سمراي كحساي
ما زال هنالك أمل في أن يصل السودانيون إلى ايقاف الحرب والخروج بالسودان الي بر الامان ، وإيجاد حلول تنهي الأزمة السياسية الحالية ووقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق لاسيما، وسط تعدد المبادرات لإيجاد حلول تفتح الطريق وترسم خارطة الاتفاق النهائي بين الأطراف السودانية.
وفي هذا الاطار قال الصحفي والاعلامي الاثيوبي انور ابراهيم احمد إنه منذ إندلاع الحرب في السودان كانت لأثيوبيا تحركات عديدة بالتواصل مع طرفي النزاع والدعوة للجلوس إلى طاولة الحوار.
واضاف انور في مقابلة خاصة مع صحيفة العلم ان أثيوبيا كانت قد دعت بأن تلعب دور الوساطة ما بين الطرفين المتنازعين حتى يتم وضع حلول لهذا الصراع الذي استمر لأكثر من شهر.
وقال ان التحركات الاثيوبية كانت قد وجدت قبولا داخلي خاصة أن لأثيوبيا لعبت دورا كبيرا خلال الفترة الأولى فيما بعد أحداث العام 2019 حيث لعبت دورا كبيرا جدا في استضافة المفاوضات ما بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في العاصمة أديس أبابا الشيء الذي أدى لتوقيع اتفاق ادت الي ان يشهد السودان حالة من الاستقرار .
واشار انور الي ان الدور الأثيوبي كبير جدا وأثيوبيا كدولة ترتبط بالسودان ارتباط مباشر جغرافيا وسياسيا واجتماعيا ولذلك اختار أغلب السودانيين النزوح الي اثيوبيا على الرغم من الاختلاف في اللغة والثقافة .
وقال ان أثيوبيا ترى بأن أمن واستقرار السودان يعتبر جزء من أمنها وخاصة إنه اذا لم يستقر السودان لن تستقر دول المنطقة بصورة عامة وقد تتضرر أثيوبيا أيضا كجزء من هذا المكون الجغرافي الذي يوجد في هذه المنطقة.
واضاف:”أعتقد أن الدور الأثيوبي ما زال متواصلا حتى هذه اللحظة وهو ماتاكده التصريحات الرسمية وتصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد من وقت لآخر وتأكيده على أهمية استقرار السودان وأمنه وخدمة المواطن السوداني واستقرار السودان” .
وقال ان كل هذا يؤكد أن أثيوبيا تهتم باستقرار السودان ومصالح السودان وبدأت وما زالت تصر بأنها يمكن أن تلعب دور كبير جدا على الرغم من أن هنالك دول تحاول من تحجيم الدور الأثيوبي وخاصة أن أثيوبيا لها أدوار كبيرة جدا في القضايا السودانية منذ اتفاقية1972 التي احتضنتها أديس أبابا بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الرئيس جعفر محمد نميري السابقة.
واضاف ان هناك العديد من الاتفاقيات بين الحركات المسلحة والحكومة السودانية خلال عهد الإنقاذ السابق التي تم استضافتها في اثيوبيا و أن الدور الأثيوبي ليس ببعيد وربما قد تحقق أثيوبيا دور كبير حيث يوجد قبول أيضا للمكون السياسي في السودان أو من بعض المكونات السياسية في السودان بأن تلعب دورا في الوساطة .
واشار انور الي انه كانت هنالك لقاءات ورحلات مختلفة جدا وتواصل ما بين الطرفين خاصة وأن رئيس الوزراء كان قد قام باتصال مع الطرفين المتنازعين الجنرالال برهان والجنرال حميدتي ودعاهم إلى الجلوس الي طاولة الحوار وحلحلة القضايا الخلافية و هذا ما أكدته الجوانب السودانية من خلال التقارير والتصريحات السابقة.
وقال ان الدور الأثيوبي سيظل متواصلا ولن يتوقف وربما قد يكون له نتائج إيجابية خلال التحركات القادمة على الرغم من أن هنالك من يرفض التحرك الأثيوبي في هذه المنطقة ويحاول أن يوجه الصراع السوداني إلى مناطق أو منظمات محددة مرتبطة بمناطق إقليمية اخرى .
واضاف انور ان كل هذا يوضح بأن أثيوبيا مصرة أن تلعب دور إيجابي نسبة للعلاقة الشعبية و التاريخية القديمة ما بين البلدين وان هنالك جهات ترفض وتحاول أن توجه الملف لمنظمات إقليمية أو لإطار إقليمي محدد.
واشار الي ان أثيوبيا بصفتها دولة تستضيف الاتحاد الإفريقي ربما قد يكون تحركاتها هي الأنجح والأقوى وتجاربها السابقة خير دليل على ذلك وعلاقتها بالدول الغربية وببعض المنظمات الدولية توضح أيضا ذلك وقد تنجح أثيوبيا في هذا خلال المراحل القادمة وخاصة أن هنالك مكون سياسي كبير جدا في السودان يرى أن أثيوبيا هي الأقرب في حل هذا الصراع.
واليوم تكرر اثيوبيا نداءها للشعب والحكومة والاشقاء وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق من اجل التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.