سمراي كحساي
إثيوبيا تعمل دائما على اتباع سياسة تصفير المشاكل مع جميع دول العالم وخاصة مع جيرانها في منطقة القرن الافريقي.
نعم ، تمت استعادة السلام في إثيوبيا بالكامل باستثناء بعض التحركات العدائية في الجزء الشمالي.
وعلى عكس المحاولات غير المجدية لوسائل الإعلام الغربية لابتزاز البلاد من خلال نشر أخبار كاذبة والتآمر المدبر ، أقام الإثيوبيون في الوطن مع مواطنيهم المغتربين أعيادًا رائعة بطريقة سلمية وجذابة .
كما يمكن اعتبار مجيء ثاني أقوى قائد في السودان ، محمد حمدان دقلو – نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان إلى إثيوبيا بمثابة تجسيد واضح لنجاح إثيوبيا الدبلوماسي.
و تعتبر زيارة القائد السوداني وسط التوترات الحدودية ذات أهمية قصوى في تعزيز العلاقات بين البلدين وفي الحفاظ على السلام في منطقة القرن الأفريقي بشكل خاص و القارة بشكل عام.
والحقيقة واضحة وضوح الشمس لإن السودانيين والإثيوبيين هم شعب واحد في بلدين مختلفين حيث لا يمكن التمييز بين الشعبين وخاصة الذين يقيمون في المناطق الحدودية.
والجدير بالذكر هنا هو أن إثيوبيا كانت دائمًا تطرح السلام للنقاش ، وأن الدول التي اعتبرتها عدوًا قد تحالفت معها أخيرًا بعد تفهم صراحتها.
ومن الواضح أن العلاقات بين إثيوبيا والسودان تدهورت بسبب المنطقة الحدودية المتنازع عليها حيث وقعت فيها اشتباكات متفرقة مميتة على الجانبين.
وإلى جانب ذلك ، يخوض السودان ومصر أيضًا نزاعًا مريرًا حول سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق حيث يرى بلدي المصب في سد النهضة الإثيوبي تهديدًا وجوديًا ، وهو قلق لا أساس له.
يجب أن نفهم جيدًا أنه لا أحد يستفيد من الاضطرابات والفوضى باستثناء أولئك الذين يركضون نحو اكتساب شعبية رخيصة ويكسبون مكاسب شخصية على حساب معاناة الآخرين.
و يجب على إثيوبيا والسودان إحياء علاقاتهما الدبلوماسية الدافئة والودية ، كما يجب تجديد التجارة الحدودية طويلة الأمد بينهما إلى أن يتم التوصل إلى حلول دائمة للتوترات الحدودية.
وعلى الرغم من أن وجود بعض المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية في إثيوبيا والسودان التي تسببت في تزايد الأعمال العدائية بين البلدين إلا ان الوضع قد اتخذ الآن المسار الصحيح.
ومن ثم ، يبدو أن العلاقات تتميز بالتعاون بدلاً من العداء لأن التعاون له دور فعال في مساعدة البلدين على النمو معًا.
والصراع الحدودي المحتمل بين البلدين لا يهدد بزعزعة استقرارهما فحسب ، بل له أيضًا تداعيات خطيرة في عدم استقرار القرن والمنطقة بأكملها.
ومن ثم ، فإن بدء المحادثات الوثيقة من شأنه أن يمهد الطريق لكيفية معالجة القضية ويجب أن تؤخذ قضية سد النهضة الإثيوبي الكبير بشكل ايجابي وعلى أنها تعمل على تعزيز التعاون بين البلدين بدلا من أن تكون مصدرا للمواجهة.
وبشكل عام فان زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الرسمية إلى إثيوبيا سيكون لها نتائج إيجابية لتهدئة النزاع الحدودي بين البلدين لذلك يجب تعزيز المحاولات الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات و لتجفيف مصادر الصراع الحدودي إلى الأبد.