سيحتفل بعيد الفطر في هذا العام بطريقة تظهر إلتزام إثيوبيا بالإسلام

*وصف النبي “ص” إثيوبيا بـ “بلد الحق والعدل”

 

عمر حاجي

إن قدوم المغتربين الإثيوبيين للاحتفال بعيد الفطر المبارك في هذا العام إلى وطنهم سيمكن العالم الإسلامي من إدراك مكانة إثيوبيا الخاصة في الإسلام، وثقافتها العزيزة على المساواة الدينية حسب ما ذكره المثقفون الإسلاميون.

وفي هذا الصدد: قال الأستاذ أبو بكر أحمد رئيس لجنة البرنامج، فيما يتعلق بـ ” العيد إلى العيد في الوطن”، إنه يمكن للإثيوبيين من أن يقدموا إلى بلدهم لممارسة ثقافتهم وتعايشهم الاجتماعي والديني، بالإضافة إلى نقل الأمور الأخرى الهامة لبقية العالم والمجتمع الإسلامي أيضًا، عن طريق الاستفادة من الحدث على أنه ميزة كبيرة لبلادنا.

وذكر الأستاذ أبوبكر أيضا، بأن إثيوبيا ساهمت كثيرًا في الدين الإسلامي والعالم العربي، لأنها لعبت دورًا أساسيًا في ترويج الإسلام لكونها أول دولة إستقبلت المهاجرين المسلمين وآوت أصحاب النبي عندما كان العالم بأسره في عصر الظلام. ومن هنا، فإن التفكير في الإسلام بدون إثيوبيا وبدون نجاش محاولة عبثية.

وذكر الأستاذ أبوبكر ان سبب تنظيم البرنامج والدعوة إليه قائلا: إنه كان قد أطلق النبي محمد  صلى الله عليه وسلم على إثيوبيا بلد الحق والعدل. وبما أن جميع المسلمين مدينون لهذه البلاد والأمة العظيمة، فمن المتوقع أن يأتوا ويحترموا دعوتها. وهذا هو سبب تنظيم البرنامج. وبما أن إثيوبيا بلد يعيش فيه الجميع باحترام لبعضهم البعض، فيجب الحفاظ على هذه الروح والتعايش الذي تم اختباره عبر الزمن.

إنه بعد دعوة رئيس الوزراء أبي أحمد لأداء صلاة العيد الفطر المبارك في إثيوبيا تستعد البلاد للتحضير لرحلة كبيرة إلى إثيوبيا تحت شعار “من العيد إلى العيد“. ولهذا، قد ناقش أعضاء اللجنة الوطنية حول البرنامج والاستعدادات. وأعلنت اللجنة التنفيذية أنه سيتم الإعلان عن فعاليات العطلة والجدول العام للجمهور في الأيام القليلة المقبلة.

وأشار الاستاذ أبوبكر إلى إكتمال الرحلة الرائعة إلى إثيوبيا بمناسبة العام الجديد للأجانب بنجاح. حيث أظهر الإثيوبيون الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم دعمهم وحبهم لبلدهم خلال فترة حرجة. وتم تشكيل لجنة تنفيذية تضم 16 مؤسسة حكومية وبدأت عملها. ومماتجدر الإشارة إليه هنا، فإن منظمة النجاشي الخيرية، ومؤسسة ترويج الحلال هما من المنظمين للبرنامج.

وفيما يتعلق بهدف هذا البرنامج، قال الأستاذ أبوبكر: إن هذا البرنامج يعزز القيم الإسلامية في إثيوبيا ويحدث أثرًا إيجابيًا على البلدان المحبة. وأنه يمكن أن يخلق الفرص التي من شأنها أن تساعد على زيادة تدفق السياحة والاستثمار بما يتجاوز فوائدها الدينية، مضيفا إلى أن هذا البرنامج سيكون فرصة لمساعدة المحتاجين لأسباب مختلفة. كما أن الاحتفال بعيد هذا العام سيتم بطريقة تؤكد التزام إثيوبيا بالإسلام.

ووفقا له: فإن أكبر سر هذا العيد هو الاحتفال بالتضامن والحب والاهتمام بما يتجاوز المناسبات الدينية، مشيرا إلى أن إثيوبيا بلد يعيش فيه أناس معًا من ديانات مختلفة، وبطريقة تحترم التنوع والاحترام. وأن الجالية الأثيوبية المسلمة تعيش في جميع أنحاء العالم، وخصوصا في دول الشرق الأوسط والخليج العربي. وأن تخفيف ما يعانيه مجتمع المغتربين الإثيوبيين في هذه الدول بالذات، ليس من مسؤولية الشعب الإثيوبي وحده بل عليهم تذكر تلك التاريخ الذي آوت فيه الحبشة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن نسيت الدول العربية تاريخ إثيوبيا، ويقول المثل: “لا يوجد شيء اسمه علاقة خفية أو منسية“. حسب ماذكره الأستاذ.

وأوضح الأستاذ أبو بكر حول خصوصية الدعوة، بأن الدعوة عامة لمجمتع المغتربين في الدول المجاورة والعربية لحضور عيد الفطر لإدراكهم بأن بلدهم الذي يعيش فيه جميع الشعوب والقوميات الإثيوبية المختلفة في وئام مع معتقدتهم المختلفة. ويدرك المسلمون في جميع أنحاء العالم جيدًا بأن إثيوبيا مدينة بالامتنان لأولئك الذين لديهم تأثير كبير على الدين. وتحقيقا لهذه الغاية، بدأ العمل المكثف مع الجهات المعنية. مؤكدا، على أن إثيوبيا بلد يحترم الإنسانية والدين. ومن المخطط العمل بالتعاون مع الأشخاص ذوي الخبرة الجهات المعنية المختلفة لتحقيق دبلوماسية ناجحة. وأن اللجنة ستعمل على الاستعداد بشكل أفضل من خلال أخذ الخبرة من الرحلة العظيمة السابقة إلى البلاد.

ومما تجدر الإشارة إليه: فإن هذا البرنامج يتضمن المؤسسات الحكومية المختلفة، بما فيها، وزارة شئون الخارجية، ودائرة الأمن والمعلومات الوطنية، ووزارة الصحة، ولجنة إدارة الكوارث، ووكالة المغتربين الإثيوبيين، ولجنة الهجرة والمواطنة ومفوضية الاستثمار، والشرطة الفيدرالية، ولجنة الجمارك، ووزارة المرأة والشؤون الاجتماعية، ومفوضية شرطة أديس أبابا، وإدارة مدينة أديس أبابا، وإدارة الاتصالات الحكومية.

ومن جانب آخر، ذكر البروفيسورآدم كامل الباحث الإسلامي البارز، والباحث في العلاقات (إثيو العربية)، بأن إثيوبيا لديها تاريخ طويل في استيعاب الناس من مختلف الأديان والذي تجلى من خلال الترحيب بصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الهجرة الأولى.  حيث أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه في ضيافة الإثيوبيين لأصحابه عندما تعرضوا لاضطهاد قريش في مكة، وطلب منهم اللجوء إلى ملك إثيوبي عادل وحكيم. واستقر أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحبشة في المكان الحالي المسمى بالنجاشي في إقليم تجراي الشمالي. وتعرف هذه الرحلة في التاريخ بالهجرة الأولى، وكانت إثيوبيا نصبًا حيًا للتعددية الدينية والتعايش المتبادل في إثيوبيا، وجعلت إثيوبيا الدولة الأولى في العالم التي تسمح للمسلمين بممارسة دينهم حتى قبل المملكة العربية السعودية.

وقال البروفيسور آدم: إنه مع ذلك، فإن مكانة إثيوبيا الخاصة في الإسلام لم يتم توضيحها وتوثيقها بشكل صحيح، على الرغم من أنها حصلت على مكانة رفيعة بين العالم الإسلامي. وبناءً على ذلك، فإن قدوم الإثيوبيين من الغربة إلى وطنهم سيتيح الفرصة للمسلمين في جميع أنحاء العالم بشأن مساهمة إثيوبيا النبيلة في التبشير الحر بالدين.

وأشار البروفيسورآدم إلى أن المجتمع الإسلامي قد بذل جهودًا دؤوبة لاستضافة مثل هذا الاحتفال المقدس بطريقة غير منظمة، مؤكدا على أن المساعي التي لا يمكن أن تحصل على استجابة إيجابية بسبب التصورات الخاطئة عن إثيوبيا للأنظمة السابقة. كما أن لقدوم المغتربين له دور محوري في إنعاش قطاعي الاستثمار والسياحة في إثيوبيا، يجب إنشاء بيئة مواتية للزوار ليكونوا على دراية بالإمكانيات التجارية غير المستغلة للبلد.

ومما تجدر الإشارة إليه هنا، فإن هذا الحدث الكبير له دور فعال في مكافحة حملات التشهير التي تم نشرها من قبل بعض وسائل الإعلام الإجتماعية، وإعلام  المجتمع العالمي بالواقع الموضوعي للبلد.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *