دور مهرجان “بوهي” في السياحة!!

*الوزير يدعو المواطنين للحفاظ على القيم الثقافية

عمر حاجي

إن إثيوبيا من الدول التي سجلت عددًا من التراث المادي وغير المادي ضمن قائمة التراث الثقافي لليونيسكو، حيث إعترفت اليونيسكو بأربعة تراث غير ملموس وما يصل أكثر من 13 تراثًا ملموسا. وأن مهرجان “بوهي” هو أحد التراث التاريخي القديم لإثيوبيا لكن لم يتم تسجيله بعد في اليونيسكو، وقد ظهر تدريجياً ليكون أحد الوجهات السياحية في إثيوبيا.

وفي هذا السياق: قال الدكتور أنغاغرين جاشاو رئيس جامعة دبر تابور بدبرتابور في تصريح صحفي لوسائل الإعلام بمناسبة مهرجان ” بوهي”: إن وسائل الإعلام في مجال تعريف وتنمية مثل هذا المهرجان له دور كبير جدا. كما إن  شعوب إثيوبيا تتمتع بفرصة ممتازة لجعل مهرجان “بوهي” مركز جذب سياحي وتسجيله كواحد من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. ومن المهم جدًا إجراء بحث ذو جدوى حول إمكانية تسجيل “بوهي” في قائمة اليونيسكو.

وكان قد إحتفل الإثيوبيون بمهرجان “بوهي” الذي يُعرف أيضًا باسم مهرجان دبر تابور أو مهرجان التجلي هو واحد من الاحتفالات الدينية والثقافية في الهواء الطلق. كما أنه أحد التراث الديني والثقافي غير المادي الذي يتم الاحتفال به كل عام في 19 أغسطس. ونحتفل بهذا المهرجان للمرة الرابعة في مدينة دبر تابور التي تسمى بإسم جبل دبر تابور.

وأشار الدكتور أنغاغرين إلى أنه لم نستطع الإحتفال بهذا المهرجان في السنة الماضية لأنها كانت تحت وطأة الحرب، وبسبب زعزعة الأمن والاستقرار وانعدام السلام، وقد عانى فيه المواطنون في هذه المنطقة، حيث فقدت أرواح أناس أبرياء من النساء والأطفال، وكبار السن، واتهكت الحرمات، وهدمت اللممتلكات، ونفقت الحيوانات، وخربت المحاصيل الزراعية، ومورست الأعمال الوحشية التي لا يفكر بها أحد من الإنسان وراحت ضحيتها أسرة بكاملها نتيجة إستخدام المدافع الثقيلة على هذه المدينة.

ونوه الدكتور جاشاو إلى أنه قد مضى كل هذا وبقينا على قيد الحياة، وواصلت الجامعة أعمالها بصورة مناسبة، وها نحن نحتفل بمهرجان ” بوهي” وهذا ، مما يعطي لنا مغزى كبيرا، ومنذ أن دخلت بلادنا في الحرب فإن هذا المكان كان هو الهدف الرئيسي على الرغم من أن فكرة الأمبراطور تيدروس كانت في هذا المكان هو توحيد إثيوبيا وإعادة تسجيل وحدتها. ولولا تضحية قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية وقلب الأمور أو مخطط المؤامرة، فإن هدفهم لهذا المكان هو دخولهم إلى مدينة بحر دار. ومن هنا نستطيع أن ندرك مدا ما يحدث في بلادنا. وأننا عندما نقوم من النوم نرى أن البلاد قد هدمت، وفقدت أرواح أسرة بكاملها نتيجة لهذا الحرب.

وذكر الدكتور أنغاغرين، أنه يجب الإحتفال “ببوهي” بصورة متميزة بإعطاء اسم دبر تابور بمدينة دبر تابور. وقبل أربع سنوات مضت تم السعي في عقد مهرجان ” بوهي” في هذه المدينة بقرار من قبل المسئولين الكبار في الجامعة بالتعاون مع وكالة والتا للإعلام. وبناء على ذلك، فإن الجامعة قررت إحياء هذا المهرجان بصورة متميزة وتعريف المجتمع بهذا التراث. وقد كان هذا المهرجان أصيلا، وخصوصا لدى أتباع المعتدات المسيحية. وللأسف الشديد والمحزن، فإن الكثير الكثير من مثل هذا المهرجان وكثير من التراث التاريخي القديم قد نسي أوفقد. ومن بين هذا التراث مهرجان “بوهي” مع أن له مغزى كبيرا بالنسبة للمعتقدات الدينية والتقاليد الثقافية بشكل فعال والتي تظهر فيه ثقافة المشاركة السائدة بين شعوب إثيوبيا المعروفة بكرمها تجاه المحتاجين.

ويعتبر مهرجان “بوهي” أيضًا بمهرجان الشباب من الذكور والإناث لأنهم الممثلون الرئيسيون في المهرجان. ويظهر الشباب من الذكور صوت السياط المعروف محليًا باسم “جراف” المصنوع من جذوع الأشجار، ويتحركون في مجموعات مع الأغنية بوهي” هويا هويي” وكذلك البنات والتي يغني بها جميع الناس في مجموعات، حيث يشكرون للذين قدموا لهم هدايا، كما يضيفون الأسماء والألقاب في أغنيتهم التي يرغبون فيها لرب الأسرة الذين يستمعون إلى أغانيهم بحسب التقاليد المعروفة. ويعد مهرجان “بوهي” حدث لا يُنسى لدى الشباب من الذكور والإناث بصورة خاصة، ويعتبر أحد أهم احتفالات الشبان التي لا يرغب أي منهما في تفويته في غالب المناطق الريفية من البلاد.

وذكر الدكتور، فإن “بوهي” يصادف أيضًا نهاية موسم صيام” فيلصتا” المخصص لمجد العذراء مريم. وهو واحد من أقدم الاحتفالات الدينية في إثيوبيا. بحيث إنه عيد الأمل والطموح للربيع القادم حيث يأمل المزارعون في الحصول على محصول أفضل. والمهرجانات الدينية والثقافية مثل “بوهي” أمر بالغ الأهمية، لأن الجيل القادم يحتاج إلى معرفة محتويات هذا الاحتفال في أشكاله الأصلي. كما تحتاج البلاد إلى تعزيز المهرجانات الثقافية والدينية الموثقة ليس للأغراض الترويج والتسويق  فحسب، بل من أجل التعلم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا على حد سواء.

ويتم الاحتفال بـ”بوهي” بالقرب من عشية العام الإثيوبي الجديد حيث إنه يبشر بنهاية موسم الأمطار وبحلول عام جديد يتطلع فيه الإثيوبيون من جميع مناحي الحياة إلى أمل جديد، ويرغبون في مقابلة أصدقائهم بعد نهاية موسم الأمطار. وقام الإثيوبيون، ولا سيما إقليم أمهرا وأجزاء أخرى من البلاد، بذكرى مهرجان “بوهي” وسط معاناة كبيرة وتشرد المواطنين عن أماكنهم، وإلحاق الأضرار في الأرواح والممتلكات من قبل الجبهة الشعبية لتحرير تجراي.

وعلى مدى العام المالي الماضي، حاولت الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بدعم من آليات الدعاية الغربية، لزعزعة استقرار البلاد من خلال استخدام وسائل مختلفة من الخيانة والمؤامرات بشكل مباشر، لكن الإثيوبون تمكنوا من الحفاظ على وحدتهم وسلامة أراضيهم والخروج  من الحرب والمحنة التي أجبروا على مواجهتها على مدار العام. مؤكدا على أن انتشار السلام المستدام يعد أحد المتطلبات الأساسية للترويج للتراث الديني والثقافي غير المادي والاحتفالات في الهواء الطلق في إثيوبيا.

ولهذا، فإنه يجب أن يكون ضمان الأمن العام والسلام الذي يمكن الاعتماد عليه لجذب المتفرجين الأجانب والمحليين والسياح في مثل هذه  المهرجانات والمناسبات الاحتفالية. ولذا، يعد مهرجان الاحتفال “ببوهي” مصدر تفاؤل وطني وأمل أن يأتي العام الجديد الذي يلوح الأمن والسلام في الأفق. كما يأمل المواطنون أن يؤدي الحوار والمصالحة الوطنية الجارية إلى إجماع وطني عام يتعاون فيه جميع الإثيوبيين هنا وفي الخارج. كما يجب تعزيز المغتربين في الخارج لضمان مشاركتهم الفعالة في تسريع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد.

ويمكن تنظيم الاحتفالات بالتراث الثقافي والديني غير المادي والملموس للبلاد بطريقة يمكن من أن تعزز روح الوحدة والتضامن بين شعب إثيوبيا وتحدي النزاعات التي تعصف بالبلاد من وقت لآخر. ومن المهم بمكان توثيق التراث غير المادي والملموس للبلد بعناية ونقله بشكل فعال إلى الجيل القادم. لأن الاحتفالات الثقافية والدينية غير الملموسة التي تقام كل عام لها تأثيرات ذات مغزى أكبر في تشكيل اتجاهات التنوعات الثقافية والدينية فضلا عن  المساهمة الكبيرة في التنمية الإقتصادية للبلاد.

وبهذه المناسبة أجرت صحيفة “العلم” حوارا مع بعض المواطنين المشاركين في مهرجان “بوهي” حول دوره في السياحة والفوائد التي توجد منه، من بينهم السيد دبالقي شوكولا مواطن متقاعد من مدينة دبر تابور، قال: إنه يمكن أن ننظر إلى فوائد مهرجان بوهي بجانبين: له فوائد من الجانب الديني، وكذلك من الجانب الثقافي:  من الجانب الديني أن الإحتفال بـ ” بوهي كان أصيلا ومنذ زمن طويل جدا، حيث إن ولادة المسيح عيسى عليه السلام قد ظهرت علامته في ميدان “إيروسالم” وأما إحتفالتنا بمدينة دبر تابور تتماثل الجغرافية مع إيروسالم أيضا. 

وأشار السيد دبالقي إلى أنه بنمو وتطور المهرجانات الثقافية والدينية تنموا الفوائد والعائدات التي توجد من هذه المهرجانات من تصنيع السياحة وتدفق زيارة السياح. كما أن هذا المكان هو مكان تاريخي، لأنه مكان ولادة الأميراطور تيدروس، وكذلك أول مدينة بدأت صناعة التكنولوجيا من قبل الأ مبراطور تيدروس، ولهذا له فوائد كبيرة جدا، إذا تم الإستغلال منها، ونقله إلى الجيل المقبل.

وأشار السيد دبالقي  إلى أن وجود واستقرار السلام في البلاد تم رؤية  هذا المهرجان والإحتفال به هنا في هذه السنة، لأننا لم نستطع الإحتفال في العام الماضي بسبب الحرب الدائرة في هذا المكان بالذات بتضحية النفس والنفيس وبإراقة الدماء من قبل قوات الدفاع الوطنية والميليشات والقوات الخاصة وفانو، بالإضافة إلى مشاركة جميع أطياف المجتمع الإثيوبي كبارا وصغارا رجالا نساء وشبابا، إستجابة للدعوة الموجهة للتضحية من أجل سيادة البلاد.    

 ومن جهة أخرى، ذكر دعا وزير الصناعة ملاكو أليبل إلى الحفاظ على القيم الثقافية المتنوعة في البلاد بحيث إن تنمية وتطويره سيكون له مساهمات اجتماعية واقتصادية كبيرة. وذكر ذلك، خلال الاحتفال لمهرجان “بوهي” في كنيسة دبر تابور الواقعة على جبل دبر تابور بأن وزارة السياحة والمكاتب الفرعية يجب أن تؤدي بمسؤولياتها في تعزيز القيم الثقافية والدينية القديمة للبلاد إلى تعريفها لبقية العالم. حيث إن الترويج الفعال للقيم الثقافية سيكون له دور لا غنى عنه في دعم مساعي الحكومة لتسجيل نمو إجتماعي واقتصادي مستدام.

وقد أكد الوزير على أن أجدادنا وجداتنا قد ضحوا من أجل يرثنا هذه القيم الأساسية. وتحقيقا لهذه الغاية يتعين على مكاتب السياحة والمؤسسات المعنية بما في ذلك، المجتمع ممارسة مسؤوليته في تعزيز هذه القيم والحفاظ عليه، مشيرا إلى أن الاحتفال بمهرجان “بوهي” في هذا العام فريد من نوعه حيث نجحت إثيوبيا في الدفاع عن المؤامرات التخريبية في الداخل والخارج للعدو. وعلاوة على ذلك، فقد تم تنظيم مهرجان “بوهي” بروح الوحدة بين الموطنين من جميع مناحي الحياة ويجب بذل الجهود لترويج المهرجانات المماثلة نظرًا لأدوارهم الإجتماعية والإقتصادية.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

5 Comments to “دور مهرجان “بوهي” في السياحة!!”

  1. Профессиональный сервисный центр по ремонту бытовой техники с выездом на дом.
    Мы предлагаем: ремонт бытовой техники в мск
    Наши мастера оперативно устранят неисправности вашего устройства в сервисе или с выездом на дом!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *