إثيوبيا أم القوميات عليها أن تعيش بالسلام والوحدة!

 

*السيرة الذاتية للشيخ يوسف حسين

عمر حاجي

مدينة حلابا قوليتو(العلم) قال الشيخ يوسف حسين إمام مسجد دار الحديث بمدينة حلابا قوليتو في مقابلة أجرت معه صحيفة “العلم” أولا، عن نبذة تاريخية عن حياته وعلمه وغيرها من الأسئلة المختلفة: إني ولدت عام 1960 الميلادي في قرية شوروقو، وهي ضواحي مدينة حلابا، وهي الآن قد أصبحت في داخل هذه المدينة وتربيت هناك وأنا أرعى المواشي، ومن ثم وفقني الله سبحانه وتعالى لقراءة كتاب الله، ولكني مرضت مرضا شديدا وأخذني أبي إلى الشيخ حسن علي، وهو صاحب هذا المركز، وكان هذا الشيخ لديه ميزات خاصة، بحيث أن دعاؤه مستجابة، وهو خليفة من رب المولى في هذا البلد، وهو جالس في منطقة “قبينا.

وبعد ما إطلع إلي وقرأ علي الرقية ودعاني، وقال: إن هذا الولد سيكون طالب علم، وهذا الولد لا يكون عنده مرض إن شاء الله، وأعطيه القرآن، ومنذ ذلك اليوم أعطاني أبي القرآن وبدأت قراءة القرآن الكريم عند واحد شيخ يسمى، الشيخ حبيب عمر في هذا المسجد وأنا لا أعرف كيف قرأته لأني لا أعرف الحروف. وفتح الله سبحانه وتعالى قراءته عن ظهر غيب إلى جزء { تبارك الذي بيده الملك} حتى خلصت القرآن، وقد تجمع الطلاب حولنا في هذا المسجد ولم يكن أحد من الطلاب في هذا المسجد سابقا.

وتابعنا القراءة ونحن أكثر من 50 إلى 60، وكنت بعد ما خلصته أقرأت الأولاد القرآن الكريم لحوالي خمس سنوات عند الشيخ، ومن ثم طلبت من الشيخ أن أدرس الفقه لمذهب الإمام الشافعي رحمه الله، في مدينة “شوروقو” حيث كان هناك عالم جليل وفقيه يدرس الفقه، واسمه شيخ علي، وقد درست عنده فنون الفقه الشافعي بدأ من مختصر الصغير، وسفينة النجاة، وبافضل وشجاع وعمدة وغيرها….، وبعد ذلك ذهبت من عنده إلى قرية أخرى، وهي تسمى “ليندا” وخلصت هناك منهاج التعليم على شيخ اسمه الشيخ يوسف، وهو متمكن من علوم الفقه واللغة العربية، ودرست عنده ست سنوات جميع فنون الفقه وبعد ذلك، قرأت عنده ملحمة الإعراب واللغة العربية، وبعد ماخلصت من عنده ذهبت إلى المملكة العربية السعودية باسم العمرة، وكان ذلك في نهاية حكم الإمبراطور هيل سلاسي وبداية نظام الدرج والقضاء على حكم الإمبراطور والقبض عليه، وكان عمري عند ذلك 17 أو 18 سنة تقريبا. وذهبت مع الناس وأديت مناسك الحج والعمرة.

وبعد ذلك، إلتلحقت بدار الحديث بمكة المكرمة بواسطة الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله، بعد أن إختبروني، لأنه ليس لدى شهادة ونجحت في الإختبار وأدخلوني في الصف الخامس الإبتدائي وخلصت هذه المرحلة والمتوسطة والثانوية، ومن ثم ذهبت إلى المدينة المنورة والتحقت بالجامعة هناك، واختر كلية الشريعة الإسلامية، وبعد أن درست أربع سنوات تخرجت عام 1406 هجري من الجامعة. وبعد ذلك، رجعت إلى بلدي وقمت بالتدريس بمدينة دسي في وللو بمدرسة غندى العربية، وكان قد فتح الشيخ يحيى العنسي اليمني هذه المدرسة، وبعد التدريس لمدة شهرين جاءت ثورة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، وكانت أسرتي توجد في المملكة حيث تركت هناك، ورجعت إلى هنا يعني منطقتي إلى مدرسة دار الحديث التي قد أسسناها ونحن في السعودية، وكان الشيخ عبد الناصر الحكيم وهو أحد المؤسسين لهذه المدرسة بمساعدة الشيخ علي بن السيد مكي وهو المؤسسة أيضا مسجد النور الكبير في هذه المدينة مع الدعاة الآخرين، وكانت مدرسة دار الحديث إبتدائية وتطورت الآن إلى المرحلة المتوسطة وبها مركز كبير، وأنا مدير هذه المدرسة ومدرسهاأيضا، وإمام هذا المسجد. ويتم التدريس في هذه المدرسة جميع المناهج من العلوم الشرعية واللغة العربية والحديث والمواد الأكاديمية المختلطة مثل المدرسة الأولية تمام. وكان قد تخرج من هذه المدرسة عدد كبير، من الخبراء وهم موظفون لدى الحكومة في مجالات مختلفة، وهناك ولدي يشتغل في الإنترنيت بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبي، واثنان الأخرين يشتغلون في الدوائر الحكومية المختلفة، وهناك بنتي سيتخرج في هذه السنة من جامعة حواسا.

وفيما يتعلق بنسبة المسلمين في حلابا وثقافة استقبال شهر رمضان المباك؟، قال الشيخ يوسف: أولا، إن نسبة المسلمين في حلابا أكثر من 97 في المائة وتوجد نسبة ضئيلة جدا من المسيحيين في المدن، وأما بالنسبة لثقافة استقبال شهر رمضان المبارك المسلمين لدى مجتمع حلابا، يتميز في استقبال هذا الشهر الفضيل، وتراه هنا المساجد مكتظة بالمصلين وتراه تدفق المسلمين إلى المساجد كأن تعيش في السعودية حيث الشوارع ممتلئة بالمصلين، ويأتي الناس من ضواحيها والمناطق القريبة إليها للصيام هنا وأداء العبادة خلال هذا الشهر الكريم.

بالإضافة إلى هذا، فإن جميع المسلمين هنا سواء كانوا صوفية أو أهل الجماعة والسنة، ليست هناك طائفة  وليس بينهم أي خلاف، بل موحدون ويتبعون طريق الرشادية وليس القادرية، وهذا ماتتميز بها منطقتنا. وقد جاء ورجع المجلس إلى ما كنا عليه وما نزال.

وأما مايخص بفوائد شهر رمضان المبارك إجتماعيا واقتصاديا، قال الشيخ يوسف: إن الفوائد من هذا الشهر الكريم عديدة لا تعد ولا تحصى من حيث التعاطف والشفقة، على سبيل المثال لا لحصر، فإن الشباب في هذه المنطقة يجمعون التبرعات سنويا في المدن والأرياف من أصحاب التجار والثروة قبل دخول شهر رمضان المبارك من أجل إفطار الصائمين للفقراء والمساكين والأيتام والأرامل طوال هذا الشهر، بالإضافة إلى أن نساء وفتيات هذا المركز يفطرون 100 نفر يوميا الأشخاص الذين ليس لديهم شيئ.

وحول كيف تقيمون السلام في بلادنا، لأن ممارسة العبادات والأنشطة اليومية بوجود السلام؟ قال الشيخ يوسف: إن قضية السلام هي أساس كل شيئ، وهناك عندنا جمعية تعمل في التنمية والسلام باشتراك جميع الأديان، كما تقوم بتوعية المجتمع حول قيمة السلام، وإذا لم يوجد السلام، فليس هناك شيئ يوجد بدون سلام، كما أن هدفنا الأول والأخير هو أننا نعمل من أجل السلام عن طريق جمع الشيوخ وكبار السن في المنطقة وإجراء الحوار، كما ترون أن جميع الناس يمارسون أنشطتهم اليومية بدون أي خوف أو قلل على الرغم من أن جميع القوميات الإثيوبية موجودة هنا مثل هرر، وتعيش بسلام ووئام وبعدالة.

وأخيرا ماهي رسالتكم وتوصياتكم خصوصا بعد جروج شهر رمضان المبارك؟ قال الشيخ يوسف:إن توصياتي لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هي أن يهتموا بالسلام، وأن يعززوا وحدة البلاد، وأن مدينة حلابا قد تطورت بسبب وجود السلام، كما أن إثيوبيا أم القوميات والشعوب عليها أن تعيش بالسلام والوحدة وأن يقوموا بالتنمية حتى تتطور البلاد وتعم الرفاهية جميعا. وعلى المسلمين أن يواصل ويستمروا في عبادة ربهم مثل في رمضان، وكذلك التعاطف والرحمة والشفقة للفقراء والمساكين طيلة أيام السنة إن شاء الله.       

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai