*البروفسيورآدم : هناك عشرة روابط تربط إثيوبيا بالعالم العربي والشرق الأوسط منهاالموقع الجغرافي والحضارة واللغة والعقيدة والهجرة الإسلامية ونهراباي
تقرير :جوهرأحمد
الدبلوماسية الإثيوبية المتميزة بالهدوء والرؤية المستقبلية تأخذ دائما في عين الاعتبار المصالح المشتركة بينها وبين العالم العربي والاسلامي معا ، بحكم أن إثيوبيا جزء لا يتجزأ من واقع هذه المنطقة، فرضه التاريخ والثقافة والتداخلات الجغرافية والاجتماعية، كما أن المصالح مرتبطة هنا وهناك، سواء في إثيوبيا أو العالم العربي الحدود المشتركة ، النهر الواحد العابر من اثيوبيا الي دول الجوار والروابط الروحية المتمثلة في الدين الاسلامي والمسيحي معا والتبادل التجاري والترابط الاسري بين اثيوبيا وهذه الدول الشقيقية .
نعم سبقت الحضارة الاثيوبية والمتمثلة في مملكة اكسوم وما قبل اكسوم العديد من الحضارات الاخرى نظرا لموقعها الجيوسياسى المثالي، مما جعل منها قبل للتبادل التجاري والثقافي والسياسي مع دول شمال إفريقيا والبحر الأبيض والشرق الأوسط وجنوب آسيا وما وراءها. إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي كانت تربطها علاقات وثيقة وتجاذبات مع كل الأديان السماوية أي اليهودية والمسيحية والإسلام وليس هذا فحسب بل تعتبر انها الدولة الوحيدة التي هاجرت اليها كل الاديان السماوية في بدايتها وهذا وحده ما جعل منها بلدا فريدا من نوعه.
وبالنسبة لعرب الحجاز فعلاقاتهم التجارية قديمة ووثيقة مع الحبشة ، فقد ذكر الطبري ذلك بقوله : «وكانت أرض الحبشة متجرا لقريش يتجرون فيها، يجدون فيها رفاغا من الرزق، وأمنا ومتجرا حسنا» ، وقد ذكر ابن سعد أن لقريش إيلاف في الشتاء إلى الحبشة ، ومن مظاهر حسن هذه العلاقات ما ذكره ابن الأثير، أن أشراف مكة احتكموا لملك الحبشة في خصومة حدثت بينهم.
وبظهور الإسلام في مكة توثقت وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير، خاصة بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه بالهجرة للحبشة فرارا بدينهم وخوفا من أن يفتنهم كفار قريش، فاستقبلهم النجاشي أحسن استقبال و أكرمهم، فكان لهذا البلد شرف استقبال أول هجرة في الإسلام .
نعم ..تعتبر إثيوبيا ملجأ آمنا لأول هجرة في التاريخ الإسلامي وأقدم موطن للمسلمين في إفريقيا. ولم ت أت هذه الهجرة نتيجة للغزو أو الاحتلال بل بناء على طلب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وترحيبا من الإمبراطور المسيحي آنذاك. ومن الملفت للنظر أن توطيد العلاقة التاريخية بين العالم العربي والإسلامي من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى حصل عن طريق دولة إثيوبية مسيحية في تلك الفترة وسلمية ومستقرة نسبيا وموحدة وكانت كريمة بما يكفي لتكون ملجأ آمنا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وبعض أفراد أسرته. حسب ما اكده الخبراء في الشان الافريقي الاسلامي .
تربط اثيوبيا ودول الخليج علاقات صداقة وثيقة ومتميزة، تستند إلى روابط تاريخية ورغبة مشتركة وحرص أكيد على تطويرها وفتح آفاق واسعة من الفرص ومجالات التعاون أمامها في مختلف القطاعات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها.
تعتبر إثيوبيا والتي كانت تعرف قديما بأرض الحبشة من أكثر دول شرق أفريقيا التي تذخر بالعديد من الحضارات الدينية الإسلامية والمسيحية
تعتبر دولة إثيوبيا، والتي كانت تعرف قديما بأرض الحبشة، من أكثر دول شرق أفريقيا التي تذخر بالعديد من الحضارات الدينية الإسلامية والمسيحية، لما لا وهي التي استقبلت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الهجرتين الأولى والثانية.
ومع بداية الدعوة الإسلامية وفي مراحلها السرية، أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) صحابته في السنة الخامسة من البعثة (615 ميلادية) بالهجرة إلى الحبشة، في ظل تعذيب الكفار لهم، حيث أحسن ملكها “أصحمة بن أبجر النجاشي” معاملتهم، ورفض تسليمهم إلى قريش.
وبقرية النجاشي بإقليم تجراي شمالي إثيوبيا، على بعد نحو 770 كم من العاصمة أديس أبابا، شيد أول مسجد في أفريقيا، كأول أرض أفريقية عرفت الإسلام.
وترك ذلك الموقف الإنساني الذي قدمه أهل الحبشة، في احتضانهم وإيوائهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الذين فروا بدينهم من جزيرة العرب، أثرا كبيرا، ليس على الصحابة والرسالة الإسلامية فحسب، وإنما على البشرية كلها كموقف إنساني أصيل ينمي عن كرم وشجاعة صاحبه.
وفي هذا السياق قال البروفسيور آدم كامل الباحث والكاتب في العلاقات الإثيوبية العربية في حوار مع صحيفة -العلم -إن العلاقة بين إثيوبيا والعالم العربي علاقة قديمة جدا وإثيوبيا لها علاقة بالعالم العربي والعالم الإسلامي و لا تتوفر هذه الفرصة للدول الأخرى عربيا كان عجميا أوروبيا أوإفريقيا فكثير من الكتاب يشيرون إلى أن إثيوبيا توجد في إفريقيا وليست منها لأن الروابط التاريخية مع العالم العربي قديمة جدأ.
وأضاف البروفسيورآدم إن إثيوبيا لديها اسمان :اسم إثيوبيا الوجه المحروق والبني .واسم الحبشة وهو عبارة عن هجرة من الجنوب العربي ‘لى المرتفعات الإثيوبية فهناك قبيلة حبيش في جنوب الجزيرة العربية في حضرموت وينتمي إلى الجنس السامي هاجرت إلى المرتفعات الإثيوبية واختلطت بالجنس الكوشي ونتج عن ذلك جنس جديد مختلط وهو الجنس الحبشي ,والحبشة معناها الجنس المختلط من الساميين والكوشيين.
وذكر البروفسيورآدم أن هناك عشرة روابط تربط إثيوبيا بالشرق الأوسط أولا:الموقع الجغرافي لإثيوبيا قريب من منطقة الشرق الأوسط . وثانيا الحضارة الإثيوبية القديمة ,الحدود الإثيوبية ليست كما هي عليها الآن وكانت قبل ثلاثة آلاف سنة يمتد حدودها إلى أسوان جنوب مصر في أيام ملك كانجو وكان من أصل حبشي ثم تقلصت إلى الحدود السودانية وتقلصت أيضا إلى مدينة مروي التي كان لديها تاريخ عريق وتناوب على رئاستها أكثرمن 45 من الملوك من أصول حبشية وكانت حضارة قوية ومكانة كبيرة اقتصاديا وسياسيا ومن هناك نزلوا حتى أسسوا مملكة اكسوم قبل الميلاد واستقروا فيها.
وقال البروفسيورآدم إن هناك روابط ثالثة تربطنا بالعالم العربي وهي نهر اباي الذي ينساب من إثيوبيا إلى الشمال “السودان ومصر” ولولا النيل لما كان هناك السودان ولاحضارة وادي النيل ,مضيفا إلى أن هناك علاقة اللغة التي هي “جئز” المختلطة من العربي والأمهري ,كما أن هناك علاقة أخرى تربطنا بهذه المنطقة وهي العلاقة الشعبية قبل ظهور الإسلام وبعد ظهوره وأثناء انتشاره .
ومضى البروفسيورآدم قائلا إن علاقة الهجرة الإسلامية “الهجرتين الأولى والثانية إلى الحبشة الشهيرتين ” مع أهدافها وغاياتها وأسبابها ونتائجها تربط إثيوبيا بمنطقة الشرق الأوسط ,فهناك علاقة العقيدة وكل العقائد الثلاث في الحبشة مصدرها الشرق الأوسط ,اليهودية وصلت إلى الحبشة عام 570 قبل الميلاد ووضعت بصماتها فيها كما وصلت المسيحية 350 سنة في عهد الملك عيزانا وتركت هي الأخرى بصماتها وكذلك الإسلام الذي وصل إليها عام 615 م وكل هذه العقائد لاتزال بصماتها واضحة في الحبشة حتى الآن .
واشار البروفسيورآدم إلى المناخ حيث أن إثيوبيا لديها ثلاث مناخات هي المرتفعات والمنخفضات والصحراء وهذه تجذب السياح والتجار بمنطقة الشرق الأوسط كما توجد علاقة التجارة بين الجانبين الإثيوبي و الجزيرة العربية حيث كانت إثيوبيا المصدر الوحيد للجنوب العربي في “رحلة الشتاء والصيف” وأن منتوجات تنقل عبر ميناء عدوليس إلى ميناء شيبة في الحجاز.