الصومال: 40% من السكان يواجهون مستويات من انعدام الأمن الغذائي في ظل خطر انتشار المجاعة
تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن القرن الأفريقي يقع في قبضة أسوأ موجة جفاف منذ عقود – مع العطش الذي يصيب المواقع الطبيعية، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، ونزوح واسع النطاق بشكل متزايد.
وعلاوة على ذلك، تهدد الآثار غير المسبوقة لاحتجاب الأمطار طوال مواسم متعددة بخلق أزمة إنسانية في منطقة تأثرت بالفعل سلبا بالصدمات التراكمية، بما في ذلك الصراع وانعدام الأمن والظروف الجوية القاسية وتغيّر المناخ والجراد الصحراوي والآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية لجائحة كـوفيد-19.
يواجه الصومال خطر المجاعة، ونصف مليون كيني على بُعد خطوة واحدة من المستويات الكارثية للجوع، وفي إثيوبيا تتجاوز معدلات سوء التغذية بكثير عتبات الطوارئ والوقت ينفد بسرعة للعائلات التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
على الصعيد العالمي، تتسارع أزمة المناخ، وتتصاعد العواقب الناجمة عن التراخي في وجه تلك الأزمة. وصلت العديد من النظم البيئية إلى نقطة حرجة، وبدأنا نشهد آثاراً هائلة على صحة الإنسان وحياته. وتجد المجتمعات الضعيفة نفسها الأكثر تضرراً من ذلك النازحين بسبب الجفاف .
وهذا ما اكدته وزيرة الدولة لمكتب خدمات الاتصال الحكومي، سلاماويت كاسا، إن الإثيوبيين في 3 أقاليم مختلفة في البلاد، تأثروا بحالة الجفاف الحالية، التي تسببت في خسارة عدد كبير من الماشية في المناطق المتضررة.
وأكدت سلاماويت أن المناطق التي تأثرت بحالة الجفاف جرى تحديدها بشكل جيد، لتقديم الدعم الإنساني لسكانها، بالتعاون مع الشركاء ومختلف أصحاب المصلحة، وفقًا لوكالة «فانا».
في إثيوبيا، نفق أكثر من مليون رأس من الماشية، ويستيقظ ما يُقدّر بنحو 7.2 مليون شخص جوعى كل يوم في جنوب وجنوب شرق إثيوبيا حيث تكافح البلاد مع أشد موجة جفاف منذ عام 1981.
وفي كينيا، ارتفع عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة بأكثر من أربعة أضعاف في أقل من عامين. وفقا “لتقييم الأمطار القصيرة” ترك الجفاف المتصاعد بسرعة 3.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة وما فوق IPC3) بما في ذلك نصف مليون كيني يواجهون مستويات طارئة من الجوع (المرحلة الرابعة من تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC4).
أما في الصومال، فيواجه حوالي ستة ملايين شخص اي 40 في المائة من السكان) انعدام أمن غذائي حاد (المرحلة الثالثة IPC3) وبشكل مثير للقلق، هناك خطر حقيقي للغاية بحدوث مجاعة في الأشهر المقبلة إذا لم تهطل الأمطار ولم يتم تلقي المساعدة الإنسانية.
يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوسيع نطاق المساعدات الغذائية والتغذوية الطارئة لدعم ثلاثة ملايين شخص بحلول منتصف هذا العام.
مع ذلك، فإن فجوة تمويل الإغاثة البالغة 192 مليون دولار أميركي على مدى الأشهر الستة المقبلة، تعني أن البرنامج لديه أقل من نصف ما يحتاجه لمواصلة توسيع نطاق الاستجابة. ونتيجة لذلك، يتعيّن على البرنامج إعطاء الأولوية للتغذية (حيث يكون العلاج له الأسبقية على الوقاية) والمساعدة الغذائية.
وعليه وكان قد صرح رئيس إقليم الصومال، السيد مصطفي محمد، بأن الجهود جارية عن كثب لإعادة تأهيل النازحين بسبب الجفاف الشديد في الإقليم عقب لقاء مع السفير الألماني لدى إثيوبيا ستيفن أورو، ووفداً من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إثيوبيا برئاسة المفوض السامي الدكتور مامادو ديان بالدي.
وخلال اللقاء بحث الجانبان مجالات التعاون المستقبلي لتعزيز الدور الإنساني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إثيوبيا، وآثار الجفاف الحالية ، وتطوير العمل بالبرنامج المتعلق بالمساعدات للنازحين في الإقليم وحول كيفية تقديم الدعم اللازم للمتضررين بالتعاون مع مختلف المنظمات الإنسانية.
وأشار مصطفى محمد ، إلى أن العديد من السكان في أجزاء مختلفة من الإقليم قد نزحوا، مشدداً على ضرورة دعم سبل العيش والمساعدات المنقذة للحياة من الأمم المتحدة ودول أخرى لمنع الخسائر في الأرواح ولضمان حياة مستقرة للمواطنين.
وبحسب وسائل الإعلام التابعة لإقليم الصومال، من المتوقع أن يزور أعضاء الوفد مخيمات النازحين في مخيم بقولوجي للنازحين، بهدف الاطلاع عن كثب على الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحين في المخيم.
وقد سلط تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضوء على الآثار غير المتكافئة لأزمة المناخ على المجتمعات التي لديها قدرات أضعف على التكيف مع تلك الأزمة. تزداد أوجه الضعف تفاقماً، حيث بدأ السكان بمواجهة الفقر، ومحدودية فرص الوصول إلى الخدمات والمواد الأساسية، والصراع، وسبل كسب الرزق المعتمدة على المناخ.
وكان قد حذّر رئيس مكتب لجنة إدارة المخاطر والكوارث بالإقليم، بشير عرب، من المخاطر الإنسانية جراء الجفاف الذي تشهده عدة مناطق بالإقليم الصومال .وقال عرب إن هناك مخاطر إنسانية في إقليم الصومال الإثيوبي بسبب الجفاف وعدم هطول الأمطار في موعدها كالمعتاد.
ومن المحتمل أن يصبح هذا الجفاف أحد أسوأ حالات الطوارئ الناجمة عن تغيّر المناخ في تاريخ القرن الأفريقي الحديث. وتحذر الأمم المتحدة من أنه إذا احتجبت أمطار هذا الموسم، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ 40 عاما التي تشهد فيها المنطقة أربعة مواسم مطيرة سيئة متتالية.
ففي إثيوبيا، يعمل برنامج الأغذية العالمي في الميدان بهدف دعم 3.5 مليون شخص بالمساعدات الغذائية والتغذوية الطارئة وبرامج التغذية المدرسية بالإضافة إلى أنشطة التكيّف مع تغيّر المناخ وبناء القدرة على الصمود.
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 239 مليون دولار أميركي على مدى الأشهر الستة المقبلة للاستجابة للجفاف في جنوب إثيوبيا.
أما في كينيا، فيحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 42 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لتلبية احتياجات المجتمعات الأكثر تضررا في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد.
وفي الصومال أطلق برنامج الأغذية العالمي أكبر تدخل استباقي له حتى الآن في أفريقيا، حيث قام بتزويد الأسر الصومالية الضعيفة في المناطق الساخنة للجفاف بتحويلات نقدية إضافية وحملة إعلامية عامة لمساعدتهم على تحمّل تأثير الاحتجاب المحتمل للأمطار للموسم الرابع على التوالي.
ويواصل البرنامج أيضا برامج سبل كسب العيش والقدرة على الصمود والنظم الغذائية لحماية مكاسب التنمية الأخيرة ودعم الصوماليين الضعفاء في مواجهة حالات الجفاف والأزمات الأخرى على المدى الطويل.
وفي بيان مشترك، أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، أن تأثير الجفاف الذي طال أمده يستمر في تدمير الأرواح وسبل العيش، كما أن الاحتياجات المتزايدة تفوق الموارد المتاحة للمساعدة الإنسانية.
ودعت الوكالات إلى ضخ الأموال على الفور للتمكين من زيادة المساعدة المنقذة للحياة في الصومال.
طالبت الأمم المتحدة بتقديم مساعدات مالية فورية لمنطقة القرن الأفريقي، بعد تضرر أكثر من 18 مليون شخص من الجفاف الذي يضرب المنطقة، وحذّرت من أنّ “الوضع سيتفاقم في الأسابيع المقبلة”. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بعد زيارة استمرت يومين لكينيا: “لم يعد لدينا وقت. نحن في حاجة ماسة إلى المال من أجل إنقاذ أرواح”.
وقال غريفيث: “تأثر أكثر من 18 مليون شخص في إثيوبيا والصومال وكينيا بالجفاف. يستفيق معظمهم متضورين جوعاً، ولا يعرفون ما إذا كانوا سيأكلون في هذا اليوم أم لا”.
وأضاف أنّ “من المتوقع أن يزداد الأمر سوءاً في الأسابيع المقبلة”، وسط تقديراتٍ بأنّ موسم الأمطار المقبل من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر سيكون “كارثياً”، بالقدر الذي كان عليه خلال المواسم الأربعة الماضية.
وفي هذه المناطق التي يعيش فيها السكان بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية، شهدت المواسم الثلاثة الأخيرة من الأمطار انخفاضاً في منسوب المتساقطات مصحوباً بغزو للجراد، دمّر المحاصيل بين عامي 2019 و2021.