العلاقات الأثيوبية مع الدول العربية هي علاقة  أزلية وتاريخية  في القدم

تقرير سفيان محي الدين

إن أثيوبيا تتمتع بموقع جغرافي متميز  بين الدول العربية  المحيطة بها ويربط بينها وبين تلك الدول في مجال التاريخي والثقافي مما أمكن أن تلعب دورا إقليميا في منطقة القرن الأفريقي وحتى إلى وقتنا الحاضر وحول هذا أجرى مندوب صحيفة العلم  مع الأستاذ محمد أمان آدم برمجي مقابلة حصرية

نعرض للقراء الكرام تلك المحاورة وهو  محلل وخبير  عن العلاقة العربية الأثيوبية  في  تاريخ العربي والأثيوبي في معهد الإمام  الشافعي  غوندي  التابعة  لإقليم أروميا  والحوار كالتالي :

العلم : ماهي الخلفية  التاريخية للعلاقات الأثيوبية والعربية  بإيجاز ؟

وفي هذا الإطار قال  الأستاذ محمد أمان آدم برمجي  خبير  في  تاريخ العربي والأثيوبي في معهد الإمام  الشافعي  غوندي  التابعة  لإقليم أروميا : إن  العلاقة العربية والأثيوبية قديمة جدا  وهي كانت قبل  الإسلام  وهو الذي جعل هذه العلاقات متا نة وقوية ومتطورة  وأيضا الموقع الجغرافي  لأثيوبيا  حيث تعتبر أثيوبيا  الجار الوحيد القريب التي تقع في القسم الجنوبي  من شبه الجزيرة  العربية  منذ زمن بعيد  ومرتبطة  قبيل الإسلام  مع الدول العربية  ،وكان هناك التبادل  التجاري  والثقافي وتبادل الآراء والزيارات المتبادلة  بين الشعوب لهذه المنطقة في السراء والضراء  وقد استمرت  تلك العلاقة ولم تنقطع وظلت حتى  مجيء الإسلام وقد ساعدت هذه العلاقة  إلى حدوث  هجرات  عديدة  من  وإلى أثيوبيا  ومن أهم هذه  العلاقات  هجرة  قبائل حمير وسبأ  اليمنية  قبل  الإسلام  من جنوب جزيرة العربية وقد حملت معها  حضارات عديدة  إلى أثيوبيا وعلى سبيل المثال  بأنه  يقال بأن العام الإثيوبي  التاريخي  يعود إلى الوقت الذي عادت فيه ملكة سبأ من زيارتها للملك سليمان في القدس عام 980 قبل الميلاد. حيث تم الترحيب بالملكة في بلدها بالعديد من المجوهرات، والمعروفة أيضًا باسم “إنكو” في اللغة الوطنية الرسمية الأمهرية ، وحتى  الآن تستمر احتفالات إنكوتاتاش بالعام الإثيوبي الجديد لمدة أسبوع كامل وتدور حول التجمعات العائلية.

وفي الحقيقة  ظهر ت صراعات  بين الأديان المتنافسة  من اليهودية  والنصرانية  والوثنية  في الجزيرة العربية  قبل مجيئ الإسلام في فترات مختلفة  من الإضطهاد  والظلم  من بعض المعتنقين  الديانات اليهودية  وبعضهم  قداعتنق  النصرانية حيث بعض القبائل  العربية  في جنوب  الجزيرة العربية  طلبت بعض  القبائل  التي اعتنقت  النصرانية  النجدة  والمساعدة  من أثيوبيا  وطبعا قد لبت واستجابت    الحبشة  لهذه النجدة  والمساعدة  وأرسلت  فورا جيشا كبيرة  بقيادة  أبرهة الأشرم  ،ومن هذا  المنطلق ظهر دليل واضح بوجود العلاقات العربية  منذ قدم التاريخ فترات طويلة  الأمد  جدا  بين أثيوبيا  والأمة العربية وخاصة  جنوب  شبه الجزيرة العربية  ومنذ لك الحين ازدهرت العلاقات  العربية  يوما بعد يوم مع أثيوبيا .

وبعد مجيء الإسلام  في الجزيرة  واعتنق  بعض الناس الدين الإسلامي  ومن هنا بدأت قريش إضطهاد    بعض المسلمين  الذين دخلوا في الدين الجديد  ولذا أمر رسول الله  صلى عليه وسلم  أصحابه  رضوان الله عليهم بالهجرة  إلى الحبشة  وهي أرض صدق  وعدل وحرية ومساواة  ويوجد فيها ملك عادل  لايظلم  عنده  ومنذ ذلك   كانت أول هجرة  العرب من شبه الجزيرة العربية  تقوم على بواعث دينية ذلك  ولم تخل  في يوم  من الأيام  من هجرات بشرية كثيرة على امتداد  تاريخها  لأسباب  متعددة  من الأيام  اقتصادية  أوسياسية أوغير ذلك  من الأسباب ، وقد اختار النبي  صلى الله عليه وسلم  الحبشة  دون غيرها  من البلدان المجاورة  في تلك الفترة  لتكون ملاذا  آمنا  لأصحابه  رضوان الله  تعالى عليهم. إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي كانت تربطها علاقات وثيقة وتجاذبات مع كل الأديان السماوية أي اليهودية والمسيحية والإسلام وهذا وحده مما جعل منها بلداً فريداً من نوعه..

العلم : هل أثيوبيا  والعالم العرب استفادوا رغم  الإمكانيات الهائلة الإقتصادية  والسياسية  والاجتماعية و القرب الجغرافي ؟

وأشار  الأستاذ محمد أمان إن  أثيوبيا  لم تستفد و لا العالم العربي من الإمكانيات الهائلة ومن الروابط الاقتصادية والتجارية التي تجمع الدول خصوصا تلك الدول التي لحمت بينها الجغرافيا وربط بينها التاريخ والثقافة وعند تكامل العمل والإئتلاف التعاوني سوف يعود المنفعة المتبادلة على شعوب المنطقة على المدى البعيد،وأنه لا ينبغي أن يحد ث هذا التأخر في تحقيق منافع كبيرة على الاحترام المتبادل ومن ثم تتحقق نتائج دبلوماسية واقتصادية وتجارية وعلاقات أخرى نابعة من التطورات الخاصة بكل جانب بوصفها كيانات اجتماعية واقتصادية وثقافية متميزة بدل أن تسعى كل  من الدول المعادية  لبعضها البعض.

العلم :  كيف ترون الدبلوماسية  الأثيوبية في الوقت الحاضر  اتجاه الدول العربية؟

بأن أثيوبيا أقامت مع العديد من الدول العربية علاقات دبلوماسية طويلة الأمد وهي علاقات بين الشعوب ، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية المباشرة والروابط الأسرية بسبب الهجرات التاريخية والحالية بكل  الإتجاهات وبطريقة واقعية ومتوازنة للبناء على الارتباط الاجتماعي القائم منذ فترة طويلة وأن العلاقات الدبلوماسية طويلة الأمد بين الشعب العربي  والأثيوبي من أجل تعزيز  روابط اقتصادية أفضل  و ذات منفعة متبادل بين الشعوب ،كما أن العلاقات بين الشعوب والعلاقات الاجتماعية مع الدول العربية أكبر منها في البلدان الأخرى لأن إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي لم تستعمَر وليس لديها علاقة مباشرة مع البلدان الناطقة بالإنجليزية أوغيرها.

وأكد الأستاذ محمد أمان بأن العلاقات  العربية بعد مجيئ الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي تطورت وازدهرت إزدهارا موسعا في تشتى المجالات  التعاونية  من الإستثمار ات العربية  وتبادل التجاري  وعلى سبيل المثال استثمارات  الإمارات العربية المتحدة  والسعودية  والمملكة المغربية وغيرها من البلدان  العربية  وخاصة  في  بناء مصنع الأسمدة في مدينة دري داوي  وقد كلف أكثر من أربع مليارات ،وأخيرا من هذا  المنطلق قام الوفد الأثيوبي  برآسة الدكتور أبي أحمد إلى  الجزائر الصديقة  والشقيقة   في شمال إفريقيا في وقت قريب  في نهاية العام المنصرم  بالتقويم  الأثيوبي  وذلك بهدف التعاون المستمر مع الدول العربية في  في مجال تعزيز  العلاقات الثنائية  التعاونية  ،كمابحثا كل من  رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الجزائري السيد  عبدالمجيد تبون” وكان ذلك ، قبل  ثلاثة  أسابيع الماضية ،  وتناولا العلاقات الثنائية والقضايا ذات اهتمام مشترك  وسبل تعزيز التعاون الارتقاء بالأهداف المشتركة بين إثيوبيا والجزائر .وأيضا في مجال الإستثمار وتبادل التجاري والثقافي   الذي يعود المنافع الشامل  بين الشعبين  البلدين  الشقيقين .

العلم : اثيوبيا نحو الازدهار كيف تقيمون ذلك ؟

وقال الأستاذ محمد أمان إن الإنجازات الكبرى التي حدثت  لأثيوبيا  منذ تسلم   الدكتور أبي أحمد مع الرغم  العدوان الخارجي والداخلي يعرقل  السلام و الإزدهار لأثيوبيا نجحت أثيوبيا  في مجال إكتمال سد النهضة  العظيم  وخاصة هناك   تغيرات مشرقة بملء سد اباي  في المرة الثالثة  الذي يعتبر  أكبر مشروع في قارة  السمراء الإفريقية   وهو الذي سيلعب  دورا مشرقا  في نمو الإقتصادي  الأثيوبي  وليس فحسب  بل يمد  أيضا الدول المجاورة  لتوليد الطاقة  الكهرومائية  وحتى لو أدركت تلك  الدول المصب   على سبيل  المثال مصر والسودان  وعملوا  بالتفاهم  والإدراك ولم و لن يحدث أي ضررمن بناء سد اباي بل يعود المنافع  وجني ثمار لفائدة شعوب المنطقة وذلك  من بين تلك الإستفادة  مد الطاقة  الكهربائية  والأنشطة الإنمائية الأخرى على حد سواء لكافة دول القرن الافريقي .

وخلاصة القول أن  أثيوبيا مستقبلها  مشرق  ومزدهر  جدا  لأن لديها  أراضي هي تربة  خصبة   وملائمة بالزراعة  وتمتلك  ثروات  معدنية  والحيوانية  ومتوفرة  بالمياه الجوفية  وموسم الأمطار  الملائم  وكل هذا إذا إستخدمت  بصورة حديثة  وعصرية  وتكنلوجية  تستطيع أثيوبيا  تحقيق الأمن الغذائي  كما قال الدكتور أبي أحمد  و سوف نقوم  بتصدير  المنتجات الزراعية المختلفة  من بينها  تصدير القمح  إلى الخارج  وذلك بحيث  تعتبر أثيوبيا أولى دولة  في قارة  افريقيا  لإمتلاك  المياه الأنهار  والمياه  الجوفية ، وأخير أتمنى  لأثيوبيا  المجيدة  والشامخة  الإزدهار  والسلام والإستقرار وكما أحث الجميع مساهمة  في مجال  تعزيز التعايش السلمي والإمن القومي  والمحافظة على السلام  في البلاد .

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

21 Comments to “ العلاقات الأثيوبية مع الدول العربية هي علاقة  أزلية وتاريخية  في القدم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *