**شوال عيد السلام والتكافل والتضامن والتنمية السياحية”.
**مدينة هرر التاريخية يعيش فيها المواطنون في سلام ووحدة وتسامح
عمر حاجي
إن إثيوبيا هي أرض يتم فيها الاستمتاع بالعديد من القيم الثقافية والدينية والتاريخية الملموسة وغير الملموسة بحرية وتمييز بمهرجانات دينية عديدة وفريدة من نوعها. وهذه القيم التي تنفرد بها إثيوبيا بعضها مسجل في قوائم اليونيسكو.
وكما هو معروف، فإن مدينة هرر هي المدينة الإسلامية الرابعة المقدسة، والقلب الروحي للمجتمع الإسلامي الإثيوبي، ولديه مهرجان فريد يحتفل به الهراريون بعد نهاية شهر رمضان المبارك. ويصوم المسلمون في هرر بعد عيد الفطر المبارك ستة أيام. وفي اليوم الثامن يحتفلون بعيدهم الفريد، وهو عيد شوال.
وتشير الوثائق إلى أن عيد شوال له مكانة خاصة لدى الشعب الهرري. وإنه حدث تجمع سنوي ووليمة كبيرة. والتجمع الذي أقيم في الساحات الرئيسية للمدينة ينضم إليه الشباب الذين يرتدون الزي التقليدي الملون. ونظرًا إلى أن هذا الحدث هو مناسبة للشباب لاختيار شريكة الحياة. حيث إن العيد السنوي هو أحد الأيام التي ننتظرها بفارغ الصبر في هرر. وتم الاحتفال بمهرجان شوال 1444 في هذا العام بألوان زاهية في مدينة هرر تحت شعار “شوال عيد السلام والتكافل والتضامن والتنمية السياحية”.
وفي حديثه بهذه المناسبة، قال وزير الثقافة والرياضة السيد قجيلا مرداسا : إنه من بين التراث الثقافي والتاريخي المتنوع الذي جعل إثيوبيا واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. وذكر الحضارات المبكرة لمجتمع الهراري في الصدارة. ولهذا القول، فإن بصمات وآثار الهراريين السابقين الملموسة وغير الملموسة هي خير شهود أعيان، مشيرا إلى المحبة والتآزر التي يتمتع بها مجتمع أهالي الهراري والسكان المحليين تجاه بعضهم البعض، ومن أجل الإنسانية دائمًا ما يكون مرئيًا ويضيء مثل النجوم. وقال الوزير: إن مدينة هرر التاريخية يعيش فيها المواطنون في سلام ووحدة وتسامح.
وأشاد الوزير بالفعاليات الجارية لتسجيل مهرجان عيد شوال كموقع تراث عالمي، مشيرا إلى ضرورة استمرار هذه الجهود. مؤكدا على أن “وزارة الثقافة والرياضة ستوفر الدعم اللازم لحماية التراث الثقافي وتنميته.
ومن جهته، قال رئيس إدارة هرر، السيد أوردين بدري: إن مهرجان شوال في هذا العام الذي نحتفل به تحت شعار” “عيد شوال، هو عيد السلام والتكاتف والتضامن والتنمية السياحية” لن يكون عطلة نبدأها وننهيها بفرح وضحك كباقي المهرجانات فحسب، بل سيكون من الطقوس الذي نتعاون وننفذ الشعار عمليا ونحوله إلى نتائج ملموسة .
ووفقا له، فهو عيد أهل هرر، لأنه خرج من فكرة الخلافات والانقسامات، وأصبح مهرجاناً يحتفل به مع شعوب الجوار بروح التضامن والأخوة. للاستفادة من القيم المهمة والهويات والتاريخ وعوامل الجذب والتراث التي لدينا وتطويرها، يجب أن نستخدمها كمدخلات وموارد للجهود المبذولة لضمان ازدهارنا المشترك، مشيرا إلى أن حكومة الإقليم تسعى منذ زمن الإصلاح إلى رفع الهراري وشعبها إلى مكانة أعلى من المستويات السابقة وجعله نموذجًا للتغيير، وتعمل بطريقة منظمة ومنسقة. وفي هذه المناسبة، تم أيضًا تقديم شهادات تقدير لأولئك الذين ساهموا كثيرًا في الحفاظ على تراث جوغول.
وعلم، أن صيام شول هو صيام تطوعي، وله قيمة كبيرة لاستبدال الأيام الضائعة خلال شهر رمضان. ويمكن صيام شول منفرداً أو في مجموعات. وقيل: إن قضاء الأيام الستة المتتالية بعد رمضان له قيمة كبيرة بين المؤمنين. علاوة على ذلك، فإنه يلعب دورًا مهمًا للمرأة في تعويض فقدان صيام رمضان بسبب الدورة الشهرية أو غيرها من المشاكل الصحية ذات الصلة.
ومن جانبه، قال رئيس مكتب الثقافة والتراث والسياحة بالإقليم السيد تولدي عبدوش: إن مهرجان عيد شوال، هو العيد السنوي الذي يحتفل به أهالي هرر بأسلوب رائع يحافظ على قيمه الثقافية. كما أفاد مكتب شؤون الاتصال الحكومي في هرر أنه يتم الاحتفال به بطريقة تعزز القيم الدينية والتاريخية والثقافية الأصلية للدولة وغيرها من الموروثات وتقوية التآزر والتضامن بين الناس. وأن شوال أمر حيوي لتعزيز القيم الثقافية لشعب الهراري والمساهمة في التنمية السياحة.
كما ذكر تولدي: بأن أولئك الذين سافروا لحضور الحفل من مختلف أنحاء البلاد من جانبهم، أن الضريح مكان تعليمي مقدس يجب الحفاظ عليه. كما تم التذكير بأن طمقت، ومسقل ، وفيشي تشامبالالا، وجدا كانوا من بين أهم التراث الثقافي غير المادي لشعوب إثيوبيا المدرج في القائمة التمثيلية للإنسانية من قبل اليونيسكو.
علاوة على ذلك، فقد عبر المشاركون في المهرجان عن آرائهم بشأن الاحتفال بهذا اليوم. فقد أحيوا مهرجان عيد شوال بحرارة بما يتماشى مع قيمه الثقافية الذي يعزز الوحدة والتضامن، بغض النظر عن أي اختلافات. ويتم الاحتفال بهذا اليوم في وقت تتواصل فيه الجهود لإدراجه في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية مما يجعل هذا اليوم مميزًا. كما أشار المشاركون، إلى أن المهرجان منحنا فرصة للتعرف على بعضنا البعض وتعزيز قيمنا الثقافية. ولهذا، يجب على حكومة الإقليم تعزيز جهودها في الترويج لمثل هذه المهرجانات وإدراجها في قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
وعلى صعيد آخر، افتُتح في ذلك اليوم في مدينة هرر معرض ومهرجان ثقافي يبرز ثقافة شعب هرر فيما يتعلق بمهرجان عيد شوال. وكان قد افتتح المعرض وزير الثقافة والرياضة السيد قجيلا مرداسا ورئيس إدارة إقليم الهراري السيدأوردين بدري. وبالمثل، فقد تم وضع الأساس لبناء حديقة حيث ترى الضباع تتغذى من أيدي البشر. والحديقة المزمع بناؤها، كان من الأموال التي تم جمعها من كتاب “مدمر للأجيال”، تأليف رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد. وقيل أيضا أنه سيتم إنشاء الحديقة مع مراعاة الجمال الطبيعي للمنطقة ومراعاة راحة السائحين.
وفي هذا السياق، قالت الهيئة الإثيوبية للتراث: إن الاستعدادات جارية لإدراج عيد شوال من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على أنه تراث غير مادي. وفي هذا الصدد، قال السيد غزهين جرما الباحث في مجال التراث غير المادي لدى السلطة: إن الجهود جارية لتمكين عيد شوال من التراث غير المادي لليونيسكو.
وفي إشارة له إلى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للعيد، ذكر الباحث أنه تم إرسال الوثائق إلى مسؤولي اليونيسكو لفحصها والموافقة عليها، ومن المتوقع أن تقدم اليونيسكو ردها بحلول العام المقبل، مشيرا إلى أن شهر شوال هو الشهر العاشر من التقويم الإسلامي (الهجري) ويبدأ يومه الأول مع عيد الفطر، واليوم الثامن من شهر شوال هو يوم خاص لأهل الهراري، وقد احتفلوا بهذا اليوم بطريقة تقليدية وفريدة من نوعها. كما يلعب شوال دورًا مهمًا في الترويج لقيم الهراري التاريخية والثقافية. بالإضافة إلى كونه أماكن للتعاليم الدينية، فإن مثل هذه المهرجانات ستمكن الجمهور من مناقشة سبل عيشهم، وهذا من شأنه أن يساعد في الحفاظ على السلام القديم في البلاد ، حسب ما ذكره غزهين.
وعلم، أنه قد حضر الاحتفال بعيد شوال، كل من السيد أوردين بدري رئيس إدارة إقليم الهراري، ووزير الثقافة والرياضة السيد قجيلا مرداسا، ونبيل مهدي سفير جنوب السودان المفوض لدى إثيوبيا، وسلطان عبد السلام، والضيوف المدعوين من الآباء الدينيين والشيوخ ، وأبا جدا، وسكان الإقليم، وأفراد المجتمع الهراري من مختلف الأماكن والمناطق المجاورة.