السودان واثيوبيا..حوار السهل والهضبة..!!

بقلم / محمدادريس – كاتب صحفي ومحلل سياسي

*يقول الدكتور النور حمد في اطروحته التي أثارت جدلاكثيفافي الاوساط السياسيةوالفكرية قبل مايزيدعن العشرة أعوام(لماذا يصحو مارد الهضبة،ويغفو مارد السهل )؟!أن الشعوب لاتنطلق في دروب النهضة،مالم تتعرف بعمق وبسعة علي عناصر تكوينها الحضاري،وتعي ذاتها، وتستجمع طاقات أرثها الروحي والفكري والنفسي وتدفع به في جهة جديدة صاعدة نحو المشترك الإنساني الكبير،ويجري حمد مقاربات بين بلاد الهضبة الإثيوبية وتمسكها بارثها الحضاري والديني وبين مايعتور السهل  السوداني من استلاب نحو اتجاهات وثقافات وهويات عدة،وتعويله علي الخارج عبر حقب الاستلاب المختلفة ..!

*في ملخص الاطروحة أن إتجاه السودان شمالا لم يجلب لنا غير السخرية واستغلال الموارد والتبعية،

والفرص متاحة في الإتجاه نحو العمق والقرن الأفريقي بوحدة ثقافية وحضارية تقوم علي أعمدة من العوامل والقواسم المشتركة بين إنسان سهل النيل الاوسط وانسان الهضبة الحبشية وهما في حقيقتهما إنسان واحد ضاع بعضه عن البعض الآخر ..! *وفي آخر زيارة لرئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد للخرطوم نهاية يناير الماضي/والتقاءه بالفاعلين في المشهد السياسي السوداني كانت عبارته المفتاحية،أن السودانيين هم الاقدر علي حل مشاكلهم بأنفسهم، وان إثيوبيا تتضامن مع السودان وتقف معه في هذه المرحلة المهمة من تاريخه السياسي ..!

*البعض ربما قرأ مضامين تلك الزيارة من عنوان رد الفعل حول الموقف المصري من الأزمة السودانية وتداعيات انعقاد الورشة الحوارية بالقاهرة،والعنوان الآخر وهو مجيء أبي أحمد للخرطوم بعد إنقطاع لعامين أنشغل خلالها بحرب إقليم التقراي التي وقعت اتفاقية سلام مطلع نوفمبر  الماضي بجهود( افريقية خالصة ) في جنوب أفريقيا،  كللت بوقف العدائيات ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق،عاشت إثيوبيا أجواء الانتفاضة الشعبية حيث استقال هايلي ديسالين لتسهيل إجراء الإصلاحات ثم انتخب رئيس شاب خاض الحرب وحقق السلام ..!

*اذن حتي متي يغفو مارد السهل السودان  ولاينتبه للمشتركات الممتدة التي تربطه بالهضبة الاثيويية حضاريا وثقافيا منذ اكسوم وكوش وحتي يومنا هذا ولايسعي الي وحدة قادمةفي إطارالفضاءالأفريقي،بدلا عن اللهث وراءأوهام وخزعبلات هي من صنيعةأحزاب نخبويةتاتمر بالخارج!

*ولماذا لانعي الدرس الإثيوبي في إدارة التنوع الداخلي وجعله مصدر ثراء لوحدة اندماجية فدرالية في المستقبل،وامامنا التجربة الأخيرة في طي صفحة الحرب في غضون عامين ونحن نعيش اربعةاعوام من( اللا حرب واللاسلم)في اتون حلقة مفرغة من التشاكس و(المبادرات والورش) التي عمقت الأزمة وفاقمتها ..!

*التجارب الإثيوبية في النهضة علي قفا من يعتبر ويعي الدرس،بدءا من سد النهضة الذي أنار ظلام إثيوبيا، وصولا إلي أكبر شركة طيران في إفريقيا  هي الخطوط الجوية الإثيوبية ومشاريع البني التحتية من طرق تربط إثيوبيا بميناء مومباسا الكيني وتطوير مطار بولي وإنشاء المجمعات الصناعية وانفاذ خطة طموحة لمحاربة الفقر وتنمية قطاع صغار المزارعين مماجعلها جاذبة للاستثمارات الخليجية والعالمية وقادرة علي تحقيق الهدف الوطني من مستوردة للقمح إلي مصدر بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي(٣٢مليار قنطار)بمايسمونه ثورة زراعة القمح في الإقليم الصومالي،وبلادنا من الدول التي ستستورد القمح الاثيوبي  إلي جانب كينيا، رغم السهول المروية الممتدة تبقي عبقرية الفشل في السعر التركيزي التي تجعل من زراعة القمح في الجزيرة والشمالية سببا في دخول السجون والتلتلة في قضايا الاعسار..!!

بحكم الواقع التاريخي دون تزييف للحقائق كل العقلاء من النخب السودانية تقف مع مسار البحث عن الوحدة الإنسانية مع شعوب القرن الافريقي فاصل الحضارة الانسانية للمنطقة ترجع أصلها الي الحبشة وبلاد النوبة امتدادا  لللحضارة الكوشية ، والعفر ي منطقة البحر الأحمر دونا يؤكدون علي وحدة منطقة القرن الافريقي قبل استعمارها من الغرب… ما يعني ان امتداد الإنسان السوداني بسواد سحنته أقرب إلي الحبشة شرقا والصومال وجيبوتي حتي حدود كينيا… الإيمان بهذا الأصل فس حد ضانه لا يمنع التعاون واحترام الآخرين الذين تجدهم أكثر  نكرانا لهذا التاريخ الذي نسرده بعقلانية بعيدا عن العواطف…

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *