اللغة العربية في إثيوبيا: التاريخ والحاضر والمستقبل

*عميد كلية الاولية الاستاذ علي حسين: مستوى اللغة العربية والاهتمام بها في الوقت الحالي زاد اكثر من اي وقت مضى لدى الحكومة والشعب الاثيوبي

سمراي كحساي

مما لا ريب فيه ان العلاقات العربية الإثيوبية تسبق تاريخ الديانات السماوية كلها: اليهودية والمسيحية والإسلام على حد سواء، ولقد دخلت المسيحية إلى إثيوبيا من الشرق الأوسط كما استمدت الكنيسة الإثيوبية عقيدتها الأرثوذكسية ،وثقافتها من الكنيسة القبطية المصرية.

وظلت كنيسة الأسكندرية الأم للكنيسة الاثيوبية منذ نشأتها في بداية القرن الرابع الميلادي وإلى حين استقلالها في عام 1958م، كما نجد هذا التواصل بين الأزهر الشريف ومسلمى إثيوبيا، وذلك يؤكد على عمق العلاقات بين الشعبين العظيمين في الحضارات والأديان .

كما كانت أرض الحبشة تتوسط  للصلح في كل ما يحدث من صراعات وحروب بين الأطراف المتنازعة في الحجاز، مما جعلها ملجأ آمنا يلجأ إليها أهل الحجاز عند المحن والأزمات، وما ظاهرة هجرة الصحابة الكرام إلى الحبشة بعد ظهور الإسلام، إلا تأكيدا على قدم العلاقة التاريخية والترابط الوثيق بين الطرفين.

وحاليا ساهم فتح قسم اللغة العربية بجامعة أديس أبابا في وقف أو تقليص هجرات الأثيوبيين إلى الخارج لدراسة اللغة العربية.  كما تم فتح اقسام اخري للغة العربية في كل من جامعة جيجيغا بالإقليم الصومالي الإثيوبي،  وفي جامعة هرومايا ،وجامعة وللو ،وجامعة جيما ،وجامعة بحردار وغيرها، مما يعتبر إنجازا فريدا لقسم اللغة العربية دون أقسام اللغات الأجنبية الأخرى.

وفي هذا الاطار  قال عميد كلية الاولية الاستاذ علي حسين ان اللغة العربية كانت لغه معروفة في اثيوبيا في الماضي لان الكتاب المقدس كان مكتوب باللغه العربيه كما كان الكتاب القانوني او التشريعي او مايسمي  كبرنجست باللغه العربيه.

واضاف ان الدراسات كلها تدل على ان  اثيوبيا كانت لها علاقات متينه مع الدول العربيه مثل المملكه العربيه و السودان ومصر واليمن وان هذه الدول كانت لها علاقات تجاريه و سياسيه و ثقافيه كذلك.

واشار الي ان اللغة العربية تتمتع بمكانة متميزة في إثيوبيا حيث استقرت في البلاد منذ وقت طويل وسبقت دخول أي من اللغات الأوروبية إليها لتظل محتفظة بمكانتها وصمودها و ان اللغة العربية تلعب دورا مهما في تعزيز العلاقات بين إثيوبيا والدول العربية.

وقال انه إذا تحدثنا عن تاريخ اللغة العربية وعلاقاتها مع دولة إثيوبيا التي كانت تسمى دولة الحبشة  سنجد ان اللغة العربية لها علاقة متينة بالحبشة  وانه عندما هاجر الصحابة رضوان الله عليهم إلى الحبشة كانوا يتحدثون مع الملك النجاشي بلا مترجم وهذا يعني أن اللغة العربية كان لها جزور في الحبشة.

 واضاف الاستاذ علي حسين ان تأخر الاهتمام باللغة العربية في إثيوبيا  كان لأسباب عدة منها اعتبار الشعب الإثيوبي اللغة العربية كلغة الدين مع أن اللغة ليس كذلك فقط حسب قول الدكتور علي.

وقال :”المشكلة ان  الشعب الإثيوبي يعتبر اللغة العربية هي لغة الدين يعني يراها كلغة الدين  وهي ليست كذلك فهي لغة بحتة مثلها مثل اي لغة لها استخدامها في الثقافات وفي الديانات وفي السياسات وفي الاقتصاد واللغة العربية نزل بها القرآن واصبحت هذه اللغة تشرح او تستخدم لفهم الدين  لكنها ليست هي بذاتها الدين.”

واضاف ان المفاهيم الخاطئة تجاه اللغة العربية لدى المثقفين فضلا عن عامة الناس تشكل تحديا كبيرا في توسع اللغة العربية في إثيوبيا، حيث ينظرون إلى اللغة العربية بأنها تخص الإسلام والمسلمين، رغم ما ذكرناه سابقا بأن معظم المصادر والمراجع للكنيسة الأرثوذكسية مكتوبة باللغة العربية، وأن القساوسة المصريين كانوا على رأس الكنيسة الإثيوبية لقرون طويلة الأمد .

واشار الي ان الطقوس الكنسية كانت تؤدي باللغة العربية في اثيوبيا، مما يجعل اللغة العربية إحدى اللغات المستخدمة في الكنيسة الإثيوبية منذ القدم، وعلى هذا فإن المفاهيم غير الصحيحة تجاه اللغة العربية ناتجة عن جهل بواقع تاريخ هذه البلاد، ومع ذلك فإننا ما زلنا نعاني من هذه المشكلة التي تحتاج منا جميعا إلى كشف الحقائق وإماطة اللثام عن دور اللغة العربية وأهميتها وعلاقتها التاريخية بالتراث الثقافي الوطني لهذه البلاد وتاريخها.

وقال الاستاذ علي حسين ان ما كتب عن مجد وحضارة وعدالة إثيوبيا إنما كتبه العرب بكل صدق وأمانة بعيدا عن ما استحدثته السياسة في وقتنا الحاضر من تجاهل العلاقة التاريخية بين الطرفين، وعلى كل الأطراف أن تعود إلى أصل العلاقة التاريخية بين العرب وإثيوبيا الذي ازدهرت فيه الحضارات وتمتعت فيه الشعوب بالرخاء الإقتصادي و بالاستقرار الأمني.

واضاف عميد كلية الاولية الاستاذ علي حسين ان مستوى اللغة العربية والاهتمام بها في الوقت الحالي زاد اكثر من اي وقت مضى لدى الحكومة والشعب الاثيوبي حيث فهمت الحكومة اهمية اللغة العربية للبلاد سياسيا واقتصاديا لان اللغة العربية هي لغة الدول المجاورة لاثيوبيا.

واشار الي ان اللغة العربية في إثيوبيا لعبت دورا هاما في الحفاظ على التراث والتاريخ الوطني عامة، وعلى التراث الديني: المسيحي والإسلامي على حد سواء، وأن العلاقات العربية الإثيوبية متجذرة في القدم من خلال الأخذ والعطاء و انعكست في المجالات الإقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية واللغوية وغيرها من المجالات التي يلاحظها كل من عنده أدنا إحتكاك ثقافي بتاريخ المنطقة. 

وكانت اللغة العربية في المجتمع الاثيوبي متواجدة منذ القدم، وكان هناك تلاحم اجتماعي كبير بداء من الحضارة الاكسومية مع جنوب شبه الجزيرة العربية وتعتبر هذه الحضارة آنذاك القوة الثالثة بعد القوة الرومانية والفارسية في العالم.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *