مؤسسة الصحافة الاثيوبية
اختتمت يوم الاحد القمة الافريقية بأدانة القادة الأفارقة خلال القمة موجة الانقلابات العسكرية مؤخرًا في القارة، وسط تحديات جمة أبرزها التحديات الأمنية والتراجع الخطير في الديموقراطية، وقضايا التنمية المستدامة وتداعيات جائحة كورونا.
أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، أن “أفريقيا لن تقبل بعد اليوم بالانقلابات”
وأضاف سال، خلال كلمة له بالجلسة الختامية للقمة الأفريقية الـ35 بأديس أبابا: “لانستطيع توجيه اتهامات بضلوع جهات خارجية في الانقلابات التي تحدث بالقارة”.
وحذر من أن التحديات التي ستواجه الاتحاد الأفريقي السلم والأمن والاستقرار ومحاربة الارهاب والتصدي للانقلابات المتزايدة تدعو للقلق.
وشدد الرئيس السنغالي على أنه “لايوجد تنمية وتكامل وسلام واستقرار دون مواجهة هذه التحديات”، داعيا لتكريس الجهود على مايوحد القارة وليس مايفرقها.
وتابع الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي: “يجب أن نعمل على التنمية والازدهار للشعوب الأفريقية”، مضيفا “نريد أن يكون لدينا تحول في الطاقة خاصة قبل مناقشة التصنيع وأيضًا الوصول الشامل إلى الكهرباء”.
وقال: “600 مليون من شعوب القارة لا يزالون يعيشون في الظلام “.
وكشف “سال” عن السعى للتحضير للقمة الأفريقية الأوربية القادمة يومي 17 و 18 فبراير الجاري في بروكسل.
وعن تفاصيل تلك القمة قال الرئيس السنغالي: “لقد اتفقنا مع شركائنا الأوروبيين على الابتكار وتم اختيار أهم الموضوعات التي سنناقشها وهي تمويل التنمية الشاملة المستدامة لأفريقيا، تغير المناخ، تحول الطاقة، الرقمية، النقل، والبنية التحتية، دعم السلام والأمن، والحوكمة للقطاع الخاص والتكامل الاقتصادي، النظم الصحية، إنتاج وتصنيع اللقاحات، الثقافة، التنمية المستدامة، التعليم على نطاق واسع، الثقافة والتدريب المهني دون إغفال قضية الهجرة”.
وقال بانكولي أديويي خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام القمة: “أدان كل قيادي إفريقي في المجموعة بدون لبس، موجة تغيير الحكومات بصورة مخالفة للدستور”.
وأضاف: “لن يتسامح الاتحاد الإفريقي مع أي انقلاب عسكري بأي شكل كان”.
وذكّر أنّ مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الافريقي علق عضوية الدول التي شهدت انقلابات.
وتحدث عن إفريقيا الغربية، معتبرًا أن “الساحل لا يجب أن يصبح من جديد بؤرة” لتبديل حكومات بصورة مخالفة للدستور، واصفًا ذلك بـ”البلاء”.
ورغم أن القمة تعقد تحت شعار بناء مرونة التغذية بالقارة، ركز وزراء خارجية الدول الأعضاء في نقاشاتهم على الملفات الأمنية والسياسية والتهديدات المتزايدة الناجمة عن انعدام الأمن “إثر النزاعات والإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات الإفريقية”،
وخلال المؤتمر الصحفي أعاد رئيس الاتحاد الأفريقي التأكيد على أنه “لايوجد سبب للعسكريين للقيام بالانقلابات في أفريقيا”.
وفي مؤتمرصحفي مشترك لرئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، قال رئيس الاتحاد: “ناقشنا بكل شفافية موضوع منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي لأنه يثير الانقسام”.
وعن موقف الاتحاد من القضية الفلسطينية قال سال: “موقف الاتحاد الأفريقي هو خيار حل الدولتين تعيشان في سلام”.
وحول منح دولة إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد قال الرئيس السنغالي: “منح صفة مراقب صحيح هي من ولاية مفوضية الاتحاد الأفريقي لكن هذا الموضوع كان لابد أن يعرض على المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي والوزراء قبل أن يعرض على الرؤساء”.
وكشف أنه اقترح تشكيل لجنة مخصصة لهذا الشأن من رؤساء دول للأقاليم الخمسة بالقارة ستعمل على ايجاد حل توافقي.
وشدد على أنه لايجب التسامح مع هذه الانقلابات ولايصح ان نوجه أصابع اتهام للخارج بالضلوع في الانقلابات بالقارة لدينا مشاكل داخلية تؤدي أغلبها لهذه الأحداث.
ودعا إلى الاعتراف ومواصلة العمل على الأسباب الجذرية لهذه التغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة.
وفي قضية الإرهاب قال فكي: “البيانات ليست حلا لمحاربة الإرهاب إنها ظاهرة يتعين علينا العمل معًا لمحاربتها ولهذا السبب أنادي بالتضامن الأفريقي ودعم المجتمع الدولي، وخاصة مجلس السلم والأمن التابع للأمم المتحدة الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن ضمان السلام والأمن الدولين”.
وفي كلمته خلال الافتتاح، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إن الإرهاب تزايد بالقارة وتوسع بشكل مقلق.
وتابع “ظاهرة الانقلابات العسكرية المتكررة بالقارة أصبحت مقلقة جدا”.
ومضى قائلا “تداعيات جائحة كورونا لا تزال تلقي بظلالها على القارة”.
فكي قال أيضا “نرفض التدخلات الخارجية في شؤون القارة الأفريقية”، متابعا “نتضامن مع الدول الأعضاء التي يشهد استقرارها تهديدات”.
وأضاف “منح إسرائيل صفة مراقب هي مسألة خاصة وضرورة لإجراء حوار صريح وتفادي استغلال هذه المسألة لمصالح سياسية”.
وتابع أن “الاتحاد الأفريقي ملتزم بمبدأ حل الدولتين تعيشان في سلام”.
ومن ناحية اخري قال رئيس الوزراء ، آبي أحمد، “يجب اسماع صوت أفريقيا في العالم وتمثيلها بالمحافل الدولية بما يليق بمكانها”.
وتابع “يجب تفعيل المنظومة الأممية، ويجب أن تحصل أفريقيا على معقدين دائمين بمجلس الأمن الدولي”.
وأضاف “أقدر رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي وجهودها لمكافحة جائحة كورونا”.
ومضى قائلا “القارة الأفريقية واجهت نظاما غير عادل في توزيع لقاحات كورونا أضرت بها”.
وأوضح “نريد أفريقيا تنعم بالازدهار عن طريق التطوير مما يتطلب منا جهودا جماعية”.
آبي أحمد قال أيضا “الوضع الذي شهدته إثيوبيا كان لفرض سيادة القانون وأشكر القادة الأفارقة على تفهمهم لما جرى من أحداث”.
وتابع “سنعمل بكل ما في وسعنا لإحلال السلم والأمن، ونعمل على إطلاق حوار شامل”.
بدوره، قال الأمين العام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،في رسالة عبر الزوم “نلتزم مع الاتحاد الأفريقي بتحقيق التنمية المستدامة في القارة”.
وتابع “أفريقيا بحاجة إلى الاستثمار لكي تنهض من الكبوات التي تشهدها”، مضيفا “علينا تطوير نظام للتعافي الاقتصادي بالقارة الأفريقية”.
وأضاف “من الضروري إطلاق محرك السلام وإنهاء النزاعات والصراعات”.
ومضى قائلا “نؤكد ضرورة وقوف الأعمال العدائية في إثيوبيا ووصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين”.
وألقى الرئيس الصومالي المنتهية محمد عبد الله فرماجو، كلمة أمام اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي حول الوضع العام للسلم والأمن في إفريقيا.
وفي معرض إشارته إلى الإنجازات التي حققتها الحكومة الاتحادية الصومالية في مكافحة حركة الشباب وإحلال السلام في البلاد ، أشار فرماجو إلى أهمية التوحد ضد حركة الشباب والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وأشار فرماجو إلى أن حكومة الصومال الاتحادية ملتزمة بتحمل مسؤولية الأمن القومي للبلاد ، وأكد استعدادها التام لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة الصومال ومجلس السلم والأمن الإفريقي في يناير المنصرم.
وأضاف أن “الصومال قطع أشواطا كبيرة في السنوات الأخيرة على صعيد الأمن وإعادة بناء الجيش وإضعاف إرهابيي الشباب، ونتيجة لذلك، فإن الصومال الآن بصدد تحمل المسؤولية الكاملة عن أمنه القومي”.
أما قضية الإعلام الأفريقي فأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على أنها “ضرورة مهمة نحتاج إلى أداتنا الخاصة التي تعبر عن هويتنا للعالم”.
واختتمت اليوم الاحد القمة باصدار عدة توصيات وغادر رؤساء الدول اديس ابابا بعد انتهاء القمة .