تعزز العلاقات الدبلوماسية بين اثيوبيا والاتحاد الأوروبي

سمراي كحساي

إثيوبيا هي أحد شركاء الاتحاد الأوروبي المهمين في القارة الأفريقية ، وهي نشطة في السلام والأمن الإقليميين وكذلك في المناقشات الدولية المهمة مثل تغير المناخ.

في الآونة الأخيرة ، قرر كل من الاتحاد الأوروبي وإثيوبيا تعزيز مستوى الشراكة بينهما . و انطلاقا من العلاقات الثنائية التي طال أمدها ، عمل الطرفان بجد لخلق رابطة قوية للتنمية والتعاون.

و بالإضافة إلى علاقاتها الرائعة مع الاتحاد الأوروبي ، تتمتع إثيوبيا بعلاقات جيدة مع الدول الأعضاء فيها. و من بين تلك الدول فرنسا وألمانيا و عند وصولهما إلى أديس أبابا لزيارة إثيوبيا ، جددت كل من وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاثرين كولونا ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باريبوك التزام بلديهما بدعم أنشطة إعادة التأهيل وإعادة الإعمار في إثيوبيا بعد الصراع.

و إثيوبيا تتمسك بالمعاملة المتساوية في أي علاقات ثنائية. و على الرغم من أن إثيوبيا كانت على استعداد لقبول الدعم الحقيقي من الدول الصديقة لها خاصة تلك الموجودة في العالم الغربي في الوقت المناسب للحد من الفقر وتحقيق التنمية المنشودة ، إلا أنها ظلت تتمسك بشأن قضية السيادة.

وتعمل اثيوبيا مع الدول الأوروبية في كل جانب مع إعطاء الأولوية للمنافع المتبادلة.وأبدت الدول الأوروبية أيضًا اهتمامًا كبيرًا بالعمل مع إثيوبيا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

و على سبيل المثال ، يدعم الاتحاد الأوروبي جهود إثيوبيا للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة والمستدامة مع تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وعناصر أخرى من الحكم الرشيد.

و تساهم مساعدات التنمية كذلك في زيادة التعاون والحوار في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك ، كما هو محدد في المشاركة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وإثيوبيا.

 علاوة على ذلك ، يتم ضمان التضامن الأوروبي بشكل فعال وواضح من خلال المساعدة السريعة والمساعدة الانسانية للمواطنين الإثيوبيين المتضررين من الأزمات.

و من الجيد أن العلاقات بين فرنسا وإثيوبيا قد نمت بشكل أوثق خلال السنوات الخمس الماضية. و في عام 2018 ، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 655 مليون يورو.وتعتبر إثيوبيا هي خامس أكبر سوق تصدير لفرنسا وثاني أكبر فائض تجاري لها في أفريقيا جنوب الصحراء.

كما تعتبر الخطوط الجوية الإثيوبية هي عميل لشركة إيرباص ، والتي اشترت منها طائرات A350 ، وفي يوليو 2019 ، تم افتتاح مسار طيران جديد بين مرسيليا وأديس أبابا.

و تماشياً مع ذلك ، تعد فرنسا من بين المستثمرين الأوروبيين الرئيسيين بعد المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا. و في بداية عام 2019 ، كانت هناك 57 شركة فرنسية موجودة في إثيوبيا ، يعمل بها ما يقرب من 4900 شخص.

و عززت زيارة رئيس وزراء إثيوبيا إلى فرنسا في أكتوبر 2018 والرئيس الفرنسي إلى إثيوبيا في عام 2019 العلاقات الثنائية بين البلدين إلى حد كبير. ومن نفس المنطلق ، فإن الزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية فرنسا ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبالمثل ، فإن العلاقات بين ألمانيا وإثيوبيا ، والتي كانت قائمة منذ عام 1905 ، كانت جيدة وتعززها زيارات متبادلة رفيعة المستوى.

وتعتبر إثيوبيا شريك ثنائي مهم للتعاون الإنمائي الألماني ، مع التركيز على التدريب المهني والتغذية و الزراعة  وكذلك حماية الموارد الطبيعية.و الهدف الرئيسي هو زيادة مستوى الاستثمار وخلق فرص العمل.

علاوة على ذلك ، تعد ألمانيا من أهم المشترين للسلع الإثيوبية ، وخاصة البن والمنسوجات. وتتمثل أهم الصادرات الألمانية إلى إثيوبيا في المنتجات النهائية مثل الآلات والمحركات والسيارات والكيماويات.

وبالتالي ، فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزيرا الخارجية إلى إثيوبيا ، بلا شك ، ستساعد في تعزيز العلاقات التي تربطهما مع بلديهما. و يجب تقوية الجهود الجارية حتى الآن لتعزيز العلاقات مع الحفاظ  على المنفعة المتبادلة.