التعاون الاثيوبي الاماراتي في مجال الامن السيبراني

 

*رئيس مجلس الأمن السيبراني الإماراتي الدكتور محمد الكويتي : “شراكتنا مع إثيوبيا نموذج للتعاون السيبراني الإقليمي”

 

عربو موحي

 

ترتبط دولتي إثيوبيا والإمارات بعلاقات صداقة وتعاون تعززت بصورة لافته منذ نحو عقدين ، بعد أن كانت دبلوماسية ترتكز على المجال الإقتصادي الذي هو الأساس في علاقات الدول في كثير من الأحيان. وتطورت العلاقات بين البلدين الى علاقات صداقة وتعاون في مختلف المجالات السياسية والثقافية والأمنية عززتها زيارات متبادلة على أعلى المستويات.

وفي تأكيد جديد على متانة العلاقات الثنائية بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وجّه رئيس مجلس الأمن السيبراني الإماراتي الدكتور محمد الكويتي رسالة تقدير وثناء إلى الجانب الإثيوبي، مثمنًا حجم التعاون المشترك بين البلدين، لا سيما في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي.

وقال المسؤول الإماراتي في كلمته التي ألقاها على هامش فعالية دولية معنية بالتحول الرقمي والأمن السيبراني:

“ما يجمعنا بإثيوبيا ليس مجرد تعاون تقني، بل هو تحالف استراتيجي عميق الجذور، قائم على الثقة والاحترام المتبادل، ويهدف إلى بناء مستقبل آمن ومستدام لكلا البلدين”.

وأضاف أن التحديات في الفضاء السيبراني لا تعرف حدودًا جغرافية، ولا تستثني دولة دون أخرى، ما يجعل من التعاون وتبادل البيانات والخبرات التقنية أمرًا بالغ الأهمية، بل ضرورة لا غنى عنها في عالم باتت فيه الهجمات الإلكترونية جزءًا من الواقع اليومي.

وأشار إلى أن الإمارات تعمل جنبًا إلى جنب مع إثيوبيا على تطوير بنية تحتية سيبرانية متينة، ترتكز على المعرفة والابتكار والاستجابة السريعة، مع تعزيز جاهزية المؤسسات الوطنية لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة.

وأشاد رئيس المجلس بالنتائج المثمرة التي حققتها المشاريع المشتركة بين الطرفين، والتي شملت:

تنفيذ برامج تدريبية وتمارين سيبرانية متقدمة

تطوير حلول ذكاء اصطناعي مخصصة للقطاعات الحيوية

إطلاق مبادرات بحث وتطوير بالتعاون مع الجامعات ومراكز الابتكار

تعزيز مشاركة الشركات الناشئة الإثيوبية في المحافل الدولية التقنية

وأكد أن هذا التعاون لم يقتصر على النطاق الحكومي، بل امتد ليشمل المجتمع الأكاديمي والشركات الناشئة ورواد الأعمال من الشباب الإثيوبي، مشيدًا بحيوية المشهد التقني الإثيوبي وبالطموحات الريادية التي يحملها الجيل الجديد.

كما خصّ في كلمته الشباب الإثيوبي بإشادة خاصة، قائلاً إن في إثيوبيا طاقات خلاقة، وأفكارًا واعدة، وشغفًا واضحًا بالتكنولوجيا وريادة الأعمال.

وأكد أن الإمارات تؤمن بضرورة تمكين هؤلاء الشباب، وتوفير المنصات التي تتيح لهم تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق على المستوى العالمي.

وأضاف أن الإمارات لا تدخر جهدًا في دعم الكفاءات الصاعدة، من خلال تنظيم المعارض الدولية، وتوفير فرص التدريب، وإطلاق برامج الابتكار التي تجمع بين المواهب من مختلف الدول، في بيئة محفزة على النمو والتكامل.

واختتم رئيس مجلس الأمن السيبراني الإماراتي كلمته بالتأكيد على أن ما تم إنجازه مع إثيوبيا حتى الآن ليس سوى بداية لمسار طويل من الشراكة الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المستقبل يحمل فرصًا أكبر، ومسؤوليات أعظم، وأن الإمارات ستظل شريكًا صادقًا وداعمًا حقيقيًا لنهضة إثيوبيا الرقمية.

وإختتم حديثه قائلا : “نحن نؤمن بأن أمننا الرقمي واحد، ومصيرنا في هذا الفضاء الموحد مترابط. ومن هذا المنطلق، سنواصل بناء الجسور، وتعميق التعاون، ورسم معالم مستقبل مشترك، تظل فيه التقنية وسيلة للارتقاء، لا أداة للتهديد”.

و تظل العلاقات الإثيوبية الإماراتية ، نموذج يحتذى به ، وتجربة تجمع بين دولتين يحملان رؤية مستقبلية واعدة وإمكانات متعددة إستطاع قادتها توظيفهم بصورة فاعلة وحيوية ، مما جعل هذه العلاقة تتسم بتوافق في الرؤى حول القضايا الثنائية، والإقليمية والدولية.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai