شراكة استراتيجية قوية !

وتعد زيارة رئيس الوزارء  إلى الصين  ، مما يعكس المكانة المهمة التي تحتلها العلاقات الصينية – الاثيوبية  والعلاقات الصينية – الافريقية  في الدبلوماسية الصينية والزخم لتنميتهما في السنوات الأخيرة.

وتعد اثيوبيا  أول دولة إفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع  الصين ، وأول دولة إفريقية تقيم علاقة تعاون استراتيجي مع بكين، كما أنها أكبر شريك تجاري لاثيوبيا  خلال السنوات الماضية .

شهدت العلاقات الاثيوبية  الصينية تطوراً مستمراً في كافة المجالات علي مدار العقود الماضية، وقد أثبتت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، ومما ساعد على ذلك تميز تلك العلاقات منذ إقامتها بخلوها من أي تعارض في الأهداف الاستراتيجية لكلا الدولتين اللتين تنتهجان استراتيجيات وسياسات تكاد تكون متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في كافة أرجاء العالم والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل واحترام خصوصية كل دولة، فضلاً عن تفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مما دفع عجلة الشراكة الاستراتيجية بين اثيوبيا والصين .

مما لا شك فيه بنيت  علاقات اثيوبيا – بالصين التي  تتجاوز الأطر الاقتصادية والتجارية التقليدية، وتؤسس لشراكة أكثر توسعًا وشمولاً.  تتمثل في تنسيق السياسات الاقتصادية واستراتيجيات التنمية. وربط البنى التحتية لإعطاء بعد إقليمي وعبر إقليمي لهذه البنى. إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار بهدف زيادة حجم التجارة بين الدول والأقاليم الواقعة على مسار مبادرة الحزام والطريق . وليس هذا فحسب بل التكامل المالي، وبناء أنظمة تمويلية أكثر كفاءة واستقرارًا، اعتمادًا على الأطر الثنائية والإقليمية القائمة. وتوسيع وتعميق التواصل الشعبي والتبادل الثقافي والإعلامي والأكاديمي.

وهذا ما اكده رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إن مبادرة الحزام والطريق تسهل التكامل والنمو المستدام للاستثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية، وتعزز العلاقات التجارية التي عززت التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية.جاء ذلك في كلمه رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، في دورته الثالثة.

وأشاد رئيس الوزراء، في كلمته، بالرئيس الصيني شي  شي جين بينج،على رؤيته في تصميم وإطلاق مبادرة الحزام والطريق، وكذلك على اقتراح المبادرات العالمية الثلاث، وهي مبادرة التنمية العالمية (GDI)، ومبادرة الأمن العالمي (GSI)، ومبادرة الحضارة العالمية (GCI)، والتي تهدف إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك.

وأشار أبي، إلى أنه مع النمو السكاني السريع، يرتفع الطلب في القارة على التنمية المستدامة، مؤكدا ان مبادرة الحزام والطريق، ساهمت في خلق العديد من فرص العمل وتحسين سبل العيش، فضلا عن مشاريع الطرق والسكك الحديدية، التي ربطت الاماكن ببعضها، وساهمت في تعزيز العلاقات الشعبية.

وذكر رئيس الوزراء أن مبدأ الاتصال المتأصل في مبادرة الحزام والطريق قدم أيضًا للدول الأفريقية مصدرًا بديلاً لرأس المال والتكنولوجيا والمهارات اللازمة لأجندة التحديث لدينا.

ولفت أبي أحمد إلى خط السكك الحديدية الذي يربط إثيوبيا بجيبوتي، كأحد الإنجازات الرائعة لمبادرة الحزام والطريق، في إثيوبيا، وقال أن الخط ينشط الاقتصادات المحلية والإقليمية، ويلعب دورًا حاسمًا في ربط الأشخاص وتعزيز الكفاءة في سلسلة القيمة اللوجستية على طول الممر ذو الأهمية الاستراتيجية.

وقال أبي إن أفريقيا، التي كانت ذات يوم مصدرا للمواد الخام، تدرك الآن إمكاناتها وقدراتها. وذكر كذلك أن القارة التي تم تهميشها حتى الآن تستغل العائد الديموغرافي من خلال الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتصبح بسرعة قوة عالمية واقتصادية واجتماعية وسياسية.

مما لا ريب فيه إن العلاقة بين إثيوبيا والصين تتطور حاليًا إلى مستوى استراتيجي..وأن إثيوبيا والصين تطبقان مبدأ الربح للجميع وأن العلاقات الثنائية القائمة يمكن الاعتماد عليها وودية للغاية. وليس هذا فحسب بل أن إثيوبيا حريصة للغاية وملتزمة بالتواصل من خلال آلية مبادرة الحزام والطريق.

يذكر أن إثيوبيا والصين أعلنتا يوم الثلاثاء الماضي ، رفع العلاقات الثنائية إلى «شراكة استراتيجية في كل الأحوال»، في بيان مشترك عقب المحادثات الثنائية التي جمعت رئيس الوزراء، أبي أحمد، والرئيس الصيني، شي جين بينغ. وأشار رئيس الوزراء أبي أحمد، خلال اللقاء، إلى أهمية الاستثمارات الصينية في الاقتصاد الإثيوبي وشجع على المزيد من الاستثمارات في الركائز الخمس الأساسية وهي الزراعة والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعدين والسياحة.

من جانبه، وجه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تهنئته لرئيس الوزراء، على انضمام إثيوبيا إلى مجموعة «بريكس»، وأعلن عن رفع العلاقات الثنائية إلى«شراكة استراتيجية في كل الأحوال».

واخيرا قال رئيس الوزراء أبي أحمد: إننا ندرك أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، مضيفًا أنهما يعززان بعضهما البعض، وأن النمو الشامل والعادل ضروري للحفاظ على السلام.و أن مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، عند تنفيذها بالكامل، تؤدي دائمًا إلى تعزيز التنمية السلمية، فإن قوة التكامل تكمن في تمكين المخططات التي تقرب الناس من المعرفة الحميمة وفهم بعضهم البعض.

و سلط أبي الضوء على الاقتراح الذي قدمه الرئيس شي، خلال الحوار الأخير بين قادة الصين وأفريقيا الذي عقد في جوهانسبرغ. ويشمل ذلك مبادرة الصين لدعم خطة التصنيع في أفريقيا، حيث تدعم الصين التحديث الزراعي في أفريقيا، وخطة التعاون بين الصين وأفريقيا في تنمية المواهب.

وأكد أن إثيوبيا ترحب تمامًا بهذه الخطط والمبادرات التي تتوافق مع استراتيجيتنا التنموية، والخطة الاقتصادية العشرية لتنويع اقتصادنا وصياغة مساراتنا نحو الرخاء الشامل.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *