“تصفير المشاكل”.. نجاح الدبلوماسية !

 

شكَّل التحول السياسي الذي تعيش فيه إثيوبيا مفارقة سياسية منذ مجيء آبي أحمد رئيسًا للحكومة الإثيوبية في (أبريل/) 2018، ومثَّلت خطواته المتسارعة نحو إصلاح سياسي منشود واقتصاد إثيوبي واعد  في نقل أديس أبابا من خانة الصراعات إلى دولة تنشد المصالحة مع الجوار، وذلك بهدف إعادة تموضعها على نحو جديد يمكِّنها من مواصلة نهوضها الاقتصادي ويجنِّبها فتح صراعات سياسية أو عسكرية تكون على حساب نموها الاقتصادي الراهن.

ورغم أن دول القرن الإفريقي عانت من صراعات الجغرافيا السياسية منذ قرن أو يزيد، إلا أن التحول السياسي في إثيوبيا، اوقف عجلة الصراعات السياسية والعسكرية هذه، وذلك بعد حصول تغيرات جذرية في المشهد الإثيوبي مؤخرًا، ما عكس تطورًا مهمًّا ومفاجئًا في صعيد العلاقات الإثيوبية مع دول الجوار والمحيط العربي، من خلال تبني سياسة الانفتاح وطي صفحة المواجهة التي أبقت أديس أبابا سنوات عجافًا في خندق العزلة وحرمتها من فوائد النمو الاقتصادي.

وهذا ما اكده   نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي السيد دمقى مكونن بالعلاقات الثنائية الوطيدة التي تربط إثيوبيا بإريتريا في المجالات كافة، ووصفها بـ”الجيدة “.جاء ذلك خلال تقديم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، تقرير أداء وزارة الخارجية لمدة 9 أشهر أمام مجلس نواب الشعب الإثيوبي وليس هذا فحسب بل  “إريتريا وإثيوبيا تعملان على بناء علاقة قوية تقوم على مصالحهما المشتركة من خلال تسهيل البنية التحتية على حدود البلدين”.

وأوضح أن العمل جار لتطوير أطر تعاون تعود بالنفع على شعبي البلدين، بما في ذلك تسهيل التجارة عبر الحدود والجمارك والهجرة وغيرها من المجالات.

وحسب الوزير أن العلاقات بين إثيوبيا وكينيا تاريخية واستراتيجية، مشيداً بالإصلاحات التي تنتهجها القيادة الإثيوبية الحالية، وشدد على التزام حكومته بتنفيذ الاتفاقات المبرمة مع كينيا.وأكد الوزير مجدداً، جدية العمل التعاوني المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن “الأعمال المتبقية في ارسال الخط الناقل للطاقة الكهربائية سيبدأ في أواخر يوليو، المقبل 2022 بحيث يمهد الاتصال بين البلدين في البنية التحتية للطاقة لمزيد من التعاون الاجتماعي والاقتصادي.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين إثيوبيا وجيبوتي، قال دمقى إنهما تشتركان في مجالات النقل والطاقة الكهرومائية ومجالات أخرى من التعاون على أساس المصالح المشتركة.

وأكد الوزير من جديد التزام إثيوبيا بتنفيذ اتفاق سلام جنوب السودان، حيث يعمل الجانبن في شراكة بناءً على الاتفاقات التي توصلوا إليها حتى الآن في العديد من مجالات التعاون.

وقال الوزير إن إثيوبيا والصومال يعملان على إنشاء لجنة وزارية مشتركة بهدف تعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. وأضاف الوزير إن شعبي البلدين يشتركان في أشياء كثيرة ، مشيراً إلى أن إثيوبيا ملتزمة بمواصلة تعزيز علاقاتها مع الصومال.

ورغم ما قام به السودان ضد اثيوبيا الا ان اثيوبيا التزمت بتصفير المشاكل.. وهذا ما اكده وأشار إلى أن العلاقة بين الشعبين الإثيوبي و السودانى عميقة الجذور و أن البلدين يعملان معا لإيجاد حل دائم لقضية الحدود.وأشار إلى أنه خلال عملية إنفاذ القانون الإثيوبية في الجزء الشمالي من البلاد ، اجتاح السودان الحدود ، مما أدى إلى نزوح المدنيين وتدمير الممتلكات.

كما قال إن السودان عمل على تغيير الجغرافيا والتركيبة السكانية في الأراضي التي احتلها وان ذلك غير مقبول.

وقال إن اثيوبيا رفعت القضية إلى المجتمع الدولي ، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي من اجل ايجاد الحلول السلمية لقضية الحدود.

وقال إن إثيوبيا لا تزال تعمل من أجل السلام لأن الغزو لن يخلق صراعًا بين البلدين فحسب ، بل سيتسبب أيضًا في مشاكل اخري بينهما. وأشار إلى أن رد المجتمع الدولي كان يدعم موقف اثيوبيا السلمي ، و كان “صريحًا” في إدانته لغزو السودان وعدوانه وظلمه.

وقال إن إثيوبيا ملتزمة بإيجاد حل دائم وسلمي للأزمة. وأكد أنه سيتم استعادة الأراضي المحتلة.

واخيرا فقد نفذت الوزارة دبلوماسية إقتصادية فعالة قائمة على المنفعة المتبادلة والمساواة وأنشطة بناء صورة البلاد لحماية المصالح الوطنية لإثيوبيا، ودعم سيادة البلاد.ونجحت إثيوبيا في هذا الإطار في بناء علاقات اقتصادية قوية مع عدد من القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك عدد من الدول العربية وتستفيد إثيوبيا من هذه العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في تعزيز تحركاتها الإقليمية والدولية.

وفي السياق أشار دينا مفتي المتحدث الرسمي باسم الخارجية  إلى أن “الدبلوماسية الاقتصادية هي حجر الزاوية في السياسة الخارجية لإثيوبيا، وأحد المكونات المركزية للاستراتيجية هو التكامل الإقليمي مع الجيران في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا”.

اذا استمرت  أديس أبابا في استخدام سياسة تصفير المشاكل  وإيجاد مخرج من دائرة الانغلاق إلى فضاء من التوسع والنفوذ عبر آلات وماكينات السلام والتفاهم الدبلوماسي بما لا يدع مجالا للشك ستحقق الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية الهادئة التي تتميز بها اثيوبيا وستجد المصداقية من كل دول الجوار والقارة معا  التي بدورها ستدفع عجلة التنمية والرخاء والازدهار الي الامام يا وطني .

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *