اتفاق السلام:إنتصار دبلوماسي جديد لاثيوبيا

 

**نجاح الاتفاق يؤكد على حقيقة وتجارب سابقة في استطاعة الافارقة علي حل مشاكلهم بنفسهم 

سمراي كحساي

يعتبر  اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه مؤخرًا في بريتوريا خطوة مهمة نحو إقامة سلام دائم له أهمية حاسمة لتسريع برامج الإصلاح في البلاد.

ويمثل الاتفاق خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء الصراع المدمر المستمر منذ عامين والذي فقد فيه أرواح وسبل عيش الكثير من الإثيوبيين.

وقد أشادت المنظمات الدولية والإقليمية بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ودول باتفاق السلام الموقع في بريتوريا بجنوب إفريقيا لإنهاء الحرب في شمال إثيوبيا.

و كنصر دبلوماسي مهم لاثيوبيا ، ستساعد الاتفاقية على استعادة العلاقات الخارجية لإثيوبيا مع الدول الغربية والدعم  المالي الدولي مثل صندوق النقد الدولي الذي أشاد بعملية السلام والبنك الدولي وأنظمة الأمم المتحدة وشركاء التنمية الآخرين الذين تعاونت معهم إثيوبيا الذين اكدوا انهم سيواصلون العمل مع حكومة إثيوبيا.

 ويري الكاتب  والصحفي والمحلل السياسى السودانى المهتم بشؤون القرن الأفريقي عمار العركى إن رئيس الوزراء ابي احمد من خلال مبادرته المعلنة عن (الحوار الوطني الشامل) ،  ودعوته للداخل الأثيوبى  بضرورة الجلوس والحوار لحل ازمات البلاد  يواجه تحديا وذلك فى ظل وجود معارضة متطرفة لهذا التوجه الوطنى الواسع ، الذى يضر بمصالحها  الشخصية الضيقة

ويضيف العركي انه من اجل الخروج بالاتفاق لبر الأمان وضمان استدامته فلابد ان يعي الأثيوبيين  ويدركوا  أن هذا الاتفاق يتعدى اثيوبيا ، ليشمل كل دول المنطقة ، باعتبار أن الأوضاع فى اثيوبيا تنعكس مباشرة على دول  القرن الافريقى خاصة المجاورة لها ( السودان)، فبالتالى من مصلحة وفائدة السودان نجاح واستدامة الاتفاق .

واشار العركي الي ان الاتفاق بصورة عامة بعث برسائل في غاية الاهمية ، فى التاكيد على امكانية  حل الخلافات والنزاعات داخل البيت (الاثيوبي الافريقى) فبالتالى الجميع يراقب ويتابع (الدرس الأثيوبى ) عن بُعد ، بغرض الإستفادة  منه كمنهج اقليمي لحل   الازمات والخلافات الداخلية ، وكيفية تقديم التنازلات الكبيرة ، من اجل هدف أكبر وهو ( الوحدة والسلام).

 وقال ان على الأثيوبيين الإنتباه الى أن  نجاح  الاتفاق يؤكد  على حقيقة وتجارب سابقة في استطاعة الافارقة علي حل مشاكلهم بنفسهم  ، والتوسط فيما ينتج من خلاف  ، وانه عليهم  اللحاق بركب تاريخ المصالحات الإقليمية الذاتية  فى المنطقة ، وزيادة كسبهم السابق فى وساطتهم بين الفرقاء فى السودان ،   والوساطة المتبادلة بين السودان وجنوب السودان ، والوساطة الارترية في شرق السودان.

واضاف انه حتي يحافظ الاثيوبيين على هذا النصر الدبلوماسي عليهم رفع معدل (الارادة السياسية والثقة بين الطرفين) كمناعة ومقاومة ( للأجسام المضادة) لان ما توفر منها حتى الان غير كافي لحماية وتأمين السلام الوليد ، والذي سيتعرض لتحديات و(استهداف) من جهات واطراف اخرى.

واشار العركي الي ضرورة الإلتزام الصارم والجاد والسريع من الطرفين ،  فى تنفيذ إستحقاقات الإتفاق ببنوده  ال 12 ، كاملة غير منقوصة ، فذلك من من شانه رفع معدل الثقة بين الطرفين وتناسى مرارات  الحرب من جهة ، وقفل الباب اما اي محاولات افشال وتشويش ، ورجم شيطان التفاصيل.

 واضاف انه لابد من وجود  (آلية او لجنة) مشتركة من الطرفين الموقعين ، وان تلتقي الآلية فى اجتماعات دورية وفي ازمان متقاربة للتشاور والتنسيق والترتيب ، حتي لا يحدث فراغ ومساحات وتباعد يمكن ان يستغل في تحريك ( الفتنة وتغذية المخاوف والشكوك).

 و سيوفر الاتفاق التاريخي واستعادة السلام في الجزء الشمالي من البلاد فرصة ممتازة لإعادة تأهيل مرافق البنية التحتية وهياكل الخدمات الاجتماعية التي تضررت بالكامل خلال الحرب التي استمرت عامين.

ومع ذلك ، تحاول بعض الجهات عرقلة عملية السلام وتعمل على إفشال هذا الجهد لمجرد مصلحتهم الخفية على حساب رفاهية المواطنين الأبرياء المحبين للسلام. وبذلك ، فإنهم يرغبون في إطالة معاناة الفقراء.

ويتعين على المجتمع الدولي أن يستنكر بشدة مثل هذه الروح الشيطانية وأن يتخذ الإجراءات المناسبة ضد أولئك الذين يرغبون في صب الزيت على النار في الصراع ويساهمون عن غير قصد أو بقصد في معاناة المواطنين في اثيوبيا.

وباختصار ، يجب على المجتمع الدولي أن يدين الأعمال الخاطئة لأصحاب المشاريع والجهات الفاعلة في الصراع الذين يحاولون تحقيق مكاسبهم الشخصية على حساب أرواح الأبرياء.

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *