مشروع سد النهضة التنموي  لرفع المعاناة عن المواطن الاثيوبي ! …

أن آلاف القرى الإثيوبية لا تعرف الكهرباء حتى الآن…الملايين من النساء يدخلن بيوتهن في ساعات متأخرة من الليل لتوفير حطب لطهي الطعام…الآلاف يتجولون بين الجبال والتلال للحصول على الحطب…ملايين النساء الإثيوبيات يكافحن من أجل طحن طعامهن في المطاحن التقليدية في قطاع الكهرباء…ويتزايد الطلب على الطاقة من قبل السكان في المدن والأرياف.وليس هذا فحسب بل حاجة المجمعات الصناعية لها، فإقليم أوروميا وحده يضم أعدداً كبيرة من مصانع الملبوسات والأحذية وغيرهما.

ما الجديد في سد النهضة

واليوم ومع استعداد إثيوبيا للملء الرابع لخزان سد النهضة، خلال موسم الأمطار المقبل، صعّدت القاهرة لهجتها؛ في محاولة للضغط على أديس أبابا، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن طرح القاهرة القضية على جامعة الدول العربية، هي بداية لـ«تصعيد دولي قد يتضمن التوجه مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن إجراءات أخرى، لكسر حالة الجمود الراهنة في القضية».

والأسبوع الماضي، اعتمد مجلس وزراء الجامعة العربية قراراً يؤكد «الالتزام العربي بحماية حقوق دول المصبّ لنهر النيل»،  مع طرحه كبند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعة. وهو ما أثار غضب أديس أبابا التي أصدرت بياناً ترفض فيه قرار جامعة الدول العربية في 9 مارس 2023 بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الذي تشيده على النيل الأزرق ، معربة عن استيائها من “القرار”. إن سد النهضة هو قضية أفريقية تحتاج إلى حل أفريقي، مؤكدة أن الاتحاد الأفريقي يقوم بتسهيل المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر لحل القضايا العالقة المتبقية بحسن نية والتسوية بروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقي.، مسترشداً بمبدأ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.

والسؤال الذي يطرح نفسه ما حقيقة هذه الادعاءات وهل هي جديدة بالنسبة لاثيوبيا ؟!

عن التحركات المصرية الأخيرة المتمثلة في توجه القاهرة إلى جامعة الدول العربية طلباً للدعم، وصدور قرار عربي بشأن الأزمة، والحديث عن احتمالية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، يقول المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في القاهرة، عبد الله الأشعل، أن القرار العربي، الذي صدر بشأن سد النهضة ويؤكد الالتزام العربي بحماية حقوق دول المصب لنهر النيل، “قرار يستفز ولا ينفع مصر والسودان، لأنه مثل ما منحت الدول العربية قرارها لدعم مصر والسودان، سيقف الاتحاد الأفريقي ضد الجامعة العربية، وبالتالي، مصر هي الخاسرة من الناحية الدبلوماسية”.

اما عن فكرة توجه القاهرة إلى مجلس الأمن الدولي، يقول الدبلوماسي المصري السابق: “في المرة الماضية عندما طلبت مصر انعقاد الجلسة، أيّدت كل الدول دائمة العضوية إثيوبيا، وهو ما مثل موقفاً محرجاً للحكومة المصرية، فإذا لم يكن لدى مصر الجديد الذي تطرحه على مجلس الأمن، فلن يجتمع المجلس أصلاً، وبالتالي ستكون هزيمة دبلوماسية كاملة لمصر، التي لا بد لها أن تدرس الموضوع جيداً والآثار المترتبة على حجب المياه عنها”.

وعليه في المقال الذي نشر في العربي الجديد  تحت عنوان (النهضة… الأزمة تتصاعد ومصر تتحرك دوليا) قال أستاذ هندسة السدود في جامعة “INTI-IU” في ماليزيا محمد حافظ يؤكد ، فإن ادعاء الدولة المصرية بأن إثيوبيا تنفذ الملء الرابع من دون إذن مسبق ادعاء غير صحيح، والدليل على ذلك توقيع وزير الري السابق على جدول الملء أمام الرئيس الأميركي السابق”.

قال المحلل السياسي والاقتصادي الأمريكي لورانس فريمان ، إن سد النهضة الإثيوبي، هو أعظم إنجاز في إفريقيا ، وعلى الجميع تهنئة الشعب الإثيوبي على خوضه هذا التحدي الجريء وبناء السد الذي يعود بالفائدة على القارة.في مقابلة مع وكالة الانباء الاثيوبية

وقال المحلل الأمريكي إنه “لا يوجد سبب يدعو أي شخص للشكوى من هذا السد”، مشيداً بالانجاز الذي حققته البلاد وقال إن السد هو أعظم إنجاز في أفريقيا وكما ينبغي للجميع تهنئة الشعب الإثيوبي على خوض هذا التحدي الجريء وبناء أكبر سد في إفريقيا وسابع أقوى سد في العالم “.

 وفيما يخص بالاتهامات التي توجه إلى إثيوبيا من دول المصب، وخاصة مصر، قال المحلل إنه لا توجد مبررات للشكاوي، مشيراً إلى أن إثيوبيا أكدت عدة مرات أن سد النهضة لن يؤثر على تدفق المياه إلى دول المصب، ونتيجة لذلك قامت إثيوبيا بإنشاء منفذين لتدفق المياه بشكل مستمر إلى دول المصب.

وفقًا للرؤية الاستراتيجية الإثيوبية، لا تنبع أهمية توليد الكهرباء من سد النهضة لإثيوبيا من تلبيته للاحتياجات المحلية من الطاقة الكهربائية فقط حيث تصل نسبة غير المتمتعين بها إلى 60% من سكان البلاد الذين يزيد عددهم عن 112 مليون نسمة، بل إن أديس أبابا تعتمد على السد كمصدر مستقبلي محتمل للعملات الصعبة. وكان قد أوضح وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سابقا ، سيلشي بقلي، أن بلاده متخلفة جداً في مجال تطوير قطاع الطاقة، قائلاً إن “دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من 110 ملايين نسمة تنتج حالياً أقل من 4500 ميغاوات من الطاقة”.تحتاج إثيوبيا إلى 6 مليارات دولار لتوفير الطاقة لسكانها على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتسعى لتوفيرها من مواردها الذاتية والمانحين. الدكتور هاشم علي حامد

وكشف بقلي، خلال ورشة بعنوان “خريطة طريق إصلاح قطاع الكهرباء”، نظمتها وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية، أنه مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى لا يستطيع أكثر من 60 مليون شخص في إثيوبيا الحصول على الطاقة الحديثة في حياتهم اليومية.وأكد أن وزارته بالتعاون مع شركة خدمات الكهرباء الإثيوبية تعمل على إعداد خريطة طريق لجعل إمدادات الطاقة متاحة في جميع أنحاء البلاد.

وبالنظر إلى أن إثيوبيا لا تعاني وحدها من ضعف شبكات الطاقة الكهربائية في شرق إفريقيا، تنظر أديس أبابا إلى الطاقة المتوقعة من السد كسلعة قابلة للتصدير إلى العديد من الدول ككينيا وجيبوتي والسودان وجنوب السودان.  عبد القادر محمد  صحفي وباحث إريتري مهتم بقضايا القرن الإفريقي.

 من جهته، يؤكد مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة السفير رخا أحمد حسن : أن “مجلس الأمن لن يبحث الأمر مرة أخرى لأن الدول الكبرى في مجلس الأمن وضّحت عدم اختصاص المجلس بمثل هذه القضايا، وأحالت القضية إلى المنظمات الإقليمية المتمثلة في الاتحاد الأفريقي،

المحلل السياسي حالي يحي : الغريب في الامر ان دول عربية دخلت في مسار تعكير اي دور محسوب للاتحاد الافريقي. ويبدو ان هناك مخطط للجامعة العربية عبر كافة المحاولات اليائسة لمنع إكمال مراحل بناء وتشييد وملء سد النهضة، ولكن يبدو ان ارادة الشعب الاثيوبي وحدها كفيلة بالرد ، فحصول حوالي 60 مليون نسمة على الطاقة والكهرباء امر حتمي في إطار النهضة المنشودة التي نادت بها الحكومات الإثيوبية المتعاقبة بنهضة حقيقية لجميع شعوب دول حوض النيل.

سد النهضة والاكتفاء

وتبلغ القدرة الإنتاجية للطاقة المتوقعة لسد النهضة، الذي أوشك على الانتهاء، نحو 6 آلاف ميغاوات. وهي لا تمثل طموح أديس أبابا. وترغب إثيوبيا في رفع قدرتها من إنتاج الطاقة الكهربائية إلى أكثر من 40 ألف ميغاوات بحلول 2035، من مختلف مصادر الطاقة المتوافرة في البلاد، بما فيها الطاقة الحرارية الأرضية والرياح.

أسباب بناء سد النهضة

وضمن الجهود المبذولة لتغطية نقص الكهرباء على المستوى الداخلي افتتحت ثلاث محطات لتوزيع الطاقة الكهربائية في ثلاث مدن في إقليم أوروميا، بتكلفة إجمالية قدرها 53.7 مليون دولار أميركي.

وتهدف محطات توزيع الطاقة الكهربائية إلى معالجة مشاكل انقطاع التيار الكهربائي.

ويري كاتب هذه السطور :إثيوبيا في التوصل إلى حلول منصفة في قضية سد النهضة، تكفل لكل الأطراف الحوار المثمر والتوزيع العادل “، مشيراً إلى أن “إثيوبيا حريصة على التنمية والاستفادة من الطاقة الكهربائية  في ذات الوقت الذي تحرص فيه على عدم التسبب في أذية الآخرين”.
ويرى إن “تمسك إثيوبيا بحقها في عملية ملئ الخزان نابع من اتفاقية الخرطوم للمبادئ التي ضمت موادها​ مسألة مزامنَة​ ملئ خزان البحيرة مع عملية التفاوض”.

واخيرا أكدت أديس أبابا مضيها قدما لاستكمال بناء السد، ودعت لحل الخلاف داخل البيت الأفريقي. وقال المتحدث باسم الخارجية ملس إلم إنّ نهر النيل أفريقي، ويجب حلّ الخلافات بشأنه في البيت الأفريقي مطالبا بوقف إحالة ملف سدّ النهضة إلى مجلس الأمن الدولي أو جامعة الدول العربية.

وأكد كاتب هذه السطور “تمسك أثيوبيا بخيار الحوار مهما يتطلبه من جهد”، مشيداً بـ “وعي الوساطة الأفريقية وحرصها على الحلول المنصفة  لمشروع سد النهضة التنموي”.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “مشروع سد النهضة التنموي  لرفع المعاناة عن المواطن الاثيوبي ! …”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *