دور العلماء في الحفاظ على السلام والوحدة الوطنية

عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) عقد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في اديس ابابا اجتماعه السنوي الثاني حيث ركز على دور العلماء في الحفاظ على السلام وحل الخلافات من خلال الحوار.

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة ” العلم” مقابلة مع الشيخ حسين بشير محمد، الأمين العام للمجلس العالي للشئون الإسلامية بمدينة أديس أبابا.

أولا، حول هدف وأهمية عقد هذا الاجتماع؟

وقال الشيخ حسين: إنه من المعلوم يوجد تحت المجلس العالي بمدينة أديس أبابا هيكل علماء أديس أبابا، بالإضافة إلى أقسام تتعلق بأئمة المساجد، والخطباء. وهناك أيضا أقسام تتعلق بالدعاة، وقسم إجراء البحوث والدراسات والمستجدات في المدينة. وبناء على هذا، عقدنا المؤتمر الثاني السنوي لهيئة علماء أديس أبابا والدعاة والخطباء. حيث حضر فيها عدد كبير من العلماء الفيدراليين وعلماء مدينة أديس أبابا، وأئمة المساجد والدعاة. كما حضر فيه رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي الإسلامي للشئون الإثيوبية، الدكتور الفخري، الشيخ حجي إبراهيم تفا، ونائب رئيس الفتوى الدكتور جيلان خضر وغيرهم من الدعاة والعلماء البارزين العاملين في الساحة. وأما الهدف منه، هو أن العلماء لديهم عموما مهمة نبوية وإنسانية. وأنت تعلم، أنه لا يوجد عمل كبير تحت قبة السماء وفوق الأرض من الدعوة إلى الله سبحانه تبارك وتعالى، ووظيفة الأنبياء كانت دعوة الناس إلى الله سبحانه وتعالى. وأكثر العلماء عندنا الآن هم من يؤمون بالناس في المساجد المنتشرة في المدينة أوفي جميع أقاليم البلاد بصورة عامة.

ولذلك، لدينا أهداف مرجوة نريد أن نوصل إليها، وهي أن المجلس يسعى جاهدا لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية حتى لا يكون هناك جسم غريب بحيث لا يتوائم أولا يتناسب مع الآخرين. حتى في الرؤية المختلفة من شخص لآخر يجب أن تكون مقبولة لدى الآخرين، ويتقبلها بقلب وصدر رحب. ويقدم خدمات إسلامية للمسلمين عامة على حد سواء بغض النظر عن المذاهب والمشارب في الذوق، وفي العمل والتجربة أيضا. بالإضافة إلى ذلك، تعريف بعضهم الآخر ولتبادل الخبرات، ويتآلفون فيما بينهم، ولا ينفرون ولا يبتعدون عن بعضهم الآخر، وإن كانت لديه رؤية مخالفة للآخر، ويتوصلون إلى نقاش ودية وأخوية.

والشيئ الثاني، لدينا خطة استراتيجية لمعالجة الخلافات الموجودة في الساحة، سواء كانت هذه الخلافات خلافات فقهية أوعقائدية كما يحلوا لأي واحد أو كما يزعم أو يفكر. نحن نريد أن نعالجها بطريقة علمية ونعرضها على الطاولة ونعالجها عبر النصوص القرآنية والحديث النبوية.

ولا يمكن لأي واحد أن يجبر الآخر حتى يتقبل رأيه بعنوة أو كسرا أو جبرا. وليس هذا المجلس مغلقا لفئة أو جهة معينة كما كان سابقا، بل هو مفتوح أمام الجميع. ونحن كتلة وجماعة واحدة، كما قال الله عز وجل، { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا…}، وهدفنا أيضا، أن نكسر الحواجز الموجودة بين المسلمين أنفسنا، بل نتأدى إلى التعايش السلمي وحتى مع الآخرين غير المسلمين من إخواننا في الوطن وفي دولة واحدة. وثالثا، أن دولتنا الآن منفتحة على الآخرين فضلا عن المسلمين وغير المسلمين، بحيث يمارس كل واحد طقوسه الدينية، ويعتقد بكل ما يريد، ولا أحد يملي عليه ويعترض عليه. لان الدولة أتاحت فرصا ذهبية لكل مواطن إثيوبي ويعمل ما يريد بدون أن يمس حقوق الآخرين، ويتغول على الآخرين. ولذلك، نريد أن تترسخ وتتجذر هذه القيم في قلوب هؤلاء العلماء. ولذا، فإن على هؤلاء العلماء مسئولية كبيرة جدا، بطريقة حضارية سلسلة وراقية. وهذه هي أهدافنا بشكل عام إن شاء الله.

هناك تاريخي هائل عن علماء الحبشة، وتراث ومراكز إسلامي، على ماذا تركز البحوث والدراسة التي قدمتوها؟

قال الشيخ حسين: طبعا، أن المجلس الحالي ليس كالمجلس السابق، لأن هذا يجدد رخصته دوريا أوسنويا، والآن أصبح مؤسسة رسمية معترف بها لدى الدولة، ولديه صولة وجولة، وله حرية مطلقة في حدوده، فبإمكانه أن يقوم بأعمال كبيرة وجليلة لأمته ووطنه، ومن هذه المهمة التي ينوي أن يقوم بها، إقامة مركز البحوث والدراسة على الإدراة العامة المستقلة التي تتعلق بآثار العلماء والتاريخ التي تذكر عن المسلمين وغير المسلمين، مشيرا إلى أن هناك معلومات مزورة، على سبيل المثال لالحصر، من الذي يكتب تاريخ الدولة..؟ وإذا كانت القضية تتعلق بالحرب، فإن المنتصر في الحرب هو الذي يكتب التاريخ ما يريده وكيف يريده، كيف يشاء، ومتى يشاء! وربما لا تكون مصداقية في هذا المجال، وقد تكون دينية، وعلاقات الحكومة مع غيرها من حكومات الدول.. وهذه لا بد أن تنقح حتى لا تكون سببا للإفتراق، وإنشاء منطقة منعزلة عن الآخر. لان أبناء هذه البلد كتلة واحدة في الوطن كما كانوا سابقا. ويحاربون من أجل أمتهم ووطنهم في خندق واحد، وهذا هو الحقيقة في التاريخ.

ومن بين العلماء الذين له بصمات في تأسيس المجلس الاعلى للشئون الاسلاميه، مثل الشيخ محمد صالح حبيب، والشيخ محمد أمان الذي كان رئيس المجلس الاسلامي من مواليد أرسي، والشيخ محمد سالم المرواني  وغيرهم. وهناك أيضا أشخاص لهم بصمات في بناء الدولة والحفاظ على البلاد، وقد استشهدوا من أجل وطنهم. وأن مثل هذه الأمور التي ذكرتها والتي لم أذكرها تحتاج إلى مركز لإجراء البحوث والدراسة.

ما الدور الذي يلعبه المجلس والمجتمع الإسلامي في الحفاظ على الأمن والسلام في البلاد ؟

قال الشيخ حسين: إن من بين أهمية أجندة مؤتمر المجلس اليوم، هو الحفاظ على سلام أمن البلاد والعباد، والتحدث عن أهمية السلام وأولوياته، لانه بدون السلام لا يوجد لأي مؤسسة أو لأي شخص ممارسة أعماله الدينية، فضلا عن مسئوليته الدينية، حتى لو توفر كل شيئ ما لذ وطاب من الماكولات والمشروبات وغيرها من الأشياء التي يحتاج إليها الناس، ولكنه يعيش في قلق وخوف دائم ومضطرب، فإن كل هذه الأشياء التي ذكرتها لا قيمة لها.

ولهذا، فإنه يجب علينا، بل من واجبنا الديني أن نحافظ على الأمن والسلام والإستقرار، وهذا أمر لا بد منه. ولهذا، نحن أصدرنا قرارا لكل المساجد أن يعتنوا بالسلام، وألا تكون هناك مشكلة، حتى بين الشخصين، فضلا أن تكون مشكلة ما في المنطقة.

وما هي رسالتكم الأخيرة؟

قال الشيخ حسين: أتمنى أن تكون مدينتنا مدينة أمن وسلام ووئام ومحبة وأن يتعاون الجميع مع الآخرين الذين يحتاجون إلى المساعدة والمعاونة، وأن يكون شهر رمضان المبارك شهر سلام وبركة وتعاون ونلتقي بالجنة إن شاء الله.

هذا، وكان قد تم تقديم أوراق مختلفة عن أهمية السلام  ودور العلماء فيه. ومن بين هذه الأوراق، قدمها الدكتور جيلان خضر، وقال فيها: إن للعلماء دور كبير في تقوية النسيج الإجتماعي الرائع والتعايش السلمي التوافقي. وهذا من فضل الله تعالى، ومنه على هذا البلد وأهله. فأكرمنا ومنا علينا بهؤلاء العلماء الربانيين والأعلام الأفذاذ على مدى التاريخ الإسلامي الطويل، فعاشوا في هذا البلد الطيب الذي يضرب به المثل في تنوع الثقافات وتعدد الأديان والمعتقدات وإختلاف اللغات والأجناس والألوان مع التسامح، والتعايش السلمي، والإحترام المتبادل والحوار الهادئ، والتعامل الحسن بين مختلف الطوائف والقوميات التي يتشكل منها هذا المجتمع الفريد.

وقال الدكتور جيلان: إن هؤلاء العلماء، قادوا سفينة هذه الأمة بإذن الله تعالى إلى بر الأمان والسلامة في بحر متلاطم الأمواج مع صبر وتحمل المضايقات والمطاردات تحصل لهم أحيانا. ومع خوض في غمار الدفاع عن الدين حتى الإستشهاد أحيانا، فساروا على هذا الدرب محتسبين صابرين مصابرين على الشدائد والمصاعب ومرابطين على حصون المسلمين وحافظين ممن يهاجمهم من المنافقين والمتربصين بالإسلام وأهله.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai