العلاقة التاريخية بين إثيوبيا وإسرائيل

عمر حاجي

أصبح جوهر العولمة في الوقت الحالي أداة لربط الناس بالناس والأمم بالأمم. فإن فكرة العيش معًا والعمل الجماعي لم تصبح حتمية فحسب بل يجب أن تكون كذلك. وبعض الدول لديها روابط قوية مع دول أخرى لأسباب مختلفة. قد تشترك شعوب الأمم في ثقافة أو معتقدات أو تصور مشترك.

وفي هذا السياق، تتمتع البلاد بشراكة قوية مع عدد من البلدان في العالم. وتعتبر معظم علاقات الدولة مع بقية العالم إيجابية ويمكن تحسينها بشكل أكبر. وتحقيقا لهذه الغاية، دخلت إثيوبيا في شراكة مع أقوى الدول في العالم، ويعمل شعب وحكومة إثيوبيا على تعزيز حلفائها. وأفضل مثال على ذلك، هو الشراكة الثنائية بين إثيوبيا وإسرائيل. وأن الشعبين القديمين في التاريخ لديهما الكثير الذي يتقاسمانه بشكل مشترك في مجالات مختلفة. وعمل البلدان معًا طوال فترة شراكتهما الطويلة.

وأجرى سفير دولة إسرائيل في إثيوبيا وبوروندي وتشاد والاتحاد الأفريقي، أليلي أدماسو، مؤخرًا مقابلة مع مؤسسة الصحافة  الإثيوبية مشيرا إلى التعاون الطويل بين البلدين في مختلف المجال. وتمتلك إسرائيل عددًا من الموارد لمشاركتها مع الدول الأخرى على الرغم من أن عمر الدولة لا يتجاوز 75 عامًا، وتعمل إثيوبيا وإسرائيل في مجالات مختلفة، بما في ذلك الزراعة والصحة والتكنولوجيا والابتكار إلى جانب العديد من القطاعات الأخرى. وبناءً على ذلك، فإن إسرائيل حريصة جدًا على مشاركة معارفها ومهاراتها مع الدول الصديقة.

وفيما يتعلق بالزراعة، فهي أحد القطاعات الرئيسية التي كان البلدان يعملان فيها. كمثال على ذلك، يمكن أن يكون الإنجاز المسجل في إنتاج الأفوكادو. حيث تم توزيع أربعة ملايين شتلة أفوكادو على المزارعين الإثيوبيين. وأن أفوكادو منتج زراعي مهم للغاية في أوروبا وآسيا وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية. وأن إثيوبيا مكان مثالي لإنتاج أفوكادو بسبب مناخها ومواردها الطبيعية، حسب ماذكره السفير. كما شدد السفير على أن حكومة إثيوبيا يجب أن تولي اهتماما خاصا لإنتاج أفوكادو حتى يجلب المزيد من الفوائد للبلاد بما في ذلك زيادة تدفق العملات الأجنبية. بالنظر إلى الاهتمام الواجب بإنتاج أفوكادو، فإن لديها القدرة على المساهمة وتحقيق دخل أكثر من البن.

وأوضح السفير، أن حكومة إسرائيل تشارك معرفتها في الزراعة مع إثيوبيا. وقد دعوتنا وزارة الزراعة الأثيوبية للمشاركة في مؤتمر يعقد في إسرائيل، وأن إسرائيل كانت تفعل الكثير فيما يتعلق بالإنتاج الصيفي، ونحن لا ننتظر المطر بل قمنا بتنقية مياه البحر الأبيض المتوسط واستخدامها للشرب والزراعة. وهذه المرة تعمل الشركات الإسرائيلية مع وزارة الزراعة على زيادة الإنتاج الزراعي في إثيوبيا.

كما تعمل هذه الشركات والمتطوعون في إسرائيل بشكل أساسي على إنتاج أفوكادو وتطوير المناطق الصحراوية للزراعة. وبناءً على ذلك، قامت هذه الشركات والمتطوعون بتدريب أكثر من 75 ألف مزارع إثيوبي من مختلف أنحاء البلاد. ونعلم جميعًا أن لأفوكادو الكثير من المزايا. وهناك طلب كبير أيضا في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. وفي هذه اللحظة بالذات نتعاون مع الحكومة ونساعد المزارعين الإثيوبيين ليكونوا أكثر فاعلية في إنتاج أفوكادو. ونحن نتعامل مع كيفية تنفيذ التعبئة والتغليف وكيفية اختيار أفضل المنتجات ذات الجودة. تم تمويل مشروع أفوكادو من قبل المعونة الأمريكية، وتوصل الإسرائيليون إلى مهاراتهم.

وأشار السفير أليلي إلى أن قطاع الصحة هو أحد أقسام التعاون بين البلدين، موضحا، أن الإسرائيليين يعملون بالتعاون مع مستشفيات كل من طقور أنبسا وبحر دار وهواسا وجوندر وجيجيجا. وفيما يتعلق بمشاركة المعرفة والمهارات وصلت وفود إسرائيلية من الأطباء في مناسبات مختلفة للعمل معًا ومساعدة نظرائهم في إثيوبيا وتبادل خبراتهم. ويمكن أن تكون الأنشطة التي أطلق عليها اسم “إنقاذ قلب طفل” خير مثال على ذلك حيث تم تدريب اثنين من الأطباء الإثيوبيين في إسرائيل لعلاج الأطفال الإثيوبيين المصابين بأمراض القلب، إلى جانب ذلك، تم تدريب ممرضتين أخريين أيضًا. وبسبب النفقات الباهظة للحصول على الخدمة في إسرائيل، نخطط حتى إنشاء المركز في إثيوبيا وتوسيع نطاق تحول مهاراتنا. وليس إثيوبيا فحسب، بل دول أفريقية أخرى ودول حول العالم التي تأتي إلى إسرائيل لاكتساب المعرفة.

ومن المعروف أن إسرائيل متقدمة جدًا في مجال التكنولوجيا والابتكار. وفي هذا الصدد، أشار السفير الإسرائيلي إلى أن التكنولوجيا والابتكار هما أحد القطاعات التي يتعاون البلدان فيها. فقد عقد البلدان مؤتمرا مع أصحاب المصلحة الحكوميين لمناقشة تعزيز التكنولوجيا والابتكار في إثيوبيا. وتعمل حكومة إسرائيل وحكومة إثيوبيا معًا لتحقيق ابتكارات عالية التقنية في إثيوبيا. كما تعملان على الطاقة الشمسية.

وكشف السفير أنه فيما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار، تتعاون الخطوط الجوية الإثيوبية مع شركة صناعة الطيران الإسرائيلية مؤخرًا على تغيير طائرات الركاب الإثيوبية إلى طائرات شحن. وانتهت شركتا البلدين من تغيير طائرة ركاب واحدة إلى شحن وهي تعمل الآن. والآخر في طور الإعداد. وفي المستقبل القريب سيأتي المزيد من الشحنات وسيساعد ذلك البلاد على شحن منتجاتها المحلية إلى العالم بسهولة. وتخطط الدولتان في المستقبل لتعليم وتدريب الطلاب والمهندسين والفنيين الإثيوبيين من خلال فتح مركز في إثيوبيا وتقديم الخدمات لبقية دول إفريقيا، مضيفا إلى أنه تم إجراء محادثات مع الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة المهارات والعمل ووزارة الابتكار.

وفيما يتعلق بالتعاون العسكري بين البلدين، قال السفير: إن إسرائيل تعلمت الكثير من أسوأ تجارب الحرب. نتيجة لذلك، أصبحت إسرائيل واحدة من الدول الرائدة في التقنيات العسكرية. وتعاونت إثيوبيا وإسرائيل في العمل على مكافحة الإرهاب. مثل الروابط الشعبية بين البلدين، هناك الكثير من تبادل التكنولوجيا والمعرفة بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، فإن السفارة الإسرائيلية في إثيوبيا تعمل على جلب مستثمرين إسرائيليين للعمل في إثيوبيا. وقبل ثلاثة أشهر عقد البلدان مؤتمرًا اقتصاديًا كان الأول من نوعه. حسب قول السفير.

كان المؤتمر الاقتصادي الإثيو- إسرائيل، التقى فيه مسؤولون إثيوبيون كبار من بينهم وزراء وخبراء اقتصاديون وممثلون من أديس أبابا وغرفة التجارة الوطنية مع نظرائهم الإسرائيليين وشركات التصنيع. وأن مثل هذا النوع من الأحداث لديه القدرة على فتح المزيد من الأبواب لكل من أصحاب المصلحة لأخذ أفكارهم ومواردهم الاستثمارية إلى الطاولة. وفي هذا الصدد، وقع ممثلو غرفة التجارة بين البلدين اتفاقية للعمل معًا في المستقبل. ولذا، فإنه يجب على حكومة إثيوبيا وأصحاب المصلحة المسؤولين العمل على التحديات التي يواجهها المستثمرون الدوليون. وأن تعمل هذه الأجهزة معًا للحد من مثل هذه المشاكل وخلق بيئة مواتية لأولئك الذين يرغبون الاستثمار في البلاد.

وفي الآونة الأخيرة، وقعت الحكومة الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تجراي اتفاقية سلام لإنهاء الحرب التي استمرت عامين. وفي هذا الصدد، ذكر السفير أليلي أن حكومة إسرائيل مستعدة لدعم الاتفاق وتنفيذ اتفاق السلام لأن إسرائيل دولة محبة للسلام. وفي السياق الإثيوبي، كانت الحرب الأخيرة في إثيوبيا صراعًا بين أشقاء وأنه محزن جدا. واتفاق السلام مهم للغاية وخطوة للأمام لشعب إثيوبيا للعيش معًا وإعادة السلام. وستمهد اتفاقية السلام الطريق لكثير من المستثمرين للقدوم إلى إثيوبيا والاستثمارفيها، مشيرا إلى أن العديد من الشركات العالمية سيتم توطينها هنا أيضًا.

وهكذا، خلص السفير إلى أن جميع الشراكات الموجودة في إثيوبيا تستند إلى ترابط طويل الجذور بين الشعوب. وعلى غرار حكومة إسرائيل، ينبغي للحكومة الإثيوبية أن تشارك في تعزيز الشراكة. ونجري مناقشات مستمرة مع مسؤولي الحكومة الإثيوبية لجعل الشراكات أفضل، ولدينا اتصال جيد جدا.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “العلاقة التاريخية بين إثيوبيا وإسرائيل


  1. Оборудование для живодноводческих хозяйств.

    Предприятие ООО «Агроферма» основано в 2011 году и на сегодняшний день является лидером в сфере оптовых и розничных поставок оборудования, запасных частей и расходных материалов для молочно-товарных ферм, животноводческих, свиноводческих и сельскохозяйственных комплексов, личных подсобных хозяйств.

    Мы работаем в тесном сотрудничестве с хозяйствами и предприятиями России, Беларуси, Европы и Азии (более 15 известных брендов). Товар закупаем напрямую от заводов производителей, без посредников. Все поставляемое нами оборудование соответствует мировым стандартам качества.

    Цены на всю продукцию на нашем сайте agro-ferm.ru

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *