عِش ودع غيرك يعيش

شيخ الشيخ يونس كبير ياسين  في منطقة أرسي روبي

مؤرخ وزعيم ديني

تقرير : سفيان محي الدين

إن السّلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصّراع والخِصام فقط، إنّما يُمكن أن يتطلّب تأسيس القيم  المثالية  للوحدة  والوئام  ، وتعزيز المواقف، المرجوة  للسلام  والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السّيادة والحُريّات الأساسيّة وحقوق الإنسان، وكما أن الحوار البناء والمثمر  يعزز التّعاون بين الشّعوب والثّقافات المُتعدّدة، و أيضا  يتطلب نَبذ ثقافة القوّة واستخدامها، وإكراه الشّعوب لخوض خياراتٍ ضدّ إرادتهم.

ولقد عرّف المُؤرّخ البريطانيّ أرنولد توينبي السّلام بمقولة: (عِش ودع غيرك يعيش)، وقد قصد بذلك أنّ السّلام يجب أن يُمنَح للشّعوب و أنّ السّلام هو نعمة للبشريّة، فإنّ العُنفَ والحروبَ لعنةٌ، ولمّا كان السّلام هو المحبّة والتّعايش، فالحروب هي العِداء والتّفرقة وهو  نقيض السّلام وأجهَدت الحروب والصّراعات على مرّ الزّمان شعوب الأرض كلّها، فالجميع يطمح اليوم إلى السّلام الذي يستجيب لآمالهم وأُمنياتهم، ويؤمِّن لهم حياةً رغيدةً دون خوفٍ من القذائف بكل أنواعها، أو الرّصاص أو القنابل أو الأسلحة النوويّة، فهذه الأمور تُخيف الكبار، وتقضي على النساء  والشيوخ  والأطفال  ،وكما  تهدم المُنشآت  الصنا عية والحضارات والإرث التاريخيّ للأوطان.

وكما هو معلوم  إن النجاشي رحب ضيوف الكرام  المسلمين  وعاملهم معاملة طيبة ومرضية  لدى الإنسان  حيث  وصف  الرسول  صلى  الله عليه وسلم  ذلك الملك “بأن هناك ملك لايظلم  ولايظلم عنده  أحد  مضيفا  إلى أن هناك المميزات الخاصة  للشعوب الأثيوبية ولها سمات متميزة  لهذه الشعوب  أوالشعب  بأنه لايعتدى  على أحد إلا إذا اعتدى عليه أحد ” كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركوا  الحبشة ما تركوكم ..الخ . ومن هنا أن السلام  والوحدة والتعايش السلمي لدى الشعوب الأثيوبية  ركيزة اساسية وتجلب الثقة والتقارب  بين الشعوب ولعبت وساهمت مساهمة كبيرا في الوحدة الوطنية عبر التاريخ .

وحول هذا أجرى  مندوب صحيفة ” العلم “مع الشيخ يونس كبير ياسين  في منطقة أرسي روبي : حول تعزيز السلام  والإستقرار ، وأن  السلام  مهم جدا  في كل بلدان  العالم  حيث أن السلام  يخلق فرص  بناء  اقتصاد قوي للبلاد ،ومن خلال هذا نرى الدول  المستقرة سياسيا  مزدهرة  إقتصاديا ، ولها صوت مسموع  في شتى المجالات و لذا ازدهرت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وجاء  الحوار كالتالي :

العلم : كيف يمكن الحفاظ على السلام  والإستقرار وماهي أهميته ؟

وفي هذا الصدد قال  الشيخ  يونس كبير ياسين  وهو شيخ  القبائل  وزعيم  المصالحة  في منطقة أرسي  وأن  السلام يلعب دورا كبيرا في تعزيز المصالحة  الوطنية  وحل المشكل  الإجتماعية  والإقتصادية ولا يمكن أبداً إهمالُ الدّور الذي يحتلّه السّلام والتّصالح والرَّحمة في الحياة اليوميّة؛ فقد خُلِق الإنسانُ ليعيش في سلام وأمان واطمئنان، وأن  السّلامُ يُحوّل الرّديء إلى حسن وأن  الجنس البشريّ يمتلك صفةً فريدةً من نوعها وهي تحويل السّالب إلى الموجب وأن  الكائنات الحية تحتاج  إلى السلام على وجه الأرض أو في الفضاء الذي يُحيط بالكرة الأرضيّة، ولا يقتصر تأثيره على الإنسان وحده بل يفيد الكائنات الحية.

العلم : تعزيز السلام والاخوة والوحدة والتعايش السلمي خلال إحتفال إريشا ؟

وذكر السيد يونس إن  الذي  ينبغي خلال الإحتفال لإريشا  يجب أن تعزز السلام تعزيز السلام والاخوة والوحدة والتعايش السلمي ،وأن مهرجانات إريشا في هذا العام هو نوع فريد من نوعه  لأن البلاد مرت  بعديد  من التحديات وعلى سبيل المثال الآن تحققت تمنيات سعيدة   للبلاد  ،وعلى سبيل مثال ملء  سد أباي العظيم  للمرة الرابعة  ولذا قد بذل جهود  كثيرة  في مجال  إظهارة قوة أثيوبيا المجيدة ،ومن هنا يجب علينا تعزيز حملات  الحفاظ على السلام والإستقرار والوحدة  في البلاد كما أن إحتفال إريشا  يعزز  التسامح والتعارف عن العادات والتقاليد والقيم المثالية  الأثيوبية  ،وكما  تتقوى  الوحدة  والأخوة ، إلا أن هناك من المؤسف  تسعى بعض عناصر التي لاتريد وحدة البلاد تحقيق أهدافها الخاصة  وهذا ليس لصالح الشعوب الأثيوبية .

     العلم :مادور  أباغدا في تعزيز السلام والإستقرار ؟.     

   وأشار الشيخ  يونس إلى أن دور أباغدا ورجال  الأديان  في مجال  احلال  السلام  والإستقرار  هم همزة وصل  بين  القوميات والشعوب الأثيوبية في احلال  السلام والإستقرار ونشر المحبة والمودة  والتعاون ويؤكد ذلك تقارب رجال الأديان المختلفة  في حين شارك  القساوسة  في احتفال  بالمولد  وكل منهما شاركوا في مواقع الإحتفال في ساحة مسقل  ومن هنا تتعزز الترابط  بين الشعوب  الأثيوبية لأن الدين الإسلامي والمسيحي  كيلهما  تنادي إلى السلام  والتعاون  والتعايش السلمي لأنهم أكدوا على ذلك بالمشاركة، وفي نفس الوقت  تلعب المشاركة  دورا كبيرا  في تعزيز  التعايش السلمي في أثيوبيا ، وإذا تحقق السلام والإستقرار  ،تستعد  البلاد  والجهات المعنية في السلطة  لخدمة  صالح  البلاد  وذلك  عبر تركيز  حل  مشاكل الإقتصادية  ومكافحة  غلاء المعيشة  ومن هنا يقف جميع  المواطنين وقفة رجل واحد  بجانب الحكومة  في مجال تعزيز السلام والإستقرار .

 وذكر الشيخ  يونس إن الشعوب  الأثيوبية  تعيش مع بعض باحترام وتقدير وحب وحنان  كما يسعون  بالوحدة  والتكاتف لأجل الحفاظ على أمنها ورعاية سيادة  البلاد كل من القوميات  في الداخل  والخارج  وأن  نأخذ الجميع  نصيب الأسد  من خلال الاحتفال بمهرجان اريشا يوم غدا السبت وذلك خلال مساهمة بناء أثيوبيا  المزدهرة  والشامخة  في القرن  الإفريقي.

العلم : ماهي  وصيتكم  الأخيرة  ؟

إن أثيوبيا  تعيش فيها عدة  قوميات  مختلفة  الأعراق ولذا ينبغي  خلال  الإحتفال لإريشا  أيضا  تعزيز السلام والترابط  وله دور كبير ومهم  للغاية في تقاسم  العادات والتقاليد القيمة  على مستوى البلاد .

وخلاصة  القول قال الشيخ يونس إن الشعوب الأثيوبية  تعيش مع بعضهم  البعض بالتعاون  وتبادل الإحترام ووقوفها إلى جانب بعضهم البعض في الأفراح والأحزان ومواصلة العادات  القيمة  إلى الأبد، كما، أن  تحقيق  الديمقراطية  مرتبط  بالسلام والإستقرار ومن هنا ينبغي مشاركة الحكومة عبر الحوار مع الجهات المعارضة كلها ،كما أن وحدة  الوطن واستتباب الأمن  من أهم مقومات استقرار البلد  ولا يتحقق الإستقرار الا بتعزيز الوحدة  والوئام على مستوى البلاد .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *