تعزيز العلاقة بين المغترب ووطنه الأم هام للغاية !

من العيد الي العيد عيدا الفطر والأضحى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: الدعوة للاحتفال بالعيد معًا فرصة تاريخية لإظهار وحدتنا وتضامننا وأكد المجلس على أنه مستعد لاستضافة الإثيوبيين وذوي الأصول الإثيوبية القادمين من جميع أنحاء العالم. للاحتفال بالعيد…. كيف قراءت دعوة رئيس الوزراء للمغتربين للاحتفال بالعيد في اثيوبيا ؟!

الاستاذ ماهر ابراهيم الشيخ من بني شنجول جمز :-

الحنين إلى الوطن شعور لا يملك الإنسان إلا أن يحترمه. رغم المرارة التي تسبب هجرة المرء عن وطنه، ورغم بعض ذكريات التي قد يحملها بعضهم عن الأسباب التي جعلت المرء تواقاً للرحيل عن أرض الوطن والكفاح في الغربة، إلا أن الوطن يبقى كالوشم محفورا على الجلد. تتعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل ، وتبقي صورة الوطن في خيال المغترب لا تذبل ولا تبهت من الذاكرة. تتوقف الحياة عند اللحظة التي غادر فيها ربوعه، ولا تحتفي المشاعر إلا بصدى الأغنيات القديمة، وصور البيت والأهل والأصدقاء في أيام خلت. ربما يزور المرء وطنه وهو يحمل جنسية أخرى، ويعيش حياة مختلفة في بلد بديل. ربما يطفئ لهيب الحنين المضطرم في داخله ولو إلى حين. لكنه، عادة، ما يخيب أمله، ولا يرتاح للتطور والتحديث الحاصلين فيه، ولا لطراز الحياة هناك مهما بدا متحسنا، لأن الجميل الوحيد في باله هو ما كان عليه الوطن في الطفولة واليفاعة والشباب. هناك أفكار شائعة ومهينة على المغتربين عن أوطانهم، خاصة في الدول الغربية. ليس ذنبهم أن آباءهم أو أجدادهم اختاروا الهجرة من بلد الجذور. صحيح أن بعضهم استطاع بتوجيه الأهل تعلم اللغات الوطنية ، وربما زار أرض الوطن مرة أو أكثر، ولكن الصلة بين آخرين ولغتهم، وبينهم وبين حضارتهم تلاشت تدريجيا إلى أن انقطعت، وبقيت معلوماتهم مقتصرة على الاطلاع باللغات الأجنبية . يستحق المغتربون عن الوطن أن تنشأ لهم وزارات تهتم ببناء جسور بينهم وبين أصولهم، تعزز الصلات الثقافية مع جذورهم كثير من الغربيين يحملون صورة شائهة عن أوطاننا في بلدان العالم النامي، خاصة تلك التي نشأت فيها بعض الأحداث أو الإضطرابات بسبب بعض الظروف السياسية، فتجد الدول الغربية الفرصة في تشويه صورة أوطاننا، والبعد أحيانا يضطر الي تصديق الأمور من خلال تصوير الإعلام الغربي لها بتلك الصورة الأكثر قتامة ومأساوية مما يفاجئون بأنها عليه في الواقع القائم. يستحق المغتربون عن الوطن أن تنشأ لهم وزارات تهتم ببناء جسور بينهم وبين أصولهم، تعزز الصلات الثقافية مع جذورهم، تهتم بتعليم أبنائهم لغات بلادهم وهوياتهم الحقيقية ، تجعلهم لا ينسون تاريخهم وثقافتهم رغم إقامتهم مدة طويلة في بلدان أخرى وحملهم لجنسياتها. لذا، أنشأت بعض البلدان وزارة المغتربين، وهي الوزارة المعنية بجالية كل بلدٍ من البلدان في شتى أرجاء العالم. نكصت بعض البلدان عن الاستمرار في وزارة تحمل هذا الاسم، وألحقت نشاط المغتربين بوزارة الخارجية. أميل إلى الاعتقاد أن وزارة الخارجية وزارة سياسية بالمقام الأول، ومهمات الوزير وبقية كبار المسؤولين فيها لا تعطيهم الوقت الكافي للتفكير في فعاليات والقيام بجولات تعزز صلة الجاليات بوطنهم الأم. و المغتربون هم أنواع واسعة الطيف كل لديه إمكانيات مختلفة، وتستطيع الإسهام بتشجيع إنشاء مشاريع اقتصادية واستثمار المغتربين في بلاد أجدادهم. ليس انطلاقا من “نوستالجيا” تحن إلى الماضي، بل من واقع كون كل بلد من بلدان العالم يملك إيجابيات وسلبيات، أقول: إن تعزيز العلاقة بين المغترب ووطنه الأم هام للغاية. ليس المطلوب إطلاقا أن يقتنع المغتربون بهجر أوطان الغربة والعودة إلى حضن الوطن، وليس المهم أن ينفروا من نمط حياتهم في بلدان أجنبية، بل أن يشعروا ببعض ميزات وطن الأجداد، ويحرصوا على عدم قطع علاقتهم معه، بل التردد عليه سياحة مع أبنائهم، وربما الاستثمار فيه لمن يملكون القدرة المادية على الاستثمار.

ودعوة رئيس الوزراء المغتربين للعيد في إثيوبيا هي دعوة نابعه من منطلق أن الأعياد هي فرصة سانحة لإبراز قيم الدين الإسلامي والذي هو دين وئام ومحبة ورحمة، ومن المهم إبراز هذه القيم الفاضلة في كل تعاملاتنا الحياتية وكذلك إبراز قيم التعاطف والإحسان وهما قيمتان يدعمهما الدين الإسلامي في جميع الأوقات.

وكذلك إبراز قيم الوحدة والانسجام والحب والذي تتجلى في الاحتفال بالعيد ومن الأهمية بمكان في ظل أحتفالاتنا بالأعياد أن نتعاون ونتكاتف في مساعدة الفقراء والإكثار من أعمال البر والإحسان والتسامح فيما بيننا. وفي هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا والهجمات الشرسة التي يتعرض لها من الغرب تبرز ضرورة الحفاظ على لُحمة بلادنا التي تعكس التنوع والانسجام بين كل الأديان في بلادي بصورة قل أن نراها في أي دولة من دول العالم لذا جاءت هذه الدعوة الكريمة من دولة رئيس الوزراء الذي أراد أن يؤكد أن إثيوبيا قوية بمواطنيها وثرية بعطائهم دون تمييز وبهم جميعا تتحقق أعلي القيم الإنسانية والتي تتمثل في الأمن والسلام والاستقرار من خلال الوحدة والتسامح، و أن الحفاظ على السلام والوحدة هو السبيل الوحيد من أجل إنجاز المزيد من مشاريع التنمية والاستقرار وتحقيق إثيوبيا لأحلامها جميعا والتي لن تتحقق إلا بتضافر جميع الجهود

. وستتم تلبية هذه الدعوة الكريمة أن شاء الله وعلي أوسع وأعلي نطاق وسيأتي المغتربون وأبنائهم للاحتفال باعيادنا القادمة وبلادنا في أمن وأمان وسلام ورخاء واستقرار ووحدة مهما أراد لها الأعداء وسيرتد كيد الاعداء الي نحورهم ليموتوا بغيظهم ، وترسم صورة توافد الأبناء لحضن الوطن أجمل لوحة تحيي الأمل في النفوس وتجلب الإشراق والسعادة للوطن الذي هو وطن الجميع .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *