عيد القيامة بين الكنائس الشرقية و الغربية

 

تحتفل كل كنائس العالم شرقية وغربية بعيد الفصح المقدس اى عيد القيامة المجيد و لكن اختلفت كنائس الغرب عن كنائس الشرق فى موعد الاحتفال بينما ينص كتاب الدسقولية ( قوانين الاباء الرسل الاطهار ) فى مقدمة الباب الحادي والثلاثون:

وواجبنا نحن معشر المسيحيين أن نستقصى  ( ندقق ) لأجل يوم الفصح كي لا نصنعه في غير الأسبوع الذي يقع فيه اليوم الرابع عشر من الهلال ويوافق شهر نيسان الذي هو بالقبطي شهر برموده.

وجاء أيضا في أول الباب : (يجب عليكم يا إخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم الذي للمسيح، أن تعلموا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذي يكون في زمان الاعتدال (الربيعي) الذي هو خمسة وعشرون من برمهات القبطى، وأن لا يعمل هذا العيد الذي هو تذكار آلام الواحد دفعتين في السنة، بل دفعة واحدة للذي مات عنا دفعة واحدة.

واحذروا من أن تعيدوا مع اليهود لأنه ليست لكم الآن معهم شركة. لأنهم ضلوا وأخطأوا وزلوا هؤلاء الذين ظنوا أنهم تكلموا بالحق فصاروا ضالين في كل زمان وابتعدوا عن الحق. أما انتم فتحفظوا باستقصاء من عيد اليهود الذي فيه طعام الفطير الذي يكون في زمن الربيع الذي هو خمسة وعشرون من برمهات هذا الذي يحفظ إلى أحد وعشرين يومًا من الهلال حتى لا يكون أربعة عشر من الهلال في أسبوع آخر غير الأسبوع الذي تعلمون فيه الفصح ( عيد القيامة ) فتصبحون تصنعون الفصح دفعتين في السنة بقلة المعرفة.

أما عيد القيامة الذي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح فلا تصنعوه في يوم من الأيام البتة إلا يوم الأحد. وصوموا في أيام الفصح وابتدئوا من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة والسبت وهي ستة أيام… إلخ.)

موعد عيد القيامة في القرن الثاني الميلادي:

سجل لنا القرن الثاني للمسيحي  جدلًا طويلًا بين فريقين من الكنائس حول تحديد موعد عيد القيامة.

أ‌- فالمسيحيون في آسيا الصغرى وكيليكيا وبين النهرين وسوريا كانوا يعيدون في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبري تذكارًا للصلب، واليوم السادس عشر من الشهر المذكور للقيامة وذلك في أي يوم من أيام الأسبوع سواء صادف الجمعة للصلب والأحد للقيامة أو لم يصادف.

وكانوا في يوم 14 نيسان عندما يجرون تذكار الصلب يفطرون اعتقادًا منهم أن هذا اليوم هو يوم تحرير الجنس البشري من العبودية، فيصرفون يوم الصلب في الحزن وبعض الفريق يقول أنه تسلم هذه العادة من القديسين يوحنا وفيلبس الرسولين.

ب‌- أما المسيحيون في  مصر و بلاد اليونان و البنطس وفلسطين وبلاد العرب فلم يجعلوا اليوم (14، 16 نيسان) أهمية بقدر أهمية الجمعة كتذكار للصلب والأحد كتذكار للقيامة واستندوا في ذلك إلى تسليم القديسين مرقس الرسول و بطرس وبولس الرسولين.

ولقد استمر هذا النزاع بين الفريقين ولكن لم يؤثر على سلام الكنيسة، ولم يقطع رباط المحبة والاتحاد بين أعضائها.

ولقد سافر القديس بوليكربوس أسقف أزمير نحو سنة 160 م. إلى روما لينهى بعض المسائل ومن بينها عيد الفصح، أملا بأن يقنع القديس أنكليطوس أسقف روما وجهة نظره والسير على منوال كنائس أسيا، وبالرغم من طول الجدل… إلا أن عُرَى الاتحاد لم تنفصل واشترك بوليكوبوس مع عدد من أساقفة روما في خدمة القداس الإلهي وقدس أسقف أزمير الأسرار الإلهية.

مجامع مكانية لحسم الخلاف:

لقد استمر الجدل و الحال  على هذا المنوال إلى أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث الميلادي فعقدت مجامع مكانية مختلفة بعضها حكم بأن يعيد المسيحيون عيد القيامة في يوم الأحد ولا يحل ( لا يفطر ) الصوم قبل ذلك ومن هذه المجامع انعقد مجمع فى روما سنة 198 م. برئاسة البابا فيكتور الذي أيد رسالة البابا دمتريوس الكرام بابا الإسكندرية و بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأما مجمع أفسس برئاسة بوليكراتس Polycrate أسقفها فحتم بوجوب تعييد الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر القمري وتبعه مجمع فلسطين المؤلف من أربعة عشر أسقفًا يتقدمهم نرقيسوس Narcisse أسقف أورشليم وكسيوس Cassius أسقف عكا وقرر مبدأ أعضاء الأربعة عشر ولكن مجمع فرنسا الذي عقده القديس إيرناؤس سنة 197 م. اتبع طريقة كنيسة الإسكندرية التي أقرها فيكتور بابا روما وهي التي أقرها المجمع النيقاوي وأعتمدها (فيما بعد).

ولكن بقيت كنائس أسيا غير راضية عن هذا القرار وظلت متمسكة بعادتها… ولم يحسم هذا الخلاف بين الكنائس سوى مجمع نيقية سنة 325 م.

مجمع مكاني في جزيرة بني عمر يحرم الأربعة عشرية Quartodecimanism:

جاء بكتاب سنكسار  الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت يوم 4 برمهات ما يلي:

في مثل هذا اليوم أجتمع بجزيرة بني عمر مجمع عن قوم يقال لهم الأربعة عشرية وهؤلاء كانوا يعلمون عيد الفصح المجيد مع اليهود في اليوم الرابع عشر من هلال نيسان في أي يوم اتفق من أيام الأسبوع فحرمهم أسقف الجزيرة وأرسل إلى ديمتريوس  بطريرك الإسكندرية و إلى  أسقف بيت المقدس وأعلمهم ببدعة هؤلاء القوم فأرسل كل منهم رسالة حدد فيها أن لا يعمل الفصح إلا في يوم الأحد الذي يلي عيد اليهود وأمر بحرم كل من يتعدى هذا ويخالفه.

واجتمع مجمع من ثمانية عشر أسقفًا وتليت عليهم هذه الرسائل المقدسة.

فاستحضروا هؤلاء المخالفين وقرأوا عليهم الرسائل، فرجع البعض عن رأيهم السيئ وبقى الآخرون على ضلالهم، فحرموهم. ومنعوهم وقرروا عمل الفصح كأوامر الرسل القديسين القائلين: أن من يعمل يوم القيامة في غير يوم الأحد فقد شارك اليهود في أعيادهم، وافترق من المسيحيين.

موقف كنيسة الإسكندرية من عيد القيامة:

لقد كان لكنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية موقف رائد نحو هذا الخلاف وقد حدد البابا دمتريوس الكرام بأن يكون الفصح المسيحي في يوم الأحد التالي للفصح اليهودي وكتب إلى اسقف  روما وأنطاكية وبيت المقدس موضحا لهم كيفية استخراج الحساب فلم يجدو ممانعة في شيء البتة، بل قبله أكثر الأربعة عشرية وأوضح لهم ضرورة أن يكون الفصح المسيحي بعد الفصح اليهودي لأن السيد المسيح عمل الفصح مع الإسرائيليين في اليوم الرابع عشر من نيسان ثم تألم بعد ذلك. أما الرسائل الفصحية التي كان يبعث بها بابوات الإسكندرية فهي رسائل متضمنة تعيين يوم الفصح  ( عيد القيامة ) المسيحي اعتمادًا على أن مدرسة الإسكندرية كانت تعتني بالحساب الفلكي لتعيين موعد اليوم الرابع عشر من نيسان الذي يكون عادة في الاعتدال الربيعي.

ولذلك كان حاملو هذه الرسائل يجوبون البلاد شرقًا وغربًا لكي يحتفل المسيحيون جميعًا بالفصح في يوم واحد ليكون السرور عامًا.

مجمع نيقية وموعد عيد القيامة:

اجتمع المجمع المقدس المسكوني الأول في نيقية بيثينية في سنة 325م فى ايام الامبراطور قسطنطين الكبير ومن أشهر الآباء الذين حضروه ألكسندروس بطريرك الإسكندرية و كان رئيسا للمجمع ومعه القديس أثناسيوس الكبير، وألكسندروس أسقف القسطنطينية، وأوسيوس أسقف قرطبة (أسبانيا) والكاهنان ثيتون وفكنديوس مندوبا سلفستر بطريرك روما، وأفسطاثيوس بطريرك أنطاكية، ومكاريوس أسقف أورشليم…

وكان عدد أباء هذا المجمع حسب ما وصل إلينا في تقليد الكنيسة الوثق 318 أسقفًا عدا عدد وافر من القسوس والشمامسة أتوا من كل الكنائس في أوروبا وأفريقيا وآسيا.

وقد دعي هذا المجمع للنظر في بدعة أريوس الذي جدف على الابن الكلمة -كلمة الله- وقال عنه أنه مخلوق وغير مساو للآب في الجوهر. وبعد أن رذل المجمع بدعته وحكم عليه وحرمه. وضع دستور الإيمان الذي عرف باسمه (قانون الإيمان النيقاوي).

وبسبب الاختلافات في تاريخ تعييد الفصح ( عيد القيامة ) لم يتأخر المجمع النيقاوي المقدس عن العناية بحل هذه المسألة نهائيًّا .

فتقرر في هذا المجمع:

اولا : أن يعيد الفصح دائمًا في يوم أحد.

وثانيًا: أن يكون في الأحد الذي بعد 14 القمري أي بعد بدر الاعتدال الربيعي.

وبما أن تحديد الاعتدال الربيعي يستدعي مراقبات وتدقيقات فلكية، وكانت الإسكندرية ممتازة على غيرها بالمعارف الفلكية فقد كلف المجمع أسقفها (أي بطريركها بطريرك الإسكندرية) أن يعين كل سنة يوم الفصح بموجب ما يحدد في المجمع المقدس وأن يعلن ذلك لكل الكنائس، بقرب عيد الفصح، برسائل كانت تدعى فصحية وقد أرسل آباء المجمع المقدس (النيقاوي) رسالة إلى كنيسة الإسكندرية يبلغون فيها الاكليروس والشعب بعض ما جرى كتابة ليتسنى لهم الاطلاع على ما دار من الأبحاث وما تم بشأنها من دروس وفحص دقيق وما انتهى المجمع إلى وضعه وتثبيته وقد شملت الرسالة ثلاثة موضوعات تهم مصر وكنيسة الإسكندرية بنوع خاص وهي:

الاتفاق المختص بالفصح المقدس( عيد القيامة )…

وقد جاء بالرسالة بخصوص الموضوع الأخير ما يأتي: (ثم أننا نعلن لكم البشري السارة عن الاتفاق المختص الفصح المقدس فإن هذه القضية قد سويت بالصواب بحيث أن كل الأخوة الذين كانوا في الشرق يجرون على مثال اليهود، صاروا من الآن فصاعدا يعيدون الفصح، العيد الأجل الأقدس، في الوقت نفسه، كما تعيده كنيسة روما وكما تعيدونه انتم وجميع من كانوا يعيدونه هكذا منذ البداية…)

ولذلك فقد سرتنا هذه النتائج المحمودة، كما سرنا استتباب السلام والاتفاق عامة مع قطع دابر كل بدعة. فاستقبلوا بأوفر إكرام وأعظم محبة زميلنا أسقفكم ألكسندروس الذي سرنا وجوده معنا… إلخ.).

بخصوص تحديد موعد عيد القيامة،

فهذا له حساب فلكي طويل، يُسمى “حساب الإبقطي” Epacte، وهي كلمة قبطية معناها: “عُمر القمر أو المتبقى أو الباقى أو الفاضل تطلق على ايام شهر النسى القبطى المعروف باجومى الاثيوبى  من كل عام”..

وقد تم وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكي المصري “بطليموس الفرماوي” (من بلدة فرما بين بورسعيد والعريش) في عهد البابا ديميتريوس الكرام (البابا البطريرك رقم 12 بين عامي 189-232 م.).  وقد نُسِب هذا الحساب للأب البطريرك، فدُعِيَ “حساب الكرمة”..

وهذا الحساب يحدد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحدًا في جميع أنحاء العالم.  وبالفعل وافَق على العمل به جميع أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، بناء على ما كتبه لهم البابا ديميتريوس الكرام في هذا الشأن.  ولما عُقِدَ مجمع نيقية عام 325 م. أقرَّ هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحية حتى عام 1582 م كما سنذكر فيما بعد..

هذا الحساب يراعي أن يكون الاحتفال بعيد القيامة موافقًا للشروط التالية:

1- أن يكون يوم أحد لأن قيامة الرب كانت فعلًا يوم أحد.

2- أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي (21 مارس).

3- أن يكون بعد فصح اليهود  لأن القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي.

وحيث أن الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العِبري الأول من السنة العبرية (القمرية)  فلابد أن يأتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبري القمري.

وقد استمر موعد الاحتفال بعيد القيامة موحدً عند جميع الطوائف المسيحية في العالم، طبقًا لهذا الحساب القبطي، حتى عام 1582 م حين أدخَل البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما تعديلًا على هذا الترتيب، بِمُقْتَضَاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربية يقع بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرةً، بغض النظر عن الفصح اليهودي (مع أن قيامة السيد المسيح جاءت عقب فصح اليهود حسب ما جاء في الأناجيل الأربعة).  فمن ثَمَّ أصبح عيد القيامة عند الغربيين يأتي أحيانًا في نفس يوم احتفال الشرقيين به، وأحيانًا يأتي مبكرًا عنه (من أسبوع واحد إلى خمسة أسابيع على أقصى تقدير)، ولا يأتي أبدًا متأخرًا عن احتفال الشرقيين بالعيد.

وجدير بالذكر أن البروتستانت لم يعجبهم التعديل الكاثوليكي على موعد الاحتفال بعيد القيامة، وظلوا يعيِّدون طبقًا لتقوم الأبقطي الشرقي حتى عام 1775 م، ولكن مع ازدياد النفوذ الغربي اضطروا لترك التقويم الأصيل وموافقة التقويم الغريغوري..

اباء الكنيسه و عيد القيامة

نظرا  لسمو منزلتة عيد قيامة السيد المسيح له المجد القديس يوحنا الذهبي فم يدعوه إكليل الأعياد.

والقديس اغريغوريوس النيزينزي يسميه ملك الأعياد وعيد الأعياد (خطبة 19)

والقديس يوستينوس الشهيد يدعوه عيد الفصح المجيد لأن خروج الفصح اليهودي كان رمزًا إلى المسيح فصحنا أيضًا الذي ذبح لأجلنا وفيه يجب أن نُسَرّ وفرح (مز 118: 24)

فلا عجب إن كان عيد القيامة يفوق سائر الأعياد ويسمو عليها كما تفوق الشمس سائر النجوم كيف لا وهو تأكيد وتحقيق لإيماننا وعربون لقيامتنا (1كو 15: 14 إلخ.).

و كثير من الآباء دعوا عيد القيامة بعديد من الألقاب لا مجال له فى هذا المقال .

فى النهاية كانت الكنيسة تمارس وتحتفل بعيد القيامة  من العصر الرسولي بدليل:

أولًا: ما جاء في أوامر وقوانين الرسل وهو: يجب عليكم يا أخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم دم المسيح أن تعملوا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير (بعد عيد اليهود) ولا تصنعوا عيد قيامة ربنا يسوع المسيح آلا في يوم الأحد لا غير وأنتم مسرورون بأن يسوع قام من الموت وهو عربون لقيامتنا ويكون لكم هذا ناموسًا أبديًا إلى أن يأتي الرب… إلخ (دسق. 31 المجموع الصفوي ب 19 وجه 198)… وجاء في ق 7 للرسل ما نصه (كل أسقف وقس وشماس يعيد الفصح مع اليهود يقطع من شركه الكنيسة… إلخ.).

اخرستوس افطونف              خين اومثمى افطونف

اخرستوس انستى                 اليثوس انسيتى

كرستوس تنسى                   باونيت تنسى

እንኳን ለጌታችን ለአምላካችንና ለመድኃኒታችን ለኢየሱስ ክርስቶስ የትንሳኤ በዓል በሰላም አደረሳችሁ

المسيح قام         بالحقيقة قام

Happy Resurrection  of our Lord, God and Savior Jesus Christ

     ابونا انجيلوس النقادى اديس ابابا ٢٠٢٥ م

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai