العلاقات الاستراتيجية بين اثيوبيا وقطر

*قطر تعرب عن اهتمامها الشديد برفع مستوى التعاون في مجال الطاقة مع إثيوبيا

سمراي كحساي

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين اثيوبيا و دولة قطر في عام 1995 حين قامت الحكومتين بالتوقيع على البيان المشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وحكومة إثيوبيا الانتقالية آنذاك.

وتعتبر العلاقات الإثيوبية القطرية نموذجا يحتذى به في منطقة القرن الأفريقي ، خاصة إذا ما قارنا علاقات الدوحة وعدد من عواصم منطقة القرن الأفريقي  حيث تتميز العلاقات الإثيوبية-القطرية بالرؤية الاستراتيجية بين قادة البلدين.

وتشهد البلاد نموا اقتصاديا متواصلا  مما شجع العديد من البلدان المختلفة على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمار مع إثيوبيا بما ذلك دولة قطر .

وشهدت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الطرفين في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً خاصة بعد الزيارة الناجحة  لرئيس الوزراء آبي أحمد ، على رأس وفد كبير لدولة قطر في شهر مارس الماضي  وهي تعتبرتحولا كبيرا في علاقات البلدين ، من حيث توقيتها وحجم الاهتمام الذي أولته الحكومة الإثيوبية للزيارة وجدول الأعمال الذي تضمنته الزيارة ووفدها المتنوع ، كما أن الجانب القطري هو الآخر إستقبل الزيارة بصورة تعبر عن أهميتها.

وفي هذا الاطار كشف سفير دولة قطر حمد محمد الدوسري  ان بلاده تعتبر إثيوبيا من بين شركائها الاستراتيجيين في أفريقيا وترغب في رفع مستوى الشراكة في مختلف المجالات أبرزها استخدام المياه والطاقة.

جاء ذلك لدي زيارة سفير قطر لدى إثيوبيا حمد محمد الدوسري برفقة مجموعة الصداقة الدبلوماسية البرلمانية القطرية الإثيوبية المعرض الذي استضافته وزارة المياه والطاقة في متحف العلوم.

وقال السفير حمد لصحيفة العلم إن الشراكة بين البلدين ستستمر في التعزيز في مختلف المجالات ذات الأهمية المتبادلة بما في ذلك السياحة والتجارة.

وأضاف: “لقد أتاحت لنا زيارة هذا المعرض فهم التكنولوجيا التي حققتها إثيوبيا في استخدام المياه وإمدادات الكهرباء، وتقدر قطر الجهود التي بذلتها إثيوبيا لتحديث الاقتصاد وتغيير سبل عيش مواطنيها”.

وهنأ السفير الحكومة الإثيوبية على إنجازها للمشاريع التي تركز على المستقبل بما في ذلك متحف العلوم الذي قال إنه يلعب دورًا أساسيًا في تعريف الشباب بالمعرفة والتكنولوجيا الحديثة. واشار الي ان  “قطر مستعدة لتقديم الدعم اللازم للمتحف”.

وأضاف: “نود تسهيل الشراكة بين هيئة متاحف قطر ومتحف العلوم الإثيوبي، وتوظيف تعاونهما كأداة لتعزيز العلاقات القوية بين البلدين”.

وأضاف حمد: «تمثل المشاريع، بما في ذلك متحف العلوم، بداية رائعة لبلد عظيم، بل إنها بمثابة معيار لخطط التنمية المستقبلية. أتمنى أن تستمر إثيوبيا في تنفيذ المزيد من المشاريع الضخمة مثل هذا وتصعد إلى مجموعة الدول المتقدمة.

وعلى صعيد متصل اجتمع سعادة السفير مع أعضاء مجموعة الصداقة الدبلوماسية البرلمانية القطرية الإثيوبية بمجلس النواب.

وركزت المداولات على العمل لتحسين وضع عاملات المنازل الإثيوبيات المقيمين في قطر، وتسهيل برامج تبادل الخبرات في مختلف المجالات.

وعقدت مجموعة الصداقة البرلمانية لدول غرب آسيا في البرلمان الإثيوبي، برئاسة سعادة السيد محمد العروسي، رئيس مجموعة الصداقة، اجتماعاً مع سعادة السيد حمد بن محمد الدوسري سفير دولة قطر لدى أثيوبيا.

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، خصوصًا في المجال البرلماني، بالإضافة إلى بحث سبل التعاون المشترك لمعالجة أوضاع الإثيوبيين المقييمين في دولة قطر، فضلا عن تيسير تبادل الخبرات بين البلدين في مختلف المجالات.

وقال رئيس الصداقة البرلمانية لدول غرب آسيا في البرلمان الإثيوبي، السيد محمد العروسي، أن إثيوبيا وقطر يتمتعان بروابط تاريخية عميقة وغنية تقوم على أساس المنفعة المتبادلة، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دولة قطر في مختلف المجالات.

من جانبه، أكد سفير دولة قطر لدى إثيوبيا حمد محمد، التزام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية مع إثيوبيا في مجالات العمل والإعلام والاستثمار وغيرها من المجالات.

وأشار سفير قطر لدى إثيوبيا حمد محمد الدوسري، إلى أن العلاقة بين البلدين عميقة الجذور ومتطورة.

ومن جانبه ذكر السفير دينا مفتي، عضو فريق الصداقة الإثيوبي لغرب آسيا، أن هناك 16 مجموعة صداقة في البرلمان، وان الفريق الذي تم إنشاؤه بدأ العلاقات والتعارف مع دول مختلفة.

وقال إن المناقشة مع السفير القطري ستساعد في تسهيل الظروف أمام الحكومة الإثيوبية للقيام بمشاريع مختلفة مع الحكومة القطرية.

وتستفيد إثيوبيا من المنتجات والتكنولوجيا الصناعية في قطر، خاصة من الصناعات البتروكيماوية مثل البلاستيك والمواد الكيميائية غير العضوية ومواد التشحيم ومنتجات الحديد والصلب، فيما تصدر إثيوبيا المنتجات الزراعية للسوق القطري مثل البن والشاي والحبوب والتوابل إضافة إلى المواشي واللحوم. ورغم أن حجم التجارة بين البلدين لا يزال صغيرًا إلا أن هناك إمكانات هائلة لنموه.

وتسيّر الخطوط الجوية القطرية والإثيوبية رحلات يومية إلى عاصمتي البلدين وهي فرصة لتعزيز السياحة والأعمال ولا يستغرق الحصول على التأشيرة إلكترونيًا للقطريين سوى ٣ أيام فقط.

ويمكن للمستثمرين القطريين الاستفادة من الإمكانات الاستثمارية الهائلة وعوامل الجذب في إثيوبيا بوجود بيئة استثمار مواتية وقوى عاملة شابة ومنضبطة وقابلة للتدريب. كما أن أسعار الطاقة والعمالة والمدخلات الأخرى متاحة بأسعار تنافسية للغاية، إضافة إلى قرب إثيوبيا من أسواق أوروبا والشرق الأوسط، وعدد السكان الكبير في السوق المحلية، ولذلك تستقطبُ إثيوبيا استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة من عدة دول.

ولاشك أن العلاقات القوية التي تنمو بسرعة بين البلدين الصديقين إثيوبيا وقطر ستعزز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية القائمة بينهما بصورة افضل في المستقبل القريب .

وأظهرت العلاقات الإثيوبية القطرية تقدمًا عكسته الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها مسؤولون من البلدين، وتوقيع اتفاقيات مختلفة بالإضافة إلى جولة الفرقة الثقافية الاثيوبية وتوسيع الرحلات الجوية المباشرة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “العلاقات الاستراتيجية بين اثيوبيا وقطر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *