من علماء الحبشة

السيرة الذاتية لشيخنا الفقيد الشيخ زبيربن أمان المولود في محافظة عرسي منطقة سركا تغمده الله

عالما زكيا ورعا تقيا  يشارك في القضايا العامة ويناقش المستجدات بوعي وبصيرة

تقرير سفيان محي الدين سرور

فضل العلم  والعلماء من حيث مواضيع ووسائله  وغاياته فما كان صاحبه مخلصا لله سبحانه وتعالى ووسائله مشروعة وغاياته نبيلة فذلك العلم الذي ينفع الناس ويثاب عليه صاحبه في الآخرة وما كان دون ذلك فلا يتعد نفعه الدنيا وربما يكون وبالا على صاحبه، وذلك أن العلم شجرة مثمرة يانعة ثمارها ذللت قطوفها حلو مذاقها لا يصلها إلا مشمر ذو همة عالية وعزيمة ماضية ونفس تواقة هيهات هيهات أن ينالها كسلان خائر العزيمة منحط الهمة..

ومن مزية العلم أن الله عزوجل أثنى على العلماء فقال «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فقصر خشيته على العلماء حيث أن الانسان كلما ازداد علما بعظمة الله عزوجل ومدى إحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز وضعف البشر وقلة حيلتهم فهذه الأمور تزيد من خشية المولى عز وجل وتعظيمه. وقرن الله عز وجل شهادته وشهادة ملائكته بشهادة العلماء فقال «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط» .

وحول هذا العالم  الفقيد الشيخ زبير  أجرى مندوب صحيفة – العلم- من أحد المقربين إلى الشيخ زبيربن أمان من سيرته  الذاتية الاستاذ محمد علي ندسو  وجاء الحوار علي النحو التالي .

العلم : ماذا تعرفون عن سيرة  الذاتية  للشيخ  زبير  ومن أي منطقة ولد الشيخ  في أثيوبيا ؟

قال الأستاذ محمد على ندسو  من أحد المقربين  الذين يعرفون  السيرة الذاتية  للشيخ زبير: إن  الشيخ زبير حسين أمان ولد  في عام 1969 غريغوري ببادية منطقة (العروس) بناحية (سركا)إحدي ممالك الطراز الإسلامي الشهيرة لدي المؤرخين بأسم(شرخا)إلا سكان المنطقة الأصليين يطلقون عليها اسم(سركأ) وليس (شرخا) كما يكتبها كتاب التاريخ ،وهو ينتسب إلى فخذ (غادو) المنتسبة إلى قبائل العروس

وبدء بقراءة القرءان الكريم  منذ صباه ولم يرسل مثل أقرانه إلى رعي المواشي  بل تفرغ لتعلم العلم الشرعي حيث انتقل للدراسة لدي عالم بناحية(طريتا) في الفقه والحديث والعقيدة  ثم رحل إلى مختلف محافظات منطقة عروسي،كما درس علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة لدي العالم الشهير الشخ محمد سراج عبد الله الكلوبي و ثم تحول الى ناحية( لودي) فدرس تفسير القرءان الكريم لدي الشيخ قاسم عبدالله عبده اللودي الشيمشي  بمحافظة (لودي هيطوسا) خريج جامعة الأزهر الشريف. كما التحق بمعهد الإمام الشافعي بـ(غوندي)

وكان الشيخ قد ولد من أسرة متدينة فكان أبوه حريصا على تعليم ولده فكان يوصله كل صباح الى مكان القراءة و يرجعه مساء لحرصه على الدين وكان الشيخ قد بدأ القراءة في الصغر من عمره في نحو الخامسة او السادسة من عمره على الشيخ بشير الولوي الساكن في دار أبي قاسم خضير رارا

وكان عدد الذين يقرؤون القرآن مع الشيخ في تلك الفتره من 30 الى 50 فكلهم رجعوا الى الدراسة الأكاديمية  فيقول الشيخ :”الا انا وولدين صغيرين بقيا معي ومن ختم القرآن من بينهما انا وياسين فقط “وقال أبو الشيخ يقول لآباء الأولاد اذا كنتم تريدون أكل رواتب اولادكم فاني آكل راتب ولدي في الاخرة وبعد  ختم القرآن الشيخ  خدم أهله تقريبا حتى يكمل عشر سنين ثم ارتحل إلى الشيخ أحمد الحاوي وهو شيخ فقيه  فدرس عنده كتب مختصرات الفقه لإمام الشافعي  ثم ارتحل  إلى شيخ أبي بكر فدرس عنده فترة ثم ارتحل إلى الشيخ غزالي في مدينة طريتا فدرس لديه ثم  كذلك لدى  الحاج عبد القادر الحدي في نفس المنطقة كما قرأ على الشيخ كمال أكِّيَّا (كتاب بلوغ المرام) ثم بعد ذلك ارتحل الى الشيخ جمال الماني  فمكث عنده لفترة قصيرة ثم رجع إلى الشيخ بشيرعبد الفتاح لسنتين و قرأ الحديث ثم رجع الى( منطقة  بور) فقرأ عليه الحديث ،والتفسير، ثم التحق بحلقة الشيخ أحمد شامل في منطقة كولوبا، ثم رجع الى الشيخ عبد الحكيم في منطقة ( سديقا  )ومن مشايخه  الذي درس عليه الشيوخ  الشيخ  العلامة الشيخ الكبير الشيخ  قاسم  الودي و قرأ عليه التفسير وعلم الفرائض ثم رحل إلى  الشيخ أحمد (بني) فقرأ عليه اللغة العربية  بدءا من دحلان، وخالدي  وأزهري ،ثم إنتقل  إلى  الشيخ أحمد تيجان إبن شيخ المشياخ  العلامة  الشيخ سراج الكلوبي  وأعاد إعادة  قراءة  فن اللغة  العربية  بدءا من  دحلان إلى شرح ابن عقيل مع حاشتي أبي النجا والعطار مع التعليق ثم إلى مصطلح  علم  الحديث ، بدءا من البيقونية والى ألفية السيوطي ونخبة الفكر و الباعث الحثيث ألفية العراقي و تدريب الراوي ،ومن الحديث ،صحيح المسلم و تفسير القران ثم قرأ على الشيخ عبد المجيد داود المدرس في مدينة هساسا حاليا صحيح مسلم فكان يقرأ بنفسه ومعه  طلاب  العلم ويعلق على هذه الكتب كلها بيده مثلا في علم اللغة العربية  من الدحلان الى ابن عقيل.

العلم: وهل  لديه مؤلفات من الكتب والمخطوطات  خلال  التدريس  في المنطقة ؟

ذكر الأستاذ  محمد  : بأنه تفرغ  بعد التخرج من المعهد  الإمام الشافعي  وأيضا بعد أخذ  إجازة  من بعض العلماء المنطقة  تفرغ للتدريس بالمدارس الإسلامية في كل من محافظة (مونيسا) بمدينة (قرسا)  والمدرسة الإسلامية بمحافظة (سغري) بمدينة (سغري) نفسها وعمل إماما بمسجد (سغري وأنه).

كان يشارك في القضايا الإسلامية ويدافع عنه بالمحاضرات والدروس والخطب والتاليف والحوار والنقاش  وقد ألف عدة كتب لم تطبع بعد وكان حريصا على المطالعة والكتابة .

ثم تفرغ للتدريس بالمدارس الإسلامية في كل من محافظة (مونيسا) بمدينة (قرسا)  والمدرسة الإسلامية بمحافظة (سغري) بمدينة (سغري) نفسها وعمل إماما بمسجد (سغري)

ومن مؤلفاته  له كتب كثيرة  العدد الذي ألفها الشيخ  وقدمها في حياته  للجيل القادم للمسلمين نذكر لكم بالإقتصار  :

1_كتاب كيف تكسب قلوب الناس .

2_ البدعة  المضللة  المخالفة  للملة .

3_إثبات  الجائزمن التبرك  والتوسل  والشفاعة  والكرامة ورفض غير  الجائز منها بلا ملامة .

4_ الفوائد من  المقتطفات  في فقه الزكاة .

5_ الجمع بما في الكتب الثلاثة من أحاديث الاحكام ومنتقى الأخيار وبلوغ المرام وعمدة الاحكام بشرح المعاني اللامعة والمسائل الجذابة اليانعة .

6__رسالة صغيرة تطير بالأحوذي في حكم ذبيحة أهل الكتاب والوثني كتبها الشيخ وجزاه الله خيرا الجزاء.

7_ أحكام الجنائز والموتى:. المصدر:  من هذه المخطوطات والتأ ليف ( الشيخ أمان غودتا فتو   مدير مركز  القرن  الإفريقي  للدراسات  التاريخية )حسب رسالته الذي هوكتب عنه. وهناك كتب أخرى لم أستطع الإطلاع عليه.

العلم :كيف كان مشاركته في القضايا الإسلامية  للمجتمع ؟.

وكان يشارك في القضايا الإسلامية ويدافع عنه بالمحاضرات والدروس والخطب والتاليف والحوار والنقاش  وقد ألف عدة كتب لم تطبع بعد وكان حريصا على المطالعة والكتابة ..

وقد استفاد الشيخ فترة بقائه في المعهد فن التجويد، وعلم النفس، وطرق التدريس والكثير من كتب العقيدة وبعد التخرج  من معهد إمام  الشافعي  في غوندي ،بدأ التدريس في مدينة قرسا  بدءا عام 1996 الى عام 1997 في منطقته  فكان يدرس المدرسة ويعلم الحديث وعلم المصطلح والتفسير في حلقة المسجد ،وبعد أن توفي الشيخ عبد المجيد السغري رحمه الله رجع الشيخ الزبير إلى مدينة سغري فكان مدير المدرسة هو  ويدرس في مسجد بدر  وبعد ذلك انتقل الى مدينة أسلا و سكن فيها فبدأ يعلم في مسجدين مسجد عائشه بالليل و مسجد النور بالنهار وكتب الاصول الثلاثة، ورياض الصالحين، و تجريد الصريح، والتفسير ومصطلح الحديث والعقيدة الواسطية بجانب ما كان يقوم به الشيخ من الإفتاء وكان محبوبا لدى الجميع وخصوصا لدى الجيل الحالي  وخاصة من الشباب لأنهم جيل المستقبل  وهومعتدل  وليس فيه  في الدين  ويتفاهم  مع الآخرين   بأسلوب العلمي ..

فكان الشيخ قدوة في هذا المجال في الدفاع عن عقيدته وشعبه وعدم تغيير المواقف في هذه الامور التي لا يمكن الرجوع عنها و كان قويا لا يخاف في الله لومة لائم ومما يميز الشيخ ايضا أنه كان شغوفا بمطالعة الكتب وقراءته طول حياته حتى ايام مرضه فكان يحب القراءة والمطالعة والاكثار منه في جميع المجالات  فيستفيد من جميع الكتب  ويفيد الأخرين ولا يمر بمكتبة الا اشترى منها كتبا حتى انتقل  إلى الرفيق الأعلى فجزاه  الله أحسن الجزاء

العلم :ماهوسبب مرضه  وهوصغيىر العمر  ومع ذلك  أنجز كثيرا للمجتمع الإسلامي؟

أشار الأستاذ  محمد :وعندما اشتد به المرض العضال وهو نشوء ورم  في رأسه الذي أودى بحياته سعي المجتمع وساهم الجميع بالتبرع من داخل البلاد ومن دول المهجر بما فيها  المغتربون بدول الخليج العربي ودول أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأوسترواليا حيث سافر للعلاج إلى كل من المملكة العربية السعودية وتردد إلى تركيا 3 مرات من أجل العلاج ،ورفض أخيرا العودة للعلاج بعد أن استفحل به المرض الذي أصاب دماغه  مما اصعب عليه التحدث وأفقده الصوت وقوة السمع  وبعد العملية في تركيا حيث أزال الأطباء الورم الخبيث وأزالوا جزءا من أنفه وفكه الأسفل وأذنه .ثم أجرىالأطباء له عملية التجميل  التي  لم تنجح في إزالة الورم الذي أعاد نشاطه من جديد .

وكان الشيخ عالما زكيا ورعا تقيا  يشارك في القضايا العامة ويناقش المستجدات بوعي وبصيرة لا يكل ولا يمل مستمعه حتى لو مرت ساعات وساعات .

الشيخ متزوج بزوجتين  وله 5 أطفال ابنان و3 بنات .

وعندما توفي في 15 اكتوبر من عام 2022 فقد نظمت مراسم الجنازة  بملعب استاد ا الكبير بمدينة (أسلا) عاصمة منطقة عروسي  حيث تنظم جنازة مهيبة كهذه في تلك المدينة لعالم مسلم وشارك في جنازته خلق كثير يقدر بـ 50 ألفا من مختلف المحافظات التابعة لمناطق عروسي وبالي وغرب عروسي وشرق شوى وأداما بالإضافة إلى العاصمة ،كما شارك في تشييعه العلماء وممثلوا الإدارت الحكومية وكانت جنازة مهيبة أظهرت مدى حب الناس للعلماء الربانين وتقديهم وحزنهم على فراقه .

وقد تنادى الناس إلى المساهمة في التبرع لأسرته وأبنائه ،فمنهم من تبرع بالملايين ومئات الآف وعشراته فلم يقتصر أمر المساهمة في مساعدة الأسرة المكلومة على المسلمين وحدهم فقد شاركت الإدارات الحكومية بالمال بل تبرعت بلدية مدينة (أسلا) بموقعين ليبنى عليه لزوجتيه ،وتعتبر مساهمة الحاج  عبد القادرعلى  الهدي أكبر مساهمة  حيث أعلن عن تبرعه بإثنين مليون بر  لبناء البيتين على الموقعين  فجزاه الله خيرا ولم يقتصر الأمر على التبرع النقدي حيث أعلن العديد من الناس التبرع عينيا بالمواشي أو بالحبوب لصالح الأيتام.

وفي الختام : بأن  فضل العلماء والعلم ، كما جاء في حديث النبوي الشريف : أن العلماء ورثة الأنبياء وورثة صفوة البشر في العلم، فيالها من مفخرة ومكرمة، ومن فضائل العلم أن الكائنات تستغفر لمعلم الناس الخير حتى النملة في جحرها والحوت في البحر كما جاء في الحديث، والعلم يفضل على المال حيث أن المال ينقص بالإنفاق والعلم يزيد بالإنفاق والمال يحتاج صاحبه إلى حراسته على عكس العلم يحرس صاحبه من الجهل والخرافات والمهالك ،وأيضا

العلم شرط لنهضة الحضارات والأمم من خلال استغلال الثروات الطبيعية وتثمينها والعلم مكن من معرفة مكونات وأجزاء الذرة وما دونها وكذلك الخلية ومكوناتها ونظامها وبفضل العلم تم اخترع التلسكوب الذي مكن من فهم أكثر للكون والتعرف على المجرات ونجومها وتحديد أبعادها ومميزاتها وفي مجال الطاقة تم اكتشاف النفط والغاز اللذان يعدان من أهم مصادر الطاقة. والعلم في مجال الطب ساعد الإنسانية في التغلب على أمراض كانت تفتك بالشعوب والامم!!!!. .

.

.