في أقل من عام، نشأت منطقة عصرية جميلة في قلب أديس أبابا و لا شك أن من سافر بعيدًا عن حي كازانتشيس والقرى المجاورة لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر سيُبهره هذا التحول الكامل والرائع لما كان يومًا حيًا قديمًا مزدحمًا إلى مركز مدينة رائع وساحر.
يُعد حي كازانتشيس، الذي سُمي على اسم أحد أقدم سكانه، أحد أقدم أحياء المدينة التي يبلغ عمرها 130 عامًا.
وقد خلّفت أربعة أجيال من سكان هذا الجزء المركزي من العاصمة إرثًا من الذكريات التي لا تُنسى عن الحياة الاجتماعية، والثقافة العريقة، والترفيه، والأعمال التجارية، وغيرها من الأجواء الحضرية.
استضافت كازانتشيس غالبية النوادي والحانات وأماكن اللقاء التقليدية والحديثة وبصفتها مركزًا حيويًا للمدينة، كانت أيضًا ملتقىً للكثيرين ممن يتنقلون من وإلى مختلف أنحاء المدينة.
و مع نمو المدينة، حافظت كازانتشيس على مكانتها مقارنةً بالأحياء المجاورة، حيث كانت بمثابة مركز المدينة.
ونتيجةً لذلك، انتهز أصحاب العديد من المنازل السكنية الفرصة لإعادة توظيف ممتلكاتهم وتحويلها إلى عقارات تجارية كالفنادق والمطاعم والمتاجر.
ورغم أهمية هذا التطوير، إلا أنه تم رغم مخالفته للمخطط العام ومعايير المدينة وقد خلق هذا تحديات كبيرة لسكان المناطق المجاورة، ولمهمة الحكومة في إدارة تحصيل الإيرادات والأمن.
و أدى نمط التطوير العشوائي الذي شهدته المنطقة على مدى عقود إلى نقص في المساحات والأماكن العامة المناسبة التي تلبي احتياجات السكان.
و كل هذه الظروف استدعت التجديد والتحديث وإعادة الإعمار و في الواقع، ضمت كازانتشيس جميع هذه الأجزاء المميزة من المدينة بمنازلها التي تعود إلى قرون مضت، ومبانيها النموذجية القديمة، وأزقتها الضيقة، وتصاميمها القديمة.
وقد ساهم ذلك في ظروف معيشية غير مريحة، ونمط حياة غير صحي، وبيئة صاخبة وملوثة، بالإضافة إلى أوضاع أمنية محفوفة بالمخاطر.
و بفضل برنامج الحكومة الطموح للتجديد الحضري من خلال تطوير الممرات، تشهد كازانتشيس الآن عملية تجديد شاملة؛ حيث لا توجد منازل متداعية أو أزقة ضيقة ومتعرجة بعد الآن.
إنها تستحق تصاميم معمارية حديثة ومتطورة، وهندسة مدنية متطورة، وتصميمات داخلية أنيقة، وغيرها الكثير.
و مشروع تطوير الممرات الحالي يلبي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية وقد أدى تطوير الممرات بالفعل إلى إنشاء مرافق أوسع وأنظف وأكثر أمانًا وجمالًا.
ووفر المشروع مساحات واسعة للمركبات والمشاة والدراجات، بالإضافة إلى ذوي الإعاقة، مثل المكفوفين ومستخدمي الكراسي المتحركة.
وعلى عكس المناطق السكنية المزدحمة في الماضي، يتمتع الناس الآن بخيارات ترفيهية أفضل، مثل الحدائق ومواقف السيارات والأسواق وغيرها.
من المهم الإشارة إلى أن الاستثمار في تطوير الممرات في أديس أبابا ومدن أخرى مختلفة في جميع أنحاء البلاد يلبي الاحتياجات الحيوية للسكان.
و هذه إجراءات مناسبة يمكنها معالجة آثار تغير المناخ والتلوث البيئي والازدحام وغيرها من التحديات التي تواجه سكان المدن بشكل جذري.
باختصار، إن تبسيط وتحديث الحياة الحضرية يؤتي ثماره من خلال تعزيز إنتاجية السكان، وخلق فرص العمل، ومنع الأنشطة غير القانونية، وجذب المزيد من السياح الي مدينة اديس ابابا.