أثيوبيا ستحتفل بعيد ميلاد المسيح- جنا – بألوان زاهية في أنحاء البلاد

تقرير : سفيان محي الدين سرور

سيحتفل المسيحيون الأثيوبيون بمناسبة عيد الميلاد المجيد في كل انحاء  البلاد .

يُطلق على عيد الميلاد في إثيوبيا اسم جنا (أو جينا) ويتم الاحتفال به في 7 يناير. وهي عطلة إثيوبية مهمة، يمكن للزوار في البلاد التعرف على التقاليد الدينية وثقافة الأمة الأفريقية.

مثل العديد من الكنائس الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم، يصادف عيد الميلاد في السابع من يناير في إثيوبيا. ونظرًا لاختلاف أشهر التقويم الإثيوبي، فإن جنا في اليوم التاسع والعشرين من شهر تهساس.

وتعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أن السابع من يناير هو يوم ميلاد المسيح، وبالتالي فهو يوم النشاط الديني الكبير في إثيوبيا. يقوم العديد من الإثيوبيين بالصيام لمدة 43 يومًا في الفترة التي تسبق يوم عيد الميلاد. ويبدأ الصوم في الخامس والعشرين من نوفمبر، وهو اليوم المعروف باسم Tsome Nebiyat (صوم الأنبياء)، ويستمر حتى السابع من يناير.

يأكل الإثيوبيون وجبة واحدة فقط اوجبتان يوميًا لمدة 43 يومًا، ويجب أن تكون الوجبات خالية من اللحوم ومنتجات الألبان والبيض التي يتم تجنبها جميعًا خلال فترات الصيام.

نظرًا لأن جنا هي مناسبة دينية للغاية في التقويم الإثيوبي، فإن المسيحيين الأرثوذكس يحضرون قداس عشية عيد الميلاد (6 يناير)، المعروف في إثيوبيا باسم جهاد عيد الميلاد.

تبدأ خدمة الكنيسة عادةً في حوالي الساعة 6 مساءً وتستمر حتى الساعات الأولى من يوم عيد الميلاد. يعتبر الترانيم والغناء من الأمور الأساسية في الخدمات، حيث يذهب الكثير من الناس من كنيسة إلى أخرى سيرًا على الأقدام للمشاركة في مختلف الخدمات قبل فجر الفجر.

وتصاحب اقامة الاحتفال بالميلاد مختلف الأنشطة مثل سباق الخيول والرقصات الشعبية الأصيلة والأهم من ذلك كله لعبة الميلاد (وتسمى بالامهري( يجنا شيواتا) وهي لعبة تقليدية تقام بصورة خاصة في المناطق الريفية ويشارك فيها الشباب والكبار على حد سواء ولا تقام سوى خلال موسم عيد الميلاد الذي يتزامن مع التقويم القمري في الفترة بين ديسمبر و يناير من كل عام وتبدء هذه اللعبة منذ الصباح الباكر و تستمر حتى غروب الشمس.

إن جنا لعبة شعبية قديمة يرجعها البعض للمزارعين في فترة جمع الحصاد الزراعي، حيث يجتمعون في مكان واحد، ليلعبوا هذه المبارة بين فريقين. اللعبة أو المبارة لها قوانينها وأسسها الفنية في كيفية ضرب الكرة المصنوعة من الحبل في شكل دائري، وتستخدم عصا معينة في ضربها إلى مكان بعيد مع الاحتفاظ بارتفاع الكرة بالأعلى لمسافة متوسطة. ما يعطي للاحتفال طعما خاصا؛ لذا يحرص معظم الإثيوبيين على الاحتفال بالعيد في الريف، وهو ما يتيح للأطفال فرصة الخروج وممارسة الألعاب.

يقال  أن رعاة الكنسية سمعوا عن ولادة يسوع، واحتفلوا بالأخبار بلعبة عفوية باستخدام عصيهم الخشبية التي تشبه الهوكي.

لهذا السبب، في يوم عيد الميلاد، يلعب الأولاد والشبان بشكل أساسي لعبة تشبه لعبة الهوكي بعصا خشبية منحنية وكرة. وتسمى اللعبة ياجينا تشيواتا، أو جينا للاختصار.

لحسن الحظ بالنسبة للمسافرين، يعد شهر يناير أحد أفضل الشهور لزيارة إثيوبيا حيث يكون الطقس دافئًا مع قلة هطول الأمطار.

حيث يمثل الاحتفال بهذه المناسبة من ضمن الاعياد الدينية الخاصة التي يحتفل بها وفقا للتقويم الاثيوبي الذي يميزو اثيوبيا عن غيرها من الدول الاخرى ويعد تقويما فريدا من نوعه عالميا..

يعتبر التقويم الاثيوبي تقويما شمسيا معمول به لدى الكنيسة الارثودكسية  والمعروف محليا بالتقويم الإثيوبي .

تجري مراسم الاحتفال بهذا العيد بصورة بهيجة في كنائس صيون بتحراي و كنائيس لاليبيلا الصخرية الاثرية والتي تعتبر احدى الاثار العالمية المنصفة لدى اليونيسكو  وتوجد في اقليم الامهرا ويعود تاريخ بنائها الى عهد الملك لاليبلا .

ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد في اثيوبيا بعد صيام 43 يوما والمعروفة محليا باسم “صوم  الأنبياء” (صوم نبيات) .

وفيما يتعلق بمائدة العيد فتتكون الاطباق من مجموعة متنوعة من الماكولات الشعبية الشهية التي تشمل طبخ الدجاج واللحم من مختلف الانواع وتكون مصحوبة مع منتجات الالبان .

ويرتدي السكان المحليين خلال العيد والايام المقبلة له الملابس التقليدية المصنوعة من القطن المنتج يدويا ويحوي عدد من التطاريز الثقافية الفريدة وتشمل ملابس النساء الحلي الكبيرة المصنوعة من الذهب والفضة فيما يرتدي الرجال الملابس التقليدية التي تكون في الغالب مصحوبة برداء يسمى غابي .

يتم الاحتفال بجنا في جميع أنحاء إثيوبيا بحيث يمكن للمسافرين تجربة الأمر أينما كانوا.

يجب على السياح الذين يرغبون في مشاهدة أهم احتفالات عيد الميلاد في إثيوبيا الذهاب إلى مدينة لاليبيلا المقدسة. لاليبلا هي مدينة تقع في شمال البلاد تشتهر بكنائسها المنحوتة في الصخر وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

في وقت عيد الميلاد، يتضاعف عدد سكان لاليبيلا تقريبًا حيث ينزل آلاف الحجاج إلى المدينة ويتجمعون في التلال حول الكنائس المحفورة في الصخر.