دبلوماسية المواطنة النجاح والتحديات !!

بسبب  الفقر والبطالة  قد أخذ منهم  مأخذا كبيرا وكاد اليأس أن يتمكن منهم وبينما هم  غارقون  في متاهات المعاناة القاسية خطرت عليهم مفكرة الهجرة الي خارج الوطن .

مما لا شك فيه أن كل شخص منا يسعى للاستقرار في وطنه، يحضر للتجمعات العائلية.. يحتسي كوباً من القهوة في المساء رفقة أصدقائه.. يخرج في نزهة مع والديه.. يمضي يومه في العمل ليرجع في الليل إلى بيته، ليجد أمه في استقباله محضرة له الأطباق التي يحبها.. عندما يمرض يجد إخوته وأقاربه بجانبه فيزيده ذلك قوة وعزيمة.. لكن ماذا إن كان الوطن الذي تعيش فيه هذه السعادة هو الذي يجبرك على التخلي عنها؟ نعم خلال الـ40 عاما الماضية كان الوطن عبارة عن جحيم لا سيتطيع فيه الانسان ان يعش حرا بسبب العديد من العوامل القاسية .

إن أغلب الأشخاص الذين هاجروا من اثيوبيا  لم يكن ذلك حُباً في الغربة، ولكن هروباً من المُرّ الذي ذاقوه في داخل هذا البلد العريق تاريخيا ، وبحثاً عن إمكانيات وفُرص عَجزت عنها اثيوبيا  أن تحققها لهم خلال تلك الفترة الماضية .

تعتبر المواطنة فكرة اجتماعية والقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات.

وعليه اليوم تعمل الدبلوماسية الاثيوبية في الاهتمام بالمواطن والسؤال عنه والبحث عن الاماكن التي يجودون بها فكانت لبنان احد تلك الاماكن التي هاجر اليها الاثيوبيون فكان اجتماع القنصلية الاثيوبية جاء علي النحو التالي :- تطرق الاجتماع على تعزيز الأنشطة وتوفير حماية حقوق المواطنين الإثيوبيين في لبنان والعمل بنشاط على إشراكهم في مختلف القضايا في البلاد.وقدم القنصل العام شرحا حول القضايا المحورية في اثيوبيا، والأدوار والخدمات القنصلية التي تقدمها القنصلية للمجتمع الإثيوبي المغترب في لبنان، لا سيما الحفاظ على حقوقهم، وتحدث سياده على أهمية تكوين جمعيات المغتربين.

ومن جانبه شرح السيد بيريدا ندا، رئيس شؤون المغتربين في القنصلية، أهداف الدعوة الي برنامج من العيد إلى العيد وجهود الحكومة الإثيوبية ودور المغترب الإثيوبي في طرابلس وامكانية اساهمهم في هذا الصدد.

وشدد أيضا على أهمية تكوين جمعيات المغتربين للإسراع في تبادل المعلومات بين أفراد المغتربين وحماية حقوقهم ومصالحهم.

وقام الوفد بزيارة للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في طرابلس وتعتبر طرابلس أكبر مدينة في شمال لبنان وثاني أكبر مدينة في البلاد.

التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي السيد دمقي مكونن حسن أعضاء الجالية الإثيوبية في المملكة المتحدة الذين عادوا إلى الوطن بمناسبة برنامج “من العيد إلى العيد” ضمن العودة الكبيرة للاثيوبيين إلى الوطن.

وفي تنزانيا التقى السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية لدى تنزانيا، السفير شبرو مامو المفوض العام لدائرة خدمات الهجرة الدكتورة آنا با ماكاكالا، ومفوض مراقبة الحدود والإدارة التنزانية، صموئيل ماهيران، وخلال اللقاء تقدم السفير شبرو بطلب إطلاق سراح نحو ٤٥٠٠ إثيوبي من سجون تنزانيا.

وتعهد المسؤولون التنزانيون بعرض القضية على الهيئات المختصة، بما في ذلك الرئيسة التنزانية للنظر في منح العفو للسجناء الإثيوبيين. وشكر السفير المسؤولين التنزانيين على استجابتهم السريعة، مؤكدا التزامه بتسهيل إعادة ٥٠٠ إثيوبي قضوا فترات في السجن بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.

اليوم مئات الإثيوبيين يصلون إلى أديس أبابا من السعودية، ووزارة الخارجية الإثيوبية تؤكد أنّها ستعيد نحو 100 ألف من مواطنيها بموجب اتفاق أبرم بين البلدين.

من جانبها، قالت ممثلة وزارة المرأة والطفولة الإثيوبية: “مواطنونا عرفوا لحظات مؤلمة للغاية. وعندما فهمت الحكومة آلامهم، بدأت نقاشات دبلوماسية لإعادتهم”.

وأكد العائدون الظروف الإنسانية الصعبة التي يعانيها المحتجزين الإثيوبيين، وعلق أحدهم قائلاً: “كنا نبكي كل يوم. كانوا يعطوننا خبزاً وقدراً من الأرز المطبوخ لـ300 شخص. في بعض الأحيان، يضعون ما يصل إلى 400 شخص في الغرفة نفسها، ولم نتمكن من رؤية ضوء الشمس”.

نعم ادركت الحكومة الاثيوبية بالمواطنة والمواطن، ذلك أن السياسة في عمومها هي معاش الناس، وأن الأمن الإنساني بمفهومه الواسع إنما يشكل في حقيقة الأمر أهم ركن في الأمن القومي، بل يعد الأمن القومي الاثيوبي  ركناً منه وفيه.هكذا قالوا !