بقلم/ انور ابراهيم
يشهد نهاية العام الإثيوبي العديد من الأحتفالات ، منها أشيندا وبوهي وغيرها من الاحتفالات الدينية والثقافية المتعددة ، واستحقت إثيوبيا أسم “متحف الشعوب “لما تحتويه من تنوع ، وياتي هذا بسبب التعددية الإثنية والعرقية التي تضمها البلاد ، ولكل قومية منها أحتفالات وعادات وطقوس خاصة بها . والعام الإثيوبي الذي يبدأ في الحادي عشر من سبتمبر من كل عام ، ونحن الأن في نهاية العام الإثيوبي 2014 ، وعلي اعتاب العام الإثيوبي 2015 ، والذي ننتظره بترقب ونتمني لأن يكون عام خير وسلام وأستقرار . وخلال توديع العام الإثيوبي هنالك العديد من الأحتفالات التي تختلف من منطقة لأخري ، ومن بين تلك الأحتفالات احفتال يسمي “بوهي “. تتميز اثيوبيا بتعددية احتفالاتها الدينية والثقافية وذلك لكثرة القوميات والشعوب واختلاف الثقافة من منطقة لاخري فنجد في الشمال تختلف العادات عن الجنوب والشرق يختلف الغرب عن الشرق مما جعلها تستحق لقب متحف الشعوب ،وفي ظل التعددية الاثنية والدينة والطائفية تتنوع المناسبات والاحتفالات وتقدم صورة متنوعة لهذه البلاد ، وهذه المرة سوف نستعرض احد اهم الاحتفالات الدينية المعروفة في اثيوبيا وخاصة لدي طائفة المسحيين الارثوذوكس الاثيوبيين وهي احتفالية بوهي العريقة . ماهي أحتفالية بوهي تعتبر احتفالية بوهى احتفالية دينية فريدة من نوعها يحتفل بها اتباع الديانة المسيحية الطائفة الأرثوذكسية الإثيوبية بطريقة خاصة جداً تكون بنهاية العام الاثيوبي (نهاية موسم الأمطار الإثيوبية) مع نهاية العام الاثيوبي الذي يختلف عن الميلادي بقرابة ثمانية الى سبع سنوات . احتفالية بوهى عادة ما تكون قبل ثلاثة أسابيع من الاحتفال بعيد انكوطاطاش (السنة الإثيوبية الجديدة) التي تكون في 11 أيلول/سبتمبر في كل عام . وفقا للديانة الأرثوذكسية، يتم احياء احتفالية بوهي بصورة خاصة وهنالك معتقد بأن المسيح عندما صعد إلى الجبل في مثل هذا اليوم صلي مع تلاميذه الثلاثة (اتباعه) . ويقوم الإثيوبيين بالاحتفال في مثل هذا اليوم بحرق نوع من النباتات الجافة (ربطة من العصي المجففة) والتي يتم جمعها من الغابات والمستنقعات القريبة من مواقع السكن واحيانا في المدن يتم احضارها من مناطق بعيدة وهي نوع من النباتات سريعة الاشتعال، ويكون هذا النشاط الاحتفالي خاص ب “الفتيان ” ويتم تأدية أغنية معينة تسمى “هوي هويا” باللغات الامهرية ،ويقوم الاطفال بالطرق على الابواب والذهاب من باب إلى باب للحصول على منزل خاص يوفر لهم الاطعمة وكل مايرغبون فيه للاحتفال بهذا اليوم ويتم تقديم خبر خاص اثيوبي الصنع صغير يسمى “مولمول” يتم اعداده في مثل هذا اليوم . أغنية “هوي هويا” تتضمن كلمات أمهرية خاصة تم تلحينها بواسطة الفتيان وأنها عادة ما تكون حول مدح صاحب المنزل ويذهبون بعد الحصول على الهدية والانتهاء من الأغنية ويدعون لصاحب المنزل بطول العمر والشكروالتقدير . “هوي هويا” هي اغنية خاصة بالأولاد الصغار كما انكوطاطاش للفتيات الصغيرات، ويضربون بالعصا علي الارض وتعطيهم اصوات مع اصواتهم يمستخدمونها كالآلات موسيقية وأنها تجعل الايقاع جميلا بالاضافة للغناء المصاحب لضرب العصا . وتجتمع نهاية اليوم كل اسرة مع ابنائها لحرق البوص في الفترة المسائية وهم يغنون ويفرحون باغنية (هوي هويي ) وهم يقفزون من اعلى النار التي تم اشعالها من عيدان الخيزران او البوص ويطوفون حول النار وهم يغنون ويرقصون ومابين الابتسامة والضحك واللعب للكبار والصغار معا وتعتبر هذه الايام من أجمل الذكريات لكل اسرة . وقبل ذلك اليوم كان الناس صياما لفترة قصيرة و بعده يتم تقديم الولائم التقليدية ويتم اعداد كل انواع الخبائز و المعجنات ليقوم كل موطن في اليوم التالى باعداد اطعمتهم الخاصة وتجد الصبية الصغار يؤدون مختلف انواع الالعاب مابين القفز لأعلى وأسفل والغناء وذلك بالوقوف امام كل منزل من منازل الحي .ويجتمع الفتيان في مجموعة تصل مابين العشرة إلى الأربعين في مجموعة واحدة ويتم اختيار احدهم ليقود المجموعة زعيم للمجموعة يتم اختياره (يؤدي الغناء التقليدي الشعبي والأغنية ) . و حتى النساء لهم دور هنا مثل توفير الطعام وخبز الخبز المحلى ، و إضاءة المشاعل وتقديم الهدايا والاطعمة للفتيان وتجهيز ماوفره الفتيان من اطعمة خلال جولاتهم في احياء المنطقة او القرية.