نبذة تاريخية عن العالم الكبير الشيخ داود بشير من إقليم الصومال

  *الحوار الوطني المخلص والناجح يعزز السلام والإستقرار

تقرير سفيان محي الدين

 يشتهر الإقليم الصومال  في أثيوبيا  بالحلقات العلمية التي تعتبر جزءاً من العملية التربوية والتعليمية السائدة، وتهدف هذه الحلقات إلى نشر الثقافة الإسلامية وتعزيز مكانة اللغة العربية داخل المجتمع في الإقليم  الصومالي بصفة خاصة واثيوبيا بصفة عامة .

وعلى الرغم من ظهور طرق ومناهج جديدة للتعليم ونشر الثقافة، فإن الحلقات العلمية لا تزال الطريقة الأفضل لتعليم شريحة واسعة من طلبة العلم عامة ولطلبة العلوم الشرعية واللغة العربية خاصة.

وبحسب ما جاء في كتاب” المشرع الروي” للشيخ محمد بن أبي بكر الشلي -أحد مؤرخي اليمن عاش في القرن السابع الهجري- فقد كان طلبة العلم في مدن حضرموت ينهلون العلوم من حلقات مقديشو العلمية ثم يرجعون إلى بلادهم بعد الانتهاء من الدراسة.

 وتعرف الحلقات العلمية في المساجد ،يجلس الطلاب  على شكل دائري  يتوسطهم الشيخ فوق سجادة للصلاة أو على كرسي مخصص له، وهي عادة تعليمية  قديمة متوارثة لدى  الصوماليين وفي أثيوبيا.

وفي هذه المرة نعرض للقراء الكرام السيرة الذاتية عن الشيخ  داود بشير فاقد وهوعالم من إقليم الصومال في أثيوبيا  وحول هذا أجرى مندوب صحيفة ” العلم ” مقابلة معه  وجاء الحوار  كالتالي :

العلم :كيف  كانت طريقة تعليم القرآن الكريم  التقليدية في إقليم  الصومال  قبل أن ندخل في السيرة الذاتية للحوار عنكم؟:                

 وذكر الشيخ  داود بأن الطالب يبدأ عادة في إقليم  الصومال وهو في سن مبكرة من عمره بتعلم القرآن الكريم في الكتاتيب، وتعرف عند الصوماليين  بـمصطلح “دكسي” ويحترم المجتمع الصومالي القرآن الكريم وأهله ويقدرونهم تقديراً عظيما، وكما يبدأ الطفل بتعلم القرآن الكريم غالبا في سن السابعة، وطريقة تعليمهم تبدأ من الحرف ثم الكلمة، ومن السهل إلى الصعب فيتعلمون أولا الحروف الهجائية من الألف إلى الياء قراءة وكتابة، ثم يتعلمون الحركات، ثم ينتقل الطفل إلى فاتحة الكتاب وهكذا إلى أن يختم القرآن كله، والطلاب يستخدمون في كتابة القرآن الكريم لوحاً خشبيا، ومعلم القرآن له تقدير عظيم في وسط المجتمع، ويتفرغ للتدريس وتخريج الحفاظ، ويتقاضى مبلغا من المال مع نهاية كل شهر مما تيسر لأسرة الولد، وذلك من أجل مساهمة المجتمع في مؤونة المعلم.

العلم : نرجو من سماحتكم  عن السيرة الذاتية لحياتكم وكيف إلتحقتم  إلى تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية  في الإقليم  ؟

وفي هذا الصدد قال الشيخ الشيخ داود بشير إنه ولد في منطقة تسمى “فافا” التي تبعد عن مدينة جيجيغا 50  كيلومتر  بعام 1969وحين ذاك كنت صغير العمر وهو  ابن خمس سنين وقرأت القرآن الكريم لدى الشيخ محمود  وذلك  طلبت من أبي وأمي بإدخالي الي الخلاوي القرآنية وقلت أريد تعليم  القرآن “علما بأن أسرتي تعيش بين وادي (فافا ) تقريبا وقرأت القرآن بدءا من الفاتحة  إلى سورة غافر الذنب ولكن مع الأسف قد جاءت على الشيخ الذي يقرئ القرآن المنية  وبعد ذلك رجعت إلى أهلي وفي هذ الوقت عمري  تجاوز عشر سنين ،ورجعت إلى رعاية الإبل ، ومن ثم أيضا توفي والدي ورجعت إلى تربية الإبل ورعايته ،لأنني أكبرأولاد  في  أسرتي وبدات اراعي شؤون  إخواني وهم صغار وفي هذه الحال  جنبا إلى رعاية  الإبل وبدأت تجارة الجمال وكسبت  كثيرا من  الإبل  حتى وصلت إلى مئة من الابل  وفي نفس الوقت وقت النهار أرعى الإبل  وفي المساء أجمع الحطب الذي أجعل وقيدا وشعلة  لإضاءة النور بهدف قراءة  القران الكريم وأكتب  القرآن على لوحة خشبية وختمت  القرآن وذلك كان لي تعهد وعقد مع أحد  معلم  القرآن بخلاوته مقابل أن يعلمني  القرآن  إسمه الشيخ على جما وأنا سأعطي لك مثل  مايعطي الناس مقابل تعليم القرآن لي  ،وقلت له حين أكمل  القرآن ،سأعطي  ناقة وعملني القرآن  “وعملنا  حفلة لختم القرآن ،وبعد ذلك  أعطيت  له بعد ختم القرآن ناقة  التي كانت عمرها أربع سنوات  وهكذ ختمت القرآن .

العلم : وبعد ختم القرآن ماذا كان عملك هل واصلت التعليم أم غيره؟

وذكر الشيخ  داود كانت عندي فكرة أتردد بين ثلاثة أفكار هل أواصل التجارة ،أو تربية الإبل، أوالتعليم العلوم  الشريعة ومن بين هذه الثلاتة  الفكرة  تشابهت على وعرضت فكرة  التشاور مع عمي إسمه محمود وهو كبير السن وقد تجاوز  80 عاما و عمري في ذلك الوقت ابن 15عاما  وقال  لي  لوكان عمري مثلك أواصل التعليم العلوم الشرعية وأفضله،وفي نفس الوقت أيضا تشاورت  مع  رجل آخر، وأجاب لي نفس فكرة عمي  ويقول فيه ” العلم فوق كل شيئ “وكذلك سألت الرجل الثالث حول هذا فأجابني  نفس  فكرة حوار الرجلين  اللذين تشاورتهما حول إختيار بين أمور الثلاثة ،ومن هنا قررت مواصلة التعليم وبعت  جميع الجمال التي  كانت في حوزتي  وذهبت إلى منطقة  الشيخ يوسف على جما ” قبرهي “وتعلمت  لديه  سفينة  الصلاة وسفينة النجاة ،وبافضل ،على مذهب  الإمام الشافعي  وقضيت سنة كاملة  وذلك عام 1980م وبعد ذ لك دخلت مدينة هرجيسا ودرست على الشيخ محمود الصوفي كتب النحو والفقه  والصرف  والبلاغة  .

وهو من علماء الحبشة  الصومالي ،وأيضا درست لدي الشيخ محمد حسن  والشيخ يوسف  حسن وتعلمت منهم  فن الحديث من البلوغ  المرام و التجريد  الصريح و النسائي  وأبي داود  وغيره من الكتب الحديث.

العلم :وهل درست  في خارج اقليم الصومال ؟

وأشار الشيخ داود إلى أنني بعد ذلك أيضا قد  انتقلت إلى جبيوتي وتعلمت هناك في مدرسة الدعوة   الإسلامية الذي كان يديرها الشيخ أحمد حسين  وهوأيضا من علماء جيبوتي وتعلمت لديه علوم الحديث  وغيره من العلوم الشريعة وكذلك درست  الحديث من العالم الفريد من نوعه  الشيخ  عبد الله علي غيلي  من المتحدثين ولايوجد أحد أمثاله  في تلك المنطقة وهو من الرجال النخب في العلم  في  عهد ذلك  وهوالذي درسه  الشيخ  أحمد أفقري ، ومن ثم رجعت من جيبوتي إلى هرجيسا وتزوجت وأنجبت الأولاد ولكن  في الآونة الأخيرة  اندلعت الحرب بين الصوماليين ونتج من ذلك زعزعت استقرار البلاد وفقدان  الأمن وقررت الذهاب إلى اتجاه ” مدينة دغهبور”  التي تبعد عن مدينة جيجيغا 150كيلومتر ومكثت هناك وفي خلال هذا قامت الجبهة الثورية  للشعوب الأثيوبية بقيادة  السيد ملس زيناوي رئيس الوزراء السابق  إسقاط نظام الدرج  الذي يقود الكورنيل  منجستو هيل مارم ،ومن ثم  جئت إلى مدينة  أديس أبابا ومن هناك سافرت إلى السعودية  وأصبحت عاملا من الأعمال البنائية  لمدة خمس أعوام  وفي خلال العمل في السعودية وجدت  المنحة الدراسية من قبل جامعة  الملك السعودي وتعلمت المعهد  في مجال اللغة العربية لمدة سنتين ،ونجحت  بدرجة ممتاز، ومن ثم إلتحقت إلى الجامعة   في مجال  العلوم الإدارية العامة وبعد التخرج مباشرة رجعت إلى أديس أبابا وسكنت  في “حي شوغولي” وأدرس الطلاب الحلقات العلمية  خلال عشر سنوات  في مدرسة  النجاشي وإيضا إنتقلت إلى  حي “مجنانا  في أديس أيضا”وأدرس الطلاب  اللغة العربية  وأصول  الفقه  والتوحيد  والنحو والصرف .

وبعدعشر سنين  إنتقلت إلى بولي بولبلا  في نفس أديس أبابا وأدرس هناك أيضا  الحلقات العلمية  بعد المغرب من تفسير القرآن الكريم، واللغة العربية، والتوحيد في أوقات مختلفة وهكذا كانت رحلتي  في جني ثمار العلم ونشرها  بين الطلاب الراغبين  في مجال العلوم الشريعة  وحتي الآن ظل ولا أزال أواصل  الحلقات  العلمية  في تدريس  الطلاب والله ولي التوفيق . 

.  العلم : هل  لديكم من الكتب والمخطوطات  التي قمتم بتاليفها ؟

1_  من المخطوطات  الكتب” كيف اتخاذ القرارات  في علوم الإدارية .

2 _(قواعد الفقهية في أصول  الشريعة  )وهذه كلها غير مطبوعة  ولكن جمعتها

وخلاصة  القول دخل  الإسلام في الصومال أوغادين الأثيوبية  في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأنه دخل الإسلام بأرض الصومال أول مرة مع الهجرة الأولى لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر البحر الأحمر  حيث دخلوا البلاد من ميناء زيلع، شمال الأراضي الصومالية.

 تقرير سفيا ن محي الدين  

العلم : ما هي أهمية   الحوار الوطني و تعزيز السلام  والإستقرار ؟

وقال الشيخ  داوود إن الحوار الوطني ضروري  وجدية  لإستمرار مواصلة  الحياة ، وأن الحوار قد تكون بين الأشخاص أو بين الجماعات  أو بين القبائل ،أوبين القوميات  ،وقد تكون بين المعارضة  و الدولة  وغيرها وفي الحقيقة  نحن نعيش  مع الحدود المتاخمة  بين أرومو والصومال ولا ماكانت أي مشكلة  بين الصوماليين وألاورومو ويعيشون مع بعض وحتى الإصطدامات  لاتحصل  بينهما  وأنا أتاجر الإبل أوأبيع  الجمال في مدينة “هرن  ، وبابلى وهي المدن الأثيوبية  تقريبا ولاما نعرف الإصطدامات  والحرب وهم سا لمين يعيشون مع بعض منذ آلف السنين  بين القبائل الصومالية والأورومية وحتى  لوحصلت على عشب  الكلأ والماء  تحل المشاكل عبر الشيوخ القبائل بطرفيهما ، والذي خلق هذا هم أناس الذين  غير راضين بالمعايشة  السلمية  بين القوميات بالسلام والأمن  ولكن خلقتها السياسة وأشياء لاأصل  لها من سلطان وذلك  أجل  خلق الفوضى وعدم الإستقراروعدم استتباب السلام  في المناطق  الأثيوبية  بهدف منع إستقرار البلاد.

العلم :مادور الحوار السلمي في تعزيز السلام والإستقرار ؟

وأكد الشيخ  بشير على أن الحوار المخلص للوطن  هوالذي يحل هذه المشكلة والإصطدامات  بصورة سلمية بدون سفك الدماء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة  ،وأن  المجتمع ليس لديهم مشاكل بل   يتكاتف في السراء والضراء، ولكن لوتركوا  المصالحة بين الشعوب فإنهم سيلعبون دورا بارزا  للمصالحة الوطنية  وكما أن أحدلايستطيع أن يميز بين القبائل الأورومية والصومالية ولونها وشكلها واحد  التي تعيش مع حدود  المتاخمة الصومالية وأنهم شعب واحد ودينهم واحد مع القوميات التي تعيش في الحدود الصومالية ولكن الذي عرقل  التعايش السلمي هوسوء الحظ وسوء الإدارة السابقة سواء كانت  الفيدرالية والمحلية السابقة ،ولذا أن الحوار المثمر والبناء بين الشعوب سيعود المناطق إلى طبيعتها التي كانت عليه منذ آلاف السنين  في مجال التعايش السلمي  بل هم يتعاونون ويزود بعضهم ببعض في مجال التكاتف في الأفراح والأحزان،ولذا أن الحواروالتشاور وتبادل الآراء ضروري وأن الإسلام  يأمر على ذلك ويحث عليه  ومن هنا  تتحقق النجاح السلمي للحوار  لصالح المجتمع بين الشعوب  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *