دور إثيوبيا التواق لإستقرار الأمن والسلام في منطقة القرن الإفريقي!!

عمر حاجي

إن حكومة إثيوبيا تعمل عبر العلاقات الثنائية والأخوية مع دولة جنوب السودان. كما تقوم بالعمل الدبلوماسي المستمر لدعم عملية السلام والاستقرار لدولة جنوب السودان، لأنها تؤمن بأن استقرار دولة جنوب السودان هو جزء من استقرار إثيوبيا والقرن الإفريقي ككل.

ومن هذا المنطلق رحب رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد بتوقيع اتفاق سلام بين القوات المتنافسة في جنوب السودان. حسب ما جاء في بيان نشره رئيس الوزراء في حسابه على موقع تويتر. كما أشاد رئيس الوزراء بفتح صفحة جديدة بين رئيس جنوب السودان سلفاكير مياردييت ومنافسه النائب الأول للرئيس رياك مشار. مؤكدا على أن إثيوبيا ستواصل العمل عن كثب مع جنوب السودان لضمان السلام الدائم وتحقيق التنمية. وقد عقدت الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان مؤخرا، على اتفاق هيل القوات الذي يضمن ملف الترتيبات الأمنية لاتفاقية السلام.

وتم التوقيع عن الطرف الحكومي مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك وعن الحركة الشعبية المعارضة بقيادة مشار وقع مارتن أبوجا فيما وقع عن مجموعة سوا بقيادة حسين عبد الباقي وقع خالد بطرس وعن حكومة السودان وقع وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم. كما شهد مراسم التوقيع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائب رئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى جانب حضور النائب الأول لجمهورية جنوب السودان الدكتوررياك مشار ونائب الرئيس حسين عبد الباقي فضلًا عن حضور عدد من الوزراء والقيادات العسكرية من الأطراف الموقعة.

وأعرب الرئيس سلفاكير عن تقديره لموقف إثيوبيا الثابت لدعم جهود السلام والاستقرار في جنوب السودان، وقال: ” إننا نرحب بالاتفاق الرئيسي الذي تم التوصل إليه اليوم بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس ريك مشار. وتقف إثيوبيا متضامنة مع جنوب السودان وتواصل الوقوف على أهبة الاستعداد لدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم والتنمية “.

 وفي هذا الإطار أجرت صحيفة ” العلم” مقابلة حصرية مع سعادة السفير جيمس بيتا مورغان سفير حكومة جنوب السودان لدى إثيوبيا حول ترحيب إثيوبيا بالاتفاق حدث بين الاشقاء في جنوب السودان، وقال سعادة السفير جيمس بيتر، بعد تقديم الشكر لصحيفة “العلم ” والترحيب بها كالعادة: إن إتفاقية السلام لم تكن فكرة جديدة، بل إنها إمتداد واستمرار لتنفيذ إتفاقية السلام التي عقدت هنا في أديس أبابا في 12 من سنتمبر عام 2018 م. والتي كانت سببا لإيجاد الأمن والسلام والإستقرار في جوبا.

وكانت الإتفاقية في مراحل: المرحلة الأولى، هي مرحلة تكوين الحكومة المركزية والإقليمية، وبعد ما تم تكوين البرلمان، كانت هناك معاهدة لتشكيل القوات الموحدة. وأما ما جرى قبل اليومين الماضيين في جوبا هو تنفيذ إتفاقية السلام في القيادة الموحدة للجيش، وتوحيد صفوف الجيش، حيث كان جيش جنوب السودان خلال الفترة السابقة جيشا يقوم بوحده. ولذا، كان هذا الإتفاق تنفيذ تلك المعاهدة المسبقة واستمراريته.

 قال سعادة السفير بيتا: إن دور إثيوبيا كعادته تقف دائما مع جنوب السودان، حيث إن رئيس الوزراء هو أخونا الكبير، وهو دائما يقوم إلى جانبنا في حل المشاكل التي تحدث هناك، ويقول دائما: إنه يجب أن تحل المشكلة بطرق سلمية، مشيرا إلى أن علاقتنا مع إثيوبيا هي علاقات تاريخية نابعة من الأخوة في جميع مناحي الحياة. كما يقول الناس: إن شعب جنوب السودان وشعب إثيوبيا هو شعب واحد يعيش في دولتين، ونحن أخوة. مؤكدا على أن إستقرار الأمن والسلام في جنوب السودان هو إستقرار الأمن والسلام في إثيوبيا. لان السلام في جنوب السودان هو سلام لإثيوبيا وبالعكس تماما، لان ما يحدث هناك يتأثر في إثيوبيا.مؤكدا على أن الاخوة في جنوب السودان يعتين عليهم بأن يلتزموا بالسلام. مؤكدا على أن الإتفاقية التي وقعت في أديس أبابا في 2018  كانت هي الإتفاقية الوحيدة التي استطاعت أن تجلب السلام  لجنوب السودان.

وفي خطوة تعكس الأهمية التي توليها إثيوبيا لعلاقتها مع جنوب السودان، قام وزير الدفاع الإثيوبي الدكتور أبرهام بلاي، الذي يرأس الوفد الإثيوبي إلى جنوب السودان، بتسليم رسالة رئيس الوزراء أبي أحمد إلى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت يوم الجمعة الماضي. وخلال الاجتماع، أعرب وزير الدفاع الدكتور ابرهام عن مخاوف إثيوبيا، كدولة صديقة، بشأن القضايا التي تمت ملاحظتها مؤخرًا بشأن تنفيذ إتفاق السلام في جنوب السودان، مؤكدًا على التزام بلاده بتقديم كل الدعم اللازم للتنفيذ الناجح للاتفاقية.

من جانبه، أعرب الرئيس سلفاكير عن تقديره لموقف إثيوبيا الثابت لدعم جهود السلام والاستقرار في جنوب السودان، كما أعرب عن تقديره لاهتمام رئيس الوزراء أبي أحمد ومبادرة إرسال وفد إلى جنوب السودان. في حين قال الرئيس: إن القضية التي تمت ملاحظتها مؤخرًا في البلاد لها جذور في الطبيعة المعقدة لتنفيذ اتفاق السلام، مؤكدًا من جديد على التعامل الصحيح مع القضية. وأطلع الرئيس سلفاكير الوفد الإثيوبي على الوضع الراهن لتنفيذ اتفاق السلام.

كما أعرب النائب الأول للرئيس سلفاكير عن تقديره لدور إثيوبيا في تحقيق إتفاق سلام جنوب السودان، ودعا إثيوبيا إلى مواصلة دعمها لإنجاح الصفقة، وفقاً للخارجية الإثيوبية.

والجدير بالذكر أنه التقى الوفد الإثيوبي بوزيرة دفاع جنوب السودان السيدة “أنجلينا تيني” والمستشار الأمني ​​للرئيس السيد “تات جاتلواك. كما إلتقى وفد من هيئة الطاقة الكهرباء الإثيوبية بوزير الطاقة والسدود بجنوب السودان وأجرى السيد بيتر مارسيلو المناقشة مع وزير الطاقة والسدود بجمهورية جنوب السودان.

وقال السيد أندوالم، نائب الرئيس التنفيذي للسلطة، أثناء إحاطة الوزير، أن الطاقة الخضراء لإثيوبيا ستنمو في المستقبل القريب إلى أكثر من سبعين ألف ميجاوات، باستخدام مصادر صديقة للبيئة في الغالب. وهي تجنب تحديات مواسم الجفاف، وكذلك لجعل إمدادات الطاقة موثوقة. وتعمل الحكومة الإثيوبية على تنويع مصادر الطاقة.

كما سلط الضوء على التزامات إثيوبيا لتغطية دول شرق إفريقيا من خلال توسيع الربط الكهربائي الحالي وإنشاء خطوط جديدة. وعن استعداد إثيوبيا لتقييم وتحديد طرق أفضل لربط إثيوبيا وجنوب السودان عبر شبكة الطاقة، مشيرا الى أهمية خلق علاقات اجتماعية واقتصادية قوية بين البلدين.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *