محمد بن نمين: إثيوبيا من أعرق الدول التي استقبلت الإسلام!

*هنالك نهضة كبيرة في دولة إثيوبيا

عمر حاجي

 

أديس أبابا (العلم) إن تاريخ العلاقات الإثيوبية الموريتانية يعود إلى عدة عقود حيث تتمتع كلا الدولتين بعلاقات متعددة المجالات، وتتميز العلاقة بين البلدين بالتعاون المتزايد في المجال السياسي والإقتصادي مع زيادة التبادل التجاري والإستثماري. كما بدأ التعاون الدبلوماسي منذ فترة طويلة الأمد. وفي هذا السياق أجرت صحيفة “العلم” حوارا مع سعادة السيد محمد بن نمين مستشار وزير الزراعة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، حول العلاقة الإثيوبية الموريتانية، ونقدم لقراء صحيفة العلم كالتالي:

أولا، عرفنا عن نفسك؟، قال سعادة السيد محمد بن نمين، “أنا اسمي، محمد بن نمين مستشار وزير الزراعة للجمهورية الإسلامية الموريتانية “نحن شاركنا في هذا المؤتمر لكي نتعرف على كل السياسات والإجراءات المعمولة بها من أجل محاربة الفقر ومن أجل أيضا الاستثمار في مجال الزراعية والأمن الغذائي، ولاحظنا أيضا نهضة كبيرة في دولة إثيوبيا، وخاصة أن لديها سياسات تحفيزية للاستثمار في الزراعة خاصة في المحاصيل الأساسية التي من شأنها أن ترفع الأمن الغذائي والتبادل التجاري أيضا، في إطار سياسة مفتوحة بين دول إفريقيا.

وقال السيد محمد: أولا، إن العلاقات التاريخية ما بين موريتانيا وإثيوبيا إلى فترة الرئيس الأول لدولة موريتانيا عند الاستقلال، السيد مختار ولد داداه، وهو من المؤسسين للمنظمة الإفريقية في فترة الستينات مع الأمبراطور هيلاسيلاسي. إذن كان هنا في أديس أبابا اتصال مستمر، وثانيا، أن الرئيس الحالي لموريتانيا هو رئيس الدوري الحالي للاتحاد الإفريق حاليا، هو الرئيس محمد الشيخ الغزواني الرئيس الموريتاني.

وأشار السيد محمد بن نمين، إلى أن هنالك طاقم موريتاني يعمل في الهئات الدولية في أديس أبابا، وهناك أيضا اتصالات ما بين موريتانيا وإثيوبيا من أجل التبادل في مجالات متعددة، خاصة في المجالات الصناعية، من اجل تعزيز التبادل التجاري ما بين إثيوبيا وموريتانيا. ومن ناحية تاريخية، فإن إثيوبيا دولة تحتضن المجتمع الإسلامي. كما أن موريتانيا هي دولة إسلامية سموها الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ونحن كلنا على إطلاع بالتاريخ الإسلامي. كما أن دور إثيوبيا في نشر الإسلام كان كبيرا ومهما في الغاية، حتى أن القوافل التي تذهب من موريتانيا في فترة الهجرة النبوية وما بعد الهجرة النبوية كانت كلها تمر من إثيوبيا ومن الصومال ومن إريتريا، وهذا له مغزى في العلاقات المتينة بين البلدين منذ التاريخ.

وثانيا، أن الموريتانيين كانوا يحجون لأداء فريضة الحج عن طريق الإبل ويمرون من طريق إثيوبيا عبر البحر الأحمر. ولا شك، في أن هناك أجيال من الموريتانيين بقوا هنا في إثيوبيا. لأنها كانت تمر على السودان وتشاد ثم على إثيوبيا ثم تعبر عبر البحر الأحمر من طريق إتجاه المدينة المنورة وبقوا هناك. وقال: عندنا أيضا التاريخ الإسلامي معروف منه من أن إثيوبيا من أعرق الدول التي بدأت في استقبال الإسلام. حيث كانت لها علاقات طويلة مع الجزيرة العربية، ومع اليمن، لأن حدود إثيوبيا والجزيرة العربية معروف في التاريخ من تبادل تجاري.

وقال السيد محمد: ” نحن في موريتانيا نعرف دور إثيوبيا في نشر الإسلام، خاصة في إفريقيا وفي مناطق إفريقيا قبل موريتانيا في الدول المجاورة لها، وفي إفريقيا الوسطى. وهذا الامتداد كله بدأ من إثيوبيا، وهذا معروف عندنا. والآن ندرس عن الحكومة الإثيوبية التي تعمل من أجل بناء المساجد وبناء المنشآت والتعليم المدرسي وبث القرآن في المحاضر، وفي الدراسة التقليدية، وكل هذا نتابعه عن إثيوبيا، ويشجع ذلك الشعب الموريتاني. كما أن الحكومة الإثيوبية تقوم في دعم المجتمع الإسلامي وإدماجهم في الوظيفة العمومية وفي التنمية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وفي جميع مجالات الأعمال كله.

وقال السيد محمد حول أو جه التشابه بين البلدين: من ناحية أوجه التشابه بين الشعب الموريتاني والشعب الإثيوبي، هناك أوجه تشابه متعددة، على سبيل المثال، أولا احترام الشعب الموريتاني العادات والتقاليد، ونلاحظ هذا في إثيوبيا، وهذا مهم للغاية في المجتمع، وما زالت هذه العادات عندنا بنفس القدر. وثانيا، نلاحظ أيضا من الناحية الدينية في التطبيق السني، وإحتواء كافة الأديان، وهو تقريبا شبيه واحد. وكذلك، الاحتفال بالأعيادالدينية والنبوية مثل المولد النبوي، وعيد الفطر والأضحى والأعياد الدينية الأخرى، وهذا عندنا بنفس الحال أيضا.

ويمكن للسياحة في موريتانيا أن تكون تجربة فريدة بالنسبة للمستثمرين وللراغبين في اكتشاف أسرار الصحراء الموريتانية بمدنها القديمة التي شكلت في الماضي محطة رئيسية على طريق القوافل التجارية في العصور الوسطى. بحيث تتميز موريتانيا بتشكيل نقطة التقاء العالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء بمخزونها الثقافي الفذ بتنوع المناظر الطبيعية بصحرائها الشاسعة التي تتيح فرص كبيرة للمغامرات الرياضية والصيد البري، وتضاريسها الجبلية، وشواطئها الخلابة والحدائق والمحميات الطبيعية، فضلاً عن الوديان والواحات التي تتناثر في جوف الصحراء الموريتانية، كما يشكل التنوع العرقي للبلد عامل ثراء حيث تتعانق القيم العربية الأصيلة بالتقاليد الإفريقية في تناغم فريد. وهذا ما يؤشر إلى أوجه التشابه والتشاطر بين إثيوبيا وموريتانيا.

وهناك تشابه أيضا، في مجال إكرام الضيف، لأن إكرام الضيف من الأمور المهمة عندنا، لأنه عادات تقليدية لدى المجتمعات، وخاصة لدى المجتمعات التقليدية الإسلامية. ونحن أهم من ذلك، ونرى أن الموريتاني إذا جاء إلى إثيوبيا ما يعتبر نفسه في غربة، ويمكن أن يعيش بين الإخوة وهذا بحال الإثيوبيين أيضا، ومع هذا، فإن مجيئ الإخوة الإثيوبيين إلى موريتانيا قليلون جدا. ولهذا، ندعو الإخوة الإثيوبيين أن يأتوا إلى موريتانيا ويزورها حتى يشوفوا عادات موريتانيا. نحن عندنا فئة من المجتمع في الدراسة والبحث التاريخي يقول: إنهم قدموا من إثيوبيا، وهي شريحة مهمة عندنا في موريتانيا، ونعتبر أن لها أصول إثيوبية نظراً للتشابه.

كيف تقيمون الخبرات الإثيوبية في مجال الزراعة؟ قال السيد محمد: ” نحن نرى أنه من خلال العروض التي قدمها وزير الزراعة الإثيوبي في المؤتمر والمسؤولين والإداريين المعنيين بالزراعة في إثيوبيا، نلاحظ أن فيه تقنيات وأصبحت إثيوبيا تقدم في السنوات الأخيرة، بحيث إن إدخال التكنولوجيا خاصة المكنات الزراعية الزراعي لاستصلاحات الزراعية الحديثة، والري، والبحث العلمي، وهذه الأمور وغيرها، لاحظنا في تقدم إثيوبيا، لأن إثيوبيا دولة زراعية. ولكن خلال العشرين سنة الماضية لم يكن الإنتاج بالطريقة الحديثة. كما لاحظنا أيضا بكميات وجودة الإنتاج الذي تم تقديمه في المؤتمر، خاصة في الفواكه والخضروات والقمح والزيوت والمحاصيل والبن، وخاصة أن البن الإثيوبي جيد جدا، وهذه مالاحظناه. وقال: إن هذا يؤشر إلى إدخال التكنولوجيا واستخدامه في تطوير التنمية الزراعية عن طريق التكنولوجيا. إذن تقدم وتطور ملحوظ في البلاد.

كيف ترون مدينة أديس أبابا حيث إنها أصبحت الوجهة السياحية بتنظيم المؤتمرات واستقبالها للزوار والسياح؟ قال السيد محمد، أنا أول مرة أزور مدينة أديس أبابا، وقد كنت فوجئت كثيرا بتطور اللي حصل في أديس أبابا من ناحية المنشأات من والاستثمارات والعمران حيث هناك وتطور كبير جدا. وأنا أخذت طباعة حسنة جيدا من التطور الحديث اللي حصل لها في هذه الفترة الوجيزة.

وثانيا، أنه معروف، أن قارة إفريقيا تحتضن موارد كبيرة ولم تستغل حتى الآن، ولديها إمكانيات هائلة في مجال التبادل التجاري ما بين هذه الدول حتى تتمكن من القضاء على الجوع. وأن هذا المؤتمر كان محورا أساسيا في هذا الصدد. ومن الناحية السياحية، فقد تطلعنا على المقدرات الهائلة لدولة إثيوبيا والتي ستساهم أيضا في الدفع بالزراعة السياحية، يعني كيف يمكن أن نمزج ما بين الزراعة وما بين السياحة، وهذه مؤهلات وإمكانيات كبيرة لدى إثيوبيا ولدى  دول إفريقيا أيضا.

وقال السيد محمد: إنه من خلال هذا المؤتمر سنتمكن من الوصول إلى توصيات وقرارات تمكن من تنشيط التبادل التجاري في مجال الزراعة والتحويل وفي مجال الصناعة الزراعية بحيث يمكن القضاء على الجوع خلال فترة متوسطة المدى تقريبا وفقا لأفق جدول إفريقيا لعام 2035، حتى نتمكن من القضاء على هذه المشكلة الأساسية بالنسبة لقارة إفريقيا. وأنه من المعلوم أن الزراعة الحديثة اليوم هي عبارة عن إدخال تقنيات حديثة وتكنولوجيا التحويل لتسريع إمكانيات وإدخال المكنة الزراعية والأسمدة الحديثة، والبذور المحسنة. لان كل هذه الإمكانيات تمكن من التبادل بين الدول الإفريقية والمعاهد العلمية الزراعية من زيادة الإنتاجية. لأن القضاء على الجوع يكون بزيادة الإنتاجية، لأن الإنتاج في الوقت الراهن متدني. ولقد تمكن كثير من الدول الإفريقية من إدخال التكنولوجيا الحديثة وتمكن من تخفيف العمل اليدوي وتمكن الوصول إلى تكنولوجيا تمكن من تطور الزراعة الحيثة.

وأما الهدف الأساسي هو الإنتاجية والجودة. لأن هناك هدف لكل دولة من الإنتاج الزراعي للإكتفاء الذاتي من الغذاء، وهناك أيضا هدف لتصدير الفائض، ولذلك، فإنه يجب على كل دولة أن يكون هذا الهدف من أجل القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي. كما يجب أن يكون هناك إنتاج داخلي يمكن المنتجين الصغار والمجموعات الهشة من أن تحصل على الغذاء. ويجب أن يكون أيضا في داخل الدولة هناك دخل من ناحية التصدير، وعلى أي دولة يجب أن تطرح سياسة تمكن من الحصول على هذه الأهداف والتحفيز أيضا على الاستثمار الخصوصي والسياسات الحكومية، يجب أن تمكن من التحفيز. ويكون التحفيز بالطبع بتسهيل الولوج إلى آليات الزراعة وتحسين الولوج إلى القروض و التمويل،لأنه جوهري ومركزي بالنسبة للولوج بالزراعة، وهذا من أهداف المؤتمر.

وقال السيد محمد، في توصيته الأخيرة،” أنا أوصي المؤتمر أن يتابع الثورة الزراعية حتى يتمكن من زيادة الإنتاج والتخفيض من عدم الأمن الغذائي لأن عدد السكان سيتضاعف في السنوات القادمة .

 

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai