التعاون المثمر بين اثيوبيا والامارات

 

سمراي كحساي

 

تتمتع إثيوبيا بعلاقات دبلوماسية ممتازة مع العالم العربي، كما هو معرف في تاريخها بأكمله ويرجع ذلك أساسًا إلى سياستها الخارجية الجديدة النابضة بالحياة  و القائمة على التبادل المنافع.

وتشهد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دولة إثيوبيا والإمارات العربية المتحدة تطورا كبيرا  و يرجع ذلك لمباركة قيادات البلدين لتعميق التعاون وزيادة المنافع المتبادلة.

وينخرط البلدان في تبادل خبراتهما ومد جسور التعاون في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية وقد أسهم ذلك في دفع العلاقات الثنائية في كافة أوجهها إلى الأمام بما في ذلك العلاقات السياسية والدبلوماسية.

وتشهد العلاقات الإماراتية الإثيوبية تناميا ملحوظا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى صارت علاقات استراتيجية مميزة وفاعلة.

وهناك نموا مضطردا للعلاقات الثنائية خلال السنوات القليلة الماضية في عدة مجالات، فالعلاقات الثنائية الوثيقة مهدت لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل فعال.

ووصل الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الاثنين الماضي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في فعاليات مؤتمر “عالم بلا جوع”، بمشاركة رؤساء دول ووزراء ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لبحث سبل تعزيز الأمن الغذائي العالمي.

وكان في استقبال الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله مطار بولي الدولي، رئيس الوزراء أبي أحمد.

ورحب رئيس الوزراء في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك بولي عهد أبوظبي قائلا: “أرحب في إثيوبيا بصاحب السمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي”.

وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خليفة مبارك الظاهري ان كل من الإمارات واثيوبيا يعملان على تبادل المعارف في مجال التعايش السلمي بين الاديان.

واضاف ان دولة الإمارات العربية المتحدة تربطها  علاقات وطيدة بجمهورية أثيوبيا الدموقراطية الفدرالية وان هذه العلاقات عميقة في مختلف الأصعدة وان اثيوبيا هي ارض النجاشي والتاريخ العريق.

واشار الي ان أثيوبيا تعتبر نموذج للتنوع الحضاري و للتاريخ العريق و نموذج لتعدد الثقافات وكذلك اليوم الإمارات تعتبر نموذج لتعدد الثقافات و للتنوع الحضاري وملتقى الأديان.

وقال ان هناك أوجه تشابه كبيرة في هذه القيم التي تشترك فيها جمهورية أثيوبيا مع دولة الإمارات بصورة عامة  وان من أهم القضايا هي قضايا الهوية الوطنية و تعزيز قيم المواطنة و التعايش السلمي وكذلك تعزيز السلام الداخلي والسلم الاجتماعي.

ومن جانبه قال الباحث في العلاقات الدولية مصطفي يونس ان دولتي إثيوبيا والإمارات ترتبطان  بعلاقات صداقة وتعاون تعززت بصورة لافته منذ نحو عقدين ، بعد أن كانت دبلوماسية ترتكز على المجال الإقتصادي الذي هو الأساس في علاقات الدول في كثير من الأحيان ، إنتقل الى علاقات صداقة وتعاون في مختلف المجالات السياسية والثقافية والأمنية عززتها زيارات متبادلة على أعلى المستويات.

واضاف ان العلاقة بين الإمارات وإثيوبيا شهدت منذ تأسيسها في فترة حكم الإئتلاف السابق (الجبهة الشعبية الثورية) ، تحولا جديدا رفعها الى آفاق أرحب بعد تولي الدكتور آبي أحمد رئاسة الوزراء وتبنى سياسات إصلاحية شاملة تركز على الدبلوماسية الإقتصادية تجاه الدول العربية والتعاون في القضايا المشتركة ، من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر واتباع السياسة الاقتصادية الموجهة نحو التصدير.

واشار الي ان هذه العلاقات مرت بمراحل مختلفة بدأت بالعلاقات الإقتصادية و شملت العديد من المشاريع التنموية والتبادل التجاري لتشهد منتصف العام 2018، تطورا لافتا على جميع المستويات و الأصعدة وتقدما غير مسبوق في الشكل والمضمون ، بتوقيع عشرات الاتفاقيات الإستراتيجية ومذكرات التفاهم عززت التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، والإجتماعية والسياسية، والأمنية ، في محاور متعددة من تبادل زيارات رسمية في أعلى مستوياتها القيادية ، وجهود إقتصادية وسياسية وثقافية.

وقال ان العلاقات الإماراتية الإثيوبية  تعتبر نموذج يحتذى به ، وتجربة تجمع بين دولتين يحملان رؤية مستقبلية واعدة وإمكانات متعددة إستطاع قادتها توظيفها بصورة فاعلة وحيوية ، مما جعل هذه العلاقة تتسم بتوافق في الرؤى حول القضايا الثنائية، والإقليمية والدولية.

ويعكس التعاون بين اثيوبيا ودولة الامارات العربية المتحدة الجهود المشتركة بين البلدين الرؤى الاستراتيجية للقيادتين والتي تعتمد على القيم والتطلعات المشتركة بين البلدين الشقيقين.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai