الاحتفال بعيد الغطاس (طمقت) يعزز السياحة الدينية في اثيوبيا

سمراي كحساي

أديس أبابا (العلم) يعتبر عيد الغطاس من الأعياد “السيدية” الكبرى أي المرتبطة بالسيد المسيح وعددها 15 عيدا، ويرمز له بالمعمودية “التغطيس”، وهي شرط أساسي ليكون الإنسان مسيحيا وفقا للعقيدة الأرثوذكسية والكاثوليكية، والاحتفال بالغطاس يكون دائما في موعد ثابت أي بعد 12 يوما من الاحتفال بعيد الميلاد.

ويعتبرعيد الغطاس الإثيوبي الذي يعرف بإسم –طمقت- من اهم الأعياد الدينية المسيحية وهو واحد من المهرجانات الدينية في الهواء الطلق الذي يحتفل به من قبل المسيحيين التابعين للكنيسة الاثيوبية الأرثوذكسية  والكنيسة الكاثولكية لذكرى معمودية السيد المسيح على يد القديس يوحنا في نهر الأردن بثقافتها وتقالديها الخاصة بها .

ويشير عيد الغطاس أو الظهور الإلهى إلى حلول الروح القدس على السيد المسيح، حيث تتحقق الولادة الجسدية يوم الميلاد أما الولادة الروحية فلا تتحقق إلا بالتغطيس  ويتخلل عيد الغطاس الكثير من المظاهر الاحتفالية، وبعض العادات والطقوس الدينية، وتتنوع مظاهر الاحتفال والطقوس الخاصة بعيد الغطاس كما تختلف من دولة لأخرى، ومن أبرز الطقوس الهامة التي يتم اتباعها في عيد الغطاس، هي إقامة  عادات الاحتفال بعيد- كترا- والغطاس في اثيوبيا

و سيحتفل المسيحيون الإثيوبيون، يوم السبت القادم، بمهرجان الغطاس ” طمقت “، في ساحة “جان ميدا”، وسط العاصمة أديس ابابا، وفي كل أنحاء إثيوبيا بمشاركة مئات من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية بصفة خاصة وبصورة رائعة.

ويبدأ اﻹحتفال اﻷساسي لعيد الغطاس في عشية طمقت الذي يسمى بكترا يوم غدا الجمعة، بإخراج التوابيت وهي عبارة عن صناديق كبيرة ، توجد بداخلها الوصايا الـ10 التي ترمز إلى تابوت العهد القديم في كل كنيسة في موكب إلى نهر أو بركة من الماء ، ويستمر الاحتفال لـ3 أيام، وسط تظاهرة دينية كبرى، حيث يتوافد المسيحيون الإثيوبيون إلى الكنائس، للمشاركة في مراسم احتفالية “إخراج التوابيت” إلى ساحة “جان ميدا” وسط العاصمة.

ويحضر الاحتفال الآباء الدينيون الإثيوبيون بما فيهم بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية ، قداسة البابا أبونا ماتياس ، والآباء الدينيين للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ، وكبار المسؤولين الحكوميين الإثيوبيين ، والدبلوماسين وكبار الشخصيات وكذلك سكان المدينة والسياح للاحتفال بطمقت في ساحة جان ميدا.

وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال القس هبتا ماريام تسما  إنه ينبغي الاحتفال بـ-طمقت- من خلال إظهار الدعم والتعاون من جميع الإثيوبيين.

وأضاف ، إن الآباء والأجداد القدماء لم يقتصر احتفالهم بالعيد الديني فقط ، بل كانو يقومون أيضًا ببناء التفاعل الاجتماعي المتمثل في الأكل والعمل والحب والوحدة.

وقال إن مهرجان طمقت هو أيضا مصدر للدخل من السياحة حيث يأتي الكثير من السياح الاجانب لمشاهدة الاحتفال ، بالإضافة إلى فوائده الدينية والاجتماعية.

 وأضاف قائلا: لا تزال الاحتفالات الدينية ، مثل معمودية المسيح تعكس الحب والتسامح والتعاون بين المواطنين في اثيوبيا.

قال أسقف أبرشية جامبيلا وأسوسا وجنوب السودان وقليم وليجا ابونا روفائيل انه  تم اتخاذ الترتيبات للاحتفال بعيد الغطاس بطريقة تحافظ على التقاليد الدينية وتسلط الضوء على تضامن ووحدة الشعب.

وفي مقابلة مع وكالة الانباء الاثيوبية قال أبونا روفائيل أن عيد الغطاس هو مهرجان تجتمع فيه كل المجموعات العرقية في الاقليم معًا.

واضاف نيافته إن المهرجان ليس تقليدا دينيا فحسب، بل هو أيضا عامل جذب سياحي.

وقال أيضًا إن الأبرشية قامت بتجهيز الملابس وغيرها من الموارد لتسليط الضوء على المهرجان حتى يتم الاحتفال به بشكل جميل وجذاب.

واشار الي انه  يتم العمل في الوقت الحاضر، وخاصة في مدينة جامبيلا على تنظيف الطرق التي ستمر بها  التوابيت من كافة الاتجاهات وتجميل المدينة.

وذكّر المصلين بالاحتفال بالعيد من خلال اظهار الحب والوحدة، واحترام بعضهم البعض كما كان من قبل، وفقًا للتعاليم الدينية.

وشدد أيضًا على أنه عندما يحتفل المصلون بالعيد، ينبغي أن يكون ذلك بمؤازرة بعضهم البعض، والمشاركة مع ذويهم، وإكساء المحتاجين، وسقي العطاش.

وذكر أبونا روفائيل أيضًا أنه تم إجراء استعدادات مماثلة للاحتفال بالمهرجان في  كل من مدن أسوسا وجوبا وملكال في جنوب السودان، و قليم وليجا، التي تديرها الأبرشية.

ومن جانبه قال الصحفي والمترجم عادل محمد ان  الاحتفال بعيد الغطاس في اثيوبيا  هو مهرجان و تراث عالمي ليس فقط لإثيوبيا ولكن أيضًا للعالم.

واضاف ان العادات والتقاليد الدينية والثقافية الشعبية تجذب آلاف السياح إلى إثيوبيا في كل عام لمشاهدة المواكب المتجهة إلى النهر أو بركة من الماء حيث تبقي التوابيت منذ الليل حتى الاحتفال في اليوم التالي وان العديد من السياح يحتفلون بالعيد كمناسبة خاصة في حياتهم.

وقال ان هذا الاحتفال يحضره سنويًا العديد من السياح من خارج البلاد، خاصة من أتباع الطوائف الأرثوذكسية المسيحية وان هناك العديد من الرهبان والقساوسة الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الاحتفال المميز الذي تشتهر به إثيوبيا.

وشدد عادل على ضرورة تكثيف الجهود من قبل الدولة للترويج لقطاع السياحة الإثيوبي إلى بقية العالم لمساعدة الآخرين على معرفة البلاد بشكل أفضل وهو أمر مهم في العديد من جوانب التنمية الوطنية.

وأضاف أن المهرجانات الكبيرة مثل عيد الغطاس (طمقت) ستساعد الآخرين في التعرف على التراث الثقافي والتاريخي والديني للبلد.

والجدير بالذكر إن مهرجان طمقت ، أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 11 ديسمبر 2019 عيد الغطاس الإثيوبي كأحد التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

هو واحد من أكبر وأقدس الأعياد في التقويم المسيحي الأرثوذكسي الإثيوبي ، ويتم الاحتفال به في 19 يناير من كل عام ، و في 20 يناير إذا كان عامًا كبيسًا.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *