الاحتفال بمهرجان شوال في اثيوبيا

سمراي كحساي

 

 

تعترف اليونسكو بإثيوبيا كواحدة من الدول الأفريقية الرائدة في تسجيل التراث المادي وغير المادي المختلفة، بالإضافة إلى أكثر من عشرات من التراث المادي، وتحتل البلاد المكان الأبرز لتسجيل مختلف التراث العالمي غير المادي في اليونسكو بما في ذلك ميسكل، ، وفيتشي تشامبالا، والاحتفال بالعام الجديد لشعب سيداما، ونظام قدا النظام الاجتماعي والسياسي الديمقراطي الأصلي لشعب الأورومو، وطيمقت أو عيد الغطاس الإثيوبي، ومهرجان عيد شوال.

ويمثل هذا التراث الثقافي العالمي غير المادي التنوع الغني والهوية الثقافية لإثيوبيا ومجموعاتها العرقية المختلفة، وهي تلعب دورا هاما في الحفاظ على الثقافة التقليدية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتعزيز نقل الممارسات والقيم الثقافية بين الأجيال إلى جانب فوائدها الاقتصادية باعتبارها مناطق جذب سياحي. عيد شوال هو أحد هذه الهدايا الثمينة التي قدمتها إثيوبيا للعالم.

مهرجان شوال

شوال هو الشهر العاشر في التقويم الإسلامي (الهجري)، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك، الذي يُطلب من المسلمين في جميع أنحاء العالم الالتزام به من خلال الصيام والأنشطة الدينية الأخرى. ويواصل المؤمنون صيامهم لمدة ستة أيام في شهر شوال بعد الاحتفال بعيد الفطر الذي يصادف نهاية شهر رمضان المبارك.

وعلى الرغم من أن المسلمين في جميع أنحاء إثيوبيا يصومون أيضًا ستة أيام من شهر شوال، إلا أن شعب هراري، في إثيوبيا، يحتفل بنهاية صيام الأيام الستة في اليوم الثامن من شوال باحتفالات ثقافية فريدة من نوعها في مهرجان ثقافي وديني ضخم.

يتم الاحتفال بمهرجان شوال في هرار لمدة ثلاثة أيام، ويقام فيه فعاليات مختلفة، وتمجيد الله، لمدة ثلاث ليال في مواقع مختلفة لبدء الاحتفالات. في اليوم الأخير، هناك حدث المشاهير المستمر على مدار 24 ساعة والذي يجذب حشودًا كبيرة من الأفراد الذين يرتدون أزياء نابضة بالحياة.

يتجمع الهرريون في المدينة من جميع الاتجاهات والأحياء، وعادة ما يشاركون كمتفرجين.

ومهرجان شوال الذي أدرجته اليونسكو في عام 2023، يجمع الناس من جميع الفئات العمرية والجنس في المجتمع. وتكون شوارع هرر مزدحمة بالناس الذين يحتفلون بالمهرجان، ومن بينهم الفتيات والفتيان الذين يرتدون ملابس تقليدية رائعة تأسر الناظرين، ويتضمن المهرجان أدعية وأناشيد، بالإضافة إلى تلاوة القران، والصلوات.

و أكثر من أي عطلة أخرى، يعشق المراهقون في هرار مهرجان شوال، حيث أن المنصة هي مكان ملائم حيث يلقي الشباب أعينهم على بعضهم البعض من أجل الزواج. ويوفر هذا الحدث أيضًا فرصة لكبار السن لمباركة جيل المستقبل ومشاركة حكمتهم، مع تعليم الشباب القيم الثقافية والأعراف والعادات والتقاليد.

مهرجان شوال يعزز التماسك الاجتماعي والشعور بالهوية، ويساهم في التبادل الثقافة ويدعم المجتمع المحلي والحرفيين، وتم إدراج المهرجان في منظمة اليونسكو في نوفمبر 2023 كتراث عالمي غير مادي. وهذا العام، سيتم الاحتفال بالمهرجان بشكل بهيج من خلال عروض متعددة في مدينة هرار هذا العام بعد تسجيله في اليونسكو.

وبالإضافة إلى كونه منصة فريدة لتسويق قطاع السياحة في إثيوبيا، يوفر المهرجان لعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا العالميين موضوعًا للدراسة. يمكن لوزارة السياحة استغلال هذه الفرصة الممتازة لتطوير السياحة وبناء الصورة الذهنية للبلاد، بينما من المتوقع أن تقوم وسائل الإعلام بتوثيق عملية المهرجان بأكملها وإعدادها لاستخدامها في الاستهلاك السياحي.

تعتبر مدينة هرار من مناطق الجذب في إثيوبيا حيث أنها متحف للتراث العالمي، وتعتبر مدينة هرار القديمة حاضنة للتراث الثقافي المتنوع الذي يزوره السياح هنا وفي جميع أنحاء العالم.

تبلغ مساحة هرر كيلومترًا مربعًا واحدًا فقط، وتضم 368 ممرًا، مما يجعلها رابع أقدس مدينة في العالم بعد مكة والمدينة والقدس.

وتضم المدينة المحصنة 102 مقامًا و82 مسجدًا، مما يجعلها أكبر تجمع للمساجد في العالم.

واشتهرت بكونها مركزًا للتعليم والتجارة الإسلامية، وكان لها عملتها الخاصة، والمركز التجاري الأكثر أهمية في القرن الأفريقي لعدة قرون، وكانت تربط موانئ الساحل الصومالي بالمناطق الداخلية الخصبة لإثيوبيا، كما يتضح من الأسواق المميزة (بيوت المدينة)، في عام 2006، عينت اليونسكو هرار جوجول كموقع للتراث العالمي.

يجب الحفاظ على مهرجان شوال وغيره من التراث الثقافي المادي وغير المادي الموجود في المدينة وتطويره لتعزيز مساهمته في قطاع السياحة.

تعمل هيئة التراث الإثيوبية مع الجهات الفاعلة ذات الصلة لاستغلال الإمكانات السياحية لمهرجان شوال، وتقول هيئة التراث الإثيوبي إنه يتم تنفيذ أنشطة مختلفة للتعريف المهرجان على المستوى الوطني والدولي، و أن هناك جهود تبذها الهيئة لتطوير المهرجان بأصوله وقيمه الثقافية الأصيلة.

وتعتبر مدينة هرر متحف حي يجب الحفاظ عليه للأجيال لأنه يصور الحكمة القديمة الحيوية لمستقبلنا.

وفي هذا الاطار قال السيد زاهد زيدان سفير السياحة والتراث والفنون في الإقليم الهرري  إن جهودا بذلت لأكثر من ثلاث سنوات لتسجيل مهرجان شوال في قائمة التراث العالمي غير الربحي وغير المدفوع عليه لدى اليونيسكو,واضاف وفقنا قبل سنتين بتسجيله بإعطاء أغلب الأعضاء في اليونيسكو أصواتهم لتأييد إثيوبيا من ضمنها الدول الإفريقية والدول العربية الشقيقة وحتى الدول الإسلامية .

وتوضيحا حول هذا الموضوع قال السيد زاهد إن تسجيل هذه الإحتفالية ليس تسجيلا دينيا لأن هناك بعض المغالطات أوالأخطاء بقصد أو بدون قصد بأن هذه الإحتفالية دينية وهي ليست احتفالية دينية بل نابعة عن العادات والتقاليد ,وتأتي بعد الإنتهاء من صيام ستة أيام من شوال, والشعب الهرري والشعب المسلم في كل أنحاء العالم يحتفل عند انتهاء شهر رمضان بالعيد في أول أيامه.

وقال السيد زاهد إن عملية التسجيل هذه تدر فوائد عظيمة على الأمة الهررية والأمة الإثيوبية أولا ثم على عموم إفريقيا ثانيا لأن هناك بعض الأصوات المغرضة أو بعض الأصوات التي لاتعلم بالحضارات في إفريقيا ,وبعض الأصوات تنتقص من بعض الحضارات في إفريقيا ونقول لها ان هناك تراث عريق في دولة إثيوبيا وفي مدينة هرر بالتحديد وفي القارة الإفريقية  وان هذه الطقوس والعادات والتقاليد الإحتفالية موجودة قبل أن تكون هناك منظمة للتراث العالمي .

وقال السيد زاهد إن العالم الآن ينتقل لمراحل كثيرة في در الدخل على بلدانه ومجال السياحة يمكن ان يلعب دورا كبيرا في تعزيز الاقتصاد  في إثيوبيا.

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai