اعادة انتصار عدوا في سد النهضة العظيم !

سيحي آلاف الإثيوبيين بالعاصمة أديس أبابا والاقاليم الذكرى الـ126 لمعركة “عدوة” الشهيرة، التي انهزمت فيها قوات المستعمر الإيطالي عام 1896 في نهايات القرن التاسع عشر، بنكهة  عظيمة الا وهي اعادة انتصار معركة عدوا بتوليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة العظيم يوم الاحد الماضي .

والأحد احتفلت إثيوبيا بتدشين أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة، بموقع السد في إقليم بني شنقول جموز غربي البلاد.

وحظي الاحتفال بمشاركة رسمية وشعبية وحضور كبار الشخصيات مثل رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الإثيوبي السابق ملاتو تشومي، ووزير الدفاع الإثيوبي أبرهام بلاي، فضلا عن تغطية إعلامية كبيرة على المستويين المحلي والدولي.

الاحتفالية التي دشنها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بموقع السد، تعد أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة الإثيوبي بطاقة 375 ميجاواط من توربينة واحدة من بين توربينتين تم تركيبهما فيه.

ومن المنتظر أن يتم إنتاج الطاقة من التوربينة الثانية لاحقا، ليصل إجمالي الإنتاج الأولي من التوربينتين معا ما يعادل 750 ميجاواط.

مما لا شك فيه أن الإثيوبيين في معركة عدوة واثناء بناء سد النهضة أظهروا قدرًا كبير من الحكمة والشجاعة في صد العدو الذي انطلق باستراتيجية الحرب ونظرية المؤامرة وحصل على دعم الآخرين في الداخل والخارج وحرب الوكالات والطابور الخامس المتمثل في جبهة تحرير تجراي والضغوط الاقتصادية والدبلوماسية عبر الدول الغربية وبعض الدول العربية والولايات المتحدة الامريكية وانتصروا في نهاية المطاف .

وعليه اليوم  أن إحياء ذكرى انتصار عدوة بطريقة استثنائية أمر ضروري،إلى أن الانتصار في تلك المعركة رفع الأمة إلى مكانة أعلى لا يمكن لأحد أن ينالها ومنع محاولات النيل من مكانة إثيوبيا العظمى وهذا ما تحقق اليوم في توليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة العظيم .

أن سد النهضة العظيم، سلاحنا للتغلب على الفقر والأمل في التنمية المستقبلية، وليس هذا فحسب بل جميع الإثيوبيين إلى تكرار الانتصار في معركة “عدوة” في إشارة إلى انتصار إثيوبيا على إيطاليا في مارس عام 1896، عندما حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا في محاولة للتحكم بمدخل البحر الأحمر، واستعان الإثيوبيون حينها بأسلحة إنجليزية الصنع وبضباط إنجليز متقاعدين لتدريب القوات، واستطاعوا هزيمة الجيش الإيطالي.

وهذا ما قام به الاثيوبيين اثناء جمع الأموال لبناء السد عن طريق إرسال رسائل قصيرة عبر الجوال وشراء سندات الادخار وجمع الشتات التبرعات في كل دول العالم مدريكين بان  سد النهضة الإثيوبي العظيم سينكون  مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا بمجرد الانتهاء من بنائه، حيث اكتمل الآن أكثر من 84 % من المشروع، وبدأ بالفعل السد بتوليد الطاقة الكهربائية الاحد الماضي  ومن المقرر استكمال المشروع  بالكامل في عام 2024.

وجهة الشبه بين معركة عدوة وسد النهضة هو التحدي الكبير للضغوط الخارجية في المفوضات واعاقة عملية بناء السد وفرض اجندة لا تريدها اثيوبيا والتدخل في الشان الاثيوبي الداخلي عبر الطابور الخامس وليس هذا فحسب بل التحالف ضد اثيوبيا ومواجهة المستعمر وقتها وحدت الإثيوبيين كما توحدوا في نباء سد النهضة وتركوا كل خلافاتهم من أجل الوطن وهو الموقف الذي نفاخر به اليوم وأصبح نموذجا للأفارقة جميعا من أجل التحرر .

يذكر أن الجيش الإيطالي هُزم في تلك المعركة أمام الإثيوبيين بقيادة الإمبراطور منليك الثاني. وبما يخص آثار هذه المعركة فقد ذكر الباحث في الشؤون التاريخية بالمعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، الأستاذ/ عباس الكوركي، ، بأن معركة عدوة هي معركة للحرية وأنها معركة لعموم الأفارقة السود؛ كونها المعركة الأولى التي تقف أمام المستعمر وأمام الظلم الممنهج لهذه القارة السمراء من استعمار وسرق ونهب للثروات.

كما أشار عباس إلى أن المعركة كان لها الأثر الكبير في توحيد صفوف الإثيوبيين حيث انتفض الجميع في إثيوبيا وشارك الكل في هذه المعركة بلا استثناء، رجالا ونساءً من شتى القوميات، لتصبح المعركة بعد ذلك رمزا لحرية أفريقيا عامة ولحرية إثيوبيا خاصة.

واخيرا اليوم ندعوا الأجيال الصاعدة إلى الاستفادة من تجربة معركة “عدوة” في الحفاظ على الأمن والاستقرار في إثيوبيا، بل يجب أن نعمل من أجل التكامل والمضي قدما معا في مجال تنمية بلادنا ومحارب اعداء الوطن واولهم الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الارهابية ، وأن ندرك جيدا ان سر الانتصار في معركة عدوة وسد النهضة هو وحدة الإثيوبيين وتعاونهم معا من اجل وطن واحد .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *