيث يشارك في كل حملة أطباء متخصصون في علاج العيون والممرضون والإداريون للحملة وقد إستفاد منها حوالي 26 ألف شخص منذ تأسيس الجمعية في مختلف اقاليم البلاد.
ومن إنجازات الجمعية أيضا أنها تعمل في مجال تقديم الخدمات بحفرالمياه النقية الصالحة للشرب لكل من الإنسان والحيوانات وعلى سبيل المثال في منطقة “بورنا وغوجي “و إقليم الصومال واقاليم الجنوب خصوصا محافظات منطقة سلطي وغرب عروسي وبالي وعروسي الشرقية وشواوهررغي الشرقية وغيرها في المناطق التي تتعرض لندرة المياه على مستوى البلاد .
ومن جانبها قالت السيدة بتولا ابستو إنني أشعر بالراحة النفسية والفرح باستلام المساعدة الإنسانية من مشروع إفطار الصائمين التي حصلنا عليها من مؤسسة قطر الخيرية عبر جمعية التنمية الخيرية في أديس أبابا ونحن قد كنا قبل حصول هذه المساعدة نصوم شهررمضان المبارك بحياة صعبة والآن الحمد لله رب العالمين نشكر الله ثم نشكر الجمعيتين وجعل الله أعمالهم في ميزان حسناتهم .
ومن ناحيتها قالت السيدة روزا ثاني التي حصلت على دراجة (باجاج ) ذي الثلاث عجلات بصورة مجانية انه حين وصلها خبر حصولها على الباجاج من قبل جمعية التنمية الخيرية في أديس التي يديرها الشيخ محمد على فوجئت بهذا الخبر ولم أصدق إلا بعد نداء إسمي بهذه الساحة.
واضافت :”لقد دخلت الفرحة كل أعضاء جسمي ولا أستطيع أن أعبر عن نفسي من تلك الفرحة التي غمرتني وعلى كل حال أدع الله تعالى لللمساهمين من خلال الجمعيتين من الأهل الخير الذين أدخلوا الفرحة على المساكين والضعفاء أن تكون هذه الأموال لهم من ثمار الجنة وأن تكون لهم في ظله تعالى يوم لاظل إلاظله(ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ).
وقالت السيدة مريم طاهر التي إستفادت من هذه المساعدات القيمة بأن جمعية التنمية الخيرية كانت تقف بجانب المتضررين من الخفاف والنازحين من إقليم الصومال وان جمعية التنمية الخيرية تقف الي جانب النازحين والضعفاء والمساكين وعلى رأسهم نشكر الشيخ محمد على نديسو وزملائه.