رمتني بدائها وانسَلَّتْ !!

 بقلم محمد بن محمد العروسي .

النائب في البرلمان الإثيوبي الفيدرالي ، رئيس مجموعة الصداقة لدول غرب آسيا في البرلمان ، مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي .

الرفض الإثيوبي لقرار جامعة الدول العربية المنحاز لطرف من أطراف أزمة سد النهضةِ يعد رفضاً قاطعا لكافة التدخلات السافرة في شؤون إثيوبيا وإفريقيا على حد سواء .

وما أغربَ من اتهامات متحدث الخارجية المصرية الذي يتهم إثيوبيا بأنها تسعى للوقيعة بين الدول العربية والإفريقية …!

فبغض النظر عن زلة  المسؤول المصري عندما فرَّقَ بين الدول العربية والإفريقية في تصريحه هذا فإن اتهاماته لإثيوبيا تذكرنا بالمثل القائل : رمتني بدائها وانسَلَّتْ !!

كنت ضيفا في ليلة البارحة على فضائية الجزيرة مباشر عندما استضافوا معي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير….

وكعادة كثير من المسؤولين من الإخوة في مصر يذنبون الذنب فيحرصون على تبريره بدلا من التوبة والإقلاع عنه !

أفكان رفض إثيوبيا لقرار جامعة الدول العربية الجائر يسبب وقيعة بين الدول الإفريقية والعربية أم استغلال القاهرة للجامعة العربية وإقحامها فيما لا شأن لها به هو ما يسبب الوقيعة ؟

إن ما يقومون به على الشاشات هو بمثابة تبرير مستميت لأخطائهم التاريخية في تعاملهم مع سد النهضة !!

 رفض إثيوبيا لقرار جامعة الدول العربية هو رفض لكافة أشكال الخضوع ومحاربة صارمة لأشكال وأوجه الإستعمار الحديث …

الدول العربية تتمتع بعلاقات جيدة وطيبة مع إثيوبيا ، وبلادنا تعد من أكثر الدول انفتاحا على العالم العربي ، وكلنا ندرك مكانة إثيوبيا العزيزة في أوساط العالم العربي ، كما أنه لا يخفى على أحد مدى التقارب والتشابه في كثير من الجوانب بين إثيوبيا والأشقاء العرب .

وعلى الرغم من ذلك كله تحرص القاهرة على جعل جامعة الدول العربية ذلك الكيان المرموق فرعا لوزارة خارجيتها …

وذلك عبر استغلالها بناء على كونها دولة المقر استغلالا سلبيا وإن كان مؤطرا ضمن إطارات ضيقة يعلمها الكثيرون .

لقد رددنا عليهم بقولنا المنطقي المألوف المعروف :

الإتحاد الإفريقي هو الحقيق بالتدخل في تلك الأزمة وغبر أسوارها بموافقة أطراف الأزمة وبالمؤهلات التي تؤهله للعب هذا الدور .

وبالمناسبة : فإن جامعة الدول العربية لها بعثة دبلوماسية في أديس أبابا وعلى رأسها سعادة السفير الدكتور وليد شلتاغ .

وقد تحدثنا سويا أكثر من مرة وفهمت منه بأن بعثة الجامعة تعمل على تعزيز العلاقات وتذليل العقبات أمام التحديات وحل الأزمات ..!

فهل قرار الجامعة يضع العقبات أمام هذه الإرادات أم يضاعف تلك العقبات ؟

أشيد بتعامل الدبلوماسية الإثيوبية في تعاملها مع كافة التدخلات السافرة في شؤون بلادنا الداخلية .