عادات الإحتفال بعيد الفطر المبارك في إثيوبيا

 

تقرير سفيان محي الدين  

 

تتميز أثيوبيا عن باقي دول العالم في الإحتفالات  بالأعياد الدينية والإجتماعية وهي  ظلت ولاتزال  تحتفظ بهويتها و خاصة مسلمو أثيوبيا الذين سيحتفلون  بعيد الفطر المبارك  حيث يتميز الشعب الإثيوبي بطقوس وعادات وتقاليد خاصة ، وهم يخرجون  لصلاة العيد الفطر منذ مطلع الفجر ويذهبون إلى ساحة  الثورة  أو” الإستاد ” وسط العاصمة أديس أيابا حيث يتسع الميدان  لأكثر من مليون مصلٍ  مصطحبين أطفالهم معهم، و مرتدين عباءات تميزهم عن غيرهم وفي عاداتهم خلال  الذهاب إلى المصلى يكبرون ويسبحون الله  تعالي بأصوات عالية، خاصة أنهم يخرجون  بجماعة ويذكر الإمام عن  فضل شهر رمضان المبارك، وفضل استقبال عيد الفطر المبارك كما يحث  بهذه المناسبة  على التآلف والمحبة والخير وإغاثة  الملهوف والوقوف بجانب المساكين  والضعفاء والإيتام .

وحول  الإحتفال  بعيد الفطر  أجرى مراسل صحيفة  العلم مقابلة  مع الشيخ طه هارون إما م وخطيب مسجد أنور الكبير وسطة العاصمة وجاء الحوار كالتالي :

 العلم : ماهي أهمية الإحتفال  بعيد الفطر وما الذي يعكسه الإحتفال في أثيوبيا ؟

 
و قال الشيخ طه  بن هارون إمام  إن شهر رمضان الكريم شهر نقوم فيه  بالعبادات ونتضرع لوجه الله الكريم  لكي ننال الكثير من الرحمة والمغفرة، و نستعد بعد ذلك لعيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات، وكان الصيام  قد فرض في السنةالثانية من هجرة  رسول  صلى الله عليه وسلم أن عيد الفطر هو أول عيد شرعه الله -عز وجل- للمسلمين، وأيضا زكاة عيد الفطر المبارك وصلاته، حيث يبدأ المسلمون يتبادلون التهاني بمجيء عيد الفطر المبارك وإتمامهم صيام شهر رمضان الكريم، وأن الصحابة -رضي الله عنهم – كانوا يتبادلون التهاني بقول تقبل الله منا ومنكم.،كما شرع  الله _عز وجل عيد الأضحى في نفس السنة التي شرع فيها عيد الفطر المبارك وهي السنة الثانية لهجرة الرسول صلى الله  -عليه وسلم .

ويساند ذلك الكثير من الأقوال منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال”قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة – ولهم يومان يلعبون فيهما – فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما. يوم الفطر والأضحى

العلم : ماهو مفهوم العيد ؟

وذكر الشيخ  طه بأن مفهوم العيد لدى  المسلمين، هو اليوم الذي يعتادون الاجتماع فيه، ليحتفلوا بعيد الفطر ويتبادلون التهاني بعد أداء العبادات  المختلفة  التي تتعلق  بصيام شهر رمضان المبارك ،وأصل كلمة عيد من عاد ويعود، أي جاء من معنى العادة والشيء الذي اعتاد المسلمون مجيئه،حيث سمى بالعيد، لإعادة الفرحة على المسلمين، في ذلك اليوم، وفضل الله على المسلمين بالفطر بعد الصيام، وأوجب  أيضا إخراج زكاة الفطر، التي هي من النعم العظيمة التي أنعم بها الله علينا، للتكفير عن أي ذنب أو لهو  حصل  من الصائم خلال شهر رمضان الكريم وأيضا  تعززالتقارب  بين المسلمين بعضهم من بعض  وتقوي  روح المؤاخاة والمساوة بين أفراد المجتمع.

كما أن أعياد المسلمين ثلاث، فالأول هوعيد الفطر المبارك الذي يأتي في الأول الشهر  من شوال بعد شهر رمضان الكريم، والعيد الثاني هو عيد الأضحى، الذي يأتي في اليوم العاشر من ذي الحجة، والعيد الثالث هو “عيد الجمعة”.

ولم يعتاد المسلمون على قول عيد  الجمعة، وذلك لتكراره مرة كل أسبوع أي يتكرر في العام الواحد ستاً وثلاثين مرة، فأصبح مألوفا لدى المسلمين وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم—: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى صلاة  الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك. وأما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى فينتظرهم، المسلمون بكل الشوق ، ويستعدون لهم، وذلك لأنهما يأتيان مرة واحدة في العام.

العلم :ماهي الأذكار التي يقوم به  المصلون أثناء سيرهم إلى المصلى أو ساحة الصلاة  ؟

وأشار الشيخ  طه إلى أن الأذكار التي يقوم به  المصلون أثناء سيرهم إلى المصلى هي: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، حيث يبدأ التكبير من غروب الشمس، لليلة العيد، إلى وقت صلاة العيد، ومن السنة أن يجهر الرجال بصوتهم في كل مكان وفي مكان تجمع صلاة العيد بحضور جمع غفير من  المسلمين، حيث اعتاد الرجال والنساء والأطفال،على تأدية صلاة العيد، ثم بعد ذلك حضور خطبة الصلاة، حيث تعتبر صلاة العيد من أكثر الصلوات التي يجتمع عليها الجميع، حيث ينهون صلاتهم ويتبادلون التهاني وهدايا الأطفال وتعم البهجة على الجميع .

العلم : متى تؤدي زكاة الفطر وإلى من  تصرف  تلك الزكاة ؟  

وأكد الشيخ طه انه قد شرع الله -عز وجل- تأدية زكاة الفطر، في آخر أيام شهر رمضان الكريم، حتى موعد صلاة عيد الفطر،وقد أوجبها “عز وجل “على كل المسلمين، وذلك لمساعدة الفقراء والمساكين،كما شرعت زكاة الفطر أيضا ليتطهر الصائمون بفضلها من أي عمل أو ذنب أنقص من صيامهم وأعمالهم خلال الشهر الكريم.

ومن المستحب تأدية زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر، ولا يجب تأخيرها عن ذلك الوقت، ويكون مقدرها صاعاً من الطعام ، أي ما يقدر باثنان كيلو وأربعين جراما من الطعام.

العلم : ماهي الحكمة من تشريع العيد للمسلمين؟

 وأعرب الشيخ  طه على أن  الله عز وجل شرع العيد للمسلمين لعدة أسباب منها شعورهم بالفرح جميعهم في وقت واحد  وذلك بهدف تقوية روابط العلاقات بين المسلمين جميعا،وكذلك شكرالله تعالي على إتمام المسلمين لعبادتهم مثل الصيام والحج، الذي اجتمع المسلمون أداءها في وقت واحد ،ولذا يرغبون رضاالله عزوجل (ويعتبر يوم استلام الجائزة  بتكريم المسلمين ،وذلك لإتمام  عباداتهم فيه )كما يعتبر أيضا تعظيم وتجليل لشعائر الإسلام، حيث يجتمع المسلمون على التكبير في وقت واحد.

ولتجمع المسلمون في يوم العيد جميعهم يلخص الكثير من معنى القوة وإظهار محبة وتعاون المسلمين، وأنهم جميعا يد واحدة،ومن مفاهيم العيد أيضا تقوية صلة الرحم، وزوال الجفاء والبغض بين الأقارب، فيتبادلون الزيارات، وتنتشر بينهم الألفة والبهجة.

 وكذلك يعتبر يوم العيد مميزا عند المسلمين، حيث يتغير نمط الحياة، من وسائل ترفيهية، مشاهدة التلفاز واللبس والتنزه ، وتناول الكعكات المختلفة والمأكولات المشهية المتنوعة.

 العلم :ما هي آداب العيد؟

لعيد الفطر وعيد الاضحى عدة اداب، ويجب على كل مسلم ان يتحلى بها وهى فيما يلى:

أن يغتسل المسلم قبل أن يخرج لصلاة العيد، حيث اتفق جميع العلماء أن شرط الاغتسال من الشروط المستحبة.

أن يتناول المسلمين الأكل، وذلك قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، أما بالنسبة لعيد الأضحى فمن المستحب أن يأكل المسلمين بعد إنهاء صلاتهم.

الاستمرار في التكبير في يوم العيد، حيث يعتبر التكبير من اسمي السنن وأعظمها في عيد الفطر وعيد الأضحى، ومن المستحب إظهار التكبير والجهر به،  فيبدأ المسلمون يرددون عبارات التكبير والتهليل والحمد، وذلك بقول الله أكبر الله أكبر إله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر

العلم:  ما هي أهمية السلام  والإستقرار والتعايش السلمي ؟

وأشار الشيخ  طه إلى أن السلا م  والتعايش السلمي  هما ضروريان  وهما أساسيان وكلاهما فوق  كل شيئ  للحياة  ولذا ينبغي تعزيز السلام والتعايش السلمي لسير الحياة وتنفيذ الأنشطة الإنمائية  المختلفة ، وكذلك  تعزيز التعايش السلمي  حيث أن الشعب الأثيوبي  يحب التضامن والتكاتف  ويشارك في الأفراح والأحزان ولذا  ينبغي  لكل رجال الأديان  والجهات المعنية في الحكومة  و المثقفين  والمحبين  للسلام والإستقرار أن يحافظوا على العادات القيمة  التي إكتسبنا إياها من أجدادنا إياها وآبائنا  وأخيرا كل عام وأنتم بخير .

ويتم  الإحتفال  بعيد الفطر المبارك بعد أداء صيام شهر رمضان  المبارك  في أثيوبيا  ويعتبر  «التجمع العائلي» “والود المتبادل بين الأسر والجيران»، حيث تحرص العائلات على القيام بزيارة بعضهم البعض، مع تقديم العديد من الهدايا والعيدية، وذلك عقب انتهاء الصلاة العيد مباشرة، ثم تعود كل عائلة إلى منزلها ليجتمعوا مع جيرانهم على «الجَبَنَة» أو في قولٍ آخر «القهوة الإثيوبية» حيث تعود كل أسرة إلى منزلها وتجلس للتحاور من الفرح  ويتناولون «الجَبَنَة»، مع نوع من الخبز المصنوع من القمح ويدعى «ديفوابو» بجانب «الفشار » وبعض الحلويت، المصنوعة في البيت، كما يقوم الأطفال بالتجمع ليتوجهوا إلى الحدائق والمتنزهات القريبة من المنزل، بعد الحصول على العيدية.

كما تتوجه الأسر إلى زيارات عائلاتهم وأقاربهم في الأقاليم الأخرى البعيدة عن العاصمة «أديس أبابا وهكذا يقضون أيام العيد  بتبادل الأفراح والزيارات ويستعدون لخبز الكيك والبسكويت والمخبوزات، مع تحضير مشروب «الكاريبو» المصنوع من الشعير في أثيوبيا وكل عام وأنتم بخير .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai