تأثير التعاون الأمني الخليجي والأفريقي من اجل الاستفادة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

عمر حاجي

 

أعلن معهد الشؤون الخارجية الإثيوبي، أن إثيوبيا تسعى إلى تحقيق مصالحها المشتركة في البحر الأحمر وخليج عدن من خلال الدبلوماسية والوسائل السلمية. وتؤكد على التزامها بتحقيق مصالحها في البحر الأحمر، حيث يعد البحر الأحمر شريانا حيويا لتعزيز العلاقات التجارية بين شرق أفريقيا والشرق الأوسط. كمايساهم في تعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية بين الدول المطلة عليه وأن استخدام إثيوبيا للموانئ البحرية سيكون عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية.

وجاء ذلك، في الحوار الثالث الذي عقد حول البحر الأحمر وخليج عدن، أن الدول غير الساحلية، مثل إثيوبيا يجب أن تجد حلولًا مستدامة للوصول إلى البحر، بهدف مواصلة التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن القومي.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة حصرية مع الدكتور عبد العزيز أبو شيان الباحث السعودي من وزارة الخارجية، حول أهمية الندوة وأهدافها؟  قال الدكتور عبد العزيز أبو شيان، أولا، أشكر الموظفين على الدعوة التي قدموني، وأنهم جعلوني أن آتي لإثيوبيا وأشوف هذا البلد الجميل. وبالتالي، أنا أركز على البحث عن السياسة الخارجية السعودية. وأما أهمية الندوة، هي أن يكون هناك فيه ترابط بين المفاهيم، وأتوقع في رأي المتواضع ليس هناك فهم لبعضنا البعض بالدرجة المطلوبة، نحن نعلم أن المنطقة هذه استراتيجية ولكن كثير من الأوقات أتوقع أنه لا نعرف كثيرا من التفاصيل أو لا نعرفها بطريقة مطلوبة، وهذه، ليست فرصة سعيدة فقط، بل فرصة مهمة لاغتنامها على تطوير المعرفة والاستماع من الزملاء من القرن الأفريقي أيضا.

مامدى تأثير تعاون الأمن الخليجي والأفريقي في الاستفادة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟

قال الدكتور عبد العزيز: نحن الآن في عهد الاقتصاد والأمن المرتبطان ببعضهما البعض، من أول ما تمر كان هناك أساليب تركز على الأمن والسلم بدون ما تركز على الاقتصاد أو يتم التركيز على بعضهما بطريقة مختلفة أو النظر العلاقة المطلوبة بينهما. وفي رأيي الآن، ولكي يكون هناك استثمار وتكون هناك ثقة في الاستثمار لابد أن يكون هناك أمن، وبالتالي، نستطيع أن نقول: إن هناك أمن استثماري أو الثقة في أن هذه الاستثمارات والتعامل الاقتصادي يكون لها راجع، وتكون منافع حقيقية وملموسة، فبالتالي الحوار عن الأمن والاقتصاد مطلوبتان، ولا يمكن الفصل بينهما.

طيب، بما أنك خبير في مجال الأمن الخارجي، كيف يتم استقرار الأمن الخليجي الإفريقي في القرن الأفريقي؟

قال الدكتور عبد العزيز: إنه على الرغم من أنني لم أكن متخصص في هذا الموضوع أحاول في رأيي المتواضع بتوضيحها، هناك الآن مشاكل صعبة التعامل معها، وهذه المشاكل تكون بشكل مليشيات الإرهابيين، وهذه الأشياء لا يستطيع معالجتها بطريقة مباشرة، حيث إنها مشاكل معقدة، فبالتالي، يتطلب الحوار والتنسيق العميق، وشيء آخر نعرفه أمنياً، أنه ليس هناك دولة تستطيع أن تحقق إنجازها لوحدها في المجال الأمني، لأن هذه البحار وهذه المنطقة للجميع، فالعقبة هي، كيف يتم جمع وتناغم الأساليب الأمنية والتعاون الأمني؟ وبناء على هذا، أتوقع أهمية الاستدامة في التعاون الأمني، لأن الأمن ليس عسكريا فقط، لأن هذه المشاكل ناتجة عن عدم توفير الوظائف وعن مشاكل اقتصادية ترتبط بالمظلومية، ومشاكل أكبر وليست عسكرية فقط. وبالتالي، ما تقدر أو لا تستطيع استخدام الأسلوب العسكري بدون أن يكون هناك تعامل ومعالجة لتلك المشاكل من جذورها.

طيب الدكتور، ماهي الصعوبات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي، خصوصاً البحر الأحمر؟ والحلول الناجعة في رأيك؟

قال الدكتور عبد العزيز، “أنا في رأيي المتواضع، فإن أكبر مشكلة في البحر الأحمر، هو مشكلة الحوثيين وهي مشكلة كبيرة، وأثبتت الدراسة، أن الحوثيين مشكلة تؤثر ليس على السعودية أو على الدول العربية الأخرى، أو الدول الخليجية فحسب، بل هي مشاكل لأهل اليمن، وعلى الملاحة العالمية، وهي مشاكل غير مباشرة، وأكبر مشكلة. وكيف نتعامل مع هذه المشاكل بطريقة صحيحة، وليس بطريقة تكتيكية؟ لو سمح لي أن أقول حسب نظري، نحن الآن في موقف لا يحسد عليها من الناحية الاستراتيجية، وتعاملنا الآن مع المشاكل في البحر الأحمر بطريقة تكتيكية، أي نسعى إلى أهداف قصيرة المدى. وهناك حاجة الآن إلى التطوير من التكتيكات إلى الاستراتيجيات، ولكن رغم أن هناك نية، نقول مرة ثانية: إن مسألة القدرة على هذا الشيء ليس لدولة واحدة تستطيع أن تفعل ذلك لوحدها. ولذا، أتوقع أن يكون هناك أولا، استقرار سياسي في البلاد التي تتعاون معها السعودية  فلازم أن يكون هناك استقرار سياسي في جو البلاد واستقرار إداري، لكي تبنى عليها الاستراتيجيات والرؤى.

طيب سعادة الدكتور، بما أنك خبير في هذا المجال، من خلال ملاحظاتك وقراءتك، كيف ترى وصول إثيوبيا إلى المنفذ البحري، لأنه حق مشروع من حقوق إثيوبيا وفقا للقوانين الدولية، وحل مشكلة البحر الأحمر؟

قال الدكتور عبد العزيز: “أنا أتوقع ومؤمن حقيقة في هذا الشيء، أن السعودية تريد أن تدعم الحوار الإقليمي بينهم، ولا تريد السعودية أن تتدخل في هذه الأمور، لأنه كما تعلم، لو تتدخل في هذه الأمور ربما يتعقد الوضع، فهنا أن المسألة ليست السعودية، والمسألة تخص إثيوبيا وجيرانها في التعامل مع هذا الوضع. وإذا كان هناك تعامل واضح أوتقدم في المفاوضات حول كيفية حصول إثيوبيا على منفذ البحر الآحمر بطريقة أكبر مما هي عليها الآن، فهو مهم للاستقرار في المنطقة. وبناء على ذلك، فإن السعودية سوف تدعم ذلك، لأنها تعلم بأن إثيوبيا أكبر دولة في القرن الأفريقي ودولة قوية. فبالتالي فإن هذا يحتاج إلى عملية طويلة في الحوار. ولا بد أن يكون هناك حوار وتقدم في المفاوضات في هذا الشأن بوضوح وملموس. وإلا، فإن الدعم السياسي والإداري من الخليج لا يكون متواجدا كثيرا. لأنهم يقولون لماذا ندعم أو نتدخل في أمور ربما تكون الساحة السياسية غير ملائمة.

هل زيارتك هذه للمرة الأولى لإثيوبيا؟ وكيف رأيتها والنمو، خصوصا مدينة أديس أبابا؟

قال الدكتور عبد العزيز: إن زيارتي هذه المرة الأولى، وأحسن مما أنا توقعت، وجميل، وأتوقع أنه لابد للناس أن يروا هذا الجمال أكثر وأكثر، وهذا التجربة تجربة مختلفة. وفيما رأيته مثلا، اللغة في إثيوبيا والعلامات، والصور اللافتة للنظر بلغة معينة، يعني لديها ثقافة قديمة جدا، وعريقة ومحترمة. وصراحة، أنا سعيد جدا بوجودي هنا.

طيب يا دكتور، كيف ترى التطور التجاري والاستثماري، خصوصا في العلاقة بين إثيوبيا والمملكة منذ قدم التاريخ، بالإضافة إلى استثمارات عربية موجودة فيها كيف تقيم مستوى التطور إلى الأفضل؟

قال الدكتور عبد العزيز: يقدر أن يصل إلى أكثر، لكن نحن الآن متواجدين في تطوير الرؤية 20-30 كل شخص يريد أن يتعامل مع السعودية، ولازم يتعامل الكل ليس مع السعودية نفسها، بل يتعامل مع الرؤية لأن الرؤية هي التي تقود إلى البوصلة، وهي التي تركز الآن على الاقتصاد كالآلية الثقيلة في التقدم السعودي، فهنا أتوقع كنصيحة أستطيع أن أقولها: أن يكون فيه التناغم والتواصل والتخطيط بناء على تطوير الفرص الموجودة، والتصنيع فرص جديدة، أنا أرى الكثير من الأوقات أن الناس يريدون أن يستثمروا في مساحات اقتصادية تم استهلاكها، ونحن في حاجة الآن إلى تطوير مساحات جديدة للأقتصاد وإذا كانت هناك مساحات جديدة فهي فرص لأثيوبيا والسعودية على حد سواء.

السؤال الأخير، هو في مجال تطوير اللغة العربية في إثيوبيا مع أنها الدولة الأولى في استقبال المسلمين، مثلا لاتوجد أي جامعة عربية أو باللغة العربية مع عندكم إمكانية كبيرة كيف تقيم هذا الموضوع؟

قال الدكتور عبد العزيز، والله فإن تطوير الثقافة العربية مهمة، وهناك مهمة تطوير ثقافة الأديان والتسامح بين الأديان مهم، وفي رأيي، فإن هذه المسألة ترجع أيضا للعملية الاقتصادية رغم أن هناك رغبة، وهناك روابط روحي، وأقول: صحيح، إن تطوير منشآت لغوية وعربية في هذه المناطق تتطلب إلى تكلفة مادية، وكثير من الناس يقولون: إنه بدل ما تكون التكلفة المادية عند الإخوة والأشقاء في إثيوبيا، نحن في حاجة إلى التطوير. وليس ذلك فقط، بل تطوير المنشآت في السعودية للمعرفة عن أثيوبيا أكثر وأكثر. وأقول الآن، لكي يكون هناك جلب دعم في تطوير الثقافة واللغة العربية وطبعا الأمور الدينية لا بد أن يكون هناك نوع من صفات الاستراتيجية، يعني، لماذا نستثمر ذلك؟، ولكن إن كان هناك استراتيجية لتطوير اللغة فسوف تجد دعما، مثلا نأخذ الصين، هناك يستثمرون في تطوير اللغة العربية، وتستثمر السعودية في تطوير اللغة الماندرين أو اللغة الصينية، ولا أعرف ما إذا كانت تدعم السعودية الصين، لأن الصين ليست ناقصة بالفلوس. ولكن أعرف أن هناك رغبة استراتيجية أكثر، فبالتالي، عندما يكون هناك تطوير في المفاهيم والعقائد الاستراتيجية، فسيكون هناك سبب آخر لتطوير الأشياء الأخرى المهمة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai