عمر ابراهيم –السودان
حلماً طموحاً لإنتاج الطاقة من سد النهضة العظيم ، تحول إلى حقيقة، إلّا أنّ هذا المشروع استبشرت به العديد من دول القرن الافريقي ولإنتاج الطاقة من تم تشغيل توربين لإنتاج الكهرباء وإعداد توربين أخر للتشغيل، من أصل 13 توربيناً.
وكانت الحكومة الإثيوبية احتفلت في 20 فبراير/ الماضي بتدشين مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من سدّ النهضة، وذلك بعد 7 أشهر عقب إعلان أديس أبابا عن اكتمال الملء الثاني لخزان السد.
إنّ ميلاد عهد جديد بزغ للإثيوبيين بعد طول انتظار لهذا المشروع الذي تأمل إثيوبيا أن يسد احتياجات قومياتها من الطاقة الكهربائية، إذ يتوقع أن يوفر الطاقة لنحو 60 في المائة من إجمالي السكان في إثيوبيا (115 مليون نسمة) الذين لم ينعموا بالكهرباء من قبل، كما أنه سيرفع العناء عن كاهل الأمهات الفقيرات اللواتي يجمعن الحطب من أجل التدفئة أو الإنارة هكذا وصف رئيس الوزراء الدكتور ابي احمد ميلاد انتاج الطاقة من سد النهضة .
وفي عام 2011 أطلقت إثيوبيا مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة، وقدرت تكلفته بنحو 4 مليارات دولار.
مما لا شك فيه أنّ الفوائد الاقتصادية لتوليد الطاقة ستأخذ الحيز الأكبر في عملية تطوير الزراعة، إذ إنّ المزارعين لا يتركون أراضيهم ويرحلون من الأرياف إلى المدن، نتيجة عدم توفر الكهرباء، كما كان الحال سابقاً، ويمكن أن توفر الطاقة المنتجة من سد النهضة في تنظيم عملية تطوير حرث الأراضي الزراعية بالري ومدِّهم بالتكنولوجيا الحديثة لرفع الإنتاج الزراعي من خلال الاستفادة من الطاقة الكهربائية المولدة من السد، وهذا سيحدث فرقاً هائلاً في اقتصاد إثيوبيا مستقبلاً.
ستصبح إثيوبيا بذلك أكبر مُصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا، حيث يُعد سد النهضة الأكبر في أفريقيا والعاشر على مستوى العالم في توليد الطاقة الكهربائية.
وسارعت العديد من دول القرن الأفريقي بشراء عقود إمداد الكهرباء من إثيوبيا في الفترة الماضية، وبالإضافة لعائدات تصدير الكهرباء باعتبارها موردا متجددا للنقد الأجنبي، فمن المتوقع أن ينخفض استيراد إثيوبيا للنفط، وهذا بلا شك سيكون له أثر كبير على الاقتصاد الإثيوبي المتنامي، وهو من دوافع بنائها للسد من الأساس.
عن المخاطر الناجمة عن سد النهضة، قال الخبير نادر نور الدين -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إنه كانت هناك مخاوف من أن يتزامن الملء الإثيوبي مع سنوات الجفاف -كما جاء في القرآن الكريم-، لكن حدث العكس، ومن ثم لم يتأثر مخزون السد العالي بملء سد النهضة.
ولفت إلى أن العام الماضي (2022) شهد ملء أكبر كمية من المياه خلف السد الإثيوبي في تاريخه، لكن جاءت إلى مصر كمية كبيرة من مياه الفيضان، ومُلئت بحيرة السد العالي بكامل سعتها البالغة 162 مليار متر مكعب.
مما لا ريب فيه إن مشروع سد النهضة فوائده للسودان كثيرة وذلك ما تؤكده النخب والخبراء السودانيين مثل الدكتور عثمان التوم والبروفيسور ياسر عباس وزير والري والموارد المائية السوداني، ومن فوائد سد النهضة أنه يحمي السودان من الفيضانات، ويقلل نسبة الطمي في السدود وكذلك يكون السد له دور في تنظيم عملية تدفق المياه في نهر النيل بحيث يمكن السودان من زيادة الإنتاج الزراعي سنوياً.
واخيرا اكدت إثيوبيا مرارًا وتكرارًا أن بناء سد النهضة ليس قضية سياسية بل قضية تنموية لتوليد الطاقة الكهربائية فقط تستفيد منه إثيوبيا والدول المجاورة وأفريقيا والعالم.