إثيوبيا كقوة لعموم أفريقيا الحديثة

عمر حاجي

إن إثيوبيا بصفتها أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، والاتحاد الأفريقي الحالي، وكدولة رائدة ساعدت في النضال من أجل استقلال الدول الأفريقية، تعمل إثيوبيا حاليًا على إطلاق منصات مختلفة لتعبئة الأفارقة لتحقيق أهداف مشتركة. ويعد تنسيق مبادرات الإرث الأخضر وبدء منصات للقادة الأفارقة المحتملين شهادات قوية.

واستضافت إثيوبيا أول قمة للشباب الأفريقي في أديس أبابا في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2022. والهدف من القمة هو تعزيز الرؤية والمشاعر الأفريقية بين الشباب الأفارقة، وكذلك تعزيز التكامل ودور أفريقيا في القضايا الدولية. وتبادل القادة الإثيوبيون السابقون وغيرهم من القادة الأفارقة تجاربهم مع الشباب. وحضر القمة ممثلو الشباب من أكثر من 50 دولة أفريقية.

وأظهرت القمة التزام إثيوبيا طويل الأمد بتعزيز رؤية لعموم إفريقيا حيث أنه من الأهمية بمكان أن يفهم الأفارقة مفهوم الوحدة الأفريقية. كما أتاحت القمة فرصة لإثراء فهم الشباب الأفريقي للوحدة الأفريقية. وقد حضر القمة القادة الأفارقة والشباب من جميع أنحاء القارة، والتي ستوفر لهم منظورًا قاريًا واسعًا. وتهدف القمة إلى تقديم مفهوم وفلسفة الوحدة الأفريقية إلى الجيل الجديد في إفريقيا وتعزيز التضامن. كما يهدف إلى إظهار الشباب أن دور إفريقيا كقارة في النظام السياسي الدولي سيتم تعزيزه وتطوير العلاقات المتبادلة.

وفي هذا الصدد ذكر دمق مكونن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بأن إفريقيا يجب أن تعمل من أجل تقدم الشباب وإفادة الشباب من خلال الاستفادة من الفرص المواتية المتاحة على المستوى القاري. وذلك من خلال الإطلاع على جهود الحكومة الإثيوبية الجارية واسعة النطاق لإشراك الشباب في مختلف الخدمات التطوعية. مؤكدا على أن المنتدى الذي استضافته إثيوبيا هذه المرة هو منصة مثالية لخلق اتصالات من قبل قادة الشباب وبناء الشراكات.

كما أشارت د- مونيك نسانزاباجانوا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي من جانبها إلى أن إفريقيا يجب أن تستخدم إمكانات الشباب لبناء الأمل والتنمية للقارة. مؤكدة على أهمية الاستفادة من إمكانات الشباب لدفع التغيير العالمي والقاري.

كما ذكر رئيس رابطة الشباب الإثيوبي أسفاو تكلي، أن نفس المرونة التي تتمتع بها الحركة الإفريقية سوف تتكرر حاليًا لتنمية القارة ونموها.

قد واصلت القمة مناقشاتها حول سبل تعزيز الرؤية الأفريقية، وتعزيز التكامل بين الشباب الأفريقي غدا. فإن تحرك إثيوبيا في دمج الشباب الأفريقي من خلال الاضطلاع بالدبلوماسية العامة هو آلية مهمة يمكن للقادة الأفارقة المستقبليين أن يتعلموا من خلالها نوعًا من الرفقة في التنمية القارية، مشيرا إلى أن إثيوبيا قامت بأعمال ملهمة في هذا الصدد من خلال حشد الشباب الأفريقي لتنفيذ مبادرات الإرث الأخضر على مستوى القارة.

ومما تجدر الإشارة إلى أن مندوبي الشباب الإثيوبيين كانوا يزرعون الأشجار في بلدان مختلفة بما في ذلك جيبوتي وجنوب السودان. في 15 أكتوبر 2022، قام وفد الشباب الإثيوبي للأخوة النباتية الإفريقية بغرس شتل الأشجار في جيبوتي. كما انضم سكان جيبوتي إلى الشباب الإثيوبي في غرس شتل الأشجار بحضور سفير إثيوبيا لدى جيبوتي، برهانو تسيجاي، ونائب رئيس مركز بناء النظام الديمقراطي في مكتب رئيس الوزراء، السفير حسن عبد القادر ووزير الزراعة الجيبوتي أحمد محمد عواليه.

وقال السفير برهانو تسيغاي بهذه المناسبة: إن حدث غرس الأشجار هو شهادة على كيفية تعاون إثيوبيا وجيبوتي لزرع الجذور التي ستؤتي ثمارها من أجل الرخاء المتبادل. كما حدث مماثل في 14 أكتوبر 2022 في جنوب السودان حيث غرس الشباب الإثيوبي الأشجار برفقة أقرانهم من جنوب السودان. وخلال برنامج غرس شتل الأشجار، قام الوفد الشبابي الإثيوبي جنبًا إلى جنب مع كبار المسؤولين الحكوميين من كلا الجانبين بغرس حوالي 500 شتلة في جوبا تحت راية حدث التآخي بين النبات الأفريقي.

وأشاد زاديق أبراها منسق مركز بناء الديمقراطية، ورئيس الكتلة في مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، بالعلاقات بين إثيوبيا وجنوب السودان، وحث البلدين على العمل معًا لتحقيق أهداف مبادرة الإرث الأخضر لرئيس الوزراء أبي أحمد لمكافحة آثار تغير المناخ.

ومن جانبه، قال وزير الثقافة والشباب والرياضة في جنوب السودان، ألبينو بول ديو، إن إثيوبيا هي رمز للوحدة الأفريقية معربا عن تقديره لمبادرة الإرث الأخضر في ترسيخ العلاقات القوية بالفعل بين إثيوبيا وجنوب السودان من خلال إنشاء روابط مع شباب البلدين.

وقال السفير الإثيوبي في جنوب السودان نبيل مهدي إن الحدث أظهر العلاقات العميقة التاريخية والمتشابكة بين شعبي إثيوبيا وجنوب السودان. وقال: إن إثيوبيا تعرب عن حرصها على بناء طبقة فوق طبقة من أفضل العلاقات بين شباب البلدين”. وبدأت مبادرة الإرث الأخضر لإثيوبيا تؤتي ثمارها حيث تتساقط الأمطار في البلاد مما يعزز الإنتاجية، وبالتالي تعزيز القدرة الوطنية على توفير المزيد من المنتجات للأسواق المحلية والعالمية. علاوة على ذلك، تعلم الإثيوبيون أن التعاون في الحماية الطبيعية والمشاريع الزراعية يساعد على تأمين الأمن الغذائي.

وإن جهود الإرث الأخضر التي يبذلها الشباب من إثيوبيا والدول الأفريقية الأخرى ستؤتي ثمارها على المدى الطويل من حيث التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يمكن أن يؤدي إلى ازدهار تنمية القارة في أقصر وقت ممكن. ولذلك يجب تعزيز الاستثمار في تعاون الشباب لأنه يبعث الأمل في القارة الأصغر.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *