بارقة أمل لحل مشاكل المحتجزين الإثيوبيين في المملكة العربية السعودية

عمر حاجي

لتحسين ظروف معيشتهم ومساعدة عائلاتهم وأهاليهم ماديا وصلوا للمملكة العربية السعودية عابرين كلا من دولة جيبوتي واليمن .‎ولكنهم تفاجاو بإلقاء القبض عليهم وإيداعهم في السجون المختلفة في السعودية.

على الرغم من أنهم لم يقوموا بارتكاب اى جريمة إلا أنهم لا يملكون وثيقة إقامة تتيح لهم العيش في المملكة العربية السعودية بالطرق القانونية. ولذالك، أن أكثر من مئة وعشرون ألف مواطن إثيوبى يقبعون في دخل السجون السعودية المختلفة بهذه التهمة دون ان تقدم لهم السلطات الصحية السعودية أدني رعاية صحية لهم حسب ما اكده العائدون الاثيوبيون .

وتواصلت المنظمة الاورومية لحقوق الانسان مع بعض المرحلين الإثيوبيين حديثا من المملكة العربية السعودية إلى إثيوبيا حيث أبلغنا من عرف نفسه بسيد وزير قائلا “كنت مسجون فى سجن الشميسى بمدينة الرياض لمدة سنة وتعرضت خلالها لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بالاضافة إلى عدم اعطائنا الطعام والشراب الكافي” حسب قول المنظمة.

وتابع قوله: “وللحمد الله فأنا الآن أتواجد خارج السجن بعد أن دفعت ثلاث آلاف ريال سعودي وتم إيداعه فى مصرف الراجحي عن طريق أحد أقاربى لمصلحة أحد السماسرة الذي يعمل مع بعض المتنفذين السعودين،مضيفا إلى مطالبته لكل المثقفين الاثيوبين بان يكوونوا صوتا لإخوانهم المتبقين في السجونالسعودية”.

ومن جهته قال الشيخ حسين بالى من سجن الرياض الواقع  في طريق الخرج : إن السجناء داخل السجون السعودية  يتعرضون للضرب المبرح ويتم مراقبتهم عبر الكاميرات ويتم مصادرة ما يحملونه من مبالغ مالية بالاضافة لمصادرة جوالاتهم ومن ثم التعرض لهم بالضرب بالعصا الحديدية، مشيرا إلى أن من سجناء “عنبر” يوجد بعض من لم يبلغ السن القانوني (الرشد) وعددهم أكثر من عشرين شخصا.

وفي نفس السجن من عنبر قال محمد عبدالقادر: إن الحياة فى السجون السعودية مليئة بالمآسي، فعلى سبيل المثال يبلغ عددنا 350 شخص داخل عنبر صغير، وبينما أن العنبر مخصص لخمسين شخصا فقط،  ومن شدة التكديس والبعض منا أجبر على النوم فى المراحيض وسط الروائح الكريهة.  وبسبب نقص الطعام والشراب يمرض أغلبنا بسبب الطقس الباردحيث ننام فوق البلاط (الارض) من غير غطاء ونتغطى باكياس الزبالة (القمامة)لعدم وجود ملابس لدينا، حتى الميت يتم كفنه بتلك الأكياس، فعلى سبيل المثال مات زميليسعيد حسن فى تشرين الأول وقمنا بلفه ( بتكفينه) بتلك البلاستيك.

ومئات أبناء اثيوبيا الذين يعيشون في تلك المعاناة داخل السجون السعودية من الضرب والجوع والبرد والبعض منهم فقد عقله. وطلب السيد عبد القادر من أئمة المساجدبالتنديد بتلك الجريمة التي يتعرض لها الاثيوبيون في السجون السعودية المختلفة، وأن يتحرك الفنانون والمشهورون الاثيوبيون  للتنديد بالوضع الذي نحن فيه.

نددت رئيسة المنظمة الاورومية لحقوق الإنسان أستاذة عرفات جبريل بما يحدث في السجون السعودية للسجناء الاثيوبيين في داخل تلك المراكز من جراء سوء المعاملة التي يلاقونها من إدارة السجن التي يتعرضون فيها لأنواع الإيذاء النفسي والجسدي، بالإضافة لحرمانهم من الأكل والشرب ومن الخدمات الصحية التي يكفلها القانون الدولي لهم، مطالبة من الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، ومن منظمات الحقوقية الإنسانية بالتدخل السريع لدى السلطات السعودية لتوفير الرعية الصحية لهولاء المعتقلين الاثيوبيين في جميع مراكز الإيواء في السعودية .

وكانت قد اكدت الخارجية الاثيوبية بانها قد أعدت أكثر من ٤٠ ألف إثيوبي من المملكة العربية السعودية في غضون شهرين فقط بغض النظر عن المجموعة العرقية التي ينتمون إليها.

وحول هذا الموضوع قال محمد العروسي عضو البرلمان والمحلل السياسي لصحيفة العلم : تربطنا علاقات جيدة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي تعمل الجهات المعنية في البلدين على تعزيزها .

فإثيوبيا والسعودية لديهما من الأواصر المتينة الراسخة ما يمكنهما من تجاوز مثل هذه المشاكل بكل يسر وسهولة ، وما حدث للمواطنين الإثيوبيين من المساجين في الصور التي تداولتها بعض وسائل الإعلام والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أمر تجرمه القوانين السعودية وأنا على ثقة بأن القيادة السعودية لا تقبل إطلاقا بما يتعرض له أي شخص يقيم على أراضيها من أي من المظالم ، وأنا شخصيا أنصفني القضاء السعودي حينما أصدر حكما قضائيا لصالحي ضد مواطن سعودي وقامت السلطات هناك بتنفيذ الحكم وإعادة حقوقي من ذلك المواطن ، بالإضافة إلى أن سعادة السفير سامي جميل عبد الله – سفير المملكة العربية السعودية في إثيوبيا – أكد في لقاء تلفزيوني سابق على أهمية التعاون بين البلدين لمعالجة أوضاع الإثيوبيين في المملكة ، وهو يحظى بتقدير الإثيوبيين لجهوده الدبلوماسية الكبيرة في تعزيز العلاقات بين البلدين .

 أما الممارسات الفردية التي يقوم بها بعض الأفراد لا تمثل الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية أو قيادتها أو شعبها ، والسعودية فتحت أبوابها لمئات الآلاف من الإثيوبيين وغيرهم ، وكلنا أمل بعد الله في حكمة القيادة السعودية وجهود القيادة الإثيوبية لنجدة المساجين الإثيوبيين ومعالجة أوضاعهم وحمايتهم من أي تعسف يتعرضون له وإعادتهم إلى وطنهم بعد انتهاء إجراءاتهم القانونية اللازمة رأفة ورحمة بحالهم

وأما حلول الأزمة فالقيادات في البلدين أدرى بهما مني ولكن أفضلها في اعتقادي التفاوض بين الجهات المعنية بالأزمة من البلدين بروح ودية تعرض فيها الدبلوماسية الإثيوبية أوراقها على الأشقاء في المملكة في سبيل الحل الجذري لهذه الأزمة ، بالإضافة إلى إيفاد وفد من الشخصيات المعتبرة في إثيوبيا إلى السعودية للتفاوض بشأن الأزمة واقتراح الحلول لها .

ولربما نسمع بهذا الصدد أخبارا سارة بإذن الله .

لا يمكن تجاوز الأزمة والتغلب عليها إلا بتعاون وتفاهم البلدين الشقيقين .

من ناحية أخرى، تدرك حكومة إثيوبيا المحنة المستمرة للإثيوبيين في مختلف مراكز الاحتجاز في المملكة العربية السعودية. وإدراكًا لهذه الحقيقة، تقوم لجنة مؤلفة من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وقادة دينيين وأصحاب مصلحة مختلفين بوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات للتوجه إلى المملكة العربية السعودية لمناقشة التدابير في هذا الصدد.حسب بيان الخارجية الاثيوبية

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *